الدورالتأمري لايران في المنطقة ومسرحية هجومها على إسرائيل
أ.د. سلمان الجبوري
الدور التأمري لايران في المنطقة ومسرحية هجومها على إسرائيل
في البدء سنحاول لأجابة على بعض التساؤلات الملحة وفي الإجابة عليها سنكشف عن الدور التأمري لإيران في المنطقة وعن حقيقة التخادم الستراتيجي بينها وبين اميركا وإسرائيل التي كشف عنها قصفها الاخير لإسرائيل الذي.
اولا كيف يمكن توصيف النظام الإيراني؟
لقد تميزت جميع النظم التي حكمت ايران بكونها نظم عدائية لاتنسجم مع محيطها الإقليمي وابرز شاهد على ذلك هو احتلالها للاحواز العربية منذ 1925 واتباعها أسلوب القمع للشعب العربي الاحوازي بدءا بمحاولات تفريسهم والقضاء على كل ما يربطهم بأنتمائهم القومي بوسائل وإجراءات عدة منها محاربة استخدامهم للغتهم الام اللغة العربية ومحاربتهم اقتصاديا بواسطة تجفيف الأنهار وتحويل المياه الى المناطق الفارسية بهدف تجويع شعب الاحواز التي تتمتع بمزايا اقتصادية جمة لتتمكن ايران بذلك من ان تطل مباشرة على الخليج العربي والذي أصبحت تطلق عليه تسمية الخليج الفارسي ولتصبح خنجرا في خاصرة الامة العربية
ثانيا هل هناك عداء حقيقي بين ايران وأميركا وإسرائيل؟
منذ زمن بعيد وبعض الناس في البلد الذي أقيم فيه يتسائل عن احتدام العداء بين ايران وأميركا وإسرائيل والتوجس من احتمال قيام حرب بينهما فكنت أقول لهم اطمئنوا انها معارك إعلامية بهدف التغطية على الدور التخريبي الذي اريد لإيران القيام به في محيطها الإقليمي ومن الشواهد الدامغة على ذلك هو ما شهد به جاك سترو وزير خارجية بريطانيا الأسبق حول التخادم بين اميركا وإسرائيل وايران منذ مجئ الخميني للسلطة وخاصة اثناء حربها ضد العراق والذي استمر الى اليوم
ان ما يظهر على السطح ومنذ عام 1979 وبما يشبه العداء بين اميركا وايران او ادعاءات نظام الخميني وكواحدة من مبررات حربه على العراق هو تحرير القدس وان طريق القدس يمر من بغداد انما هو هرج اعلامي للتغطية على حالة التخادم بينهما والذي اكده جاك سترو وزير خارجية بريطانيا الأسبق والذي فضح فيه جزءً من تأريخ العلاقة بين الأطراف الثلاثة منذ ذلك التأريخ.
ثالثا ما مصداقية ادعاءات ايران بخصوص فلسطين؟
لقد كشف قصف ايران الأخير لإسرائيل زيف تلك الادعاءات فبقدر تعلق الامر بالدول العربية فقد بات جليا ومن خلال أدوارايران التأمرية في العديد من الدول العربية ومنها ما هو محتل تماما كالاحواز ومنها ما يشهد سيطرتها التامة على مصدر القرار فيها كالعراق وسوريا واليمن ولبنان وفي أخرى من خلال دعم بعض اطراف الصراع كما هو حاصل في السودان حيث يقوم النظام الإيراني بتزويد قوات الدعم السريع بالمسيرات والأسلحة
كل هذا دعا العرب والوطنيين من العراقيين الى عدم التعاطف مع ايران في قصفها لإسرائيل لانهم كانوا على قناعة من ان هذا الهجوم ليس عدائي وانما أداء مسرحي اشتركت الدول الثلاث في صياغته لتحقيق اهداف منها ايهام الناس بأن ايران قد ثأرت لقتلاها في قنصليتها في دمشق التي قصفتها إسرائيل والتي ثبت زيفها من خلال تنفيذ الهجوم ونتائجه المعدومة الا من ناحية ما كان مخطط له وموكل الى ايران تنفيذه الا وهو حرف الأنظار عن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية وتخفيف الضغط عن مجرم الحرب نتنياهو.
ورابعا هو ما حقيقة وجدية القصف الإيراني لإسرائيل؟
لقد رسم سيناريو الهجوم الإيراني على إسرائيل بالاتفاق بين ايران وأميركا بهدف حفظ ماء وجه ايران وخفض شحنة الغضب بسبب قصف إسرائيل لقنصلية ايران في دمشق وتلميع لموقف ايران تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ويضاف الى كل ذلك ان ايران قد قدمت خدمة لإسرائيل بهجومها هذا الذي غطى على عدوان إسرائيل المستمر على الشعب الفلسطيني ورفع من شعبية المجرم نتنياهو
بعد اجابتنا على التساؤلات انفة الذكراود ان اذكر الجميع بأن النظام الإيراني غارق في سياسة المراوغة والكذب وتسويق كل ما هو مجافي للحقيقة، حيث كونه يضمر العداء ونوايا التخريب في كل بقعة تطأها اقدامه وذلك ليس بغريب على طبيعة الفرس منذ ان دخلوا الإسلام في الفتوحات الإسلامية عن غير قناعة ولكن بسبب مهابة قوة العرب والمسلمين فعقدوا العزم على اجراء التخريب من داخل الإسلام وفي عقر مهد انبعاثه الامة العربية
واستكمالا لاجابتنا على التساؤلات اعلاه سوف نعرج على بعض النقاط التحليلية لتصرف ايران في قصفها لإسرائيل
أولا ان ادعاء ايران لضربها إسرائيل هو بسبب قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق، وهتا نتسائل اذا صح ذلك الادعاء اما كان يجب ان تكون الضربة موجعة بقدر ما احدثته اسرائيل من الم لإيران؟
ثم اما كان الاوجب ان تكون الضربة مفاجئة او مباغتة تنسجم مع تكتيكات الحروب وصد الاعتداء؟
ان الذي حدث هو خلاف ذلك تماما لان القصف الإيراني لم يحدث أي خسائر مادية او بشرية تذكر. كذلك ان موعد القصف قد اعلن عنه وحدد موعده مسبقا وابرز دليل على ذلك ما سمعته بأذني من على احدى الفضائيا قبل يوم من وقوع القصف أي يوم الجمعة اذ قال المتحدث وهو الدكتور احمد الأبيض ان الضربة ستتم وقد حدد موعدها مساء اليوم اوفي صباح الغد هذا الشئ يفند كل النفي الذي ينشره الموالون الى ايران او ذبابها الالكتروني
ثانيا بخصوص صحة ما يورده اتباع النظام الإيراني من مبررات الهجوم او توقيتاته حيث يدعون ان ايران لجأت الى هذا الاجراء العقابي لإسرائيل بعدما تريثت انتظارا لموقف مجلس الامن على شكواها وعندما لم يرد مجلس الامن على شكوى ايران ولم يدين قصف إسرائيل لقنصليتها كل ذلك أدى الى ان يكون ردها متأخرا.
لو سلمنا بهذا التبرير فأين عنتريات ايران حول محوها لإسرائيل من الوجود ونواياها بتحرير القدس وادعائاتها بأن العراق هو العائق امامها لذا حاربته ثماني سنوات. لماذا لم تفعل شيئا لتحقيق هذا الهدف المزعوم خاصة وقد اصبح العراق ومنذ عام 2003 ساحة مفتوحة تلعب فيها ايران بحرية بفضل اميركا التي قدمته الى ايران على طبق من ذهب وبفضل عملائها من حملة الجنسية العراقية والعراق منهم براء. الم يدل ذلك على عدم مصداقيتها فيما تدعي وتخاذلها امام إسرائيل ؟.
وهل يعقل ما يدعيه مروجو التبريرات لفعل ايران انها ارادت بذلك الحصول على تفويض شعبي للرد على إسرائيل. هل من عاقل يقتنع بتلك التبريرات الواهية؟
وهل يعقل ان ايران حريصة على دول الجوار التي ستمر صواريخها ومسيراتها عبر تلك الدول وهي التي تعيث فسادا وترتكب الجرائم الواحدة تلو الأخرى في تلك الدول؟
اما تبرير ولائيي النطام الإيراني وهو بحد ذاته اعتراف ضمني بما قلناه بأن اميركا على علم بالهجوم الإيراني وبموعده على طريقة ( أراد ان يكحله ففقأ عينها) او كما يقال (العذر اقبح من الذنب) حيث يقولون بأن القانون يسمح لك بالرد بذات الحجم والقدر كرد اعتبار ولتحقيق الردع، فإيران اخبرت امريكا لكي لا تشارك وترد لأن ضربتها محدودة وليست مستمرة كحرب شاملة وهذا تبرير هزيل يدعو الى الضحك فمنذ متى أصبحت ايران بهذه الوداعة والاحترام المبالغ به للقانون الدولي والالتزام به وهي المعروفة بعكس كل ذلك؟
ان مايفند كل تلك الادعاءات والاكاذيب التي دأب النظام الإيراني وولائيه على التبجح بها ضنا منهم بأن المتلقي ساذج وستنطلي عليه مثل هذه التسويقات التي اقل ما توصف به هو الغباء
كما ان الادعاء بأن الهجوم قد حقق اضرارا لاسرائيل انما هو ادعاء مردود عليه حيث ثبت بأن الصواريخ والمسيرات لم تحتوي على مواد تفجيرية عدا عن انه تم اسقاط العدد االاكبر منها استنادا الى ما صرحت به إسرائيل وحلفائها.