قال مصدر إماراتي امس الأحد إن الإمارات العربية المتحدة ستغلق معسكرا بالقرب من دبي تستخدمه القوات الكندية لدعم العمليات في أفغانستان، وذلك في تصعيد لنزاع بشأن حقوق هبوط الطائرات.
ويأتي القرار بعد إخفاق الإمارات في اقناع السلطات الكندية بالسماح لشركتي الطيران الرئيسيتين في البلد العربي الخليجي بزيادة الرحلات إلى كندا. وقال المصدر مشترطا عدم كشف هويته، 'واصلت كندا تقديم الأعذار والمماطلة'.
وتسعى طيران الإمارات ناقلة دبي لاقناع الحكومة الكندية بتعزيز رحلاتها المباشرة إلى تورنتو، والتي تتم ثلاث مرات أسبوعيا واضافة مزيد من المحطات في كندا، وكذلك تسعى طيران الاتحاد ومقرها أبوظبي لزيادة رحلاتها.
لكن شركات الطيران الكندية تخشى من أن تستحوذ منافساتها الإماراتية على ركاب رحلات الربط وهم مصدر أرباح خطوطها وهي تضغط على الحكومة الكندية كي ترفض. وقال المصدر إن الاتفاق الذي يسمح لكندا باستخدام القاعدة الجوية انتهى في حزيران/ يونيو. وقد جرى تمديده إلى أيلول/ سبتمبر بطلب من كندا.
وقال 'بروح من حسن النية بادرت الإمارات إلى منحهم تمديدا. مذكرة التفاهم انتهت الآن وهذا كل شيء'.
وتستخدم دول أخرى ضمن قوات التحالف في أفغانستان مثل أستراليا نفس القاعدة الجوية. وقال المصدر 'الرحلات (المتجهة إلى) أستراليا على سبيل المثال زادت من 30 رحلة أسبوعيا قبل بضع سنوات فحسب إلى 100 رحلة أسبوعيا في الوقت الحالي'. وأضاف 'بالتأكيد لا يتوقع أن تقدم الإمارات إلى كندا نفس التسهيلات التي تقدمها إلى أستراليا .. لدينا علاقات متنامية وآخذة بالتحسن مع طرف، بينما يقوم الآخر بالمماطلة'.
وفي وقت سابق اليوم نقلت وكالة أنباء الإمارات عن محمد عبد الله الغفلي سفير الإمارات لدى كندا قوله إن حكومة بلاده تشعر بخيبة الأمل لاخفاق المحادثات المستمرة منذ خمس سنوات بهذا الخصوص.
وقال الغفلي في بيان 'الإمارات دخلت هذه المفاوضات بحسن نية وعلى أمل التوصل إلى حل من خلال طرح مقترحات بناءة على طاولة المفاوضات... الحقيقة أن هذا الأمر سيؤثر دون شك على العلاقات الثنائية بين البلدين'.
وكانت صحف كندية أفادت الأسبوع الماضي أن الخلاف قد يؤدي إلى اغلاق معسكر كامب ميراج التابع للجيش الكندي خارج دبي والذي يستخدم كاستراحة ومحطة امداد للقوات الكندية في افغانستان. وقالت صحيفة ذا جلوب آند ميل 'الحكومة الكندية تستعد حاليا لنقل قواتها من الإمارات العربية المتحدة إلى مكان آخر مثل قبرص مفضلة ذلك على الخضوع لما تعتبرها مطالب غير معقولة من البلد المضيف'.
وأعلنت كندا بالفعل أنها ستسحب معظم قواتها البالغ قوامها 2900 فرد من أفغانستان العام القادم. وقال مسؤول كبير بالهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات إن اتفاقية وقعها البلدان منذ سبع سنوات تتيح لشركات الطيران الإماراتية تسيير عدد محدد من الرحلات أسبوعيا إلى كندا لكن تزايد الطلب جعل من الضروري تغيير بنود الاتفاق.
وقال سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة لصحيفة الخليج 'وصل معدل الاشغال إلى 98 بالمئة في بعض الرحلات وعادة ما يتم تعديل الاتفاقيات عند تخطي النسبة 70 بالمئة'. وأضاف 'نتمنى من الجانب الكندي اعادة النظر في موقفه وسنواصل المحاولات الحثيثة للتوصل إلى حل وسط في مرحلة لاحقة'.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن حوالي 27 ألف مواطن كندي يقيمون في الإمارات أكبر شريك تجاري لكندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 1.5 مليار دولار تمثل الصادرات الكندية 95 بالمئة منها.