كلمات على ضفاف الحدث : خطرالانتهازية التي سهلت برنامج المحتل
عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث :خطرالانتهازية التي سهلت برنامج المحتل
بمراجعة تأريخ دور القوى العلمانية المتعدد الاتجاه من اليسار والقومية والليبرالية وحتى ما سميت في الغرب بـ(الشعبوية ) في منطقة الشرق الاوسط عموما و من ضمنها العراق‘ لانرى اي تأثير لدورهم (الفعلي والذي يعطي صورة ملموسة) بأنهم أثروا في مسيرة بلدان المنطقة وأسسوا لبناء سلطة نرى في تأثيراتها ديمومة في بناء الدولة ممنهج التوجهات المستقبلية يمنع قوة التمسك بذلك الاتجاه والتراجع الى الخلف في التمسك بمظاهر الرجعية التي تعرقل بناء دولة عصرية حقيقيه وليس فقط اخذ بالمظاهر العصريه شكليا (ملاحظة : ماحدث بعد ألاحتلال الامريكى في الوضع الاجتماعي العراقي الى حدما ساهم – اليسار التأريخي العراقي : الحزب الشيوعي مثلا ‘ وبشكل فعال في بناء نظام محاصصة انذر بالتفكك الاجتماعي والتماسك الوطني دليل على هذه الحقيقة المره ) ‘ على الرغم من الظهور المبكر لتنظيمات اليساري والعلماني وفروع هذه التوجهات على ارض العراق‘ حيث اعطى الاحتلال البريطاني للعراق (1914 – 1917) الافكار العلمانية دفعة للامام وسرع من عجلة التاريخ وتلقي المفاهيم العصرية .
فقد ادرج الكثير من المظاهر العلمانية في البلاد وتم اعلان ظهور تنظيمات علمانية الى أن اعلن تأسيس الحزب الشيوعي العراقي اظهر كما يقول بعض الباحثين بانه تلقف المجتمع العراقي المفاهيم العلمانية والانفتاحية بقوة بحيث وصفه أحدهم المجتمع العراقي (بانه اقل تدينا وورعا من تركيا ومصر) .
وظهر ذلك جليا ليس في استقباله وتماهيه مع جميع الحركات والتوجهات الفكرية العلمانية ، كالماركسية والقومية والليبرالية والوجودية والفاشية التي ظهرت في القرن العشرين ، بل توسع ليشمل مظاهر الانفتاح الاجتماعي من حيث الممارسات الشخصية والاختلاط بين الجنسين واللباس الغربي وارتياد الملاهي والنوادي والمراقص وغيرها .‘ رغم ذلك وبدل ان يؤدي هذا الواقع الى تحول المجتمع الى مستوى إيجابي بحيث يشعر مراقب لمراحل التحولات أن العودة الى مظاهر وافكار وتقاليد ضيقة ورجعية مستحيل اجتماعيا وبالتالي مستحيل أن تتوجة المسيرة الاجتماعية الى الخلف ‘ بل قراءة دقيقة لتلك المراحل يصيب الباحث بصدمة ‘ فعلى سبيل المثال عندما وصلت التغيرات الاجتماعية الى العراق الى ندرة ظهور المرأه محجبة في اماكن عامة ‘ لم يمر فترة طويلة بأن ظهر (شخص ) في اواخر الستينات ‘ كلف بادارة بغداد العاصمة جعل بجرة قلم (شرطة الاداب ) كابوس على كاهل اهل العاصمة اولا ثم امتد الى مدن اخرى حيث خول الشرطة بصبغ رجل النساء اذا لابسة (تنوره ) قصيره ويمسك بشاب اذا شعره طويل يحلقه بالقوة وفي اماكن عامة وامام الناس .... ولم تستطيع مزايدات اليسار و المحافظين على اطلاق تهم الرجعية و التخلف على قرارات الحكومة ...! وحينما حصلت في نفس الفترة هذه الظاهرة الغريبة ‘ اصدرت السلطات الحاكمة مرسوما منع بموجبة استعمال القاب الانتماء العشائري و المناطقي من قبل المسؤولين والشخصيات (وكان قرارا ايجابيا كمضون لتوجه الى تعميق روح المواطنة موسعا بين اهل البلد دون التباهي بالانتماءات الضيقة ) ولكن افرز هذا القرار نكات وطرائف كثيرة خصوصا بالنسبة للمبدعين العراقيين (على سبيل المثال اسم الشاعر العراقي المشهور عبدالوهاب البياتى ‘ ترى كيف ينشر اسمة مع قصائديه الجديده وكيف يعرف الناس أنه من شعر البياتى وليس عبدالوهاب اسماعيل ....!!!!؟)
وحصلت تطورات بعد هذه المرحلة أغرب من قرار (محافظ المحافظ) ‘ حيث أن السلطة وبعد الحرب التي سميت بحرب الخليج الثانيه كاد أن يلغي دور القانون في مكافحة الجريمة وقامت السلطة بشكل واضح لالبس فية بتشجيع الحل العشائري لمعالجةاي مشكلة تؤدي الى التصادم الجرمي ...!!
وبعد الاحتلال المشؤوم في عام 2003 اصاب النسيج الاجتماعي في العراق الى خطر الانهيار ‘ حيث نشر المحتل وبشكل منظم دعوات لاطلاق الحرية (مفتوحة إن صح التعبير ) بين الناس كانوا قبل الاحتلال باكثر من عشر سنوات يعيشون تحت الحصار القاسي الذي فرضة اصلا (المحرر المنقذ ) اثر على حصول لقمة العيش للمواطن العراقي وبشكل يومي ‘ وصاحب تصرفات المحتل وبالتعاون مع الذين قبلوا (اسقاط نظام بلدهم من قبل المحتل وليس بالنضال الوطنى من الشعب ‘ حيث تجاوز تعاون هؤلاء وبمساعدة المحتل للدخول الى ارض وطنهم ‘ بل تعاونوا معهم لنشر روح الانتقام عندما رفع معهم شعارحرية الفئات المتنوعة الاصول الى تشجيع التمسك بالمناطقية و العشائرية واضافوا علية اخطر من ذلك : أحياء توجهات انتقامية تحت عناوين الطائفية وسفك فيه دماء العراقيين أكثر مما سفك بينهم في النضال ضد السلطة قبل الاحتلال ‘ أن العناصر الوطنية في العراق عندما لمسواافرازات وضع الاحتلال وتصرفات المحتلين ومن عاونوهم استغربوا من نتائج تأريخ نضال الجهات الذين كانوا يرفعون شعارات الحرية والاستقلال وبناء الانسان العراقي بالاعتماد على الارث الحضاري لوطنهم ورأيناهم بجانب العدو تحت عناوين كاذبة وتحقيقا لتوجهات عدوانية منذ سقوط دولتهم في 9 نيسان 2003 ‘ بل رأينا كتاب ومثقفين يكتبون بأسمائهم ( المدنية إن صح التعبير) اعلنوا عن أسماؤهم الجديدة بعد الاحتلال مذيلا بالانتماء العشائري كمساهمة (مباشره او غير مباشرة ) لتسهيل بعض الفقرات من منهج المحتل في (فرق تسد ...!!!) ورأينا من اعد للثورة الجيفارية قبل السقوط يظهر محللا لتوجهات ( حرية مطلقة ) كصناعة مفيدة من الغرب في العراق الجديد كمشاركه في الحملات الاستعمارية والاختراق الغربي ، من خلال احلال(الاختيارات المتنوعة ) لقيم الليبرالية والديمقراطية والماركسية والقومية بدل قيم الانتماء التأريخي المنفتح على روح العصر‘ وبدل من التوجه الى اختيار معالجة التركة الثقيلة التي طالما مارستها الانظمة السابقة و أفسدت فيها الحياة السياسية وولدت الإحباط لدى عامة الناس .
في العراق وفيما يخص الاتجاهات اليسارية، فقد عانت أكثريتها في العقدين الماضيين من اضمحلال دورها لأنها لم تمتلك صفة اليسار الاجتماعي وبعد سقوط المعسكر التأريخى لليسار (الاتحاد السوفيتي ) اذهل الوطنين المعجبين باليسار عندما عرفوا أن تنظيماتهم عندنا كانت دمية بيد قوة التى سميت بـ(الستار الحديدي ) وظهر ان تلك القوى لاتاخذ موقفا وطنيا اذا لم يضمن مصالح بقاء قوة (الستار ) حامي لتوجهاتهم ( الكونية..!!) دون الاهتمام العملي ، الذي يبني برامجه على معاينته للأرضية الطبقية التي يفترض أن يمثلها، ولم تستطع التخلص من حالة الجمود الفكري والعقائدي، والأساليب النخبوية في عملها، والافتقار إلى الديمقراطية الداخلية..لذا رأيناهم يستعجلون بعد الاحتلال في التفاهم و التحالف مع قوات وتنظيمات ساعدت على الاحتلال لحد المشاركة في تأسيس لآأفة المحاصصة والنهج ألاكثر تدميري لروح المواطنة العراقية والتي نعاني منها لحد الان بعد تبديل تسمية (المحاصصه ) بـ(التوافق السياسي)
ما فعله اتجاهات اليسار في بلدنا مع الاسف بعد الاحتلال من التصرفات الانتهازية ظاهرا في تعاملهم مع الوضع الاجتماعي والارث التأريخى للعراق والعراقيين ‘ محاولين الايحاء بان هذا الاختيار ليس انتهازيا بل اختيار (ذكي ...!!!) لمنع توسع خطة المحتل لتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي .
• مختصر مفيد :
الهدف من هذه الاستذكارات الان هو : أننا نرى أن الوضع السياسي و الاجتماعي و سياج الوحدة الوطنية العراقية الان و الكل يتحدث عن ضرورة (خروج القوات الاجنبية) من العراق ‘ فية الكثير من الثقوب (يريح المحتل ) ويحرج الاتجاه الوطني حول هذا المطلب المشروع ‘ أصعبها : أن المحتل يعلم بهذه التفاصيل لان هومن صنعها ‘ وأنه بدل اسمه من المحتل الى التحالف الدولي لمحاربة ( الارهاب ) ونحن نعرف انهم (اي التحالف ) لم يتخلى عن (حفر الانفاق ) لمرور الارهاب.