بين الليندي وكاسترو
د.ضرغام الدباغ
الرقم : 383
التاريخ : حزيران / 2024
بين كاسترو والليندي
ضرغام الدباغ
جمعت صداقة حميمة بين فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية، الشجاع العبقري الذي يقود كوبا الاشتراكية حيا وميتاً منذ 65 عاماً وشيد منها دولة على مرمي حجر من قلعة الإمبريالية العالمية لا يوجد فيها متشرد ولا جائع، ونظام صحي وتعليمي راق، وشعب سعيد، فالبؤس يختفي حين يختفي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، والسحق الاجتماعي، ومن يزور كوبا يشاهد شعبا سعيداً يعزف الغيتار ويغني ويرقص السامبا، بلداً كان بيت دعارة، ونواد للقمار، لأثرياء أميركا.
الطرف الآخر من الصداقة، كان سلفادور الليندي، الاشتراكي الرومانسي الحالم، الذي كان يؤمن بأن يمكن بلوغ الاشتراكية بدون سلطة الشعب الثورية، وقد خدع بالمقولات الديمقراطية، وبريق أضواء النيون والمظاهر الخداعة، التي يكمن البؤس تحت مليمتر واحد من السطح الهش .
نقاشات كثيرة وجدالات بينهما، لا تنتهي، كاسترو كان يرى المصير المرعب لتجربة عظيمة تسرح بين الحملان، وتواجه قطعان من الضباع
ـــ سلفادور ....أنظر بلادك (تشيلي) ثرية، تضم خيرات كثيرة، يمكن أن تكون مقراً لتجربة عظيمة، تقودهم والشرفاء من أبناء تشيلي إلى مستقبل باهر.
ـــ القوى الديمقراطية الثورية في العالم يا فيدل ستقف معي، وسنواجه مؤامرات الإمبريالية.
ـــ بلا حزب ثوري، لا توجد قضية ثورية، سيجدون من يتآمر عليك مقابل دولارات حقيرة ويقتلوك..!
ــ الشعب كله معي فيدل، العمال والفلاحين والجنود ..
ـــ البسطاء سيخدعونهم، ويشترون ذمم الضباط ..!
أحتار فيدل كيف يناقش هذا الاشتراكي الحالم،.. فمد يده، وأنتزع بندقية أحد الحراس (كلاشينكوف) وأعطاها للأليندي قائلاً " خذ هذا .. دافع عن نفسك حين تدق ساعتك ".
أخذ الليندي البندقية وقال " أعدك بأني سأقاتل دفاعا عن الاشتراكية ".
وتحقق بالضبط ما تكهنه كاسترو، أوغر عملاء المخابرات الأمريكية صدور العمال وقادوهم لإضراب، وقدموا الرشوة للوضيع المتهالك بينوشيت الذي نصبه ألليندي قائداً للجيش، وصنعوا أنقلابا بأشراف مخابرات الولايات المتحدة، واليندي قاتل حتى قتل ببندقيته التي أهداها له كاسترو وقال قولته الأخيرة البليغة :
" وهذه عبرة للشرفاء اللذين يمتلكون الحكمة، ولا يمتلكون القوة "