ثمن تدمير لبنان
ضرغام الدباغ / برلين
[size=32]ثمن تدمير لبنان[/size]
حين اغتيل إسماعيل هنية في طهران، أدركنا منذ اللحظة الأولى، أن العملية هي حصاد لتعاون وثيق ومخطط، بين الثلاثي : الولايات المتحدة، إسرائيل وإيران التي هي الحلقة الأضعف في التحالف. صحيح لا ننكر شطارة الصهاينة وقدراتهم الاستخبارية، ولكن هذه ليست شطارة، هناك مصطلح في التحقيق الجنائي : (الحرامي من أهل البيت) وهذه ليست شطارة، أن يفتح لك أحدهم الباب، ويقول يخبرك بأي غرفة يرقد الهدف نائما مطمئناً، ويساعدك في إدخال وحمل العبوة، ويدلك على طريق الخروج بأمان واطمئنان فيزيل بصماتك وآثار اقدامك. ولكن مع ذلك يبقى هناك هامش شطارة أهل البيتالذين تولوا إقناع ودعوة الضيف، ووضعه في مكان محدد بدار الضيافة، لنقوم بنسفه على أقل من مهلك ... وترتيب الأمر كله بنجاح شطارة صهيونية والملالي اشتغلوا لهم كخدم ولوكية لهم ..
ولكن هنا السؤال يطرح نفسه، ماذا كان الثمن ... ثم ثمن آخر مضاعف، هو أن يبلعوا لسانهم، والثمن الأعلى حين بلعوا صواريخهم، ولحسوا تصريحاتهم، وأثبت الصفويون أنهم أولو عزم جسيم، ولكنه عزم ناعم قطني، وصبر عظيم، وصفاقة لا حدود لها .. ولكن من هم المذنبين ..؟ نعم لأن هناك من يعتقد للآن أن الصفويين جادين فعلا بالصراع مع الصهاينة .. وفاتهم أن يسألوا أنفسهم سؤال صغير بحجم حبة حمص ... لماذا يعادي الصفويون الصهاينة من غير شر ...؟
في هذا الصراع المظلومون هم تحديداً : العرب المسلمون ، هؤلاء فقط المظلومون والمستهدفون، ؟ وهل هناك عدو أكثر من العرب والمسلمين، فالفرس مستعدون لعقد تحالف مع الثعابين والعقارب إذا كانت تعادي العرب، فكراهية العرب والإسلام تسري في عروقهم بل وفي عظامهم وحتى النخاع... فإذا كانوا على استعداد لبيع حسن نصرالله فمن هم الآخرين ..؟ يخربون من الضحك على خراب بيروت، ومقتل حسن نصرالله سيكون الخبر الأمتع لهم ولمن يخبرهم .. فهو عندهم ليس أكثر من عريف في المخابرات الإيرانية، أشهد أن فتيلة صبر الملالي طويلة، عشرين عاما يضخون فيها الصواريخ الخلبية والعتاد والسلاح ولكن من يفهمها على أنها ليست لقتال الصهاينة يا غشيم ، بل هي لقتل واغتيال اللبنانيين والسوريين العرب مسلمين كانوا أم مسيحيين، سنة كانوا أم شيعة، قتلوا منهم مئات الألوف ..ولكنهم لم يشبعوا بعد ..حقد الملالي شيئ خيالي لا يصدق ...
ظاهرياً يهرجون بالشعارات والكلام الفاضي والعتاد الخلبي، ومنذ 45 عاماً هم لفضياً في طليعة من يقاتل الصهاينة، ولكنهم واقعياً، يحاربون بدماء العرب الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين وفي مدنهم، ولكن ماذا سيستفيد الملالي صفويون طهران .. هذا هو السؤال الحاسم ...؟
• بداية، كل طلقة تقتل عربي ومسلم هي مكسب لهم، وخراب أي مدينة عربية ترضي عقدة النقص عندهم. وهذا يفعلوه مع الممنونية، ومستعدين حتى لدفع ثمن العتاد.
• الملالي يشتغلون خدم عند الإنكليز والأمريكان، ما عليك بالثرثرة واللغوة السخيفة، ولكنهم ربما ارتكبوا خطأ دفعهم له فخ الشيطان، حين تصور الملالي أن بوسعهم تحقيق أحلام طاؤوسية خنفشارية، كمثل ذلك الذي يريد أن يصبح مليونير من بيع جرة دهن، فلما تاه بخياله ضرب الجرة بالعصا، فسال الدهن على لحيته، والحلم صار وبالاً، خطأ فادح ارتكبوه، سيدفعون ثمنه كما دفعه الشاه لولي نعمتهم الأمريكان والإنكليز الذين يحمي كيانهم المنهك منذ عقود طويلة. الخطأ هو فارسي / تقليدي ، الشعور بالخيلاء الأجوف والمنفخة لحد الفرشخة. يتصورون أنهم وصولوا لما وصلوا له بعبقريتهم وليس تحت غطاء أمريكي / بريطاني، فراحوا يتصورون أنهم شركاء لا خدم،، فلزم عقابهم. الصهاينة يدركون بذكاء أنهم مهما علا شأنهم، فهم قاعدة أمريكية / غربية، لا يتوهمن، أحد فكل ما يقومون به هي بأوامر خطية يلتزمون بها حرفياً .
• للأخوة العرب الذين ما زالوا بإصرار عجيب يعتقدون أن ملالي طهران حلفاء لهم، نقول " الله يسامحكم ويهديكم، ويرحم موتاكم، أنظروا إلى القبور في العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن .. قبور من هذه ..؟ ثم أنظروا إلى المدن الجميلة الرائعة التي أصبحت أطلالاً، مدن من هذه ...؟ .. ثم أنظروا هل تبادل الصهاينة والملالي القتال ..؟ هل من المعقول تواصلون الضلال 45 عاماً ..؟
إنك لن تهدي من أحببت ... ولكن الله يهدي من يشاء.