من ادب المهجر - عمر الغربةِ نافذةٌ لأوجاع الدنيا
بدل رفو
غراتس / النمسا
من ادب المهجر
عمر الغربةِ نافذةٌ لأوجاع الدنيا
عمرُ الغربةِ نافذةٌ لأوجاع الدنيا ..
عمرٌ ..خريطتهُ دمعٌ وحرقةٌ لفؤادٍ ملتهب ،
لليلٍ تسكرهُ جروح الأيام ،
حيث الطرق الحزينة مواويل شتاء قاس
تطعم وتغدق مكابدات الدنيا ،
اغانٍ ونزيف آهاتٍ ترحل بالعمر ..
لجنازاتِ الغوالي والاحلام القديمة معاً ..
لمشاكسات ومغامرات أيام الشباب
في شوارع الموصل،
العمرُ كأسِ زاهد في صومعة الانتظار فوضى
يكتب سيرة وجع أزلي ،
وقتها يقتاد المهاجرُ دربهُ ،
صوب نافذةٍ تطّلُ على أوجاع الدنيا
ومآسي الحروب .
رحلةُ هروب ولجوء وحرائق أسى
وكوابيس المهاجر بالليل رقصة
بلون سياسة الشرق العرجاء،
وأحلامهُ فوق أجنحة حمامات السلام وشدوهم للتاريخ
كي لا ينتابهُ الحنين ،
لكنه الحزن والوجع وخاتمة لعمرٍ قصير ،
تتلذذ بغربة الشعراء وبسفح دمعهم
عبر السنين !!
*** ***
نافذةُ الغربة ..
بقايا ربيعٍ يصبُّ في بحرِ نزيف الحلم
توق لخطبة الوطن الام ،
ملحمةُ كرامةٍ آمنت بصوت الحرية !
نافذة الغربة ..
تحملق في الدرب مساحات بيضاء..
تحدث الروح وتُشيّدُ أعمدة حلم
كي لا تتقطع شرايين القصيدة
على عتبات ديكتاتور معتوه.. !
نافذة الغربة ..
حيرة شاعر وقصائد متوهجة
كي تستقي من ينابيع يوم جديد،
وقتها ..
سترقص النوارس في محطات الغربة
بعيداً عن جرح الزمن ،
ستشمخ القصائد رغم الأحقاد..
سَتُغازل حسناوات الكورد..
حينها ..
ستتنفس القصائد على جبال الكورد أمجاداً
*** ***
أيا حسنائي..
من نافذة الغربة يخجل النزفُ
من نزيفِ أوجاعٍ بلا نهاية ..
من سفح دمع العشق على خيوط الشمس
والعاطفة تصارع الغربة على عرش البياض
والخلود..
وسرب الحمام يرقد على اكتافكِ يا حسنائي..
يرسم لوحةً تصفعُ عتمة ليالي الغربة ،
لوحة بلون العشق والنهارات
واحتفاليات الحرية ،
لوحة بلون عينيكِ ،
بلون ملامح ربيع حياتي في قلبكِ ،
لأنصب فيه خيمتي دون ارتباك ..
وأستغيث بقبلات شفتيكِ إكسيراً للحياة،
كي لا يخجلني الشيب في حلبة الصراع مع الحياة.. !!