عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...! تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2024 12:33 كتب بواسطة: صفوة فاهم كامل 0 Comments بقلم: صفوة فاهم كامل قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما ب
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
حناني ميــــــا
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة :
المشاركات : 24067
نقاط : 219375
التقييم : 15
العمر : 82
موضوع: قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...! تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2024 12:33 كتب بواسطة: صفوة فاهم كامل 0 Comments بقلم: صفوة فاهم كامل قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما ب الجمعة أغسطس 02, 2024 4:55 am
قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...!
بقلم: صفوة فاهم كامل
قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد 2003...!
صدرت في بغداد مؤخّراً موسوعة تُعدُّ أضخم ما كتبه ضابط عراقي عن مسيرته في الجيش منذ تأسيس الجيش العراقي قبل أكثر من مائة عام. ضمّت الموسوعة ثلاثة مجلّدات كبيرة طُبعت في لبنان بغلاف سميك، بين دفّتيها 1914 صفحة متسلسلة ومحفوظة داخل علبة كارتونية أنيقة. وقد دفع لي الناشر مشكوراً أول نسخة تصدر من هذه الموسوعة، شرعتُ بقراءتها على الفور فوجدتها تحتوي على كم هائل من المعلومات المهمّة والنادرة والخطيرة، كُتبَ بلغة سلسة وبسيطة وحمِلَ عنواناً صريحاً هو: (إفادتي... التحديات والمهام... عسى أن يُنصفنا التاريخ) لمؤلفه الفريق أول الركن عبد القادر محمد جاسم العبيدي، رابع وزير للدفاع بعد احتلال العراق عام 2003. (إفادتي...) هي شهادة شاهد عيان شاءت الأُقدار أن يكون في قلب الزوبعة وقريب من نار الأحداث الجسيمة التي وقعت في حقبة مظلمة من تاريخ العراق. هي أقرب إلى سيرة عملٍ شخصية وتدوينات يومية، وقتَ تولّيه مواقع عسكرية مهمّة كان آخرها منصب وزير الدفاع، أما كاتبها فيقول عنها: " ما عرضته ليس دفاعاً عن النفس وإنما لتوضيح الحقائق بعد أن اختلطت الأوراق". لكنه لم يذكر تفاصيل حياته العسكرية قبل عام 2003 إلا في أسطر معدودة وفي جانبها السلبي فقط على الرغم من طول المدّة التي شغلها وأهميتها وقربهِ وقتئذ من مصدر القرار العسكري وأحياناً السياسي بخاصةً خلال سنوات الحرب العراقية-الإيرانية. العبيدي هو ابن المؤسسة العسكرية العراقية الأصيلة، تخرّج ضابط درع في الكلية العسكرية/ الدورة 46، عام 1969، وفي دورة الأركان/ 45، وخلال مسيرته الطويلة في خدمة الوطن، عاش حقبة نظامين متباينين سياسياً وفكرياً؛ حقبة الحزب الشمولي الواحد ثم تجربة فوضى الأحزاب، وزامل الجيش في حروبه الطاحنة وواقعه البهيّ، ثمَّ الأليم المؤسف وعاش سني تطوّرہ وارتقائه ذروة قوّته وعظمته بين جيوش العالم ثمَّ انكسارہ وخذلانه وصولاً لأضعف حالاته. في أول صفحة من كتابه يبدأ الوزير بآيات قرآنية، لها مغزى ومعبّر عمّا جال في خاطرہ أثناء الكتابة، أعقبهُ إهداء للجيش عامةً نزولاً إلى إهداء خاص إلى مرافقه الشخصي وكذلك لمن سيستلم المسؤولية من بعدہ...! ثمَّ تبدأ الحكاية بمقدمة أبرزَ في سطرها الأول اعتقاله عام 1994 وما عاناہ في السجن وما جرى له بعدها من ملابسات ومرَّ به من ظروف قاسية، وهذا ما أعتاد عليه أغلب الذين سجنوا في حقبة البعث بادعائهم المظلومية دون ذكر الأسباب الحقيقية لتوقيفهم. ثم يوضّح الوزير دوافع عودته للخدمة في الجيش عام 2004 وملابسات مشاركته في بناء جيش عراقي جديد مغاير للجيش الوطني السابق. احتوت صفحات الكتاب على معلومات تفصيلية دقيقة ومتشعّبة عن الدولة العراقية العميقة والأحداث المؤسفة خلال تلك المرحلة وتاريخ وقوعها بالشهر واليوم، مشيراً لأسماء مسؤولين (كبار) خدمَ معهم، تولوا مناصب ورتب (عالية)، وهذا يُحسب للكاتب في جرأته وصراحته في كشف ما هو مستور وليس كلّه، وسردہ للوقائع التاريخية بمسمّياتها وأسمائها دون أن يحابي أحد، وتقويم أداء كل منهم دون اكتراث للومة لائم أو عتب جارح قد يصدر من هؤلاء بعد صدور الكتاب ونشرہ، ربّما ابتعاد الكاتب عن وطنه، يوفّر له مأمن من أي ملاحقة قانونية أو عشائرية ضدہُ ممن تكرر ذكرهم بين مديحٍ أو قديح، علماً أن أغلبهم لا زال على قيد الحياة وما زال بعضهم في موقع المسؤولية الوظيفية بينما هرب البعض خارج البلاد خِلسةً. ولا أُخفي على القارئ أن قراءة تفاصيل سطور الكتاب كلّها تكاد تكون مملّة أحياناً نتيجة القصّ الطويل وكثرة الأحداث وتشابكها وبعضها خارج نطاق مهام الوزير الوظيفية، لكن في الوقت نفسه تُثير فينا الألم والفزع من هول الفساد والانحطاط والتخبّط والجهل الذي حلَّ بجيشنا ما لم يمر به أي جيش في العالم، ويفضح بما لا يقبل الشك حجم التآمر والتخاذل الذي اشترك فيه الجميع خلال إعادة بنائه القوات المسلحة. والوزير عبد القادر محمد جاسم، وجّه بشكل صريح أصابع الاتهام لأسلافه وزراء الدفاع السابقين ومعاونيهم والحلقات الإدارية المرتبطة بهم وضبّاط ومسؤولين آخرين في النظام السياسي وتحديداً الأكراد التابعين للحزبين الوطني والديمقراطي وأفصح أكثر صراحةً حين قال: "إن مسعود البرزاني شخصياً هو الذي لا يريد بناء جيش مركزي قوي وأن لا يسود الأمن العراق عدا إقليم كردستان" واتهامات أخرى عديدة، وكشف أيضاً تفاصيل تأهيل هذا الجيش وبنائهِ بعقيدة مغايرة للعقيدة الوطنية الخالصة، إذ أشرف عليه ضبّاط أمريكان ومعهم ضبّاط عراقيون ومدنيون، ذكور وإناث، من الانتهازيين الذين قدِموا على ظهر أو خلف دبّابة المحتل، أو ضباط عراقيون كان مغضوباً عليهم زمن النظام السابق -ومنهم كاتب هذا الكتاب- أو ضباط عراقيون معروفين بوطنيتهم وحرصهم على ترسيخ إرث الجيش والحفاظ على تقاليدہ هذه المؤسسة العريقة وحماية حقوق أبنائه. لكن للأسف كانت هذه النخبة عاجزة عن عمل أي شيء. تطرّق الكاتب أيضاً في الكثير من صفحات كتابه إلى الواقع السياسي والطبقة السياسية الحاكمة وطريقة عملهم في تمشية أمور البلاد، فقد كان همّهم الأول مصالحهم الشخصية قبل عقائدهم ومذاهبهم المزعومة، وعندما بدأ الصراع السياسي لتشكيل حكومة المالكي الأولى في شهر حزيران من عام 2006 ومنها صراع الفرقاء لتعين وزير جديد للدفاع، رُشحت عدّة أسماء من عدّة كتل لشغل هذا المنصب السيادي ووفق المحاصصة الطائفية الممقوتة، لكنَّ الأمريكان رشحوا الفريق عبد القادر العبيدي ودعموا توليه المنصب لأنهم "بحاجة إلى شخصية ذات خلفية عسكرية جيدة ولديّهِ خبرة بالعمل مع القوات متعدّدة الجنسيات...!" وبعد نقاشات وأسئلة متعبة ومتعاقبة معه من الفريق الأمريكي المواجه استغرقت أربع ساعات وجرت في أحد فنادق عمّان، راق لهم الفريق العبيدي بطروحاته وحسموا الأمر باستلامه منصب وزير الدفاع وأبلغوه بأن عليه التهيؤ لمهمته الصعبة القادمة وهذا ما جرى دون أن ينبس ببنت شفة أيًّ من المعترضين السياسيين على هذا الاختيار...! وعندما استبدل الوزير الجديد بزّته العسكرية ودخل وزارة الدفاع بملابس مدنيّة أيقن أنه "دخل إلى عالم السياسية الخالي من القيم والمبادئ وحتى الخُلق... ولا يوجد فيه سوى المصلحة"...! وفي أول يوم له في الوزارة "وجد صعوبة بالغة بتحديد كيف، ومن أين سيبدأ...؟" إذ لم يتصوّر حالة وزارته على هذا السوء... وفي اليوم ذاته تلقّى صدمة غريبة لدى زيارته مكتب رئيس أركان الجيش وكالة (الفريق) بابكر الزيباري ليطلب منه الأخير: "أن لا يتخذ قراراً ولا يَعلن عنه إلا بعد أخذ رأيه، وهو بدورہ سيأخذ رأي مسعود البرزاني ثمَّ يخبرہ لينفّذ القرار من عدمه أو بعد إجراء تعديلات عليه...!!!" ومن الأمور التي ذكرها الوزير العبيدي وكشف عنها لأول مرة "إنه كان شاهداً على اتفاق شرف (غير مكتوب) بين رئيس الوزراء نوري المالكي وبين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على عدم تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس صدام حسين في عيد الأضحى المبارك لأن ذلك قد يسبب كارثة في السعودية، لأن موسم الحج سيكون في أحرَج لحظاته وقد يؤدي إلى الاصطدام بين الحجيج وإلى كارثة لا يعلم مداها" لكن المالكي لم يحترم شرف ذلك الاتفاق...! وخرج الوزير بحقيقة لمسها خلال عملهِ وتعاملهِ مع العمليات الأمنية لمدة ست سنوات (2004-2010) قائلاً "إن معظم الخروقات الأمنية يقف خلفها سياسيون يمثلون كتل، هم جزء من العملية السياسية ولديهم خطوط اتصال مع الإرهاب وبدفع من الخارج" وهكذا تتوالى الأحداث والمصاعب والمصائب في عهد الوزير الرابع، فسجّل في يومياته كيف صارع ومن معه ضد كل القوى الداخلية والخارجية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في أكثر المناطق سخونةَ شهدتها محافظات بغداد والأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين والبصرة وديالى عن طريق عمليات عسكرية سُمّيت بـ (خطة فرض القانون) وما تلتها من عمليات عسكرية شاقّة وخطيرة وفي ظل نظام سياسي هشّ. أما محتوى المجلّد الثاني من الكتاب ففيه تفاصيل واسعة عن استمرار الصراع من أجل الأمن والاستقرار برد الهجوم المقابل على (خطة فرض القانون) من قبل المليشيات المدعومة داخلياً وخارجياً وفي مناطق عديدة من العراق بدأت في العاصمة بغداد وتحديداً (شارع حيفا) حيث تمركزت المقاومة ومنهم المجاهدون العرب وجلّهم من السوريين، ومعارك قرية (الزرگة) قرب الكوفة وأتباع السيد مقتدى الصدر، وجناحه العسكري المسمّى بـ (جيش المهدي) وغيرها. في موضع آخر من الكتاب تحدثَ وزير الدفاع عن الحرب ضد (المليشيات الخارجة عن القانون) -حسب تعبيرہ- وكانت هذه المليشيات قد انبثقت أول مرة في مدينة النجف يوم 10 نيسان 2003، أي بعد يوم واحد من احتلال العراق وبدأت بالازدياد والتوسّع والانتشار في بقية المحافظات، وسببت إرباكاً للعملية السياسية وخطورة على النظام العام، ورعباً للمواطنين الأبرياء، فكانت معارك (صولة الفرسان) في البصرة في آذار من عام 2008، تلتها عمليّة (بشائر السلام) في مدينة العِمارة، و(بشائر الخير) في محافظة ديالى، لتحقّق هذه العمليات أهدافها المرسومة. وبعد ذلك ينتقل الصراع لتحقيق الأمن ومجابهة التطرّف الديني والقومي في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك لتنتهي جميع هذه العمليات عام 2010 وتصبح المحافظات جميعها في وضع أمني أفضل نسبياً. وفي سابقة خطير وحادثة غريبة ومؤسفة جرت بداية عام 2007، عندما اغتيل آمر الكلية العسكرية في بغداد في ظروف غامضة، فنُسّب آمر جديد من بعدہ واختُطف هو الآخر...! وبعد جهد استخباري تمَّ التوصل إلى أن مساعد آمر الكلية يقود عصابة تسيطر على منتسبي الكلية ومرتبط بـ (جيش المهدي) وحوّل الكليّة إلى قاعدة انطلاق لتنفيذ العمليات ضد القوات العراقية والأمريكية وتنفذ عمليات اغتيالات وخطف...! عندها تقرر استخدام قوات العمليات الخاصة بإنزال جوي مع عملية تطويق كاملة للكلية من قبل الانضباط العسكري، ونفّذت العملية بنجاح وألقي القبض على جميع المطلوبين الذين اعترفوا بجرائمهم الخسيسة كُلها. أفرد المؤلف صفحات طويلة للاتفاقية طويلة الأمد (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) و(الاتفاقية الأمنية) بين العراق وأمريكا عام 2008، وأسماء الوفد العراقي المفاوض للجانب الأمريكي وانتماءاتهم السياسية، وأدرج كامل بنود الاتفاقية وحيثيّات كتابتها والنقاشات والآراء التي دارت حولها من قبل المسؤولين والوزراء ورؤساء الكتل بين معترض ومؤيد لها ومتحفّظ عليها قبل توقيعها مع الجانب الأمريكي، ومن بينها رأيه الشخصي حين أوجزه قائلاً: "إن الاتفاقية جاءت بسبب ارتكاب الأمريكان لخطأً فادح في تدمير البنية التحتية للقدرات الأمنية العراقية، وكان الأجدر بها أن تعيد هيكلتها وتنظيمها لكونها كانت مغلوبة على أمرها...". المجلّد الثالث احتوى في أغلبه مسائل جانبية متفرّعة، وعمليات صنع القرارات لاستكمال هيكلية الجيش العراقي وبناءہ الحديث ودورہ في إرساء الأمن والاستقرار النسبي في جميع مدن العراق، واجتماعات الوزير مع المسؤولين المدنيين والعسكريين وتعاونه مع بقية الأجهزة الأمنية الحساسة والدوائر الحكومية والسلك الدبلوماسي المقيم في بغداد وزياراته الخارجية لدول عربية وأجنبية وتوقيع عدد من الاتفاقات. وفي صفحات منفردة من هذا المجلّد تطرّق المؤلف إلى التشهير والقدح الذي تعرّضَ له طيلة فترة خدمته واستيزارہ، والتهديدات والاتهامات التي وجهت له بالفساد والسرقة والسمسرة في عقود الأسلحة والمعدّات والطائرات، وجرائم زنا وغيرها، من أشخاص ذكرهم بالاسم والمنصب وكيف دافع عن نفسه وفنّدها بالوثائق والأدلّة أو في ساحات القضاء، ومن أغرب تلك الاتهامات وأظرفها هي ما صرّح به أحد النّواب عن قيام الوزير بإجراء عملية تجميل في أمريكا لتغيير ملامح وجههُ تهرّباً من الملاحقة القانونية أو الاغتيال السياسي وهذا ما أشيع في حينها وانتشر خبرہ، فتبيّن فيما بعد زيف هذا الادعاء عندما ظهر العبيدي بهيئته المعتادة في برنامج تلفزيوني على الهواء...! إضافة إلى تهم فساد مالي ومؤامرات واغتيالات طالت رؤوس كبيرة في مقر وزارة الدفاع والهيئات المرتبطة بها. الكتاب خلى تماماً من أي سلبيات أو هفوات ارتكبها الوزير خلال إدارته للوزارة من باب (لكل عالمٍ هفوة ولكل جوادٍ كبوة)، أو سوء استخدامه المنصب بقصد أم من غير قصد أو أي ضغوط خارجية تعرّض لها من هذه الدولة أو تلك، أو إملاءات وخفايا فرضها الأمريكان عليه مقابل قبوله المنصب أو توافقات أبرمها معهم تحت الطاولة. وهذه من بديهيات من يكتب سيرة حياته وينشرها، فيُظهر للقارئ الجانب المضيء من القمر. وهكذا توالت صفحات الكتاب بأحداث وتفاصيل وملفات وأرقام عن السنوات الأول لما بعد احتلال العراق والصراعات الدائرة بين حكامه الجدّد واتهامات متبادلة ومؤامرات فيما بينهم بجانبيها السياسي والعسكري، واحتوت المجلّدات الثلاثة على صور عديدة من المجموعة الخاصة للمؤلف. وينهي الفريق الأول الركن عبد القادر محمد جاسم العبيدي كتابه مع انتهاء الولاية الأولى لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الأولى ونهاية عمله في وزارة الدفاع والبدء بتشكيله حكومة الولاية الثانية، ومعها يبدأ من جديد صراع الحيتان للاستحواذ على هذه الحقيبة المهمّة...! وكانت الكفّة في حينها تميل لترشيح العبيدي مرة ثانية وحظوظهِ أقوى من بقية المرشحين وتلقّى تأكيداً من رئيس الوزراء نفسه، إلا أن ذلك لم يحصل "بسبب التزام المالكي باتفاق مع أربيل ببند أن لا وزير دفاع إلا بموافقة مسعود البرزاني" المعارض الوحيد لترشيحه. على إثر ذلك تمَّ تعين العبيدي مستشاراً عسكرياً لرئيس الوزراء بطلب من قائد القوات الأمريكية في العراق، كي يستطيع التفاوض بصفة رسمية نيابة عن الجانب العراقي أمام الجانب الأمريكي. وباشر المستشار عمله الجديد تحت هذا العنوان فيما بقيَّ منصب وزير الدفاع شاغراً طيلة السنوات الأربع القادمة من عُمر هذه الحكومة وكذلك وزارة الداخلية، في ظرف عصيب من تاريخ العراق (الجديد)...! ومن خلال منصب المستشارية فأن الفريق العبيدي نسّقَ احتفالية انسحاب قوات الاحتلال من العراق وشارك فيها يوم 1 كانون الأول 2011، حيث أطلقت الحكومة على ذلك اليوم بـ (يوم الالتزام) وفيه إُنزال العلم الأمريكي وحلَّ محلّهُ العلم العراقي...! وبعد أشهر قليلة من ذلك الحدث بدأ يشعر بالتهميش ممن كان قريب منه يوماً ما، ليصبح الفراغ جزءًا من حياته اليومية وبعدها صُدم بمعلومات سرّية وردته بأنه وأفراد أسرته أهداف مطلوبة لمليشيات مدعومة من إيران، فغادر العراق عام 2012 إلى الولايات المتحدة الأمريكية "ليعيش كمواطن عادي في ظل دولة يعيش من يسكن على أرضها بكل الحرية ويبقى حلمه الأول والأخير العودة إلى الوطن يوماً ما وإن شحَّ ذلك فقبرٌ في ترابها يُسقى من رافديها". المجلّدات الثلاثة بفصولها السبعة وما ضمّته من حقائق مُفزعة تعدُّ -بلا شك- وثيقة تاريخية دامغة تَكشف لأول مرة تفاصيل مهمّة عن عراق ما بعد عام 2003، وتفاصيل مسهبة عن إعادة هيكلية وزارة عريقة، تسمى بلغة الحكومة بـ(وزارة السياديّة)، وكما قال السيد المسيح عليه السلام "من فمك أدينك أيها العبد الشرّير". فشرذمة من شخصيات سياسية وعسكرية من شذّاذ الآفاق والطائفيين والعرقيّين شاءت سخرية الأقدار أن تتبوأ مناصب عالية هم غير أهلٍ لها، ورُتب رفيعة بلا استحقاق، أساؤوا للمؤسسة العسكرية وللوطن، يخجل عن بيانها القلم واللسان، لعبوا أدوار وارتكبوا جرائم يندى لها الجبين وامتلكوا أو شاركوا في شركات تجارية وهميّة غير مقتدرة، سرقوا من خلالها أموال الشعب ونهبوا قوتهِ وثروة أجياله، لمنافع شخصية وغايات تآمريه وتخريبية. فيصلح الكثير مما ورد من معلومات بهذا الخصوص، لأن يَنهض الادعاء العام ويتقصّى ملابسات ما جاء في الكتاب من اعترافات جسيمة لمحاسبة هذا النفر الضال لينالوا جزائهم العادل، وتُردّ الأموال التي نهبوها لخزينة الدولة عاجلاً أم آجلاً ولينصف التاريخ من عَملَ منهم بإخلاص وإيمان ومشاعر وطنية خالصة، وهم قلّة...! ليكن الله في عون شعب العراق وناصر المظلومين من هؤلاء المأجورين، وصدق وصف الشاعر معروف الرصافي حين قال: وكم عند الحكومة من رجالٍ تراهم سادةً وهم العبيدُ كلابٌ للأجانبِ هُمْ ولكنْ على أبناءِ جلدَتهمْ أُسودُ
لطفي الياسيني
أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة :
المشاركات : 80306
نقاط : 715287
التقييم : 313
العمر : 118
موضوع: رد: قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...! تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2024 12:33 كتب بواسطة: صفوة فاهم كامل 0 Comments بقلم: صفوة فاهم كامل قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما ب الجمعة أغسطس 02, 2024 8:02 am
اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية دمت بخير
قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...! تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2024 12:33 كتب بواسطة: صفوة فاهم كامل 0 Comments بقلم: صفوة فاهم كامل قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما ب
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي... شهادات مُفزعة عن عراق ما بعد ٢٠٠٣...! تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 آب/أغسطس 2024 12:33 كتب بواسطة: صفوة فاهم كامل 0 Comments بقلم: صفوة فاهم كامل قراءة في إفادات وزير دفاع عراقي...شهادات مُفزعة عن عراق ما ب ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا