على الرغم من القلق الامريكي والتحذيرات الإسرائيلية، يواصل أهالي جنوب لبنان الاستعدادات لاستقبال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأسبوع المقبل في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني بهذا المستوى للمنطقة الجنوبية التي تشهد هدوءاً منذ انتهاء حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
فيما قام أمين عام جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الجمعة بزرع الشجرة رقم مليون في ختام حملة تشجير نظمتها مؤسسة لبنانية لبناء ما تهدم في حرب 2006.
وغرس نصر الله الشجرة أمام منزله في حارة 'حريك' في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكانت مؤسسة 'جهاد البناء' التي ساهمت بإعادة بناء الأبنية التي تهدمت في ضاحية بيروت الجنوبية خلال حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 دعت الى حملة لزراعة مليون شجرة في لبنان.
ومن المقرر أن يلقي نصرالله كلمة السبت في الإحتفال الذي ستقيمه المؤسسة بمناسبة زرع الشجرة رقم مليون في لبنان.
وعلى امتداد الطريق الى نحو45 قرية في قضائي صور وبنت جبيل رفعت الأعلام الإيرانية واللبنانية والشعارات التي ترحب بالزيارة، بينما لم يغب الطيران الحربي الإسرائيلي عن الأجواء اللبنانية فوق مارون الراس وكفركلا وبنت جبيل وقانا التي ستشملها زيارة الرئيس الإيراني.
ولوحظ تحرك ودوريات مؤللة وراجلة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) ومراقبة متأنية من الجانب اللبناني للمناطق التي سيمر فيها موكب الرئيس الإيراني خلال زيارته المتوقعة للجنوب يوم الرابع عشر من الشهر الجاري.
وقال مصدر في المكتب الإعلامي لليونيفيل ان قيادة القوة الدولية في الناقورة بجنوب لبنان لم تتبلغ بموعد الزيارة أو برنامجها، لهذا لا يوجد لديها أي تعليق عليها، وذلك بالرغم من أنها ستطال منطقة عمل القوة الدولية في الجنوب اللبناني.
إلاّ ان مصادر رسمية متابعة قالت ان الزيارة 'ستتم بالتنسيق بين الجيش اللبناني واليونيفيل وان الرئيس الإيراني نجاد والرئيس اللبناني ميشال سليمان سيصلان بمروحية 'الى المنطقة الواقعة جنوب الليطاني أي داخل منطقة عمل اليونيفيل كما حصل خلال الزيارة الأخيرة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته الى الجنوب.
وقال الشيخ حيدر دقماق، مسؤول إعلام حزب الله في جنوب لبنان، ليونايتد برس انترناشونال ان 'الاستعدادت للزيارة كبيرة من جانب حزب الله وحركة أمل على حد سواء حيث الزيارة تاريخية وان الاستقبال سيليق بمقام الرئيس الإيراني ودور إيران في دعم لبنان والشعب والمقاومة والصمود اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي'.
وأضاف 'سيستقبل الرئيس الإيراني من قبل كل الجنوبيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم بحفاوة كبيرة في يوم تاريخي مميز يعكس حجم محبة اللبنانيين لإيران بشكل عام والرئيس نجاد بشكل خاص'.
وأضاف 'ان المحطتين الرئيسيتين في الزيارة ستكونان في بلدة قانا حيث قراءة الفاتحة ووضع أكاليل على أضرحة شهداء مجازر قانا في العامين 1996 و2006 وكلمة للرئيس الإيراني هناك، وفي بنت جبيل أيضاً حيث سيقام استقبال كبير ومهرجان يتكلم فيه الرئيس الإيراني بحضور الفاعليات الرسمية والشعبية والروحية والسياسية'.
ورفعت في قانا وبنت جبيل والطرق المؤدية إليهما الأعلام الإيرانية واللبنانية وصور عملاقة للرئيس الإيراني ولافتات ترحيب بالرئيس الضيف كتب عليها: أهلا بالرئيس المجاهد والمقاوم أهلا بالنصر والعزة.
وتتابع الورش والعمال العمل على انجاز النصب التذكاري لزيارة نجاد الى مارون الرأس قرب حديقة إيران في البلدة حيث رفعت صور عملاقة للرئيس نجاد وإعلام إيرانية ولافتات كتب عليها 'شكراً إيران شكرا نجاد' باللغة العربية وبالفارسية 'خوش آماديد' أي أهلا وسهلا.
كما رفعت صورة لأرزة لبنانية وصورة لنجاد رافعا التحية ومبتسما قرب بوابة كفركلا الحدودية الملاصقة للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، حيث يشاهد عدد من جنود الجيش اللبناني وضباط القوة الدولية الاندونيسية وعدد من العمال اللبنانيين يضعون اللمسات الأخيرة على الحديقة وجدارها الرئيسي وبوابتها والنصب التذكاري الذي يحمل لوحة رخامية عليها موعد زيارة الرئيس الإيراني الى الجنوب وافتتاحه لها.
وسيلتقي نجاد مع عدد من المسؤولين في حزب الله في مليتا حيث أنشأ الحزب متحفاً لتخليد ذكرى حرب تموز، ويستمع منهم الى استعدادات الحزب لمواجهة أي هجوم إسرائيلي قد يشن على لبنان.
ومن المرجح ان يزور الرئيس الإيراني بلدة جبشت قرب النبطية ويلتقي عائلة الشيخ راغب حرب الذي اغتالته إسرائيل خلال احتلالها للجنوب في العام 1984.
ورحب النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان المتروبوليت يوحنا حداد بزيارة الرئيس الإيراني. وقال ليونايتد برس انترناشونال' سنكون في عداد من سيستقبل الرئيس الإيراني على أرض الجنوب مسيحيين ومسلمين'.
وأضاف ' لا اعتقد انه يوجد أي مبرر للقلق الامريكي أو الإسرائيلي من هذه الزيارة فقد سبق للرئيس نجاد ان زار الأمم المتحدة وألقى كلمة ، واستمع إليه العالم، كما ان الرئيس نجاد ما زال يمد يده للسلام العالمي وعلى امريكا وإسرائيل التقاط هذه المبادرة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية'.
وأضاف' لبنان دولة ذات سيادة وان رئيس البلاد حر في استقبال من يريد على أرضه خاصة وانه يأتي بدعوة رسمية '.
وقال فريد العلي(35عاماً) من كفركلا 'لبنان لا يشن حرباً من خلال الزيارة.كما انه بلد معتدى عليه.كل يوم تخرق إسرائيل أجواء لبنان وخطه الأزرق ولا تجد من يردعها.حتى مجلس الأمن الدولي لم يحرك ساكنا عندما اعتدت إسرائيل على الجيش اللبناني في العديسة'.
ورأى ان على لبنان استثمار الزيارة لتعزيز قدراته الدفاعية، ورحب بالمساعدات الإيرانية للبنان كهربائيا وتسليحا للجيش وفي مجالات أخرى.
وستكون زيارة نجاد الأولى لرئيس إيراني إلى لبنان منذ زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في 12 مايو/أيار 2003 تلبية لدعوة من الرئيس اللبناني في ذلك الوقت إميل لحود.