عمرالفاروق في عيون الشرق والغرب ١ ـ ٢
علي الكاش
[size=32]عمر الفاروق في عيون الشرق والغرب ١ ـ ٢[/size]
تنويه
بمناسبة حلول شهر رمضان الأغر سنبتعد قليلا عن السياسية احتراما للشهر الفضيل، ونتحول الى التأريخ والدين بعد انتهائه سنعاود الكرة بشكل اقسى على النظام السياسي الفاسد في العراق المحتل. علما ان الشيعة في المبحث يُقصد بهم الصفويين والغلاة والشعوبيين فقط.
قال النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم)" إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". وقال العلامة المجلسي في بحار الانوار" وأن كل لفظة شيطان في القرآن المراد بها عمر بن الخطاب". المشكلة أن الشيعة الغلاة تأخذ برأي المجلسي وليس برأي النبي ( صلى الله عليه وسلم).
عندما يطعنك الغريب طعنة شديدة لا سامح الله، فالطعنة تكون مؤلمة ويترتب عليها مساءلة قانونية أو عرفية او عشائرية في الدول المتخلفة كالعراق، وعندما يطعنك أخوك نفس الطعنة فأنها ستكون أشد ألما وضررا، حتى لو كانت خفيفة ولم تخترق غير الجلد فقط. وهذا ما ذكره عمر الفاروق عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يؤدي الصلاة في المحراب، فسأل فورا عن الطاعن؟ فقالوا له إنه مجوسي، فحمد الله بأن قاتله غير مسلم. لأن المسلمين أخوة بغض النظر عن جنسهم وقوميتهم ولونهم ولغتهم ومذهبهم. ذكر الصلابي قال عمر عن قاتله: قاتله الله لقد أمرت به معروفا، وقال الفاروق: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجلاً يدعي الإسلام". (عمر بن الخطاب/18). لاحظ المعروف مع الفرس بلا طائل كالنفخ في قربة مثقوبة، لذا غالبية الحركات الشعوبية مصدرها الفرس.
في رواية أخرى" قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي: ما كانت العرب لتقتلني". وقال إبن عباس" إن عمر طُعن في السحر، طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة، وكان مجوسيا". (المعجم الكبير1/70). وقد أقام الفرس مزارا وهميا لأبي لؤلؤة وسموه (مرقد بابا شجاع الدين) طبعا شجاع الدين المجوسي! وكتبوا على جدران المزار بالفارسية " مرك بر أبو بكر، مرك بر عمر، مرك بر عثمان"، وترجمته الموت للخلفاء الراشدين الثلاثة. وهذا المزار له أهمية في دينهم، ورفضوا عدة مناشدات من منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات إسلامية أخرى وشخصيات دولية تدميره، اعتزازا منهم بجريمة أبي لؤلؤة من جهة وتأريخهم المجوسي من جهة أخرى. ولا نعرف هل الاغتيال غيلة، وأثناء الصلاة يعتبر شجاعة من وجهة نظر الفرس، مع أن هذا ديدنهم؟ إنه فعل الجبناء والسفلة، وربما الكفرة لا يقتلوا بهذه الطريقة المنكرة، فلم نسمع بخليفة قتل اثناء الصلاة غير عمر الفاروق، قتل علي بن أبي طالب وهو في طريقه الى الصلاة، وقتل عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن الكريم، رضي الله تعالى على الجميع، وشملهم بمغفرته ورحمته.
في هذه المبحث سنقوم بإجراء مقارنة بين نظرة الأجانب من النصارى واليهود والوثنيين إلى الفاروق ونظرة الفرس والعرب الشعوبيين له. ونستشف من خلالها الفارق الكبير بين النظرتين. ربما يُصدم البعض بالنتيجة بعد الانتهاء من قراءة المبحث! وسنلحق المبحث إتماما للفائدة بمبحث أخر عن (المرجعية الفارسية بين تعظيم النار وتحقير من أطفأها).وآخر (افتراء الشعوبيين على الفاروق بحرق مكتبة الاسكندرية)
الحقيقة أن الموقف من الفاروق عند الشعوبيين لم يتغير البتة ابتداءا من مرجعهم الكليني وانتهاءا بالخميني وبمن لحقه وسيلحقة. فالنهج واحد وهو العداء لهذه الشخصية العظيمة التي كان لها دورا مهما في إنتشار رقعة الإسلام وتعزيزه في بقاع الأرض. والموقف العدائي لا يقتصر على شخص الفاروق نفسه، بل على كل ما يتعلق به من ولادته وخلافته وزواجه حتى وفاته. إنه أمر يثير العجب ان يكافئوا أمير المؤمنين بهذه الطريقة المجحفة بعد أن رفع عنهم غمة المجوسية وهداهم الى طريق الهدى والحق. من الطبيعي ان يشيد الإنسان العاقل السوي بمن يهدية الى طريق الحق والصواب وينقذه من الضلال والكفر، أما أن يلعنه فهذا يعني أما إنه أحمق أو مجنون، أو أنه يعتز بجاهليته وخطيئته، حيث يرى الباطل حقا، والحق باطلا، وهذا ما أطلق عليه عبارة الإستحمار.
هناك أيضا ما يثير الحيرة في موقف الفرس الشعوبيين من أكبر رموزهم، ونعني بهما علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر الذي يوقرونهما لحد العبادة مع إنهما حرضا عمر الفاروق على غزو بلاد فارس وقتالهم! منها نصيحة علي بن أبي طالب لعمر لمّا شاوره عمر بالذهاب بنفسه لغزو الروم، فمنعه علي من ذلك، وقال: أنت حصن العرب ومرجعهم ورِدءٌ للناس ومثابة للمسلمين. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا، هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم. فأخذ عمر بنصيحته، ولم يخرج لغزوهم". (نهج البلاغة2/18).
كما قال ابن الأعثم" ذكر كتاب عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمار بن ياسر، سلام عليك. أما بعد فإن ذا السطوات والنقمات المنتقم من أعدائه، المنعم على أوليائه، هو الناصر لأهل طاعته على أهل الإنكار والجحود من أهل عداوته، ومما حدث يا أمير المؤمنين أن أهل الري وسمنان وساوه وهمذان ونهاوند وأصفهان وقم وقاشان وراوند واسفندهان وفارس وكرمان وضواحي أذربيجان قد اجتمعوا بأرض نهاوند، في خمسين ومائة ألف من فارس وراجل من الكفار، وقد كانوا أمَّروا عليهم أربعة من ملوك الأعاجم، منهم ذو الحاجب خرزاد بن هرمز، وسنفاد بن حشروا، وخهانيل بن فيروز ن وشروميان بن اسفنديار، وأنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا وتكاتبوا وتواصوا وتواثقوا، على أنهم يخرجوننا من أرضنا، ويأتونكم من بعدنا، وهم جمع عتيد وبأس شديد، ودواب فَرِهٌ وسلاح شاك، ويد الله فوق أيديهم. فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أنهم قد قتلوا كل من كان منا في مدنهم، وقد تقاربوا مما كنا فتحناه من أرضهم، وقد عزموا أن يقصدوا المدائن، ويصيروا منها إلى الكوفة، وقد والله هالنا ذلك وما أتانا من أمرهم وخبرهم، وكتبت هذا الكتاب إلى أمير المؤمنين ليكون هو الذي يرشدنا وعلى الأمور يدلنا، والله الموفق الصانع بحول وقوته، وهو حسبنا ونعم الوكيل، فرأي أمير المؤمنين أسعده الله فيما كتبته". (كتاب الفتوح2/290).
ذكر الطبري" كتب إليه أيضاً عبد الله وغيره بأنه قد تجمع منهم خمسون ومائة ألف مقاتل، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ، ازدادوا جرأة وقوة. ثم نقل الطبري مشورة عمر للصحابة وقوله: أفمن الرأي أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه ، حتى أنزل منزلا واسطاً بين هذين المصرين فستنفرهم ، ثم أكون لهم رداء حتى يفتح الله عليهم ويقضى ما أحب ، فإن فتح الله عليهم أن أضربهم عليهم في بلادهم ولتنازعوا ملكهم؟ فقام طلحة ابن عبيد الله وكان من خطباء أصحاب رسول الله(ص) فتشهد ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب ، وأنت وشأنك وأنت ورأيك، لا ننبو في يديك ولا نكل عليك. إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب ، واحملنا نركب، وأوفدنا نفد، وقدنا ننق ، فإنك ولي هذا الأمر، وقد بلوت وجربت واختبرت ، فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار. ثم جلس .فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا. فقام عثمان بن عفان فتشهد وقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشأم فيسيروا من شأمهم، وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم، ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين الكوفة والبصرة ، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين ، فإنك إذا سرت بمن معك وعندك ، قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم، وكنت أعز عزاً وأكثر. ثم جلس . فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا فقام علي بن أبي طالب فقال: أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشأم من شأمهم سارت الروم إلى ذراريهم، وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم، وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات! أقْرِرْ هؤلاء في أمصارهم ، واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق: فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ، ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم، ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مدداً لهم . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً قالوا هذا أمير العرب وأصل العرب، فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على نفسك. وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره. وأما ما ذكرت من عددهم، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، ولكنا كنا نقاتل بالنصر. فقال عمر: أجل والله لئن شخصت من البلدة لتنتقضن عليَّ الأرض من أطرافها وأكنافها، ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقن العرصة، وليمدنهم من لم يمدهم وليقولن هذا أصل العرب، فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب". (تأريخ الطبري3/209).
الفرس الصفويون يذمون من فتح بلادهم، ويقدسون من حرض على غزوهم، وهذه حالة شاذة جدا عند الشعوب، كما إن هناك من القادة الذين غزوهم في عقر دارهم على ممر التأريخ لكنهم لا يبغضونهم ولا يتعرضوا لهم مطلقا! سنوف نناقش هذا الموضوع في بحث مستقل نظرا لأهميته.
كما ذكرنا بأن الفرس يكرهوا كل ما يتعلق بالفاروق شخصا ونسبا وعملا، لاحظ مثلا التقويم الزمني في ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية هو التقويم الشمسي الزرادشتي، فهم يرفضون التقويم العربي الاسلامي لأن الذي سنه هو الفاروق لا غير. أليس من العجب ان تكون ايران دولة إسلامية وتقويمها مجوسي؟
هل انتشر الإسلام بالسيف؟
الفرس يدعون أن الإسلام انتشر بالسيف لا بقوة العقيدة، وإن الفتوحات الإسلامية ذات طابع دموي، ! بمعنى انهم يفضحوا حقيقتهم وعدم إيمانهم بالإسلام، لكنهم لا يخبرونا كيف انتشر التشيع الإثنى عشري في إيران؟ هل انتشر بالعقيدة والقناعة والتسامح والترغيب أم بالإكراه والترهيب؟
لكنهم يتناسوا بأن تأريخهم كله هو تأريخ حروب ودماء وعدوان على الآخرين. ولو استعرضنا التأريخ الفارسي القديم والحديث لوجدناه تأريخا دمويا تماما. ذكر ديوارنت" لما استولى الملك ( دارا بن هشتسبش) على مدينة بابل بعد حصار طويل أمر بصلب ثلاثة آلاف من أعيانها ليرهب بذلك بقية الأهلين ويرغمهم على طاعته. فقد كانت الدولة الفارسية حين بلغت أعظم اتساعها في أيام دارا تشمل عشرين ولاية أو إمارة". (قصة الحضارة).
يذكر د. يوسف الصغير" ان المناطق الفارسية التي كانت في السابق القريب سنية شافعية، حُولت بالقهر الى المذهب الأنثى عشري، وكانت المدن تُخير بين السيف والتحول، لذا لم يبق أثر للسنة في إيران إلا في مناطق البلوش والأكراد". (موقف الأزهر الشريف من الشيعة الإثنى عشرية/364). وقال المستشرق ارنولد في كتابه (الدعوة إلى الاسلام) بشأن الزعم ان الإسلام انتشر بالسيف" لم يستعن الإسلام بالسيف، بقدر ما استعانت النصرانية بالنار والمال. إن ما يسمى بخرافة السيف يذكرها المتعصبون من النصارى بحدة ويتحمسون لها". أن موقف النصارى لا يختلف عن موقف الفرس، كالعادة، فالكثير من العقائد الشيعية ومراسيم عاشوراء مستوحاة من النصارى واليهود.
تجذر الحقد الفارسي
قال أحد مؤرخيهم" خلال حرب الشاه اسماعيل مع السلطان حسين براني، مسك الشاه اسماعيل 7000من أبرياء أهل السنة وقتل منهم 4000 من الذين لم يعتقدوا بمذهب الإثنى عشر (الشيعة)، وقطع رؤوسهم أما الباقين 3000 في المذهب الصفوي من الخوف فعفا عنهم. وعند دخوله الى مدينة تبريز جمع كل الأئمة والمسلمين في المسجد الجامع فخطب عليهم خطبة الاثنا عشرية وهدد أهل السنة و قال لهم إذا أنكرتم خطبتي فسوف اقطع بسيفي هذا رؤوسكم و قد كان اكثر سكان المدينة من أهل السنة آنذاك، فخاف الناس، وعند دخول اسماعيل الصفوي مدينة بغداد والسيطرة عليها " أخرج عظام أبي حنيفة من قبره وحرقها، ودفن في قبره كلبا وهذا من قوله في مناقشة مع أمراء عثمانيين عندما سألوا اسماعيل: لماذا فعلتم هكذا؟ ولماذا قمتم بهذا العمل السيئ؟! فأجاب أحد قضاته اسمه لاهيجي قائلا: لأننا لم نكن نؤمن بابي حنيفة ومن ناحية أخرى فهو لم يكن سيدا ولم يكن لا ابن ولا حفيد إمام، ولم يكن لديه لا حسب ولا نسب، ولأننا كنا نفضل الكلب عليه، وقد غلب علينا الحسد وقلنا لماذا يكون مزارا لكلب السني، وكان الكلب في عقيدتنا احسن منه، لذلك أخرجنا عظامه وحرقناها ثم وضعنا الكلب في مكانه وقلنا لماذا لا يكون لكلب شيعي مزار مثل هذا، ولذلك أخرجنا الكلب السني ثم وضعنا مكانه كلب شيعي". (تأريخ عالم آراي صفوي). ويضيف المؤلف " عندما دخلوا مدينة هرات كانوا يقتلون العلماء وحتى حرقوا قبر أحد علماء أهل السنة، واسمه مولوي نور الدين الجامي وكانوا يضعون رؤوس أهل السنة على الرماح وكانوا يصرخون أيها السنيين خذوا العبرة! وكانوا يلعنون الصحابة الثلاثة".
ويؤكد هذه الواقعة المرجع الشيعي نعمة الله الجزائري بقوله" قام الشاه إسماعيل الصفوي الإيراني بعد احتلاله لبغداد بنبش قبر أبي حنيفة وأخرج عظامه ووضع مكانها كلب أسود ميت". (الأنوار النعمانية2/324). كما ذكر إبن شدقم المؤرخ الشيعي عن الشاه عباس" فتح بغداد وفعل بأهلها النواصب ذوي العناد ما لم يسمع بمثله قط في سائر الدهور بأشد أنواع العذاب حتى نبش موتاهم من القبور". (تحفة الأزهار وزلال الأنهار). وقال يوسف البحراني" إن شاه عباس الأول لما فتح بغداد أمر أن يجعل قبر أبي حنيفة كنيفاً، وقد أوقف وقفاً شرعياً بغلتين وأمر بربطهما على رأس السوق، حتى إن كل من يريد الغائط يركبها ويمضي إلى قبر أبي حنيفة لأجل قضاء الحاجة، وقد طلب خادم قبره يوماً فقال له: ما تخدم في هذا القبر وأبو حنيفة الآن في درك الجحيم؟ فقال: إن في هذا القبر كلباً أسود دفنه جدك الشاه إسماعيل لما فتح بغداد، فأخرج عظام أبي حنيفة وجعل موضعها كلباً أسود، فأنا أخدم ذلك الكلب". ذكر د. احمد خولي" فقد نقل المؤرخون أنه قتل في مجزرة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص ، ولم يفرق فيها بين رجل أو امرأة وشيخ أو صبي". (الدولة الصفوية/4). وقال الشوكاني عن اسماعيل الصفوي " كاد أن يدعي الربوبية وكان يسجد له عسكره ويأتمرون بأمره ومات في سنة 931هـ/ 1620م ". (البدر الطالع 1/271).
كما ورد في السفرنامة" على الرغم من أن أهالي تبريز لم يبدو مقاومة تذكر في مواجهة الجيش الصفوي إلا أن جنود القزلباش قاموا بمذبحة شنيعة في المدينة لم تسلم منها النساء والأطفال. كما أنهم عمدوا إلى نبش قبر السلطان يعقوب آق قویونلو التركماني وقبور سائر الأمراء في المدينة وحرقوا بقايا جثثهم . (سفرنامه ونيزيان در ايران/408)، ويضيف د. امير حسين خنجي" عندما دخل إسماعيل الصفوي تبريز عام 1501 اعتلى المنبر وأعلن البراءة من السنة، ولعن أبا بكر وعمر وعثمان، وجرى قتال عظيم في المسجد، وحدث اعتداء جنسي على الفتيات والفتيان وشق بطون الحوامل وإضرام النار في أجساد القتلى، وبلغ عدد القتلى في تبريز 20000 فرد". (ايران الصفوية/133).
ذكر د. اسماعيل نوري" في احد ليالي الجمعة من ربيع عام 908- 1501م والتي كان من المقرر أن يعلن في صبيحتها تتويجه ملكا و المذهب الشيعي بديلا للمذهب السني السائد في تلك المناطق, حضر عدد من أمراء القزلباش (أصحاب القبعات الحمر من قبائل التركمان الذين شكلوا جيش التمرد الصفوي ) حضروا لدى إسماعيل الصفوي و ابلغوه عن توجسهم من إمكانية حدوث ردود أفعال من قبل أهالي تبريز الذين كان عددهم يزيد على الثلاثمائة ألف جميعهم من أهل السنة إذا ما سمعوا بالخطبة الشيعية الجديدة التي تقرر أن تتضمن الأذان " بـ أشهد أن علياً ولی الله و" حی علی خير العمل"، ويرفضوا أن يكون الملك شيعي. فرد عليهم قائلا: إني لا أخشى أحدا وإذا ما حدث واعترضت الرعية فسوف اجرد سيفي من غمده، وبإذن الله لن ادع احد منهم حيا". ( كتاب عالم آراء الصفوية/64). لاحظ بإذن الله لم يبق من أهل السنة أحدا! كانوا ومازالوا على حقدهم الدفين.
ذكر د. فرست مرعي" أصدر الشاه طهماسب بن إسماعيل فرمانا بقتل جميع أفراد عشيرة الموكري الكردية، فقتل الآلاف منهم، واسر الآلاف من النساء والأطفال". (مجلة المجتمع2024 في تشرين أول/2012). كما ذكر علي الوردي" عانى أهل السُنة في إيران معاناة هائلة وأجبروا على اعتناق المذهب الأمامي بعد أن قتل الشاه إسماعيل مليون إنسان سُني في بضع سنين". (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق1/43). وذكر كامل الشيبي" أعلن سب الصحابة والخلفاء في الشوارع والأسواق وعلى المنابر منذرا كل المعاندين السُنة بقطع رقابهم". ( الفكر الشيعي/415). وأضاف د. محمد وصفي أبومغلي" وقتل ملك (شروان) وأمر أن يوضع في قدر كبير ويطبخ وأمر بأكله ففعلوا القزلباشية. وفي سنة 916هـ توجه إلى مرو شمال شرق إيران وذبح أكثر من عشرة آلاف من سكانه من أهل السُنة لأنهم رفضوا التشيّع ". (إيران دراسة عامة/247).
هذه شهادات الرواة الشيعة أنفسهم عن العصر الصفوي الدموي، فقد قامت عقيدتهم على القتل والاغتصاب والنهب والحقد وإشاعة الكراهية على الصحابة ولعنهم وسبٌهم. إنه تأريخ أقل ما يقل عنه أسوأ من عصور المجوسية والزرادشتية.
بعد أن أوضحنا بشكل مقتضب زيف دعوى انتشار الإسلام بالسيف، وان دين الإمامية في إيران هو الذي قام على إنهار من الدماء وأهرام من الجماجم. سنناقش رأي الطرفين الغربي والشرقي (الشعوبي الفارسي والشعوبي العربي) بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
إن كراهية الفاروق من قبل الفرس كما بينها المستشرق الإنكليزي براون المتخصص في الأدب الإيراني" هي ليست عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب بأنه (عمر) غصب حقوق علي وفاطمة، بل لأنه فتح إيران وقضى على الأسرة الساسانية، ثم ذكر أبياتاً فارسية لشاعر إيراني نصها في اللغة الفارسية " بشكست عمر بشت هزبران اجم را. برباد فنا داد رك وريشة جم را اين عربده بر غصب خلافت ز على نيست. با آل عمر كينه قديم است عجم را". وترجمتها العربية ( أن عمر كسر ظهور أسود العرين المفترسة، واستأصل جذور آل جمشيد (ملك من أعاظم ملوك فارس). وليس الجدال على أنه غصب الخلافة من علي بن أبي طالب أو كسر ضلع فاطمة، بل أن المسألة قديمة منذ يوم فتح إيران". (تاريخ أدبيات إيران4/49).
ويؤيد هذا الرأي المفكّر الإيراني صادق زيبا الأستاذ بجامعة طهران باعترافه " يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين تجاه العرب، وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة". (صحيفة صبح آزادي) الأسبوعية الإيرانية.
سنحاول استعراض آراء كبار علماء الشيعة فقط، ومن مصادرهم الرئيسة بالفاروق اعتبارا من أول كتاب مزعوم وهو السقيفة لسليم بن قيس، لغاية الخميني مرورا بالكليني والمجلسي والجزائري والبراقي وبقية الرهط الشيعي، لنرى إن كان هناك تبدل أو تغيير في رأيهم من عمر بن الخطاب، أو على أقل تقدير توفر نيات التوبة والاستغفار من فاحشة السبٌ والشتيمة لأبرز رموز الإسلام؟
رأي كبار مراجع الشيعة بعمر الفاروق
عن سليم بن قيس ـ وهو شخصية وهمية بإعتراف مراجع شيعية وهو من أتي برواية كسر ضلع فاطمةـ " عندما قال الإمام علي: يا ابن صهاك! قال: فغضب عمر، وقال: أتذكر صهاك؟ فقال الإمام علي: ومن صهاك؟ وما يمنعني من ذكرها؟ وقد كانت صهاك زانية، أو تنكر ذلك، أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب فزنى بها جدك نفيل، فولدت أباك الخطاب فوهبها عبد المطلب لجدك بعد ما زنى بها فولدته، وإنه لعبد جدي ولد زنا". ( كتاب سليم بن قيس/89). مع أن هناك روايات شيعية تبين أن عليا كان يخاف عمر، وجره كالجمل المخشوش من بيته كما ورد في مراجع الشيعة! وهذا محال فلا عمر يفعلها ولا علي يقبل بها.
لكن ماذا يقول إمام الشيعة عن الزانية؟
قال الطوسي" عن إسحق بن جريرـ قال: قلت لأبي عبد الله (ع) ان عندنا بالكوفة امرأة معروفة بالفجور، أيحل أن أتزوجها متعة؟ فقال: رفت راية؟ قلت: لا، لو رفعت راية أخذها السلطان. فقال (ع): نعم تزوجها متعة ". (تهذيب الاحكام8/44 المسألة/903). كما قال الشيخ الصدوق" إن من تمتع بزانية فهو زان، لأن الله يقول( الزاني لا ينكح إلا زانية او مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين". (المقنع/338).
روى الكليني عن أبي جعفر (رض) قال: إن الشيخين (أبا بكر وعمر) فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين (رض)، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". (روضة الكافي 8/246). ما ما لقصود من التوبة؟ وعن ماذا يتوبا؟ وهل يجوز لعن المسلم؟ وبماذا لعنة الناس جميعا وليس الشيعة الصفويون الذين هم أقلية مسلمة؟
كما قال الكليني" أن من تبرأ من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة". (أصول الكافي2/751). هل هناك في القرآن والسنة النبوية ما يشير بان البراءة تدخل الجنة حتى لو كانت البراءة من إبليس نفسه؟ ويضيف الكليني أيضا" أن إبليس أرفع مكاناً في النار من عمر، وأن إبليس شرف عليه في النار". (اصول الكافي2/144). لكن من الذي يقيم العباد الله أم الكليني وأئمته؟ كما ذكر إبن طاووس" من دعاء الحسن العسكري" اللهم وقد شملنا زيغ الفتن، واستولت علينا غشوة الحيرة، وقارعنا الذل والصغار، وحكم علينا غير المأمونين في دينك، وابتزّ أمورنا معادن الأُبَن، ممن عطّل حكمك، وسعى في إتلاف عبادك، وإفساد بلادك". (منهج الدعوات/67). وذكر مفسرهم العياشي" جاء رجل إلى إمامنا الصادق، وسلّم عليه قائلا " السلام عليك يا أمير المؤمنين".. قام الإمام على رجليه مغضبا ونهر الرجل قائلا: مه! هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين (ع)، الله سمّاه به، ولم يُسمَّ به أحد غيرُه إلا كان منكوحا". (تفسير العياشي1/276).
لاحظ سوء الأدب وبذاءة اللسان عند الإمامّ! معاذ الله ان يكون الإمام بهذه الصفات القبيحة، ولكن هذا ما جاء في كتبهم، ونحن نبرأ الامام من هذه البذاءة.
هل يعقل ان عليا يحث على اللواط؟
قال هاشم البحراني" عن السيّد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدّثني أبو التحف، قال: حدّثني سعيد بن مرّة يرفعه برجاله إلى عمّار بن ياسر- رفع اللّه درجته- أنّه قال: كان أمير المؤمنين (ع) جالسا في دار القضاء، فنهض إليه رجل يقال له صفوان بن الأكحل، وقال: أنا رجل من شيعتك وعليّ ذنوب، واريد أن تطهّرني منها في الدنيا لأرتحل إلى الآخرة وما عليّ ذنب. فقال(ع): قل لي بأعظم ذنوبك ما هي؟ فقال: أنا ألوط الصبيان. فقال: أيّما أحبّ إليك ضربة بذي الفقار، أو أقلب عليك جدارا، أو أضرم لك نارا؟ فإنّ ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته. فقال: يا مولاي احرقني بالنار. فقال صلى اللّه عليه وآله: يا عمّار اجمع له ألف حزمة من قصب، فأنا أضرمه غدا بالنار، وقال للرجل: امض وأوص. قال: فمضى الرجل وأوصى بما له وعليه، وقسّم أمواله بين أولاده، وأعطى كلّ ذي حقّ حقّه، ثمّ أتى باب حجرة أمير المؤمنين(ع) ـ بيت نوح(ع) شرقي جامع الكوفة، فلمّا صلّى أمير المؤمنين (ع) وأنجانا به اللّه من الهلكة. قال: يا عمّار ناد في الكوفة: اخرجوا وانظروا كيف يحرق عليّ رجلا من شيعته بالنار. فقال أهل الكوفة: أليس قالوا إنّ شيعة عليّ ومحبّيه لا تأكلهم النار؟ وهذا رجل من شيعته يحرقه بالنار، بطلت إمامته، فسمع ذلك أمير المؤمنين(ع). قال عمّار: فأخرج الإمام الرجل وبنى عليه ألف حزمة من القصب، وأعطاه مقدحة من الكبريت، وقال له: اقدح و احرق نفسك، فإن كنت من شيعة عليّ وعارفيه ما تمسّك النار وإن كنت من المخالفين المكذّبين فالنار تأكل لحمك، وتكسر عظمك. قال: فقدح النار على نفسه واحترق القصب وكان على الرجل ثياب كتّان أبيض لم تعلقها النار ولم يقربها الدخان، فاستفتح الإمام وقال: كذب العادلون باللّه وضلّوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا. ثمّ قال: أنا قسيم الجنّة والنار، شهد لي بذلك رسول اللّه (ص) في مواطن كثيرة". (مدينة المعاجز1/259)
طعونات مريرة لا يمكن ان تصدر عن مسلم
ذكر الشيخ الطبرسي" أن منزل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر نار جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب". (الإحتجاج1/86). ربما الشيخ الطبرسي باعتباره من أهل جهنم له معرفة بالتابوت المقفل وبما تستعيذ به جهنم! لا نفهم من أين لهم هذه المعلومات التافهة؟ لعلها مستقاة من قرآن فاطمة والله أعلم!
قال ابن المطهر الحلي "عن عمر مطاعن كثيرة منها قوله عن النبي لما طالب في حال مرضه دواة وكتفاً ليكتب فيه كتاباً لا يختلفون بعده وأراد أن ينصّ حال موته على علي ابن أبي طالب، فمنعهم عمر وقال: إن رسول الله ليهجر حسبنا كتاب الله. فوقعت الغوغاء وضجر النبي فقال أهله: لا ينبغي عند النبي الغوغاء. فاختلفوا فقال بعضهم: أحضروا ما طلب، ومنع آخرون. فقال النبي: ابعدوا. هذا الكلام في صحيح مسلم. وهل يجوز مواجهة العامي بهذا السفه فكيف بسيد المرسلين". وقال القاضي نور الدين التستري" وذلك لأن أول من سبَّ رسول الله في مرضه الذي توفي فيه هو عمر بن الخطاب خليفة…حيث قال رسول الله: آتوني بدواة وكتف لأكتب كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فقال عمر إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله". هل الهجر يعتبر سب وشتيمة يا أولي الألباب؟ اليس من علامات الحمى الهجر؟ اليس النبي بشر، وإلا كيف مرض؟ وهل لا توجد لأمراض الأنبياء أعراض؟ إذن علام يبتليهم الله تعالى بالمرض؟
قال المجلسي" أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبريء من أعدائهم". (حق اليقين/519). تبرأ منهم يا مجلسي واتخذ من أبي لهب وزوجه حلفاء لكم، فهذا ما يليق بكم، أن أمهات المؤمنين ليست أمهات الكفار، لذا من الطبيعي أن تبرأوا منهنٌ. وذكر نعمة الجزائري" إن عمر بن الخطاب كان مُصاباً بداء في دُبُرِهِ لا يهدأُ إلا بماءِ الرجال". ) الأنوار النعمانية1/63).
هذا لا يحتاج الى تعليق طويل لأن من يزوج أبنته وأخته لمأبون لابد أن يكون مثله وإلا كيف قبل به؟ لاحظ كيف يسيئوا لثلاثة من أئمتهم والى بنت إمامهم أم كلثوم زوجة الفاروق. ظلموا الامام علي في حياته وفي مماته من ابن سبأ ولغاية الآن مرورا بالعهد الصفوي.
وصف مرجعهم ألإحقاقي الحائري الفاروق والصحابة الذين فتحوا بلاد فارس" أولئك العرب الأعراب الأوباش عباد الشهوات الذين يتعطشون إلى عفة نساء فارس". (رسالة الإيمان/323).
ربما الحائري غير متعطش الى عفة النساء طالما إنهم يستطيعوا نكاح بناتهم وأخواتهم، فقد وفر لهم زواج المتعة ما يؤمن الملذات بأسعار بخسة! يهينوا المرأة المسلمة بلا وجه حق.
كما نسب الديلمي لأبي جعفر" إن التسعة المفسدون في الأرض أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وأبو عبيدة". (إرشاد القلوب1/269). وذكر محمد مهدي الحائري" قال الصادق: إن لنا حقا ابتزّه منا معادن الأُبَن". (شجرة طوبى1/69).
من بقي من المبشرين بالجنة يا أحمق ديلم؟ الا لعنة الله على الظالمين والمفترين!
قال عمدة العلماء والمحققين محمد التوسيركاني" اعلم ان أشرف الأمكنة والأوقات والحالات أشبها للعن عليهم –عليهم اللعنة – إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ُوعثمان وعمر، ثم معاوية وعمر ،ثم يزيد وعمر ابن زياد وعمر ابن سعد وعمر، ثم شمرا، وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة وحفصة وهند وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم الى يوم القيامة" ) لئالى الأخبار4/92).
لاحظ الفحشاء وبذاءة اللسان عند أئمتعهم وكبار مراجعهم، لذا لا يستغرب المرء قذارة أفواة عامة الشيعة عندما يصيبهم الإسهال من أفواههم، بدلا من مؤخراتهم، فإنهم يتخذوا من أصنامهم ومباذلهم قدوة لهم، وينهجوا نهجهم السافل المنحط.
ذكر الشيخ يوسف البحراني" روى محمد بن السائب الكلبي المسابة وأبو مخنف لوط بن يحي الأذدي النسابة في كتابه الصلابة في معرفة الصحابة قال :كان عمر ابن الخطاب متولدا من نجيبين متضادين. وأما تفصيل نسبه وبيانه وهو أن نفيل كان عبداً لكلب بن لوي القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب. وكانت صهاك - جدة عمر - قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة، فكان نفيل يرعى جمال عبد المطلب وصهاك ترعى غنمه وكان يفرق بينهما المرعى فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها نفيل. وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالا من الأديم وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه. فلما راودها نفيل قالت :مالي الى ما تقول سبيل وقد البست هذا الأديم ووضع عليه قفل .فقال: أنا احتال عليه فأخذ سمنا ودهن به الاديم وما حوله من بدنها حتى استله الى فخذيها وواقعها فحملت منه بالخطاب؟ فلما ولدته القته على بعض المزابل بالليل، فالتقطت الخطاب امرأة يهودية وربته، فلما كبر واقع صهاك من حيث لا يعلم انها امه، فحملت منه بحنتمه - ام عمر - ولما ولدتها القتها على مزابل مكة، فأخذها هشام بن المغيرة ولما كبرت خطبها أخوها الخطاب فولدت منه بعمر بن الخطاب". (الكشكول3/212).
مشكلة مراجع الشيعة إنهم يعرفوا أن معظم أئمتهم أولاد جواري، أي فروج معروضة للشراء والبيع والإعارة واللمس، لذا فهم يحاولوا الطعن بأعراض بقية الصحابة وأمهات المؤمنين. اللقطاء يظنون أن أمهات غيرهن غانيات كأمهاتهم. وهذا ليس رأينا، بل رأي إمامهم المعصوم.
قال ابن شهراشوب" أنفذ أبو جعفر الباقر (ع) لعكاشة بن محصن الأسدي بصرة إلى دار ميمون بشراء جارية من صفتها كذا للصادق (ع)، فلما أتى النخاس قال: لا أبيعها إلا بسبعين فجعل يفتح الصرة فقال: لا تفتح لا تكون حبة أقل منه، فلما فتح كان كذلك ، قال فأورد بالجارية إلى الصادق (ع) فقال: ما اسمك؟ قالت: حميدة، فقال: حميدة في الدنيا ومحمودة في الآخرة حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الملائكة تحرسها حتى أديت إلى كرامة من الله لي وللحجة من بعدي ، ثم سألها أبكر أنت أم ثيب؟ قالت: بكر، قال: وأنى تكونين من أيدي النخاسين ؟ قالت: لما كان هم بي يأتيه شيخ وما زال يلطمه على حر وجهه حتى يتركني". (مناقب آل أبي طالب1/229). وقال ابن حمزة الطوسي" أخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر عليه السلام ، وجعفر قائم عنده ، فأخبرنا أبا جعفر بما كان ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لها:ما اسمك؟
قالت: حميدة .فقال: حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، أخبريني عنك أبكرٍ أنت أم ثيّب؟
قالت: بكر .قال: وكيف، لا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه. قالت: قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة ، فيسلّط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني، ففعل بي مراراً وفعل الشيخ به مراراً ".(الكافي1/477). (الثاقب في المناقب/379). (مسند الإمام الكاظم1/173). (أعلام النساء المؤمنات/356).