لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80268 نقاط : 714921 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: "كون نسيب ولا تكون قريب" !! .. هل يؤثر مسعد بولس على مواقف ترمب؟ السبت 16 نوفمبر 2024 - 11:57 | |
| "كون نسيب ولا تكون قريب" !! .. هل يؤثر مسعد بولس على مواقف ترمب؟ توفيق طعمة: دور بولس يظل ضمن الإطار الذي تحدده إدارة ترمب ومن المستبعد أن ينحاز للقضايا العربية والفلسطينية د. خالد العزي: بولس يسعى منذ حملة ترمب الانتخابية إلى ان يكون للإدارة الأمريكية تأثير لإنهاء حرب لبنان وغزة د. عبد الله نعمة: ترمب سيواصل تنفيذ مشروعه القديم المتجدد في الشرق الأوسط عبر التصعيد العسكري والصدامات نادر الغول: إدارة ترمب الحالية تشبه السابقة من حيث العقيدة والأيديولوجيا التي تعتبر دعم إسرائيل أولوية. ثائر أبو راس: بولس لن يكون له تأثير كبير يهدد مصالح إسرائيل ما لم يحظَ بدعم صريح من الرئيس نفسه. د. عبد الحميد صيام: سيعمل ترمب على إنهاء الحرب لصالح إسرائيل بما يشمل إطلاق الأسرى ومنع حماس من إعادة السيطرة على غزة سطع نجم الملياردير من أصل لبناني مسعد بولس منذ فوز مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية مؤخراً، وهناك من يعول على وجود هذا الرجل ضمن الدائرة المحيطة بالرئيس الأميركي القادم، من أجل إحداث "تغيير إيجابي" تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها لبنان وفلسطين، نظراً للعلاقة العائلية التي تربط ترمب بمسعد بولس الذي كان له تأثير كبير على الجاليات العربية في الولايات المتحدة لدعم ترمب.غير أن العارف بالطريقة التي تدار بها الولايات المتحدة يدرك أن مثل هذا التأثير على أهميته وحتى لو كان متعاطفا مع القضايا العربية، يظل محدودا جداً، أولا، لأن من يدير البلاد ليس الرئيس الفرد بل مؤسسات متعددة ومن خلفها أصحاب النفوذ الاقتصادي والمالي، وثانياً، أن الشخصيات التي عينها ترمب لتكون ضمن طاقم إدارته معروفه بدعمها الشديد لإسرائيل.مسعد بولس من المقربين من ترمب بحكم القرابة العائلية التي جمعتهما بعدما تزوج نجله مايكل بولس بأصغر بنات الرئيس الأميركي المنتخب تيفاني ترمب في العام 2022. وقد ولد مسعد بولس في لبنان لينتقل بعدها إلى تكساس حيث درس القانون في جامعة "هوستون". وبعد إنهاء مشواره التعليمي، تولى إدارة أعمال عائلته ليصبح المدير التنفيذي لشركة "SCOA Nigeria"، المختصة في توزيع المركبات والتجهيزات بمنطقة غرب أفريقيا.وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الجمهوري سخر أصوله اللبنانية من أجل حشد أصوات الناخبين العرب الأميركيين، وبالأخص المحبطين من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وطريقة تعاطي إدارته مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والعدوان على لبنان.ويرى محللون وكتاب تحدثوا لـ"القدس" أن دور بولس يظل ضمن الإطار الذي تحدده إدارة ترامب ومن المستبعد أن ينحاز للقضايا العربية والفلسطينية، ولن يكون له تأثير كبير يهدد مصالح إسرائيل ما لم يحظَ بدعم صريح من الرئيس نفسه، مؤكدين أن إدارة ترامب الحالية تشبه السابقة من حيث العقيدة والأيديولوجيا التي تعتبر دعم إسرائيل أولوية. مسعد بولس لن يتمكن من إحداث اختراق سياسي كبيروقال الباحث والمحلل السياسي توفيق طعمة من لوس أنجلوس إن من الصعب جداً أن يتمكن مسعد بولس، المستشار العربي في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، من إحداث أي اختراق سياسي كبير في الملفات الحساسة في الشرق الأوسط. وأوضح طعمة أن السياسة الأمريكية ليست مرهونة بشخصية واحدة، مهما كانت قريبة من دوائر صنع القرار، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تُدار عبر مؤسسات متعددة، تتخذ قراراتها بناءً على مصالح استراتيجية شاملة.وأشار طعمة إلى أن مسعد بولس ، باعتباره أحد مستشاري ترامب، يعمل ضمن الإطار الذي يحدده الرئيس، وهو ملتزم بتنفيذ السياسات التي يحددها ترامب وفريقه. وأضاف: "حتى لو كان بولس من أصول لبنانية أو عربية، فإنه سيتبع نفس التوجهات التي يرسمها ترامب، والتي غالباً ما تنسجم مع مصالح اللوبي الصهيوني وسياسات إسرائيل".وحول نية ترامب إنهاء الحروب في المنطقة، قال طعمة: "صحيح أن ترامب أعلن عن رغبته في إنهاء الحروب، لكنه لا يريد تحقيق ذلك بالطريقة التي ترجوها الأطراف العربية والفلسطينية، بل بما يتوافق مع مصالح إسرائيل".وأشار إلى أن إدارة ترامب السابقة أظهرت انحيازاً واضحاً لإسرائيل، مستشهداً بسياساتها تجاه القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة.وأوضح طعمة أن مسعد بولس قد دعا خلال الحملة الانتخابية الجاليات العربية، خصوصاً اللبنانية، للتصويت لصالح ترامب، مع وعود بوقف الحروب في المنطقة. وأضاف: "السؤال المطروح الآن: كيف ستوقف الإدارة المقبلة الحرب؟ حتى الآن، لا توجد خطة واضحة، ومع ذلك، فإن دعم ترامب لإسرائيل ثابت ولن يتغير". طاقم ترامب الوزاري يدعم بالمطلق إسرائيلوعن دور بولس في الملفات العربية، قال طعمة: "التقارير تشير إلى محادثات أجراها بولص مع مسؤولين فلسطينيين، لكن الطاقم الوزاري الجديد لترامب يتسم بدعمه المطلق لإسرائيل، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالاستيطان وضم الضفة الغربية. لذلك، من الصعب أن يكون لبولس تأثير حقيقي يخالف هذا التوجه".ورأى طعمة أن دور بولس، رغم أهميته، يظل محدوداً ضمن الإطار الذي تحدده الإدارة الأمريكية، مستبعداً أن ينحاز للقضايا العربية أو الفلسطينية على حساب السياسات الإسرائيلية. وأردف قائلاً: "لن يكون هناك تغيير جوهري إلا إذا اتخذ ترامب نفسه قراراً سياسياً يدعم مصالح لبنان أو فلسطين، وهو أمر يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن".وعن الوضع في غزة ولبنان، قال طعمة: "المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد، سواء في لبنان أو غزة، حتى بعد تسلم ترامب لمهامه في يناير المقبل. الجهود الدولية تركز حالياً على وقف الحرب في لبنان، بينما لا يوجد حديث جاد حول وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".وأضاف: إن مسعد بولس سيتبنى بالكامل سياسة ترامب التي تخضع بشكل كبير لتأثير اللوبي الصهيوني.وختم طعمة حديثه بالقول: "لا يمكن التعويل على دور بولس في إحداث تغييرات كبيرة. القرارات الحاسمة تتخذها المؤسسات الكبرى واللوبيات المؤثرة، التي تشكل العمود الفقري لسياسات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط". بولس يستغل علاقاته الشخصية للتأثير على الإدارة الأميركيةمن جانبه، قال د. خالد العزي الخبير اللبناني في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية إن مسعد بولس وهو والد زوج ابنة ترامب، ومنذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى ان يكون للإدارة الأمريكية تأثير في محاولة لإنهاء حرب لبنان وغزة.وأضاف: منذ دخوله في الحملة الانتخابية، يسعى بولس لدفع الحزب الجمهوري للتعامل مع الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، بهدف دعم حملة ترامب الانتخابية. وأشار إلى أن بولس استخدم علاقته الشخصية مع ترامب للتأثير الإيجابي على الإدارة الأمريكية، بهدف دفع إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية والجلوس على طاولة التفاوض.وأوضح أن بولس كان يتحدث بشكل واضح وعلني على القنوات العربية والدولية، مؤكدًا على قناعته بأن هذه الإدارة ستكون فاعلة في التوصل إلى حلول سريعة. ومع ذلك، لن يكون لبولس دور فعّال قبل العشرين من يناير، موعد تولي ترامب رسميًا زمام الأمور.وأشار إلى أن الرئيس ترامب، بعد توليه الرئاسة، سيكون مطالبًا بالضغط على نتنياهو وإيران للوصول إلى تسويات فعلية تنهي المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني في الجنوب لافتاً إلى أن مسعد بولس كان واضحًا في رغبته بتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز سيادة لبنان من خلال وجود دولة لها قراراتها ودورها.وتطرق العزي إلى الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي يقوم على نقطتين أساسيتين: تثبيت القرار 1701 والانسحاب باتجاه الليطاني، بينما يسعى الإسرائيليون لتثبيت قرار 59 وتجريد حزب الله من سلاحه بالقوة، وأن المجتمع الدولي يريد تفعيل دور الدولة اللبنانية وليس إبعادها. ترمب يتعهد خطياً بإيقاف الحرب وإنهاء الصراعوذكر أن الرئيس ترامب، خلال زيارته لمطعم حسن عباس في نيويورك، وقع على وثيقة تعهد بتنفيذها فور وصوله إلى البيت الأبيض. وهذه الوثيقة تقضي بإنهاء الصراع وإيقاف الحرب ضمن شروط لبنان، وليس ضمن شروط إيران.وأشار المحلل العزي إلى أن مسعد بولس قد يكون الشخصية المرتقبة التي ستجري اتصالاتها فور تكليف إدارة بايدن بهذه المهمة في العشرين من يناير. ومع ذلك، قد تستغرق الإدارة 100 يوم لدراسة المشاريع والحصول على حلول سريعة.ونوه إلى أن مسعد بولس يتحدث اللغة العربية جيداً وهو أستاذ في الاقتصاد وقريب جداً من حفيد ترامب وهو على دراية واسعة للمكون اللبناني، وبالتالي فإن أي حلول لن تكون شخصية من قبل بولص لأنه سيمثل الإدارة الأمريكية.ورأى أن مستشار ترامب الجديد، بولس سيواجه الكثير من الضغوطات من اللوبي الصهيوني، لكن هدفه الأساسي يتمثل في تعزيز دور الدولة اللبنانية وسيادتها، من أجل تسريع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. واعتبر العزي أن نجاح بولس في هذا المسعى سيعد خطوة تخدم لبنان، وفي الوقت ذاته تتماشى مع مصالح الإدارة الأمريكية في المنطقة. الملف اللبناني أحد اهتمامات ترمب الكبرىبدوره، قال د. عبد الله نعمة الخبير اللبناني في العلاقات الاستراتيجية الدولية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيواصل تنفيذ مشروعه القديم المتجدد في الشرق الأوسط عبر التصعيد العسكري والصدامات، سواء بين حزب الله وإسرائيل أو بين إسرائيل وإيران، في إطار مخطط أمريكي للسيطرة على موارد المنطقة.وأوضح نعمة أن ترمب لديه فرص عديدة للنجاح، ليس فقط من خلال تأييد بعض العرب والمسلمين في أمريكا، بل من خلال دعم الأنظمة العربية الرسمية، خصوصاً في ملف التطبيع الإسرائيلي مع دول عربية، وعلى رأسها السعودية، إلى جانب مشاريع أخرى مثل إنهاء القضية الفلسطينية، وإعادة الاستقرار إلى لبنان، وتعزيز دور حلفاء واشنطن في المنطقة.وأضاف نعمة: "إن الملف اللبناني يمثل أحد الاهتمامات الكبرى، إذ يسعى ترامب إلى إعادة ترتيب الوضع الداخلي في لبنان، بما يشمل انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ القرارات الدولية، ورسم الحدود البحرية وتوزيع الثروات من الغاز والنفط بين الأطراف المعنية. كما أشار إلى استمرار الضغط الإسرائيلي على لبنان منذ أكتوبر الماضي، وأن وقف هذه التوترات قد يكون مرتبطاً بتوجهات ترامب لتعديل النظام السياسي اللبناني بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية.ولفت المحلل اللبناني إلى ان الولايات المتحدة تعتبر اللاعب الأقوى على الساحة الدولية والمحور الرئيسي في صياغة السياسات الأمنية والاقتصادية العالمية، حيث تعمل على تحييد أي تأثير روسي أو صيني أو كوري شمالي في شؤون الشرق الأوسط. وهذا سيكون محور تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الفترة المقبلة، بدعم وتنسيق كامل من مراكز صنع القرار في واشنطن. ترامب ونتنياهو لهما رؤى وأهداف سياسية متقاربةوأوضح أن البعض يرى أن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشتركان في رؤى وأهداف سياسية متقاربة، ما يجعل السياسات الأمريكية في تل أبيب وواشنطن تأتي متناغمة وتخدم الأجندات المتبادلة بين الدولتين. وفيما يتعلق بمستشار ترامب اللبناني مسعد بولس ، لفت نعمة إلى أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان بولس سيتولى منصب مبعوث الشرق الأوسط خلفاً لأموس هوكستين أو سيتكلف بملف لبنان تحديداً. وأشار إلى أن السفيرة الأمريكية في لبنان قدمت مؤخراً ورقة تفاهم إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري حول اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، في انتظار رد من الجانب اللبناني موضحاً أنه لا يعرف إذا كانت هذه الورقة ستؤتي ثمارها قريباً. وأكد نعمة أن فرص نجاح ترامب في تحقيق تهدئة في غزة ولبنان قائمة، لكنها تتوقف على طبيعة العلاقة مع إسرائيل والتفاهمات التي قد يعقدها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ترمب اختار شخصيات ذات توجهات صهيونية من جهته، قال الباحث السياسي من الولايات المتحدة نادر الغول، المتخصص في الشؤون الأمريكية، إن تأثير مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب اللبناني مسعد بولس على القضية الفلسطينية قد يكون محدوداً. وأوضح الغول أن الشخصيات التي اختارها ترمب ضمن إدارته، مثل السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، ومبعوثه للشرق الأوسط وايتكوف، ومستشار الأمن القومي تيم والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، كلها شخصيات ذات توجهات صهيونية وأيديولوجية دينية، ترى في إسرائيل ضحية، خاصة في ضوء الأوضاع بعد السابع من أكتوبر.وأشار الغول إلى أن هذه الإدارة تختلف عن إدارة ترمب الأولى من حيث خبرة الشخصيات السياسية التي تضمها، إلا أنها تتشابه من حيث العقيدة والأيديولوجيا الدينية التي تعتبر دعم إسرائيل أولوية. وأضاف: "إن وصف ترمب برجل السلام أو الاعتقاد بأن صهره اللبناني قد يكون له تأثير إيجابي ربما يكون فيه بعض المبالغة.وأكد الغول أن ترمب بالفعل وعد بإنهاء الحرب، لكنه لم يوضح كيف يخطط لتحقيق ذلك أو على أي أسس. وذكّر الغول بأن ترمب هو صاحب "صفقة القرن"، سيئة السمعة والصيت التي لم تمنح الفلسطينيين ما يسعون إليه من حرية واستقلال وإقامة دولة.واختتم الغول حديثه بالقول إن على الجميع الانتظار حتى يتسلم ترمب منصبه وتتكشف سياساته تجاه العديد من القضايا، بما في ذلك القضية الفلسطينية. محاولة فرض حل شبيه بـ"صفقة القرن"واستبعد الباحث السياسي في جامعة ميريلاند الأمريكية، ثائر أبو راس، تحقيق أي اختراق جاد في القضية الفلسطينية خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترمب، مرجحًا محاولة فرض حل شبيه بـ"صفقة القرن" يأخذ بالاعتبار المتغيرات الجديدة في المنطقة، خاصة في غزة. ويرى أبو راس أن هذا الحل المحتمل لن يكون مقبولاً فلسطينياً، ما يجعله غير قابل للمرور.وعلى صعيد القضايا العربية، خاصة ملف التطبيع مع إسرائيل، أشار أبو راس إلى احتمالية حدوث اختراقات معينة في علاقات دول عربية، مثل السعودية، التي قد تكون معنية بالتوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل مقابل ضمانات أمريكية تشمل دعماً لوجستياً وعسكرياً، إلا أن وضع غزة يمثل عائقاً معقداً أمام تحقيق تطبيع سلس، حيث يزيد هذا الملف من التوتر بين إسرائيل وبعض الدول العربية المعتدلة.وقال: "لا تزال قضية غزة تمثل تحدياً معقداً، حيث أدت تعقيدات الوضع فيها إلى توتر العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية. وينبغي على مستشار ترمب الجديد، مسعد بولس، إيجاد حل لهذا الملف المعقد، إذ تبرز هنا رغبة بعض الدول العربية في التطبيع مع إسرائيل، لكن قضية غزة تمثل عقبة كبيرة أمام تحقيق هذا الهدف بشكل سلس".وحول تأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، أشار أبو راس إلى أن تدخل اللوبيات الصهيونية سيكون محدوداً طالما أن إدارة ترمب تدعم حكومة نتنياهو وسياساتها اليمينية. وأضاف: إن المستشار الجديد لترمب، مسعد بولس، لن يكون له تأثير كبير يهدد مصالح إسرائيل، ما لم يحظَ بدعم صريح من الرئيس نفسه. تعيينات ترامب تشير بوضوح إلى توجهات السياسة الخارجيةبدوره، أكد الدكتور عبد الحميد صيام، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي الامريكية، أن التعيينات التي أعلنها الرئيس المنتخب دونالد ترامب تشير بوضوح إلى توجهات السياسة الخارجية لإدارته الجديدة، خصوصاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط. إذ يشغل مناصب أساسية شخصيات مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أليس ستيفانيك، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وهناك احتمالات بأن تذهب حقيبة الخارجية إلى مايك روبيو، ما يعكس سيطرة شخصيات داعمة بقوة لإسرائيل ومواقفها المتشددة، بما في ذلك دعم العمليات العسكرية في غزة وعدم فرض قيود على تدفق الأسلحة.وأشار صيام إلى أن الرئيس المنتخب حالياً يواجه أربع أزمات كبرى تشكل تحديات رئيسية لرئاسته: الحرب الروسية الأوكرانية، وتصعيد الحرب في غزة، والأزمة في الشرق الأوسط الممتدة إلى لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران، إلى جانب التحدي الصيني للهيمنة الأمريكية.وبخصوص قضية غزة وفلسطين، قال صيام "إنه في حال فشلت إدارة بايدن في إنهاء النزاعات في غزة ولبنان قبل انتهاء ولايتها، سيجد ترمب نفسه مضطراً للتعامل مع هذه القضايا الملتهبة، خاصة في ظل المأساة الإنسانية في غزة. ووفق توجهاته، سيعمل ترمب على إنهاء الحرب بطريقة تتوافق مع مصلحة إسرائيل، بما يشمل إطلاق سراح الرهائن ومنع حماس من إعادة السيطرة على غزة. وقد يقبل ترمب بتغييرات في حدود غزة، ويمنح إسرائيل دوراً رئيسياً في الأمن وإعادة الإعمار وإعادة المهجرين. وأضاف صيام: "من المتوقع أن يدعم ترمب حظر عمل الأونروا وإنهاء دورها بالكامل، إذ سبق له في دورته الرئاسية الأولى قطع تمويلها، ما سيخلق خلافاً حاداً مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الذي يدعم الوكالة.أما بالنسبة لحل الدولتين، أوضح صيام أن ترمب قد يعود إلى "صفقة القرن" مع تعديلات لصالح إسرائيل، قد تشمل توسع الاستيطان وضم مناطق رئيسية من الضفة الغربية مثل الأغوار وأجزاء من القدس الشرقية، وربما يلغي اتفاقية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. ويرجح أن تُختصر الدولة الفلسطينية إلى كيان ممزق ومتفرق، مع شريط بري ضيق يربط المناطق المتبقية من الضفة الغربية بقطاع غزة، وقد يجد ترمب قيادات فلسطينية معينة، ممن لديهم روابط أمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة، على استعداد لقبول مثل هذه الترتيبات.وبخصوص التطبيع مع السعودية، قال صيام إذا كانت القيادة السعودية جادة فعلا بعدم التطبيع مع إسرائيل، إلا بتحديد معالم وتاريخ وحدود الدولة الفلسطينية وبدعم مصري وأردني، ومن بعض الدول الإسلامية المؤثرة مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان فقد يعيد ترمب ومستشاروه النظر في الخطة السابقة وتصبح صفقة القرن بطبعتها الجديدة قائمة على إنشاء دولة فلسطينية مقابل تطبيع عربي إسلامي واسع تقوده السعودية يمتد من إندونيسيا إلى موريتانيا. | |
|