الهزيمة يتيمة
الأستاذ الدكتور سلمان الجبوري
الهزيمة يتيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) الحجرات.
صدق الله العظيم
يحكى انه كانت هناك عائلة مؤلفة من الابوين وعدد من الأولاد الذكور وكان الاب يتسم بقيادته لاسرته بشكل يحسده عليه معارفه وكان لايبخل على أبنائه بشئ وكانوا يسكنون في بيت ملك لهم وكان الاب هو عمود البيت والاسرة الذي يستند عليه الجميع وبعدما ضعفت الحالة المادية للاب وبدا بناء البيت يستحق الترميم والا سيسقط وتصبح العائلة مهددة في حياتها حتى خسر الاب عمله ومصدر رزقه وبدأ البيت يتهاوى انفض أولاده من حوله واصبحوا يحملون اباهم سبب كل ما حل بهم متناسين رغد العيش الذي وفره لهم اباهم .
هذه الحكاية تذكرني بما حل بالعراق بعد احتلاله واسقاط نظامه الوطني فقد ظهر أناس ممن كانوا متمتعين بخيرات ورعاية الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله فمنهم من كان كادرا متقدما في الحزب ومنهم من كان ذا موقع رفيع في الدولة واخرون كانوا سفراء لفترة طويلة او قادة في الجيش الوطني. وبمجرد ان وقع الاحتلال لم يكتفي هؤلاء بما أصاب الوطن والشعب من مأساة وانما اخذوا بالنعيق وتحولوا الى مفكرين ومحللين لاسباب ماحدث ومحملين القيادة مسئولية ذلك ولم يكتفوا بذلك فحسب وانما اخذوا بالتشهير بقيادة الحزب والدولة ولم يكتفي بعضهم بالارتماء باحضان النظام الذي جاء به المحتلون متبرئين من ماضيهم وادعاء بعضهم بأنه كان مجبرا على العمل في النظام السابق او على الانتماء الى الحزب ، وياليتهم فعلوا ذلك فقط ولكن الانكى من كل ذلك هو وجود فئة من مدعي الحكمة والعقل الثاقب ممن صار ينظر حول ماحدث ويسبب الأسباب ويخطئ القيادة وتحميلها مسئولية كل ما حل بالوطن وهنا لاننزه القيادة من ارتكاب الأخطاء فجل من لايخطئ لكن تلك الاخطاء لاترقى الى مستوى الخطيئة بل هي اجتهادات ولكل محتهد نصيب . وكنت أقول لبعضهم لِمَ لم تصرح بذلك يوم كنت جزء من النظام فكان الرد جاهزا بقوله ومن كان يجرؤ على انتقاد القيادة وبقوله هذا انما يبرهن على كونه جباناً وغير حريص على الأمانة التي أؤتمن عليها وكذلك على تغليب مصلحته للاستمراره بالتمتع بالامتيازات التي حضي بها . ومنهم من ظهر مؤخرا في برامج إعلامية
أمثال (غ. ف ) و (ر. س. ) او من خلال ما كتبه مما اسموه بالمذكرات أمثال (ع.س.) و (هـ . أ.) لكن بعضهم وجد طريقا اخر يتجاوز فيه تلك التساؤلات من قبلنا فصار ينسج ويدعي بطولات في انه كان يطرح على الرئيس صدام وجهة نظره واعتراضاته على بعض الممارسات وبذلك يناقض حجته السابقة في استحالة التصريح بأنتقاداته لسياسة القيادة اذ لم يتعرض الى أي عقوبة وتم تقبل نقده بديمقراطية تامة وبذلك اصبحنا في حيرة من امرنا أي ادعاءاته نصدق .
كما ان هناك اشخاص كانوا يتمنون إشارة من الرئيس صدام ليقتربوا منه فلم تتاح لهم الفرصة فأخذوا بعد حدوث الطوفان وبعد استشهاد الرئيس صدام اخذوا يطلقون العنان لالسنتهم لتشويه الحقاق عنه والافتراء عليه وكأنهم كانوا مطلعون على كل صغيرة او كبيرة في حياته أمثال:
(أ. الزبيدي) و (ح. ع.) و (ش. ع.)
ان دأب هؤلاء و أمثالهم على انتقاد القيادة والرئيس الشهيد صدام حسين بعد اسقاط النظام وتحميلهم مسئولية ما جرى انما هو التبرؤ من الهزيمة ولو قدر للعراق ان ينتصر لادعى كلٌ لنفسه النصر. ان الهزيمة لا اب لها فهي حقا يتيمة