طوفان الأقصى” ونهاية نتنياهو!
- جاسم الشمري
- ديسمبر 10, 2023
Facebook
Twitter
LinkedIn
أكد بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة “الإسرائيلية“، مرارا،بأن الهدف من الهجوم البرّي والجوّي على غزة هو لقتل قادة حماس وتحرير الأسرى، ولكن يبدو أن أهدافه ذهبت أدراج الرياح!
وسبق لنتنياهو أن واجه حراكا شعبيا، أو “ربيعا إسرائيليا“، احتجاجا على التعديلات القضائية لحكومته، وجاءت معركة “طوفان الأقصى” لتُوقف تلك الاحتجاجات التي استمرت لأكثر من (40) أسبوعا في عدّة مدن صهيونية وبمشاركة عشرات الآلاف.
وبعد “الطوفان“ صار نتنياهو أمام ضغوطات داخليةحادّة، وبالذات بعد الفشل العسكري والاستخباري الذي دفعت “إسرائيل“ ثمنه بأكثر من (1550) قتيلا وآلافالجرحى والمرضى النفسيين!
والجانب الضاغط الأبرز على نتنياهو تمثّل بالأسرى الصهاينة لدى المقاومة الغزاوية، وَهُم عُرضة للقتل كون الضربات الصهيونية لا تُميز بين مكان وآخر، وسبق للمتحدث باسم كتائب القسام “أبو عبيدة“ أن ذَكَر يوم 26/10/2023، أن نحو 50 أسيرا لديها قتلوا جراء الغارات الصهيونية!
واليوم لا يُمكن ضمان “سلامة“ بقية الأسرى نتيجة الضربات الوحشية على غزة!
وبعد الهدنة عادت “إسرائيل“ لتُنَفّذ ضرباتها بهمجيةمنقطعة النظير، ولكنها تفاجأت بأن ضرباتها دَفَعت أهالي الأسرى الصهاينة للخروج بمظاهرات حاشدة، ورفعوا لافتات كُتب عليها: “نحن نموت بسبب سياسة نتنياهو.. اخرج من حياتنا”!
وقال رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء الماضي: “يجب منع نتنياهو، المصاب بجنون العظمة، من قيادة الحرب“!
وعقب الهدنة أطلقت المقاومة، السبت الماضي، نحو (174) صاروخا، وهو العدد الأكبر منذ بدء الحرب، والمفاجئة أنها أُطلقت من شمالي غزة، الذي تدعي “إسرائيل“ سيطرتها عليه!
وفي ذات اليوم أعلن نتنياهو مقتل قائد اللواء الجنوبي لفرقة غزة العقيد إساف حمامي!
وقبله قُتِلَ العديد من كبار الضباط بينهم العقيد روي ليفي قائد الوحدة متعددة الأبعاد، والعقيد جوناثانشتاينبرغ قائد لواء ناحال، وغيرهما.
فهل ستُنْهي معركة “طوفان الأقصى“ وتداعياتها نتنياهو وحكومته؟
لا شكّ أن “إسرائيل” تُنفّذ منذ أكثر من شهرين ضربات عشوائية ضد المدنيين العزل، ولكن خططهاأُجهضت بقدرات المقاومة، وحاليا هنالك انسحاب ٧٠بالمئة من القوات “الإسرائيلية“ خارج شمال غزة لفشل عملياتها!
وهذه جميعها عوامل قاتلة لنتنياهو!
ويحاول نتنياهو الهروب للأمام وترك الهدنة، ولهذا سَحَبَفريق الموساد المفاوض من الدوحة، لأنه يرى فيها بداية النهاية لحكومته!
وهجمات غزة الحالية تؤكد بأن نتنياهو بموقف محرج،ويحاول الهروب للجحيم عبر تحقيق “نصر وَهمي“وبمجازر تسحق الأطفال والنساء، والحصيلة، حتى الساعة، قتله لأكثر من (18) ألف مدني، وآخرها مجزرةحي الشجاعية، الأحد الماضي، بتدمير خمسين عمارة سكنية فوق رؤوس ساكنيها!
وحقيقة لا يمكن للنيران الصهيونية أن تَحسم حرب غزة، ولهذا حَذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “إسرائيل“من أن هدفها المعلن بالقضاء بالكامل على حماس قد يَجرّ لحرب تمتدّ لعشر سنوات!
وكذلك قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الاثنين الماضي، لا يُمكن “لإسرائيل“ كسب الحرب بقتل المدنيين!
وتؤكد المعارضة “الإسرائيلية” بأن نتنياهو لن يستمر في الحكم بعد الحرب!
ودعا زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد، الاثنين الماضي، نتنياهو إلى “الاستقالة بعد فقده ثقة الجهاز الأمني والشعب منذ أحداث 7 أكتوبر”.
وتأكيدا لتفاقم الأزمات الداخلية أمر نتنياهو، الثلاثاء الماضي، حراسه بتفتيش رئيس أركان جيشه، هرتسي هليفي، قُبيل اجتماع “مجلس الحرب” بحثا عن “جهاز تسجيل“!
وآخر أدلة المأزق الميداني والسياسي “الإسرائيلي”التهديد بتصفية قادة حماس في قطر وتركيا وغيرهما!
المؤشرات الميدانية والسياسية، الداخلية والخارجية، تؤكدأن نتنياهو في مراحله النهائية، وأن هزيمته بالملعب السياسي “الإسرائيلي“ من أهم ثمار “طوفان الأقصى“!
dr_jasemj67@
جاسم الشمري