خفايا ودلالات الحلقة ٤٠ : مصرع نوري السعيد ١٥ تموز / يوليو ١٩٥٨
أ.د. سّيار الجميل
خفايا ودلالات -الحلقة ٤٠ : مصرع نوري السعيد ١٥ تموز / يوليو ١٩٥٨
(٢)رجل شجاع قتلَ نفسه ولم يسلّمها الى جلاديه
أسئلة العقل عن جزئيات حدث تاريخي بشع عبثت به أكاذيب المدلسّين
مقدمة
نتابع في هذه الحلقة قصة مصرع نوري السعيد يوم 15 تموز 1958 ، وهي القصة التي تفوق فيها العراقيون اهتماما نظرا لأهمية بطلها الذي اعتبره البعض هو الزعيم العراقي الشجاع الوحيد الذي أبى أن يسّلم نفسه الى خصومه وجلاديه كي لا يهان في حين سّلم غيره انفسهم لاعدائهم ولم يغفر لهم أحد نظرا ما انصّب عليهم من اهانات واذلال ! دعونا اليوم نتابع القصة بدقة ونتساءل عن اللامعقول من التأويلات التي تبرّع بها بعض من اراد أن يسّوق بضاعته الكاذبة من خلالها .. اعود لاؤكد ثانية وثالثة بأن هاتين الحلقتين المخصصتين عن مصرع نوري السعيد هدفها كشف الحقائق وتصويب آراء خاطئة مترسخة في الضمائر العراقية وينبغي تشخيصها مهما طال الزمن .
1/ في دار الاسترابادي .
السؤال الأول : متى انتقل نوري باشا الى دار الاسترابادي هل كان في نهاية يوم 14 كما هي رواية آل الاسترابادي أم قضى الليلة عند آل البّصام وفي صباح 15 انتقل الى آل الاسترابادي ؟ والحقيقة انني ارجّح الخبر الأول ذلك أن علاقة الباشا بآل الاسترابادي أقوى بكثير من علاقته بآل البصام ولم يكونوا من خاصته وثانيا ان ما ورد عن قصة ارسال السيدة زكية وهي تمشي الليل بطوله من الكرادة الى الكاظمية محل شك لا يمكن الاعتماد عليها !
ان قضى نوري السعيد ما تبقّى من نهار 14 تموز واستمع الى بيانات الانقلابيين، ولم ينقل عن آل الاسترابادي الا نتفا قليلة عما كان قد ذكره نوري في تلك الساعات الصعبة ، علما بأنه كما يبدو سعى الى اجراء اتصالات ومكالمات دون جدوى ، ولكن لم استطع الوقوف على اية معلومات في تلك اللحظات الدقيقة من حالة الانتقال الدموي من عهد سياسي الى عهد سياسي آخر سوى أنه كان ينتظر نجدة المتحالفين لانقاذ العراق كما قال ، وثمة معلومة تقول ان نوري السعيد قد جنّ جنونه عندما سمع بمصرع الملك فيصل الثاني وخاله الأمير عبد الاله اذ علّق قائلا : " اخشى ان يفتح مقتل الملك فيصل الثاني حساباً عسيرا في العراق سيمتد قروناً " وكان يهذي مع نفسه قائلا : انهجم كل شي !! ثم صعق بخبر مقتل ولده الوحيد صباح وان الشعب يسحله الان في الشوارع !! صحيح انه بات ليلته الأخيرة في دار محمود الاستربادي 14 / 15 تموز ، ولكن لم يذق طعم النوم ابدا ، وكان يحاول سماع اذاعات العالم ويصعد الى سطح الدار مترقبا طائرات حلف بغداد لتنجد العراق ، ولم يئس قال قولته الشهيرة : " لما مضت ساعات النهار ولم تنجد دول الحلف العراق ، فان الانكليز وراء هذه الحركة ! " . وكان قد سمع هنالك بيان الحكومة الجديدة وهو يدعو الشعب الى القاء القبض على نوري السعيد حياً او ميتاً ، وأنها خصّصت مكافأة قدرها عشرة الاف دينار لمن يدلي بمعلومات للقبض عليه. وتحكي لنا د. سانحة امين زكي في مذكراتها نقلا عن اختها أمل زوجة عبد الرسول الاسترابادي بأن نوري السعيد قد انزل الى سرداب المنزل وبقي بمعية محمود الاسترابادي ، وكانت اختها أمل قد سمعت شيئا من حديث كان يجري بين الرجلين وقد سأله الاسترابادي عن دوره في تنصيب عبد الاله وصيا ، فاقسم نوري باشا له بأن ذلك جاء تنفيذا لوصية الملكة عالية أم فيصل الثاني .. وكان نوري السعيد ملتاعا يريد يعرف مصير الملك الشاب بعد سماعه بمقتل خاله الامير عبد الاله .
2/ ما حكاية العباية ؟ هل كانت عباءة جوخ رجالية أم عباءة نسائية ؟
غادر نوري السعيد دار محمود الاستربادي في الكاظمية ظهيرة يوم 15 تموز / يوليو ، وأخبرني الاستاذ طالب خان -رحمه الله - نقلا عن آل الاسترابادي ببغداد ، وتأكدت من الاستاذ محمد الاسترابادي نفسه لاحقا بأن نوري السعيد لم يتنّكر بعباءة نسائية كما هو شائع ، بل وضع عباءة جوخ رجالية تعود لمحمود الاسترابادي ونزع الروب ولبس العباءة فوق بيجامته التي لم يقلعها مع غترة وعقال ، ولا يعرف مصير العباءة السوداء ، ولكن جثته التي شهدها قاسم واعوانه كان مسجاة ببجامته الزرقاء وهي غارقة في الدماء ، ودفن بها لأول مرة . ولا اميل الى هذا الخبر ، فما دام قد استخدم العباءة النسائية لأول مرة وقد انطلت اللعبة فلماذا يلبس عباءة رجالية ؟ قيل لي : انه بلباسة العربي لم يثر اية شكوك فشكله تغير تماما وبدا عجوزا فهو قد نسي طقم اسنانه في بيته عند خروجه المسرع كما انه لم يذق شيئا لاكثر من ثلاثين ساعة وغطى رأسه وقد أثرّت على هيئته الساعات الصعبة التي عاشها وبات لا يعرف من يكون ..
اما صاحبة العباءة النسائية ، فكانت تلبسها زوجة محمود الاسترابادي بيبي بَكَم بنت السيد علي قطب (وهي من كربلاء) والتي رافقته مع خادمتها الفارسية زهرة، واستقلوا سيارة آل الاسترابادي ويقودها مظفر ابن محمود الاستربادي، الذي اوصلهم الى محلة البتاوين ، وقد تاه عليهم بيت الشيخ محمد العريبي ، فاثروا الدخول الى دار هاشم جعفر زوج احدى بنات محمود الاستربادي وهو شقيق ضياء جعفر الوزير السابق ، وكان ترحيبهم به فاتراً ، ولما شعر نوري السعيد وكان يمتلك حاسة أمنية خاصة بأن الأب هاشم كان متوترا ورأى ولدهم المسمى عمر قد خرج مسرعا ،اقتنع بأنه ذاهب فعلا بالابلاغ عنه بعد أن شكّ في نظراته نحوه .. طلب نوري السعيد نفسه ان يخرج حالا ، فوجد الباب الداخلي مغلقا فهاج وصاح اخرجوني حالا ( السؤال : هل اراد هاشم جعفر تسليم نوري السعيد ؟ ) . خرج نوري من الباب الخلفي مع مسدسه مسرعا وقد ترك غترته وعقاله ، فلحقت به بيبي بَكَم زوجة الاسترابادي ، وكان عمر هاشم جعفر قد ابلغ عنه وثمة رواية تقول ان ذلك جاء بتحريض من ابيه هاشم نفسه بالابلاغ عن وجود نوري السعيد في بيته ! اذكر ان هناك رسومات مفبركة قد انتشرت عن نوري وهو لابس للعباءة النسائية بعد يومين او ثلاثة من الانقلاب وهي صور لا اساس لها من الصحة ابدا ، بل روّجها النظام الجديد .. كما قامت بتحريف من ذكر ان نوري كان يمشي بعباءة سوداء دون ان يذكر بانها نسائية !
3/ النهاية التراجيدية وموته منتحرا
خرج نوري وهو بحالة عصبية من دار هاشم جعفر مسرعا وكان بصحبة بيبي قطب زوجة محمود الاستربادي وخادمتها قاصداً هذه المرة وباحثا عن دار الاقطاعي الشيخ محمد العريبي في منطقة البتاوين وهو من شيوخ آل محمد ، وكانت الشمس قوّية جدا في تموز بغداد ، فكان ان حمل بيده رأس عباءته ليحمي رأسه من حرارة الشمس .. وتاه عليهم دار العريبي ، فقام يستفسر بنفسه عن دار العريبي من صاحب محل فعرفه وأخذ يصيح " هذا نوري السعيد .. " فتركه نوري ، ولكن صاحب المحل لحق به فعثر نوري لتتجّمع الناس من حوله ، فأخرج مسدسه واطلق النار على رأسه ( وقد تحدثّت بذلك سيدة مسيحية من البتاوين عن ذلك الى المذيع القديم ناظم بطرس ) ، ولا صحة أبدا لمن قال أن صبياً قد اكتشفه من بجامته ووشى به .. كانت قوة مسلّحة قد ارسلها قاسم جراء الابلاغ وعلى رأسها وصفي طاهر قد وصلت المكان في طريقها للقبض على الباشا في بيت هاشم جعفر اثر ابلاغه هو او ولده السلطات ، فوجدت المفرزة جمهرة من الناس حول جثة نوري السعيد والى جانبها سيدة بعباءتها تندب عليه ، وقد هربت الخادمة من هول المنظر المرعب خوفا ، فقام وصفي باطلاق زخة من الرصاص على جئة نوري السعيد وقتل بيبي قطب في الحال التي كانت تتوسّل به فغرق الاثنان في دمائهما . هناك من أفاد وهو أحد رؤساء الوزراء العراقيين السابقين في بيروت بعد 14 تموز / يوليو 1958 بأن نوري السعيد كان يصرّح دوماً بأنه لا يمكنه أبدا ان يسّلم نفسه الى اعدائه ان وجد نفسه محاصراً ، اذ قال بأنه لن يتردد أن يطلق النار على نفسه إذ ما وجد نفسه لا يستطيع النجاة من الموت كيلا يهان أو يجرح أحد كرامته أو يقف ذليلا امام خصومه ، اذ كان في سنواته الأخيرة يحمل مسدسه بصورة دائمة. . لقد ارتكب نوري السعيد اكبر خطأ في دخوله قلب بغداد ، وكان عليه ان يغيب في الليل وسط البساتين بمعية من يوصله الى خارجها باتجاه ديالى نحو ايران او باتجاه الدليم نحو الاردن .
4/ اسئلة مؤرخ عن القتل والسحل في شوارع بغداد
السؤال الذي احتارت به الناس : هل قتل نوري السعيد أم انتحر ؟ لم يدع أحد بقتله سوى أحد العسكريين واسمه خضير صالح السامرائي الذي ادعى مروره من هناك ولوى يد الباشا واخذ مسدسه واطلق النار عليه ! وهي رواية اتى بها خليل رويتر في كتابه ولم تذكر في التحقيق ولا في اي مصدر آخر باستثناء المراجع العادية التي نقلت من رويتر ! واعتقد ان كان هناك اي عراقي قد قتل نوري السعيد لاكرمته النظام الجديد وصنع له تمثالا في فورة تلك الايام ( الثورية ) التي بلغت الكراهبة ضد نوري والنظام الملكي اقصى مداها .
السؤال الآن : لماذا كلّف عبد الكريم قاسم وصفي طاهر بهذه المهمّة سواء بالهجوم على بيت نوري في قلب الكرخ صباح 14 تموز ؟ وكلفه أيضاً بقيادة المفرزة على البتاوين في قلب الرصافة ظهيرة 15 تموز ؟ ما السر في ذلك؟ والكلّ يعلم أنّ وصفي كان مرافقاً لسيده الباشا ، وكان يتصّرف كأحد أبرز المخلصين له؟ كما هو حال عبد الكريم قاسم الذي كان محسوباً على الباشا !
لماذا نقلت جثة نوري باشا إلى وزارة الدفاع بدمائها ؟ ولماذا أصرّ قاسم على رؤيتها ؟ وطلب من المتواجدين وأغلب الضباط الأحرار مع عدد من الوزراء لمشاركته رؤيتها ؟ هل كان ذلك للتأكد منها أم للتشّفي فيها ؟ لماذا بقيت الجثة في قبو الوزارة حتى المساء؟ اذ أمر قاسم بنقلها لدفنها عند خلو شوارع بغداد من حركة المارة ! هكذا ، تمّ نقلها إلى مقبرة الباب المعظم مقابل دائرة الطب العدلي ودفنت هناك .. كونها المنطقة الأقرب الى وزارة الدفاع ، وان خبر نقل الجثة الى الطب العدلي لم يحصل أبداً فهي فرية أخرى لا أساس لها من الصحة اتقاء من خصومه الشيوعيين، كما ان الجثة لم تدفن في معسكر ابي غريب البعيد كما اشاع البعض كذبا وبهتانا .. اسئلة اخرى : اين مسدّس نوري السعيد ؟ من أخذه بعد أن سلمّه وصفي الى زعيمه قاسم ؟ أين العباءة الجوخ التي كان يلبسها فوق البيجامة اذ وصلت الجثة وزارة الدفاع بلا اية عباءة ؟
لكن الخبر تسّرب عن وزارة الدفاع الى الشيوعيين عن مكان دفن جثة نوري السعيد ، فقاموا باخراجها من قبرها وربطوها بالحبال ، وقاموا بسحلها يوم 16 تموز من باب المعظم وطافوا بها عبر الرشيد والى شارع الملك غازي ( الكفاح لاحقا ) وعند منطقة قنبر علي ديست الجثة بالدبابة العسكرية ثم وصلت مسحولة الى الوزيرية ليرقصوا حولها امام السفارة المصرية ، ولهذا التصرّف معنى عميق لا يفوت على النابهين ثم قطعوا اوصالا منها فوصل كف نوري السعيد الى الكاظمية ثم رجعوا يسحلون ما تبقى من اشلائها نحو الاعظمية وهي تتهشم وتتقطع الى أوصال وتداس بعجلات السيارات وعبروا جسر الصرافية بها وهي كتلة لحم مهترئة باتجاه الطوبجي والكاظمية وساحة عدن ووقفوا عند بوابة بستان عبد الهادي الجلبي ليحرقوها ، ويأتي أحدهم ليقول بأن ذلك كان جزاء لهذا الرجل الذي قتل العراقيين ! وتعددت الروايات ايضا فهناك من قال باحراقها امام السفارة المصرية تحية للرئيس عبد الناصر الذي ناصب نوري السعيد العداء وكان لخطاباته ودعايته السياسية والاذاعية دورها في كراهية هذا الرجل . وهناك من قال انها احرقت قرب الحيدرخانة وهناك من أكد انها احرقت في الكاظمية وذكر نقلا عن عبد الهادي الجلبي ان هناك من جاء ليلم رمادها ويدفنه في الكاظمين !! السؤال : أين السلطات الجديدة مما حدث يوم 16 تموز ؟ لماذا بقيت صامتة على ما حدث ؟ هل اصدرت بيانا بذلك أو اية ادانة ضد من فعل ذلك ؟ أم شاركت في هذا المهرجان المتوحش والمقرف ؟ وكما صمتت السلطات الثورية عما حدث يوم 14 تموز ، بل روّجت له في الاذاعة على لسان عبد السلام عارف، كذلك روّجت ساخرة من مصرع رئيس الوزراء نوري السعيد وعباءته ونشرت الرسوم !! .. مما وّلد كراهية مضاعفة ضد الرجل عند الناس ستتوالى على العهود الجمهورية ضد النظام الملكي القديم ورموزه حتى اليوم . ويقف اللورد بيرد وود Lord Birdwood في كتابه " دراسة في القيادة العربية " عند سيرة نوري السعيد الذي يعتبره عظيما وتتبعها ، ويعزى ان حرب الكلمات الباردة بين مصر العراق قد اسرعت في سقوط النظام الملكي في العراق . والحقيقة ، فان النظام الملكي في العراق لم يعرف كيف يدافع عن نفسه ، واستخف بدور الدعاية المصرية وتأثراتها في عواطف العراقيين .
5/ وأخيرا : ماذا نقول لسايكلوجيا جماعية مضطربة ومتناقضة ؟
صحيح ان زعيما مثل نوري السعيد لم يكن ملاكا ، وقد كانت له اخطاؤه كأيّ زعيم سياسي من الزعماء ( أوضحتها في الكتاب الذي حققته بعنوان " عراق نوري السعيد " ) ، ولكن لم يكن مثل زعماء جاءوا من بعده وتسلّموا حكم العراق بلا جدارة ، اذ كانت لهم اخطاؤهم وخطاياهم معاً .. فمن المخجل ما حدث بعد مصرع الرجل من اساءات ورقص في مهرجانات دم في الشوارع ، وسحل جثث .. صحيح انها من فعل جماعات معينة ، ولكنها لاقت مباركة وترحيبا، وهي وصمة عار ستبقى ملصقة في تاريخنا العراقي شئنا أم ابينا ! ان ما حدث له قد حدث لغيره من زعماء العراق . كانت الاذاعة مروّجة للفوضى والكراهية وتليها الصحافة والاحزاب المؤيدة ومعظم زعماء الاحزاب الليبرالية والراديكالية اذ تخندقوا جميعا في خندق واحد ولم يصدر عن الطرف الآخر اي صوت مضاد للرعب الذي ساد الموقف . والأخطر هو أن رواية الأحداث صدرت من الطرف المؤيد والمنتصر وبقيت الرواية سائدة بكل ما روجته من اكاذيب وتلفيقات سواء في وسائل الاعلام ام حتى في الكتب المدرسية واخيرا على ايدي المؤرخين الجدد الذين لا يفكرون فيما يسجلون ويكتبون .. هذا مجرد حدث واحد في تاريخ العراق المعاصر .. فكيف يا ترى هو تكوين هذا النسيج التاريخي للعراق المعاصر الذي عمره اليوم مائة عام ؟ ان السؤال الذي يجعلني افكّر فيه دوما : كيف يمكن ان يتحّول بعض العراقيين من اناس موثوقين ومخلصين ومبدأيين أقسموا على عدم نكث العهد الى اناس بمنتهى العنف والنذالة لينتقموا من زعماء اخلصوا لهم ؟؟ ومهما بلغت اخطاء نوري السعيد ، فلا يمكن ابدا قبول ما حدث بعد انتحاره .. وفي الوقت نفسه كيف أفسّر حتى يومنا هذا حالة التناقض لأناس كانوا يعارضون ويخاصمون ويناضلون (بتعبيرهم) ويشتمون زعيماً معيناً سنوات طوال لكي يتحولوا بقدرة قادر الى النقيض عندهم ليترحموا عليه ويذكرونه أحسن الذكر ؟؟ وأخيرا أخاطب بعض من امتعض محاولتي نبش التاريخ للبحث عن حقائق ما جرى والامتعاض دليل كراهية لهذا الرجل ، فأقول لمثل هذا الصنف من البشر : كفى تعيشون مع عواطفكم المضطرمة وتفكّروا وتدبروا بعقولكم وضمائركم واخرجوا من قوقعة شعارات سقيمة ، مثل : "عاش ويسقط " وكأننا في مهرجان سياسي .. اخرجوا من جلودكم الحزبية وخنادقكم السياسية فالحدث عمره اليوم 65 عاما ، بمعنى أنه غدا في عداد التاريخ . وان لم اعالجه اليوم ، فسوف تأتي أجيال قادمة لترى حقائق ما جرى اعترفوا بكل المثالب السقيمة ومن بعدها تفاخروا بكل الأمجاد ..
نشرت يوم الأحد 24 سبتمبر / ايلول 2023 على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
https://www.algardenia.com/maqalat/60412-2023-09-26-06-22-53.html