أبو معروف يكشف ما حدث معه في السجون المصرية !!
كشف الضابط إبراهيم أبو معروف، المحرر من سجون السلطات المصرية، عن حجم التعذيب والاهانة التي تعرض لها في سجون الشقيقة مصر، مشيرا أن أمن الدولة المصري احتجزه لعدة أيام أذاقه خلالها ألوالناً من العذاب منها الشبح والتعري وسكب الكاز على قدميه إضافة إلى تعذيبه بالكهرباء.
وقال أبو معروف في حديث لمراسل فلسطين الآن في خان يونس: "إنه تم تعريته بشكل كامل وشبحه في العراء لإجباره على الإدلاء باعترفات عن قادة للقسام وعن الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط ومكان احتجازه.
وأوضح أبو معروف أنه في الخامس من يناير الماضي توجه إلى جمهورية مصر العربية بطريقة رسميه من خلال حصوله على تأشيرة دخول كمرافق لوالده الذي كان في طريقه لرحلة علاج لإجراء عملية قلب مفتوح هناك، لافتاً إلى أنه بقي مع والده قرابة الـ22 يوماً وبعدها قررا العودة إلى قطاع غزة في السابع والعشرين من يناير، وأثناء العودة عن طريق معبر رفح تم السماح لجميع المسافرين بمغادرة المكان والدخول للقطاع ولم يبقى في المعبر سواه ووالده والوفد المرافق للوالد.
وأضاف " بعد أن تم أخذ جوازي لفحصه، جاء أحد ضباط أمن الدولة المصريين وأبلغني أنهم سيسمحوا لوالدي الدخول للقطاع وأنهم يحتاجونني في كلمتين في منطقة رفح المصرية، لان هناك تشابه في الأسماء فقلت له أن لا مشكلة عندي واعتقدت أن ما قاله صحيح فرجعت معهم إلى حاجز لأمن الدولة في رفح المصرية، وبقيت عندهم حوالي خمسة ساعات بدون سؤال وبدون استجواب وبدون أن يتكلم أحدهم معي كلمة واحدة ".
وأردف أبو معروف قائلا : "لم أكن أعرف عن والدي أي معلومة هل دخل أم لا ولكن الذي رأيته قبل أن اذهب معهم أنه إنهار عصبياً بعد أن اصطحبوني معهم وبعد خمسة ساعات أتوني في ظلام الليل واعصبوا عيناي واصطحبوني إلى جهاز أمن الدولة في العريش، وتركوني تلك الليلة بدون أي سؤال، ولم يتحدثوا معي أي كلمة.
ونوه أنه في اليوم التالي وفي حوالي العاشرة صباحا أتت مجموعة من العسكريين واعصبوا عيناي مرة أخرى واصطحبوني إلى مكتب التحقيق والاستجواب، وتم التحقيق معي وتوجيه أسئلة مفادها أنت حماس، أنت قسام وما شابه.
تهمة باطلة
وكشف أن أمن الدولة المصري اتهمه بتشكيل مجموعة من قطاع غزة، ودخولها الأراضي المصرية لتصفية قيادات وكوادر حركة فتح في مصر، نافياً أية من التهم التي وجهت إليه جملة وتفصيلاً، معتبرها محض إفتراء وكذب لإيقاعه في الخطأ.
أصناف العذاب
وعن صنوف العذاب الذي تعرض له أبو معروف بدأ الرد على السؤال بـ"حسبي الله ونعم الوكيل"، وقال: تم تعريتي تماماً بدون أي نوع من الملابس سوى قطعة تستر المنطقة السفلية، تم وضعي على الأرض على بطني، وتم تقييد يداي من الخلف، وربط قدماي من الأسفل، ووضع عدد كبير من المقاعد الحديدية على ظهري، ومن ثم تم شبك سلكي الكهرباء في الإصبعين الصغيرين في قدمي اليمنى واليسر، وبعدها ثم التعذيب والضرب والركل بالأقدام.
وأشار، إلى أنه ثم وضع كاز على قدميه بالتزامن مع تشغيل الكهرباء كل هذا بتهمة تشكيل مجموعات لمهاجمة الفتحاويين الفارين من غزة، ناكراً هذه التهمة جملةً وتفصيلاً، وقال ولقد رفضت كل التهم لأنني لم أدخل الأراضي المصرية سوى بشكل رسمي عن طريق معبر رفح.
وأوضح أبو معروف، أن أمن الدول المصري وجه له تهم بدخول الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية عن طريق الأنفاق التي تصل الأراضي الفلسطينية بالمصرية لإخال الغذاء إلى قطاع غزة المحاصر، مؤكداً أن ذلك لم يحدث قط وأن دخوله إلى مصر يتم بطريقة رسمية عن طريق المعبر.
وأضاف أنه بعد رفضه لتلك التهم أخد للخارج وهم عاري الجسد وتم شبحه في سلم للضباط حتى يهينوني كلما صعدوا أو نزلوا عنه حتى الساعة الثانية صباحاً، وبعد ذلك أتاني بملابسي وأنا مازلت مشبوحاً وقال لي إلبسها ورفض أن يفك قيدي أو أن يفك العصبة عن عيناي وقال: "البسها وأنت كما أنت".
ولفت إلى انه وبصعوبة تامة وبعد فترة تمكن من ارتدائها ومن ثم اقتاده إلى الحجز الداخلي وفك قطعة القماش المعصوب بها عيناه وطوال هذه الفترة لم يرى الشمس أو النور، وقال في البداية كانوا يتهموه بالانتماء إلى الشرطة الفلسطينية وأنه في البداية كان يرفض الإفصاح عن ذلك وأنه يعمل نجاراً وأنه شخص عادي وبعدها تم فتح ملف كامل مذكور به اسمي ورتبتي وأين أعمل بالضبط.
تنسيق بين رام الله ومصر
وقال أبو معروف، إن هناك تنسيق تام بين السلطة في رام الله مع السلطات المصرية، موضحاً أنه ابلغهم أنه يعمل في جهاز المرور التابع للشرطة وليس لي بالأجهزة الأخرى، فقال له إذا أنت تابع لحماس فقلت له أني ليس تابع لحماس ولا لفتح ولا لأي تنظيم وأنا دخلت الشرطة عن طريق العائلات وأصررت على هذا القول.
أين قادة المقاومة وشاليط !!
أكد أبو معروف، أنه وجهت له أسئلة كثيرة عن قادة المقاومة في القطاع وبالتحديد وبإصرار عن قائد لواء خانيونس في كتائب القسام محمد السنوار، والقائد فؤاد معروف، وقال لقد سؤلت عنهم طوال فترة الاعتقال.
وبين، أنه تم سؤاله عن المرابطين وأماكن تواجدهم والأسباب التي تدفعهم للخروج في الرباط، إضافة إلى أسئلة خاصة عن الجندي شاليط ومكان اعتقاله، إضافة إلى تكرار الأسئلة عن قادة المقاومة وأماكن تواجدهم والأعمال التي يقومون بها والخطط التي يسيرون عليها.
وأضاف، قال لي الضابط المحقق "لو أجيب خمسة عشر جندياً مصرياً سنبيدكم، ونبيد كل أبناء حماس ونقتل كل أبناء القسام"، مشيراً إلى أن الضابط الذي قال هذا الكلام هو المدعو "محمود بيه عبد العليم".
ونوه أنه التقى بعدد من السجناء الفلسطينيين في السجون المصرية منهم إياد فياض من خانيونس، إضافة إلى عدد من العمال الذين يعملون في نقل الغذاء إلى قطاع غزة المحاصر، مؤكداً أن الأغرب من ذلك أنه إلتقى بسجناء من العريش سجنوا لأنهم يقدمون الغذاء والمعونات للغزيين وأنهم يعذبون بأبشع أنواع العذاب.
وختم أبو معروف حديثه بأنه رأى ضباطاً فلسطينيين من جهاز الأمن الوقائي في مراكز التحقيق المصرية، مؤكداً أن منهم من يحمل رتبة نقيب وهو يعرفهم شخصياً ورآهم في غزة ولم يبدي أية معلومات عن أسمائهم لأنه يريد أن يوصلها إلى الجهات المختصة.
والسؤال الذي يبقى مفتوحاً ويحتاج إلى إجابة من العرب حكاماً ومحكومين إلى متى سيبقى الفلسطينيين في السجون المصرية ويلاحقون على الإنتماء السياسي ويذقون شتى أنواع القهر والعذاب من أبناء الدين والعروبة .