تسارعت الحركة الديبلوماسية باتجاه منطقة الشرق الاوسط أمس مع اعلان ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بعد لقائها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أنها ستصل الى الأراضي الفلسطينية واسرائيل اليوم للمشاركة في ايجاد حل لعقدة الاستيطان، في وقت أكدت كلينتون أنها منخرطة في «محادثات مكثفة» مع الاسرائيليين وباقي الأطراف، رافضة الخوض في مضمون العرض الأميركي لتل أبيب وما تردد عن «ضمانات أمنية» في مقابل تمديد تجميد الاستيطان. في هذه الاثناء، اجرى المبعوث الاميركي جورج ميتشل لقاء مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، من دون ان يبدو ان اختراقاً قد تحقق في هذا الصدد.
وأكدت آشتون، بعد لقائها كلينتون واجتماعها أيضا مع مستشار مجلس الأمن القومي جيمس جونز، أنها ستتوجه من واشنطن الى المنطقة «للاجتماع مع ميتشل والرئيس (محمود) عباس ورئيس حكومته سلام فياض ونتانياهو» لضمان استمرار المفاوضات. وأكدت آشتون التي قطعت زيارتها لواشنطن للتوجه الى الشرق الأوسط، أن «أكثر من أي شيء آخر، نريد أن نرى تمديداً لوقف الاستيطان. ونحن حريصون للغاية لنرى فرصة للرئيس عباس للبقاء في المفاوضات ووصولها الى حل ناجح».
وكانت آشتون صرحت في مقابلة مع وكالة «رويترز» في واشنطن انها ستنضم الى ميتشل سعياً الى ايجاد وسيلة لابقاء المحادثات قائمة. واضافت ان «التحدي يكمن في ايجاد وسيلة يمكن من خلالها ابقاء عباس في المحادثات»، متسائلة: «هل هناك شيء آخر يمكنه أن يحدث فرقاً. هل هناك أشياء أخرى اذا حصل عليها عباس بدلا من ذلك ستكون كافية بدرجة تسمح له على الاقل بالمواصلة لفترة من الوقت».
بدورها، أكدت كلينتون المستوى العالي من التنسيق مع أعضاء اللجنة الرباعية. واذ رفضت اعطاء تفاصيل عن المفاوضات التي يجريها ميتشل مع الجانب الاسرائيلي، أكدت أنها «مكثفة للغاية». وردت على سؤال عن نوع الضمانات الأمنية التي ستمنحها واشنطن لتل أبيب بالقول: « لن أعلق على التفاصيل... نحن ملتزمون المفاوضات، ونعي مدى الصعوبات والعراقيل أمامنا... الولايات المتحدة ستستمر في الدفع للعودة الى المفاوضات، وأهم من ذلك مضمون هذه المفاوضات، والنقاش الجدي وحل القضايا الجوهرية».
وكانت صحيفة «معاريف» كشفت امس ان رسالة الضمانات التي بعث بها الرئيس باراك اوباما لاسرائيل تتضمن المطالبة بتمديد تجميد الاستيطان بشكل كامل لمدة شهرين في مقابل ضمانات امنية اميركية اساسية. واوضحت ان الرسالة التي عمل عليها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مع مسؤولين في الادارة الاميركية في واشنطن ونيويورك، تحمل ثلاث قضايا اساسية تمثل التزاما اميركيا واضحا وصريحا وغير مسبوق، وبموجبها تلتزم اميركا تزويد اسرائيل أسلحة متطورة عند التوصل الى حل نهائي للصراع، كما تلتزم منع اي محاولة من المجموعة العربية لطرح الموضوع الفلسطيني على مجلس الامن لمدة عام كامل، ومنع الفلسطينيين من وضع موضوع الاستيطان كشرط اساسي للمفاوضات وكنقطة منفردة بحيث يكون الاستيطان على جدول اعمال المفاوضات كباقي المواضيع وكجزء من المفاوضات للتوصل الى اتفاق سلام نهائي. واضافت الصحيفة ان نتانياهو متردد حتى الآن في قبول رسالة الضمانات.
وكان ميتشل التقى نتانياهو امس واكد ان اوباما «عازم اكثر من اي وقت مضى» على تحقيق السلام، مضيفا ان اوباما وكلينتون طلبا منه ان ينقل للاسرائيليين والفلسطينيين رسالة يؤكدان فيها التزامهما تحقيق سلام شامل.
من جانبه، قال نتانياهو: «انا والحكومة ملتزمان التوصل الى اتفاق سلام يحفظ امن اسرائيل ومصالحها الحيوية»، معتبرا ان التوصل الى تسوية سلمية «مهمة تاريخية من الدرجة الاولى».
ومن المقرر ان يلتقي ميتشل عباس في رام الله اليوم. واستبق امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اللقاء مؤكدا لاذاعة «صوت فلسطين» ان «ميتشل سيسمع منا الموقف نفسه الذي سمعه في نيويورك بأنه لا سبيل لتقدم العملية السياسية ما دامت اسرائيل تصر على الجمع بين المفاوضات والاستيطان، وان اسرائيل تتحمل وحدها مسؤولية انهيار هذه العملية».