المجرم ال...(عمر نزار)..قاتل الأطفال ومنتهك الأعراض
أحمد العبداللّه
المجرم ال...(عمر نزار)..قاتل الأطفال ومنتهك الأعراض
(عمر نزار فخر الدين)؛والذي لا يليق به أبدًا هذا الاسم, بل ينطبق عليه وصف(المجرم الديوث), وجدت فيه حثالات إيران ضالّتها. فهو محسوب, شكليَّا,على السُنّة, وقد جعل من نفسه(نعالًا)في أقدامهم مقابل فتات يلقونه له, كما تُلقى العظمة لكلب أجرب, وبعد أن فرغوا منه رموه في القمامة. فهذا الوسخ السافل الوضيع قد فتك بأهالي الموصل, وقبلها الفلوجة, فتكًا ذريعا مع أوباشه من(قوة الرد السريع). ولكن رغم إجرامه, سكتت(حكومة العبادي)عن كل جرائمه وأنكرتها, بل كرّمته بترقية استثنائية لرتبتين أعلى!!. فما دام الضحايا من السُنّة فذلك,وفق عقليتها الطائفية المريضة؛(أمر جيد ولا بأس به)!!.
وقد نشرت منظمة(إنهاء الإفلات من العقاب)، تحقيقا تضمن عددا من الوثائق التي تؤكد تورط المجرم المذكور بـ(اغتصاب نساء, واختطاف أشخاص لابتزاز عوائلهم), خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش بعد 2014. واستند التحقيق الذي احتوى مقاطع مصورة تثبت ارتكاب(نزار)ومجموعته عمليات إعدام بحق مدنيين واغتصاب نساء وقتل أطفال، استند لشهادة المصور الكردي(علي أركادي)الذي وثق تلك الجرائم, والذي كان مرافقًا لهم خلال عملياتهم في الموصل.
https://www.youtube.com/watch?v=EGAjsCvMhW8
وقالت المنظمة في تحقيقها؛(إن عمر نزار كان يقود مجموعة من أربعة جنود ترتكب عمليات الاغتصاب والتعذيب، وقد أفلتوا من العقاب, على الرغم من وجود أدّلة دامغة تثبت تورطهم في انتهاكات فظيعة). و(يفتخر)هذا المجرم اللعين بما ارتكبه من جرائم في(عمليات التحرير)!!, ويرفض الاعتذار عنها.
في حرب فيتنام انتشرت صورة شهيرة وأثارت ضجة عالمية بقيام ضابط أمريكي بإعدام طفل فيتنامي بمسدسه. اللقطة ذاتها فعلها هذا(الخنزير)في الموصل, ولكن لم تهتز لها ضمائر الإنسانية!!.
وتحت عنوان(وحوش وليسوا أبطالا), نشرت مجلة(دير شبيغل)الألمانية في أيار 2017, تقريرا مفصلا للمصور الصحفي الكردي(علي أركادي), الذي يتعاون مع المجلة منذ العام 2011, وكان قد وثّق عملية تطهير ديني ضد السُنّة في مدينة(طوز خورماتو)جنوبي كركوك في أيار 2016, ثم رافق(فرقة الرد السريع)التي تتبع لوزارة الداخلية العراقية خلال مشاركتها في الحملة على الموصل. إذ يقول(أركادي)في تقريره؛(إن مهمته تحولت إلى كابوس بعدما شاهده بعينيه من انتهاكات مروّعة ارتكبتها هذه الفرقة بحق المدنيين في المناطق التي دخلتها، وإدراكه أن جنود النخبة العراقيين مهتمون باغتصاب نساء الرجال المشتبه فيهم ونهب منازلهم أكثر من قتال تنظيم الدولة الإسلامية)!!.
ووثق أركادي جرائم تعذيب واغتصاب وقتل متعمد للمدنيين اقترفها جنود وضباط فرقة الرد السريع, التي يقودها المجرم ثامر محمد إسماعيل, المعروف بـ(أبو تراب الحسيني), بأحياء وضواحي الموصل, وتضمن التقرير مشاهدات لأركادي في أثناء تواجده مع ضباط وجنود تلك القوة وهم يعذبون ويغتصبون ويقتلون في مناطق تابعة لمدينة الموصل بين شهري؛تشرين الأول وكانون الأول 2016. وقالت المجلة؛إن أركادي زوّدها بمواد موثقة تظهر هويات الجناة المجرمين، وتقدم توصيفا يتناقض مع التقارير الإعلامية الحكومية التي صوّرت أفراد القوات الخاصة المشاركين في حملة الموصل كـ(محرِّرين)!!.
ويستطرد الصحفي قائلاًبتاريخ 22 تشرين الثاني 2016, داهمت ليلاً قوة مكونة من 10 أشخاص قرية(قبر العبد)في حمام العليل، وكانت القوات الأمريكية في مكان قريب وتراقب المداهمة عبر طائرة مسيّرة، كان حارس مسجد القرية(رعد هندية)نائماً مع عائلته عندما قاموا باعتقاله للمرة الثانية، وقاموا بتعذيبه لساعات قبل أن يقوموا بنقله إلى مقر الاستخبارات، وهناك تم تعذيبه لمدة أسبوع، وبعد ذلك تم قتله مع عدد آخر من المشتبه بهم...,وفي نفس الليلة اعتقلوا شاباً يدعى رشيد, وكان بريئاً وشهد له عناصر استخبارات في الجيش، لكن ذنبه أن شقيقه الأكبر التحق بداعش هو وزوجته، وتوفي رشيد بعد 3 أيام من التعذيب ورأيت جثته في مقر الاستخبارات). ويعتبر أركادي أن كابوسه الحقيقي بدأ باستعادة فرقة الرد السريع مدينة حمام العليل من داعش، واعتقال شبان القرية العائدين بشبهة وجود مقاتلين للتنظيم بينهم، وكان من بين المعتقلين أبا وابنه البالغ 16عاما، وأن الجنود علّقوا الأب محمود مهدي من يديه المقيّدتين من الخلف كالذبيحة،وأثقلوا ظهره بعدد من عبوات المياه الممتلئة, ثم بدأوا بضربه مع ابنه الذي قتلوه بعد ذلك!!.
ويروى الصحفي واقعة أخرى قائلا إنه؛ في منتصف كانون أول 2016 انتقلنا إلى قاعدة جديدة في قرية(بازوايا)في الأطراف الشرقية للموصل, وكان هناك أخوان صغيرا السن،هما؛ليث وأحمد, اللذين تم اعتقالهما بواسطة الفرقة الذهبية وأطلق سراحهما لعدم ثبوت أيّ أدّلة تدينهما، ولكن تم اعتقالهما مرة أخرى من قبل الرد السريع وتعرضا لتعذيب شديد, إذ قاموا بغرز السكاكين بأذانهم من الخلف، وفي الصباح علم بمقتل الطفلين الشقيقين تحت وطأة التعذيب. أحد الجنود واسمه(علي)قال متبجحًا؛(إن هذا التكنيك تعلمه من الخبراء الأمريكيين)!!.
ويستمر الصحفي الكردي في شهادته قائلا؛ وفي ليلة 16 كانون الأول 2016, خرجت معهم في حملة مداهمة منزل المواطن(فتحي أحمد صالح)، وقاموا بسحبه من غرفة النوم؛ حيث كان إلى جوار زوجته وأطفاله الثلاثة, فدخل ضابط الصف الشيعي(حيدر كوبرا)إلى الغرفة وقال إنه سيقوم باغتصاب المرأة، وأنا رافقت البقية لأرى ماذا سيفعلون بزوجها. وبعد خمس دقائق شاهدت العنصر أمام الباب المفتوح وفي الداخل رأيت المرأة وهي تبكي, فسأله النقيب عمر نزار؛ماذا فعلت؟, فأجاب؛(أنها حظيت بيومها)!!. ويضيف(أركادي)؛(قمت بتصوير المرأة وهي بداخل الغرفة وبين يديها أصغر أطفالها فنظرت إليَّ، ولكني كنت أصوّر بلا تفكير، وفي أثناء ذلك قام بقية الجنود بإخلاء المنزل وسرقوا ما استطاعوا حمله معهم)!!.
وفي الليلة نفسها, قبضوا على مقاتل في الحشد العشائري الرديف لهم, وأحضروه لغرفة النقيب عمر نزار ثم قام أحد الجنود باغتصابه!!. فإذا كان هذا جزاء من يقاتل معهم, فكيف هو مصير من يقاتلهم؟!. وأكد علي أركادي أن الجنود أبلغوه بأن قياداتهم والمسؤولين الأمريكيين على علم ودراية، بل وموافقة لما يقومون به من قتل عشوائي واغتصاب وخطف وتعذيب!!.
ويؤكد المراسل؛على(استعارْ)منافسة بين الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع بشأن اغتصاب النساء بالموصل، وذكر أن أفراد الشرطة الاتحادية إن تحدثوا عن اغتصاب امرأة جميلة، سارع جنود فرقة الرد السريع لنفس البيت لارتكاب الفعل ذاته. ورأى أن هذا جعل قتال تنظيم الدولة يفقد أهميته لدى الطرفين.
وخلال الشهر الأخير توضحت الصورة, وبدأ(أركادي)يكتشف الانتهاكات الخطيرة لهذه الفرقة الإجرامية بعد أن كان في البداية من المعجبين بعملها, فيقول؛(لم يرضوا بتصوير كل شيء وطلبوا أن أوقف التصوير في مرات عدة..قاموا باعتقال المدنيين, والذريعة أنهم منتمون الى التنظيم الإرهابي، لكن عند اطّلاعي على التحقيقات تبيّن أنهم مدنيون وبعضهم أطفال ونساء، فقالوا إنهم سيرسلونهم إلى بغداد للمحاكمة، لكن تبيّن لي أنه تم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية)!!!.
وخلص أركادي إلى أن؛(الإستراتيجية الوحيدة لقوات النخبة العراقية هي إثارة فزع ورعب كل السُنّة بالبلاد لدفعهم لمغادرة مناطقهم وتغيير الطبيعة الديمغرافية لشمالي العراق)!!. وإنه شعر خلال أيامه الأخيرة مع قوة الرد السريع بأنه لم يعد بإمكانه التحمل، وأن زوجته وابنته يمكن أن تكونا الفريسة التالية لهؤلاء الجنود والضباط الأوغاد المسعورين!!. وكان قراره بقطع علاقته معهم, وأخذ عائلته وغادر العراق لواذًا بعد تعميم اسمه على السيطرات للقبض عليه, ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى تهديدات بالتصفية الجسدية بسبب فضحه جرائمهم, ولكن ذلك لم يمنعه من قول الحقيقة والجهر بها.
https://www.youtube.com/watch?v=F2EYvsdS3c0
وعلى إثر هذه التقارير, ونتيجة لازدياد الانتقادات الدولية ومن منظمات حقوق الإنسان, ومطالباتها السلطات العراقية بمحاكمة المجرمين الضالعين من القوات الحكومية بقتل وتعذيب المدنيين عبر استغلال وظائفهم, شكّل رئيس الوزراء(حيدر العبادي)لجنة تحقيق حكومية لـ(تقصّي الحقائق)!!. وبتاريخ 17-8-2017, أقرّت اللجنة بارتكاب عناصر بالشرطة الاتحادية(انتهاكات ضد مدنيّين)خلال معارك استعادة مدينة الموصل، وفق البيان الذي أعلنه سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي للعبادي, والذي قال؛(إن لجنة التحقيق خلصت إلى وقوع تجاوزات ومخالفات واضحة قام بها عدد من منتسبي فرقة الرد السريع في الشرطة الاتحادية, بإهمالهم التوصيات والتعليمات الصادرة من قيادة العمليات المشتركة).
وتابع الحديثي,إنه؛(ثبت ارتكابهم انتهاكات ضد مدنيين واعتداءات بالضرب والتهديد بالقتل). وأضاف؛(أن اللجنة أيدت قرار لجنة التحقيق العليا بوزارة الداخلية القاضي بإحالة المتهمين إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القضائية وفقا للقانون بحقهم).
ولكن تلك الوعود بالمحاسبة ذهبت أدراج الرياح, فبعد خمس سنوات من التسويف والمماطلة, أعلنت وزارة الداخلية في 20 شباط 2022؛(براءة المقدم عمر نزار من جميع التهم الموجهة إليه بقضية الموصل لعدم وجود أدلّة)!!!, ضاربة عرض الحائط بقرارات لجانها السابقة وتوصياتها التي أثبتت تلك الجرائم. وذلك وصمة عار وشنار في جبين الحكومة الطائفية وقضائها الفاسد.
ولكن عندما قام المجرم المذكور بأمر من أسياده, بقتل عدد من المتظاهرين الشيعة خلال احتجاجات الناصرية في سنة 2019, تم(تلبيس)المسؤولية كلها برأسه وحده, وألقي به في سجن الحوت بعد الحكم عليه بالمؤبد, وتم تبرئة المجرمين الكبار مثل جميل الشمري و(أبو تراب)وغيرهما, لإيصال رسالة لحثالات أهل السُنّة من الذين يعملون بخدمتهم, مفادها؛مسموح لكم بقتلكم أبناء جلدتكم.. أما دمنا فـ(أزرق)!!.