الى أوستن وليندا وكارين ... لاتكونوا للأبارتايد ولل -جيم كرو- من المطبلين !
احمد الحاج
الى أوستن وليندا وكارين ... لاتكونوا للأبارتايد ولل -جيم كرو- من المطبلين !
مع ارتفاع أعداد الضحايا بين صفوف المدنيين الأبرياء العزل من جراء العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 بدعم وتسليح مطلق من قبل الادارة - البايدنية الزهايمرية- الامريكية،وصلت الحصيلة القابلة للزيادة في أية لحظة حتى كتابة السطور الى 8005 شهداء، بينهم أكثر من 3500 طفل،و1726 امرأة،و460 مسناً،وابادة 881 عائلة بالكامل،فضلا على استشهاد 116 من الكوادر الطبية ، واستهداف 57 مؤسسة صحية مع تهديد البقية الباقية بالتدمير ولا سيما مستشفى الشفاء والقدس والاندونيسي بحسب الصحة الفلسطينية، وسط تأكيد الأمم المتحدة بأنّ أعداد الشهداء التي تكشف عنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة "ذات مصداقية وموثوقية تاريخيا"وذلك في معرض ردها على تشكيك الادارة الامريكية وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم الكذب والسحر"بايدن"،أقول ومع كل هذه الاخبار المفجعة التي تأتينا تباعا بالتزامن مع استشهاد 22 صحفيا فلسطينيًا،وقطع كل مقومات الحياة اضافة الى شبكات الاتصالات والانترنيت لإخفاء حقيقة الإجاعة والابادة الجماعية عن العالم بقنابل الفسفور الابيض ، والعنقودي ، واليورانيوم المنضب الامريكي لتهجير سكان القطاع ، واذا بثلاثة مسؤولين أميركان كبار من ذوي البشرة السمراء يتحيزون وبشكل عجيب لكل جرائم الكيان العنصري ، وربما يؤيدونها ويباركونها ويحرضون عليها ايضا ، وأعني سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد،ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ،اضافة الى المتحدثة باسم البيت البيض،الشاذة المعروفة كارين جان بيير،وبناء على ما تقدم لابد لي من تذكير هؤلاء الثلاثة بتاريخ امريكا والكيان الصهيوني مع التمييز العنصري الذي استعبد أجدادهم، واحتقر لونهم ،وكره أصلهم ،واضطهد جنسهم، وأباد عرقهم ، عسى ولعل أن يقف كل واحد منهم مع نفسه للحظة وقفة يعيد خلالها حساباته ليخفف من حجم تحيزه لصالح الكيان الحاقد على جنسه ، وأسألهم " ماذا تعرفون عن العنصرية التي تجتاح المجتمع الامريكي والصهيوني ومعاناة كل الأعراق والاقليات داخلهما ؟".
وأقول لعبيد - البيت الأبيض - ما سبق لمالكوم اكس ، أن قاله بحق عبيد - البيوت- والقصور والمنازل من أمثالهم "عندما يشعر السيد الأبيض بالمرض فإن عبد المنزل يشعر بالمرض أيضا ، بينما يدعو عبد الحقل بأن يموت سيده في مرضه " فبهذه العبارات لخص المناضل الامريكي من أصول افريقية مالكوم اكس ،المشهد برمته وذلك في خطبته الشهيرة في كانون الاول / 1963 بمدينة ديترويت وقد دفع مالكوم أكس أو ( مالك شهباز )حياته ثمنا لمناهضة التمييز العنصري حين اغتيل في نيويورك بـ 16 رصاصة أثناء كلمة له عام 1965 ، ولولا نضال هذا الرجل الأمريكي المسلم من أصول افريقية لما احترمكم اليمينيون والمتعصبون البيض وجلهم من الصهاينة إن لم يكن اعتقادا وانتسابا ، فتأييدا وتعاطفا تمهيدا لمعركة هرمجدون المستقبلية التي يؤمنون بها ، والاغرب أنكم تتفانون بخدمتهم ومدحهم والثناء عليهم يا كل من أوستن وليندا وكارين !
ولا أذيع لكم سرا بأن مالكوم أكس ، هو القائل وبما ينطبق عليكم جميعا "إذا لم تكن حذرًا، فستجعلك الصحف تكره المظلومين وتحب الظالمين ...لقد تعلمت باكراً بأن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، و أن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد " ولعل هذا الضجيج هو عين ما فعله ويفعله الفلسطينيون للحصول على بعض حقوقهم المغتصبة، واستعادة جزء من أراضيهم السليبة حتى رضي بعضهم مرغما بـ" حل الدولتين " الوهمي ، وبـ العودة الى اراضي 67 بعد أن كان الشعار " من النهر الى البحر " للوقوف بوجه شعار "من النيل الى الفرات "، فيما تواصلون أنتم وامثالكم - مسلسل الكذب العلني - متأثرين بالإعلام الامريكي الزائف الذي يسيطر عليه الصهاينة !
كذلك انتهى المطاف بالمناضل المعمداني الأسود مارتن لوثر كينغ ، الذي اغتيل بدوره عام 1968 ،على شرفة غرفته فى فندق "لورين"وكان من أشد مناهضي التمييز العنصري في أميركا والعالم ، وهو القائل "إن الفصل العنصري جريمة زنا محرمة بين الظلم والخلود ، والمصيبة ليست في ظلم الأشرار ، بل في صمت الأخيار، ولن يستِطيع أحد ركوب ظهرك الا إذا كٌنت مُنحنياَ" ولاشك أن الفلسطينيين يرفضون "الأبارتايد " وجدران العزل والفصل العنصري التي يقيمها الصهاينة في كل مكان لحجز أصحاب الأرض من السكان الأصليين داخل المخيمات والعشوائيات والمدن والقطاعات المكتظة بعد نهب أراضيهم ،وحرق بساتينهم ، وتجريف مزارعهم ، واعتقال ابنائهم ، وقتل شبابهم ، لأن الفلسطينيين يرفضون الانحاء كي لايركب الصهاينة ظهورهم ، يا كل من أوستن وليندا وكارين ، فلا تكونوا للصهاينة من الداعمين !
وعلى خطى من سبقه سار تلميذهم النجيب بطل العالم في الملاكمة المسلم محمد علي كلاي، الذي سجن وحورب من جراء رفضه للعنصرية ولسياسة بلاده الإمبريالية وهو القائل يوم رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية للقتال في فيتنام "لن أحارب الفيتناميين فهم لم يلقبوننى بالزنجي"وهو القائل عن العنصرية"إن كره الناس بسبب لون بشرتهم خطأ،و لا يهم أي لون يمارس هذا الكره".
لا تكونوا يا كل من أوستن وليندا وكارين ،كمن قال فيهم استاذ الاعلام غلين فرانكل، عن علاقة رؤساء المنظمات اليهودية بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا قبل سقوطه "لقد فقدوا مصداقيتهم بإقرارهم وترديدهم كالببغاوات للأكاذيب التي لقنهم إياها المسؤولون الإسرائيليون" وإن شئتم فاقرؤوا ماكتبه مراسل صحيفة “الغارديان” السابق كريس ماغريل، حين قارن بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل".
هذا الفصل العنصري المقيت الذي ناهضه نيلسون مانديلا،وسجن وعذب وطورد بسبب نضاله لسنين طويلة ومن أشهر أقواله " أنا أمقت العنصرية، لأنني أعتبرها شيئا من الهمجية، سواء جاءت من رجل أسود أو رجل أبيض" .
كيف لا وهناك من يناضلون من أجل الحرية - أمثال مانديلا وكلاي واكس وكينغ - وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية - أمثالكم يا كل من أوستن وليندا وكارين - وغني عن البيان بأن عديد الافلام التي لخصت مأساة الزنوج في امريكا طويلة ومهمة وقد حصل معظمها على جوائز الأوسكار والغولدن غلوب ، و دعوني أذكركم ببعضها ولعل فيلم (المساعدة ) انتاج عام 2011 من أهمها حيث تناول جانبا من العنصرية المقيتة التي يعانيها السود في امريكا،كذلك فيلم (أميستاد ) انتاج عام 1997 والذي يعد واحدا من أهم الافلام التي سلطت الضوء على تجارة العبيد بعد جلبهم قسرا من افريقيا ومن ثم نقلهم الى امريكا ، كذلك فيلم (اللون الأرجواني) إنتاج عام 1985 ، وفيلم (لينكولن) انتاج 2012 وقد ركز على التعديل الثالث عشر للدستور الامريكي الخاص بمنع العبودية ، وقد اندلعت الحرب الاهلية الامريكية للفترة (1865-1861) بين الشمال والجنوب على خلفية محاولات تحرير العبيد فذهب ضحيتها أكثر من 750 ألف مقاتل بحسب المؤرخ ديفيد هاكر ،اضافة الى 50 ألف مدني ، فضلا على فيلم "عبد لـ 12 عاما" انتاج 2013 وفيلم (جانغو الحر) انتاج 2012 الذي حام حول موضوعة عبيد المنازل والقصور ، وعبيد الحقول !
ودعوني أذكركم يا كل من أوستن وليندا وكارين ، بأن زنوج امريكا لم ينالوا حريتهم وحقوقهم عقب تحريرهم فبعد إلغاء الرق والعبودية بدأ استرقاق من نوع جديد ففي أواخر العام 1865سنت أولى قوانين السود المجحفة (Black codes) لتأتي قوانين "جيم كرو" المستلهمة من أغنية "جمب جيم كرو" أو "اقفز يا جيم كرو"والتي غناها العنصري الأبيض توماس د. رايس عام 1832، لتفرض قوانين تمييز جديدة تضمنت فصلا عنصريا مقيتا في المدارس و الأماكن العامة ووسائط النقل والمطاعم والمقاهي ودورات المياه بين البيض والسود ومازال الحال على ماهو عليه وإن كان بدرجة أقل ا لا أنه سرعان ما يطفو على السطح ليعود الى الواجهة مع كل حادثة قتل وعملية احتجاز أو اعتقال تعسفي تطال زنجيا كما حدث مع جورج فلويد ، الذي ختم حياته بعبارته الأشهر " لا استطيع التنفس" ليغرد مشاهير الزنوج في امريكا أمثال اوباما ،ومايكل جوردان،وبيونسيه ،وريهانا ،وأوبرا وينفري مستدعين الى الذاكرة الجمعية مأساة اجدادهم في أمريكا ، فيما لخص - الرجل الأنثى أو الأنثى الرجل - ليدي غاغا البيضاء ومن باب من فمك أدينك عن العنصرية في أمريكا بتغريدة جاء فيها " إنني غاضبة من وفاة جورج فلويد " كما حدث مع وفاة عدد كبير جدا من السود على مدى مئات السنين في هذا البلد نتيجة للعنصرية التلقائية والنظام الفاسد الذي يدعمها ، وفقا لفرانس 24 .
وتأسيسا على ذلك فلا أقل يا كل من أوستن وليندا وكارين ،أن تنتقدوا وتناهضوا العنصرية المقيتة والابادة العرقية التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وهو صاحب الارض قبل أن يحاصرهم ويطردهم الصهاينة ممن قدموا الى فلسطين من أصقاع المعمورة تماما كما جاء أجداد الكاوبوي الامريكي الذي استعبد اجدادكم وجلبهم مقيدين بالسلاسل من مجاهل افريقيا ليعملوا في خدمة رعاة البقر الذين قدموا من أوروبا ليحتلوا الارض الجديدة ويبيدوا سكانها الاصليين فيما تقفون أنتم الثلاثة كالطبالين وانتم تهللون للقمع والتمييز العنصري والإبادة العرقية الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ذاهلين عن اجدادكم الذين عانوا من تلكم العنصرية القمئة حتى حقبة الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي !
يا أوستن وليندا وكارين ، ليس السود وحدهم من يعانون في بلادكم ، المسلمون كذلك حيث ازدادت حوادث التمييز ضدهم في الولايات المتحدة بفعل " الإسلاموفوبيا " و بنسبة 9 % في 2021 مقارنة بالعام 2020 فيما تلقى مجلس العلاقات الأمريكية - الإسلامية 6 آلاف و720 شكوى من عموم البلاد بما فيها قضايا الهجرة والتمييز في السفر والتجاوزات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون وحوادث التحيز والكراهية والحجز القضائي والحوادث المدرسية وحرية التعبير وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة " كير" !
يا أوستن وليندا وكارين ، المكسيكيون ليسوا أفضل حالا في بلادكم ، وكل ما يجري اليوم من عنف دموي في بلادهم وبما يصل الى 95 جريمة قتل يوميا بمعدل شخص واحد كل 15 دقيقة وفقا للبي بي سي ، فيما تحتل المكسيك المركز الثاني عالميا من حيث الدول الأكثر دموية بوجود 12 كارتل للمخدرات وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ، إنما هو ثمرة سامة لتجارة السلاح الامريكي غير المشروع ،والشركات الاحتكارية الامريكية التي تنهب ثرواتهم وكلها مخاض الحرب غير المتكافئة التي شنتها أمريكا على المكسيك عام 1846 و اقتطعت بموجبها تكساس و كاليفورنيا ونيفادا ويوتا ومعظم أريزونا اضافة الى نيومكسيكو وبعض كولورادو ، وكلها كانت قبل الحرب اراض مكسيكية 100% ، فيما دأبت السينما الامريكية على تشويه وتنميط صورة المكسيكي تماما كما تفعل بالعرب والمسلمين والزنوج واظهار احدهم بصورة المجرم والسفاح وقاطع الطريق ، وهذا عين ما حدث بتأثير غسيل العقول المتواصل مع اللاتينيين والاسيويين ممن يعانون بدورهم الامرين من سلسلة الاقصاء والتهميش والتضييق والتمييز المتواصل ، أما عن الهنود الحمر ، فمأساتهم لا تخفى على أحد وقد أبيد ما يربو على 10 ملايين هندي أحمر بين عامي 1540 - 1924 في أكبر إبادة عرقية في تاريخ البشرية وبما يشبه تماما ما يفعله الكيان الصهيوني المجرم على مدار 75عاما في فلسطين !
أما عن التمييز العنصري على أساس اللون والعرق والدين داخل كيان الاحتلال الذي تناصرونه وتدافعون عنه يا كل من أوستن وليندا وكارين، فدعوني اطلعكم على جانب من جحيمه وبما كشفت عن نزر يسير منه قبل أشهر دردشة على تطبيق واتس آب بعنوان (الرحلة المدرسية السوداء) جرت بين عدد من المعلمين الصهاينة من طائفة "الاشكناز" خلال سفرة مدرسية وهي تسخر من التلاميذ الاسرائيليين من أصول إثيوبية ،وبرغم اعتذار وزير التعليم الإسرائيلي عن الدردشة التي سخرت من لون بشرة الطلبة (الفلاشا ) ممن يشبهونكم يا كل من أوستن وليندا وكارين ، الا أنها فتحت جرحا غائرا لم يندمل بعد اذ لطالما أعادت احتجاجات (اليهود الفلاشا) ويعيش منهم نحو 170 ألفا في دويلة الاحتلال إلى السطح حجم التصدّعات داخل المجتمع الإسرائيلي بحسب موقع (عرب 48) الفلسطيني ، فالمجتمع الاثيوبي - الاسود - داخل إسرائيل يواجه العديد من الـ "مشكلات"، وفقا لرئيس الوزراء (النتن جدا ياهو) ولطالما كشفت احتجاجات طائفة الفلاشا التي يطلق عليها "بيتا إسرائيل" عن الوجه الكالح لديمقراطية التمييز والاغتصاب داخل الكيان الذي تدافعون عنه يا كل من أوستن وليندا وكارين ، وماتزال أحداث الصدامات التي اندلعت عام 2019 بين محتجين من الفلاشا وقوات الشرطة الاسرائيلية خلال تشييع جثمان الاثيوبي (سولومون تيكا) وعمره 18 سنة ماثلة في الاذهان ولاسيما بعد اصابة (111) شرطيا والقبض على (136) اثيوبيا بحسب المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية .
فاليهود من الفلاشا يعانون من الاضطهاد مذ نقلهم بعملية سرية عرفت أولاها بـ (عملية موسى) بين عامي 1979 و1990، أعقبها (عملية سليمان) بين عامي 1990 و1991 وفقا لملفات الموساد ، أما عن نسبة البطالة بينهم فتقارب الـ 65 % بحسب دراسة اسرائيلية صادرة عام 2005 !
أما عن التمييز ضد العرب من المسلمين والمسيحيين، فقد أظهر استطلاع معهد ( ديالوغ ) الإسرائيلي بأن 47% من الاسرائيليين يؤيدون طرد الفلسطينيين بحسب صحيفة هأرتس الاسرائيلية لأن الافضلية داخل الكيان المسخ وفي كل شيء مكرسة لليهود الأوروبيين (الأشكناز) الذين قدموا من شرق أوربا فقط لاغير !
وأزيدكم من الشعر بيتا يا كل من أوستن وليندا وكارين ، بأن التمييز يشمل أيضا اليهود المزراحيين ، وهم يهود الشرق الاوسط ، وهؤلاء لم يكن متاحا أمامهم حتى اختيار مقصدهم قبل وصولهم الى الكيان ، وفقا لخبير الشئون اليهودية (حاييم جيوزلى ).
كل ذلك بخلاف الشعب الفلسطيني الصامد الصابر المحتسب والذي لم يكن يوما عنصريا وﻻ – لونيا – ،ﻷن النبي الاكرم ﷺ قد نهانا كليا عن التمييز العنصري وحسم ذلك بقوله الشريف : (( لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)) ، وهذا ما تربى عليه الفلسطينيون في كنف أسرهم ومدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم ومساجدهم ومجتمعهم منذ الصغر ، بينما تزخر مكتباتهم الورقية والالكترونية هناك بكتاب الجاحظ – وهو أسود اللون – بعنوان ” فضل السودان على البيضان ” ، وكتاب ” ابن الجوزي ” تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ” ، وكتاب الامام السيوطي ” رفع شأن الحبشان “، وكتاب البخاري المدني ” الطراز المنفوش في محاسن الحبوش ” كتب بمجملها وغيرها الكثير تفصل لهم كل شيء عن أشهر وأشعر وأنبل وأتقى وأزهد – السود – في التأريخ وفي مقدمتهم ، لقمان الحكيم ، ومؤذن الإسلام الأول بلال الحبشي ، فضلا عن ملك الحبشة “النجاشي”، وكلهم محط احترام وتقدير وأشهر من نار على علم.
أما لماذا يكره الصهاينة يهود الفلاشا - السود - كذلك العرب ، فذلك يعود الى أسباب عدة منها أكذوبة تلمودية وتوراتية مختلقة اخترعها حاخامات صهيون حاولت تشويه سيرة سيدنا النبي نوح عليه السلام – وهذا هو ديدن الحاخامات ممن يشوهون صور الرسل والأنبياء ليسوغوا ما يقومون به هم شخصيا من قبائح ورذائل – مفادها وكما جاء في سفر التكوين الفصل التاسع ، 20-25 والعياذ بالله ( وإبتدأ نوح يحرث الأرض و غرس كرما و شرب الخمر فسكر و تكشف داخل خبائه فرأى حام أبو كنعان سوءة أبيه – عورته – فأخبر إخوته وهما خارجا فأخذ سام و يافث رداءه و جعلاه على منكبيهما و مشيا مستدبرين فغطيا سوءة أبيهما فلما أفاق نوح من خمره – سكرته – علم ما صنع به إبنه الصغير فقال ملعون (كنعان ) عبدا يكون لعبيد إخوته) ” واذا ما علمنا بأن “حام” هو ابو السودانيين والنوبيين والمصريين والامازيغ واصحاب البشرة السمراء، وهو ابو الكنعانيين ايضا – اهل الشام – علما أن حام في اللغة الهيروغليفية تعني الأرض السمراء ..لأدركنا حجم المؤامرة التي طعن اليهود بسببها وهذا ديدنهم بنبي كريم ﻷجل ان يحققوا غرضا مستقبليا في أنفسهم خلاصته أن ” المصريين والسودانيين والشاميين ” كلهم عبيد لسام وأولاده – ومعلوم بأن اليهود ينتسبون الى سام فيسمون أنفسهم بالساميين – وكل من يعاديهم يطلقون عليه اسم ( عدو السامية ) وهي تهمة تكفي لجرجرته في المحاكم أوروبيا وأميركيا مهما علا شأنه ! اودعناكم اغاتي