أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، في حديث الى «الحياة» في نيويورك، أن الغارات الجوية الأميركية على أهداف مفترضة لتنظيم «القاعدة» في اليمن توقفت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، «لأن الحكومة اليمنية أكدت أنها لم تأت بنتائج». ورأى أن مواجهة «القاعدة» هي «مسؤولية الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب في اليمن، ومن يريدون أن يجعلوا معركتنا ناجعة، فعليهم أن يدعموا أجهزة الأمن اليمنية».
ولم يؤكد القربي أو ينف صفقة مساعدات أميركية لليمن تبلغ حوالى بليون دولار لمكافحة «القاعدة»، قائلاً إن «هذه الأمور لا يمكن أن يُبت فيها إلا بعد أن يقرها الكونغرس». لكنه شدد على أن بلاده لن تسلم الولايات المتحدة الإمام الأميركي اليمني الأصل المتهم بالتحريض على هجمات والارتباط بـ «القاعدة» أنور العولقي، مشيراً إلى أن الأخير «في المنطقة التي تتم فيها عمليات مكافحة القاعدة، وهو من المستهدفين للقبض عليهم في هذه العمليات».
ونفى أن تكون الارتباطات القبلية للعولقي عائقاً أمام ملاحقته. وكشف أن «الولايات المتحدة طلبت تسليم يمنيين آخرين يحملون الجنسية الأميركية ورفضنا أن نسلمهم، لأن الدستور يمنع تسليم مواطن يمني إلى دولة أخرى، وسينطبق هذا على العولقي».
ورفض الاتهامات لبلاده باستغلال ملف تمرد «الحوثيين» لتجنب حسم أزمات أكبر مثل مواجهة «القاعدة» والتوترات في الجنوب. وأعرب عن أمله في أن يلتزم «الحوثيون» بالاتفاقات والتفاهمات التي تمت برعاية قطرية. وقال إن الدعم الليبي لـ «الحوثيين» توقف، وان «الدور الرسمي» لإيران حالياً «هو أنهم يؤكدون تمسكهم باستقلال اليمن وبوحدته، ودعوتهم الحوثيين إلى التعاون الإيجابي مع المبادرة القطرية».
إلى ذلك، نصب مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون إلى «القاعدة»، مكمناً لموكب محافظ شبوة الدكتور علي الأحمدي الذي كان يقل نائب رئيس أركان الجيش اليمني اللواء الركن سالم قطن وعدداً من كبار قادة الجيش وأجهزة الأمن في منطقة على أطراف محافظة شبوة (جنوب شرقي البلاد)، ما أدى إلى جرح مدير أمن مديرية الصعيد الرائد حسين هشال، إضافة إلى مقتل جندي من أفراد الحراسة وجرح خمسة آخرين.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المحافظ كان يرافق نائب رئيس الاركان وقيادات عسكرية وأمنية، بينها مدير أمن المحافظة العميد ركن أحمد المقدشي وقائد اللواء 21 ميكا في مديرية الصعيد اللواء الركن محمد الجماعي، في جولة لتفقد القوات المرابطة في المنطقة ومتابعة سير العمليات ضد عناصر «القاعدة» في المحافظة التي تشهد مواجهات مع التنظيم.
وكانت مدينة الحوطة شهدت الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين قوات مشتركة من الجيش والأمن ومسلحي «القاعدة»، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وأكد العميد المقدشي أمس أن «الحملة نجحت في إحباط مخطط للقاعدة كان يستهدف شخصيات عسكرية يمنية وأجنبية» في عدد من المحافظات، لكنه لم يكشف هوية هذه الشخصيات.