السعار(رمتني بدائها وانسلت)
أ.د. سلمان الجبوري
السعار(رمتني بدائها وانسلت)
السعار حالة مرضية تصاب بها الكلاب، اذ يصبح عندها الكلب خطرا على كل من يقع في طريقه ويكون علاجه عندئذ القتل. هذه الحالة ومع الأسف تنتاب بعض من البشر في حالة الشعور بضيق الأفق او قرب المصير المحتوم وفقدان الامل فيتصف من يمر بحالة كهذه بالهستيريا بما يشبه رفسة الخنزير المصاب.
خرج علينا يوم امس المدعو نوري (جواد) المالكي بحالة يرثى لها والتي بانت على نبرة صوته المرتعش ووجهه المتجهم وكثرة ما تقيأ به من افك وبهتان مع اقتراب الحساب والمصير المحتوم.
لم نعتد ان نرد على سقط المتاع امثاله لاسباب هي:
أولا، عملا بقول الشاعر:
لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً ** لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار
وثانيا، هو عملا بقوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37). (سورة ق ). صدق الله العظيم .
اذ لافائدة من محاججة من اغلق نفسه على السوء والشر من ناحية وكونك لاترقى ان تصل الى مستوى البعثيين ولاتجاريهم شرفا وقيما لكي نرد عليك من ناحية أخرى فانت لست اكثر من نكرة في عالم السياسة والدين والأخلاق.
وثالثا، عملا بقول الشاعر المتنبي:
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
لكننا نجد انفسنا هذه المرة ملزمين بتوضيح الكثير من الحقائق والتي باتت اكثر وضوحا من ذي قبل أيام حكم النظام الوطني ليس لاقناع المالكي وانما من باب درء المفاسد من جهة ومن جهة أخرى لنثبت للجميع ان البعث حي وفاعل ومعتنقوه كثر على عكس ما توهموه وما انتظروه من قانون الاجتثاث، واننا لسنا خلايا بل نحن جماهير تصطف وراء قيادة طليعية مناضلة ليس كما يتوهم البعض بانهم يستطيعون من وراء إجراءات الاجتثاث والحظر ان يقضوا على البعث وكما قال الشاعر:
محال أن تموت وأنت حيٌ فكيف يموت ميلاد وجيل
فبعث الموت شيء مستطاع وموت البعث شيء مستحيل
لان البعث عقيدة وفكر راسخ في قلوب وضمائر معتنقيه ومنجزاته مازالت حاضرتا في ذاكرتهم وعقولهم، وازداد هذا الايمان بالبعث بعد ان اوغل المجرمون في جرائمهم منذ وطئت اقدامهم مدنستا ارض العراق في اول يوم للاحتلال الذي سهلوا له وجلبوه بعد ايهامهم لبعض أبناء الشعب المغرر بهم فقاموا بتنفيذ مخططاتهم الاجرامية، وكان بأمكانهم اجتثاث حزب البعث لو انهم أتوا بأنجازات بمستوى ما انجزه النظام الوطني على اقل تقدير، ينسي الشعب حزب البعث ونظامه.
ان للبعث بصمات لاتزال شاخصة امام اعين الشعب وضمائر أبنائه الحية لايمكن حصرها في مقال بهذا الحجم انما يتطلب الى مجلدات لاستيعابها. وعلى سبيل المثال لا الحصر اود ان أقول أولا ان حزب البعث الذي قاد مسيرة قيادة الدولة امدها 35 عام ابتدئها بأنجاز ثورة 17ـ 30 تموز بعد مخاض صعب كان ابطاله فتية مناضلون يُعدّون على عدد أصابع اليدين لقادر بعد ان فشلتم في تجربتكم الاجرامية وعلى مدى 21 عام ان تنجزوا واحدا من الالف مما انجزه البعث خلال العشرة سنوات الأولى من قيادته للدولة. واذا اردنا ان نعدد بعضا من إنجازات البعث فلابد من الإشارة بالدرجة الأولى الى ما اصبح المواطن في زمنكم يستحضرها كل لحظة بدءا من بناء الانسان الذي كان يعتز بعراقيته وعروبته وارتفاع مهابته بين أبناء الأمم الأخرى والتوزيع العادل للثروة وللفرص وتطبيق العدالة وسيادة القانون وتحصين الانسان ضد كل ما يسئ الى القيم والأخلاق ورفع درجة الوعي المجتمعي تلك الإنجازات التي ما كان لمواطن ان يفرط بها لولا انسداد الأفق بسبب التأمر الخارجي وبمساعدة عملاء النظام الفارسي والغرب الاستعماري والشعارات التي غرر الشعب بها.
يضاف الى كل ذلك تركيز البعث على إشاعة روح التأخي والمواطنة بدون طائفية او تفرقة على أساس ديني او قومي. وكرد على اتهام البعث بعلمانيته لابد من التأكيد ان علمانية البعث لاتعني الالحاد وان البعث بعلمانيته اصدق تديننا ممن يدّعون التدين بمظاهر خارجية كالعمائم واللحى والمحابس وغيرها . ان علمانيتة تعني عدم تسييس الدين كما هو حاصل الان من قبل ألاحزاب الاسلاموية كالدعوه والاخوان وغيرهم واصدق دليل على التزام البعث بالدين هو جعل الشريعة الإسلامية أساس القوانين والحكم ورعاية دور العبادة واضرحة ال البيت واستثنى منائر أماكن العبادة ان تعلو على نصب الشهيد.
يضاف الى كل ماسبق ان الشذوذ الذي انتهجته تلك الأحزاب في خطابها وما صدر عن المالكي في خطابه الأخير ليدعو على التأكيد بأنه مردود عليهم لان هذه الممارسات ما كانت تصدر من البعث بهذا الشكل وانما كان التعامل معهم وفق القانون. ان مايصدر منهم وبالأخص ما تقيأ به المالكي في خطابه الأخير انما هو دليل على افلاسهم ليس فقط كونها اتهامات باطلة وانما ماعاد في جعبتهم ما يرمون به البعث بعد ان عرفهم الشعب على حقيقتهم وتم تصفير رصيدهم الشعبي.
اننا لسنا هنا بصدد الرد على اتهامات المالكي للبعث والبعثيين ونظامهم الوطني وليس بصدد المقارنة بيننا وبينهم كقاذورات اتى بها الاحتلال وانما وكما اسلفت في أعلاه بل لتذكير أبناء شعبنا فقط بأن البعثيين هم مناضلون وطنيون كانوا اول من يضحي واخر من يستفيد وكانوا يتقدمون الصفوف في الدفاع عن الوطن والشعب وبما تشهد به سوح مقاتلة الفرس والصهاينة وفي الازمات الداخلية كقضية أبو طبر او خفارات الشوارع أيام تفشي ظاهرة السرقات بعد صفحة الغدر والخيانة. كما ان البعثيين لم يكونوا عملاء وليسوا متواطئين مع العدو الأجنبي لااحتلال بلادهم. ان حالة الرعب التي ظهرت على المجرم المالكي لتدعو الى الشفقة عليه رغم انه لايستحقها لما اوغلت يداه بدماء العراقيين بدون تفرقة بين طائفة وأخرى.
ان ظهور المالكي في خطابه الأخير ليدعوني الى القول لقد ’’انتصرنا ورب الكعبة،، كما قالها ذلك الاعرابي عضو وفد المسلمين الى كسرى عندما حمله كسرى بزنبيل تراب على سبيل الاستهزاء بالمسلمين فكان مؤشرا على اندحار كسرى في القادسية الأولى.
يكاد البعث ان يمتاز عن بقية الحركات والأحزاب الفكرية بكونه وطنيا صادقا وقوميا وانسانيا خالصا ومواقفه الوطنية والقومية عنوان فخر لكل اصيل. وعليه فما كان البعث ولن يكون من يعمل مأجورا بيد الآخرين ولم ولن يكون رجاله سماسره وادلاء وخونه لبلادهم وامتهم كالمالكي وحزبه العميل. وسيبقى البعثيون عناوين ورايات وطنية وقومية وإنسانية عاليه، كما سيبقى اسم البعث على الدوام يؤرق المالكي وامثاله وسيبقى الخونه والمجرمون من أمثال المالكي وحزبه ومن على شاكلتهم مرعوبون من البعث ورجاله.
ان العراقيين اصبحوا اكثر دراية ومعرفة بالمالكي ورهطه وامثاله واكثر كرها واحتقارا لهم واشمئزازا من تلك الأصوات الصادرة عنهم..