منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل
المواضيع الأخيرةمنتدى لطفي الياسينيالدُّكتور عبد الله الدَّملوجيّ سيرةٌ معطاء لنماءِ وطن أوَّل وزير خارجيَّة في السُّعوديَّة وفي العراقرد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 15:30 من طرفمنتدى لطفي الياسيني٦ أمور قد لا تعلمها عن اقتحام السفارة الأمريكية بإيران العام١٩٧٩رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 14:58 من طرفمنتدى لطفي الياسينيSearch Search اخر الاخبار ستعزز استقرار النظام المالي .. “المصارف العراقية” تدعم توطين رواتب موظفي القطاع الخاص !رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 14:40 من طرفمنتدى لطفي الياسينيشرفت أيتها الخيبة في مروجنا السليبة : علي الكاشرد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 14:02 من طرفمنتدى لطفي الياسيني فرنسا والصحراء الغربية: المصالح قبل المبادئ؟ منذ 14 ساعة مثنى عبد الله حجم الخط 18 كيف يمكن فهم القرار الفرنسي الشديد الوضوح بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في هذا الوقت بالذات؟ لماذا فضّلت فرنسا تبني الرواية المغربية في هذه القضيةرد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 12:45 من طرفمنتدى لطفي الياسيني ابراج اليوم ابراج الغد تفسير الاحلام مقالات عن الابراج حظك اليوم حظك اليوم مع الابراج الحب أن أحبك ألف مرة ، وفي كل مرة أشعر أني أحبك لأول مرة - نزار قباني - توقعات الابراج وحظك اليوم الثلاثاء, 27 كانون الاول 2022 برج الحمل من 21 مارس إلى 20 إبريلرد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeاليوم في 1:02 من طرفمنتدى لطفي الياسينيكلمات على ضفاف الحدث : تلوث البيئة و الخوف من زعل حليفنا المصيري...!!رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeأمس في 10:00 من طرفمنتدى لطفي الياسيني حقوق الإنسان في ظل الاحتلال : د. ضرغام الدباغ رئيس المركز الألماني العربي / برلين رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeأمس في 2:28 من طرفمنتدى لطفي الياسينيملاحظات حول زيارتي الخاطفة للعاصمة السويسرية - جنيف -رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeأمس في 2:19 من طرفمنتدى لطفي الياسينيكنيسة الهند السريانية بعد رحيل مفريانها سليل تكريترد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeأمس في 1:46 من طرف

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8418
نقاط نقاط : 143974
التقييم التقييم : 200
العمر : 34

رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد    رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeالسبت 2 أكتوبر 2010 - 21:35

رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد
'مباهج ممكنة' لأحمد بنميمون:






رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  01qpt85







عبدالسلام ناس عبدالكريم - حداثة الاتصال أم راهنية الانفصال؟ لا يستقيم النظر إلى الحداثة في الواقع على أنها حركة انفصال عن الماضي، وإنما على اعتبار أنها تشكل فعل اتصال وتلوين وإدماج ضمن مخاض المتعدد والمتجدد. ومن ثم فالحداثة تشكل حركة استمرار وقطيعة في آن. فهي في بعدها الأول استمرار تحويلي لمعطيات الماضي، وهي في المعنى الثاني تمثل قطيعة استدماجية بالنسبة للماضي.
ولقد اتجهت حركة التحديث الشعري في العالم العربي إلى تأكيد الارتباط بين هذين البعدين منذ أواخر الستينيات إلى مطلع الثمانينيات، حيث تمثلت الرغبة في مواصلة الالتزام بالبعد القيادي الموصول بالصورة النموذج التي تحددت للشاعر عبر أزمنة القدامة وهي صورة الشاعر ـ القائد، بمفهومه السياسي والاجتماعي والثقافي في آن على أساس تبني سلّم معين من القيم الكونية المحددة، التي يتم تخصيبها وتخصيصها وفقا للرهانات الفنية والمواقف الشعرية المتجددة. ويمنحنا الشعراء الكبار من مختلف أجيال الحداثة وعلى رأسهم أدونيس، ودرويش، وعبد الصبور، وحجازي، صورا واضحة لهذا التقاطع العجيب بين الشرطين المكونين، من خلال احتوائهم الشعري المتميز لنظريات متولدة عن مبادئ التصوف ومبادئ الفلسفة بكل أطيافها الممتدة عبر تاريخ الوجود البشري، فضلا عن إلمامهم الواسع بمصادر وألوان الثقافة الشعرية والفنية في الثقافتين العربية والعالمية. ولا ضير أن نرى لدى هذا الاتجاه قدرة خارقة على الجمع والتوليف بين الإبداع الشعري والممارسة النقدية المتخصصة، الموسومة بوهج فني متميز هو نتاج هذا التلاقح الطبيعي الموصول بتربة الميدان ومناخ الساحة.
وفي المغرب يتجلى هذا الاتجاه بوضوح لدى الرعيل الأول من شعراء تجربة الحداثة، الذين وفقوا بين الإبداع والتنظير النقدي، وعلى رأسهم الشعراء النقاد محمد السرغيني، وأحمد المجاطي، ومحمد بنيس، بل إننا نجد ذات الهاجس حتى في تجارب الشعراء الخلـّص من أبناء هذا الجيل الشعري المتمرس الذين لا يجادل أحد في مكانتهم الموسومة التي بفضلها لا زال للشعر بهاء. وعلى رأس هذه الفئة لا يمكن أن نتجاوز أسماء الشعراء: عبد الكريم الطبال، وأحمد بنميمون، ومحمد الشيخي، ومحمد علي الرباوي، وغيرهم من المخضرمين. غير أن هذا النهج التوافقي آل إلى التراجع منذ العقد الأخير من القرن الماضي، حيث أضحى جليا أن الجيل الأول من الألفية الثانية بدأ يسلك وجهة متطرفة تميل إلى جهة الانفصال على حساب الاتصال باسم المعاصرة. ومن ثم بدأنا نرى هذا الجيل الشعري الجديد ينحو موقف الرفض وتجاوز الأسس والتقاليد الفنية الراسخة، لحساب أعراف وقيم مسطّحة موصولة بمنافع عارضة، يحجب بعضها بعضا، ثم لا تلبث أن تتوارى في فراغ السديم.
وفي هذا المنعطف الشعري - النقدي القائم على هاجس التصحيح ورد الاعتبار لماهية الشعر، تتموضع تجربة الشاعر المغربي المخضرم أحمد بنميمون، في أعماله الشعرية الأخيرة التي يعكس خلاصتها ديوانه الشعري الموسوم الصادر سنة 2008 عن دار القرويين في البيضاء، تحت عنوان ' مباهج ممكنة'. وأحمد بنميمون شاعر موسوم على طراز المعدن الشعري الأصيل، ومن سماته الكبرى أنه حامل لعدة نقدية وفكرية متكاملة توجه وعيه الشعري الحصيف وفق رهانات التجديد والتحديث. وما زال الشاعر يغتني حتى اللحظة بما يراه صالحا لمسايرة النسق المنتظم لمفهوم الحداثة، في انفتاحها على جوهر الأصالة الممزوجة بصفاء الروح الإنسانية والمعاني الكونية الخالدة .وغير خاف أن هذا البعد الأخير هو الذي أكسب عمالقة الشعر العربي الحديث الهيبة والتقدير وجليل المقام. فجلهم قدموا إلى الشعر من عوالم يتماهى فيها المنظور في عمقه الثقافي، بفيض الموهبة الشعرية في نزوعها الفطري الأصيل.
ويهمني اللحظة َ أن أقدم هذا الديوان الشعري الموسوم في ساحة الإبداع الشعري المغربي المعاصر، من خلال هذه العتبة التي أراها تفصح عن جوهر الكينونة الشعرية المستبصرة لهذا الشاعر الكبير، من الجيل الثاني لتجربة الحداثة في الأدب المغربي. والعتبة إياها هي فقرة من نص ّالإهداء المفصح الذي خطه الشاعر في النسخة التي شرفني بها. وقد جاء في كلمة الإهداء: (...لقد فضلت على القصيدة البيضاء شعرا يحمل بعضا من ملامحي وملامح أيام عشتها، حتى تعكس قصيدتي العالم وسع صوتي الذي لم يرد أن يغني بهدوء منذ البدء.) التوقيع أحمد بن ميمون.

تواشج المعنى الشعري

يبدو إذن أن هذا العمل الشعري للشاعر بنيمون اختار أن يسلك على غرار أعماله الشعرية السابقة مضمار الموقف الشعري، الذي يفصح عن سلطة الكينونة الشعرية، وعن قوة تأثيرها في المحيط الاجتماعي، من منطلق توفير الانسجام مع القيم الذاتية،والتعبير عن صدقية الحق في توجيه القيم الجمعية، والاحتجاج ضدا للحصار والضغط الممارس على الصوت الشعري المتهدج بصخب الكلمة المثمرة. ولأجل ذلك يأبى الشاعر إلا أن يمنح هذا التوهـّج الشعري شحنة التواشج مع مقامات المعنى الشعري المنبثق من أديم اللحظة الشعرية، ومع المعاني الكونية الممتدة عبر التجربة الإنسانية التي تتسامى فوق حدود اللحظة. فكل ادعاء يرمي إلى فصل المعنى الشعري عن امتداده الكوني الطبيعي لا يعدو أن يكون هباء في فراغ السديم:
سأرسم مشهدا فيه أنادي الشعر، يصحو
في رمادي الجمر، يتقد التياعا
وأرسم مشهد الجبل الجليل يقوم في الأزرق
ويغريني بقنته الطموح وفتنة الأسرار
لأفتض السماوات البعيدة والمدى المغلق
وأذكر نظرتي الأولى إلى الدنيا ...( ' البشارة' ـ ' مباهج ممكنة' ـ ص35)
ففي هذه القصيدة كما في غيرها من مجموع قصائد الديوان، ينطلق الشاعر من نزوع وجودي درامي، يعكس عنصر المكابدة جراء تقاطب قوتين، لا تستطيع الكينونة الشعرية الفكاك منهما، إحداهما هي قوة حافزة تتمثل في مواصلة التبشير بالهاجس الشعري المنتظم وفق رهانات القيم الكونية المتأصلة في عمق الكينونة الفردية والجمعية. بينما القوة الأخرى هي طاقة رادعة تحاول لجم بعض المؤثرات التشويشية التي قد يحملها مفهوم المعاصرة، حين يقضي منطقها الضمني ببتر مكونات الهوية الشعرية وفصلها عن مقوماتها الكونية الممتدة في مطلق الزمن. وقد تتجلى هذه الطاقة الرادعة في شكل صرخة غضب عارم، من قبيل ما تعكسه هذه الأبيات التي تزخر بحس التوتر والمواجهة:
هذا الذي يختال في المرآة وجه لا يراني، غارقا فيما
نهاني عنه من سبق الضياء إلى قنان دونها تتحجّر الأقدامُ
منهكة طريقي في خطى لمّا توقف عن سفرْ
يا صاحبي، إهبط إليّ من انبجاس الضوء
من غسق عنيد
مثل ذكرى صنو هذا الوجه، في فجر بعيد... ( ' مواجهة' ـ ' مباهج ممكنة' ـ ص25)
فمن خلال هذا الاستصراخ المرير يضع الشاعر قارئه في أفق رؤيوي يعكس الشعور بحالة النفي والإقصاء والعزلة، في مقابل الرغبة في بعث الروابط وتجديد الأواصر. بيد أن هذه الرغبة تظل مطوقة بسياج متشابك من الأعراف المتضاربة، بين وجهة التماسك وفق خط السيرورة، وبين وجهة التوقف عند حدود اللحظة، والعجز عن الاختراق الجذري وتقديم البدائل المقنعة الكفيلة برأب الصدع وتجديد سحنة القيم. وفي هذه الحال، تبقى ثيمة الأمل هي المعين النفسي الذي يغذي نسغ التجربة الشعرية في الديوان، على غرار ماهو ثابت في تقاليد شعر الحداثة. وتترجم هذه الثيمة ذاتها نصيا وبشكل مباشر موفور الحماسة،من خلال ثلاث قصائد موسومة،هي: ' مباهج ممكنة'، التي أطلق عنوانها على مجموع الديوان، و' أحلام مشتعلة' وقصيدة ' البشارة'. حيث يقول في الأولى:
رفرف اللحن على كفي
وقد شقّق صمت شفتي: الموسيقى دائي ودوائي
تصدح الألوان والأضواء
هل ترجعني سورة أنغامي إلى حيث ابتدائي
فاعبثي بالروح يا كفّ النهايات
فلحني دائما للبدء يرنو والبشارات ندائي ( ص7)
وفي قصيدة ' أحلام مشتعلة' يقول:
سأمكث في محطتي الأخيرة
ما تبقى من خريفي: حلم منتحر
تهاوى نجمه في نقعه المغدور
ما ابتلت يداه دما، ولا رمتا سهاما.
وفي القصيدة الثالثة يقول:
سأرسم مشهدا فيه أنادي الشعر يصحو
في رمادي الجمر يتقد التياعا
مثل ضخ حنين حلم الخطوة الأولى وقد نشرت شراعا
بموج من رذاذ رش وردا مثل خد حبيبتي
الآفاق تشتد اندلاعا
أي نار شب منها الشعر يا هذا الطريق؟

وفي قصيدة أخرى هي ' رغبات منسية' يقول الشاعر:
أعري في ليل لا تشعلني أضواء غناه
أظمأ في صبح لا يسكرني من إبريق ضياه
وأنا من دنّ اللفظ طعمت النيران
وخمر الأزمان، البهجة والأحزان جميعا،
وقرنت مواليدي بالأموات جموعا.
ومن جماع ذلك نستخلص البرهان على أن الحداثة لا تعني الانقطاع وإنما تعني الاتصال. وسيتبين لنا أن الفئة من هؤلاء الشعراء المخضرمين من خلال تشبعهم بالوجدان الدرامي الرحيب لا زالوا يحملون شعلة الأمل ويجسدونها بالنسبة لذواتهم، ثم لعموم جماهير قراء الشعر، ويوجهونها في أفق استعادة الاستلذاذ بالألق الشعري الخفي، الذي صار يوما بعد يوم عرضة للاستسهال والاسترخاص، لا سيما بعد أن خفت سلطة القيود الذهبية التي كان يرتهن بها الإبداع الشعري وعلى رأسها قيد الإيقاع العروضي الذي لم يثبت أن كان ذات يوم مفصولا عن وجهة الإيقاع الذهني والإيقاع النفسي. ولعل في تجارب الشعراء الكبار، البياتي، ونزار، وأدونيس، ودرويش، ما يكفي لإقامة الحجة والدليل على هذه الدعوى. فإيقاع الموسيقى الشعرية هو غاية تحرسها ظلال الشعر، ويضمنها عنت الإبداع والمكابدة وسهر الليالي. ولعمري إن هذا الأمر واضح وبيـّن لعيان الممارسة الشعرية، ولا يمكن أن يصدِم إلا من لم يرُمْ سبيل الشعر.
وبعد، فقد حاول الشاعر بنميمون من خلال ديوانه هذا أن يحلق بعيدا فوق مملكة الحلم اللامتناهي، الممتد عبر القبل والبعد، لأجل أن يستخلص من خلال ذلك ترياقا صالحا للملمة الكينونة المتلاشية. بيد أن تحليقه في أفضية الوجود ظل رهين الحدود الموسومة بلحظة الاكتواء والذوبان. ولعلّ ذلك ما يشعر بجسامة العبء الحداثي الذي يتجشمه الشاعر بنميمون وفئة مخضرمي الحداثة الشعرية، الذين استشعروا هروب القيم الماضوية وتهافت القيم الراهنة ففضلوا الاحتراق بين المتاهة والهاوية. يقول الشاعر:
رفرف الصوت الذي انداح يبث النور في كل فضاء
ثم أبقاني رمادا لأعاني
محنة البعث انهيارا
ذلك اللحن الذي أرهق من نبضي قواهْ
تاركا في هجعة الأوتار روحا من لظاهْ
هل ترى يرجع للتحليق بالأرواح في شبه صلاهْ
يطرد الحيرة بالوحي جلا ما ضلّل العمر،
هدى بعد متاه ْ ( ص7)
باروكية التراكب الإيقاعي

الشعر هو التعبير باللغة البشرية وقد أرجعت إلى إيقاعها الأساسي، وهو إيقاع المعنى الغامض المحيط بمظاهر الوجود. وبناء عليه، فإنّ جوهر الإيقاع الشعري يقوم على التداعي التلقائي المقرون بطبقات المعنى الإنساني العميق. ولعلّ هذه الطاقة التوليدية الباطنية التي تتغلغل في بنية الإيقاع الشعري هي المظهر الأساسي الذي تفسر بواسطته ظاهرة غموض المعنى في تجارب الشعر الحديث.
فالبنية الإيقاعية هي التي تتكفل بجوهر المعنى في مجمل هذه التجارب الشعرية . ومن خلالها يتحول المعنى ويرتقي من مستواه النثري البسيط المطوق بحدود المنطق وحدود الزمان والمكان، إلى مطلق الدلالة الشعرية المفتوحة على فعالية الجدل بين الكائن والممكن، وعلى قوة الاحتواء للظلال الوجدانية للتعبير الإنساني. ومن ثم كان التلازم قائما في القصيدة الحديثة بين إيقاع الدلالة ودلالة الإيقاع،على أساس مجموعة من الشروط والدّواعي الفنية المحايثة لمتن القصيدة، والتي تكمن خلاصتها في ارتباط التشكيل الإيقاعي السمعي لدى الشاعر المحدث بالتشكيل المرئي الموصول بالفضاء، بما يمثله من ألوان وأحجام وممكنات الامتلاء البصري. بيد أن انشغال الجيل الجديد من الشعراء المعاصرين أو بمعنى أدق شعراء الرّاهن الشعري، بات يميل إلى تبني عرف جديد من تشكيلات الفضاء البصري على مستوى القصيدة، وهو ما يعرف بتشكيل البياض. ولعل الانطباع الأولي الذي يمكن تسجيله حول هذا المنحى هو أنه يعكس مؤشرا سيميائيا مباشرا مشحونا بمؤشرات إدلالية جاهزة تجعله أقرب إلى التعبير النثري المستثمر لقوة المنطق، منه إلى التعبير الشعري الذي يرتهن في الدرجة الأولى باستخدام وجدان اللغة.
لذا نرى الشاعر بنميمون يتجه إلى التأكيد على مبدأ التلازم بين اللغة والشعر على مستوى الدال والمدلول والدليل الشعري الذي يشكل الايقاع العروضي مكونا أساسيا من مكوناته. فالإيقاع الشعري لدى هذا الشاعر يمتح من العروض بشكل أساسي، وهو يمتصّ نسغ أوزانه ببراعة ودربة تنامت خلال تجربة شعرية طويلة امتدت عبر أربعة عقود، ثم إننا نرى الشاعر بعد ذلك يبتكر مسارات خاصة من نسج الإيقاع البصري، تتواشج مع إيقاعاته السمعية العروضية،على أساس من التصرف الموسوم بأفضية الأسطر الشعرية، التي يلاحظ فيها النزوع نحو الطول والامتداد، بدل التفتيت والتجزيء الشذري المملّ المطرز بسحب البياض، الذي بات يميز كثيرا من النتاج المحسوب على الراهن الشعري، بحيث بتنا نرى القصيد يستوي في الغالب، على ألفاظ محدودة متناثرة عبر أسطر شعرية قصيرة، تحيط بها أحجام كثيفة من تلك الفراغات التي تقوم على فراغ الصفحة أو على متوالية النقط، والتي يطلقون عليها عادة مصطلح البياض. وهي لا تعكس أهمية على مستوى الإيقاع والدلالة إلا إذا تم توظيفها باعتدال وقصد حسب مقاصد الرؤيا الشعرية المتنامية،لا كما لو نظرنا إليها كمكون استطرادي ضمن نسق متحامل من أعراف التمييع البصري الذي ابتليت به جميع الفنون في الفترة الراهنة، في ظل الهيمنة غير المسبوقة لثقافة الصورة.
وأما الإيقاعات الجديدة المفتوحة على ممكنات الرؤيا الشعرية الفسيحة، ومنسربات التقاطع المنطقي بين الكائن والممكن والمستحيل، فهي تفرض الارتهان بمظاهر موسومة من التراكب والتهجين النصي المستحب الذي يرهن مصير الكتابة الشعرية في كونها نقشا على اللغة والإيقاع المشكل عبر الكتابة، ونبشا في ذاكرة المعاني ومدونات الكلام البليغ. ولعلّ من شأن ذلك إذا ما تمّ وتحقق، أن يتيح للقصيد نوعا من المقروئية الذاتية، التي تجعل متنه النصّي ' ميتالغة' بالنسبة للغته الموضوع، ويمكـّنه في نفس اللحظة من الاستقطاب التداولي للمتلقي،عبر حمولته النصية المنفتحة من الناحية الدلالية على إمكانات الردم والبناء في جسد اللغة.
واضح إذن أن الشاعر بنميمون قد استوعب جل هذه المبادئ التي تتكامل معها مذاهب الأسلوب الشعري المنفتح على ثنائية الذهني والحسي، عبر تمفصلات الإيقاع بمدلوله الواسع الذي يوحد الحواس ويخضعها لمبدأ التراسل البناء. لذا نراه يؤسس مشروعه الإيقاعي على موسيقى العروض، من منطلق الاستثمار لسمة الاتساق النغمي harmonie بالتركيز على الأبحر الصافية، مع ما يلازم هذا الحال من إمكانيات التنويع والمرونة والتطويع في استعمال التفعيلة الواحدة على أوجه متعددة بحسب ما يتيحه نظام الزحافات من أحوال الانغلاق والانفتاح في النبر الشعري، موازاة مع أحوال الانقباض والشساعة على مستوى إيقاع التعبير. والمثال البارز الذي يشهد بذلك يتجلى من خلال استعماله تفعلة بحر الخبب ( فاعلن)، وعليها جل قصائد الديوان. وتفعلة بحر الكامل ( متفاعلن) في عديد من القصائد، منها: ' عطر النسيان'، ' ينابيع أخرى'، ' ديستويبيا'، ' نهاية اللعبة'، ' شهادة'، ' انطفاء'، ' غيم على الساحة'، ' مواجهة'، وتفعلة بحر الرمل ( فاعلاتن) في قصائد: ' قال لي' و ' تباشير' و ' بعض أحوال العابر' و ' سيدة الموت' و ' أفق السّوْرة' ... وتفعلة بحر الوافر ( مفاعلتن) بنسبة أقل، كما في قصائد: ' أحلام مشتعلة' ،' هنيئا لي' ...وكل هذه التفاعيل وظفها الشاعر بتنويعاتها الإيقاعية المختلفة، وبتفريعاتها النغمية المتعددة. كما نراه في حالات أقل ورودا يميل الى توليف ما تناغم من هذه الأبحر على مستوى الدائرة العروضية، كتركيب المتقارب مع الخبب، وتوليف الكامل مع الوافر، على نحو ما نجد في قصائد ' أطلس الأعماق' و ' غزل جبلي' و ' الذي زلزلني' و' وجه المحبوب' ... وهو في كل ذلك لا يشعرك بأنه منشغل بتركيب هذه الأصوات ولا بتوزيع تلك النغمات، وإنما يستقطبك عبر تلقائية هذا التراكب الإيقاعي الرصين إلى مهاد من السبك الذهني الحصيف، وإلى مظان الحفز الوجداني العميق، المتساوق مع سعة الاطلاع، ونفاذ الإدراك، والقدرة على التأثير.

' ناقد من المغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80135
نقاط نقاط : 713946
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد    رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  I_icon_minitimeالسبت 2 أكتوبر 2010 - 22:20

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك

الحاج لطفي الياسيني

شهيد المسجد الاقصى المبارك

رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد  LuYa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» ما رهانات طهران في المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة؟ منذ 22 دقيقة ما رهانات طهران في المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة؟ مثنى عبد الله
» اليوم حل يوم الاعتبار : د.ضرغام الدباغ
»  الاتفاق النووي الإيراني: رهانات الداخل قبل مغامرات الخارج
» نبي الشعر أنت أبو المعري / رائعة عميد الشعر المعاصر الاستاذ مضر اسماعيل
» فيديتش يوافق على التجديد

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ رد الاعتبار لماهية الشعر وفق رهانات التجديد ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: القسم الأدبي ::  الشعر والشعراء-
انتقل الى: