الموساد الاسرائيلي ينجح بزرع جاسوسة حسناء في مكتب الرئيس ووسط القيادة
-------------------------------------------------
د . سمير محمود قديح
تعتمد الموساد على المرأة اعتمادا قويا في القيام بعمليات التجسس وإسقاط العملاء من خلال استخدام الرذيلة والإغراء .و ما أكدته أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن المجندات نجحن على مدار الأعوام الماضية في تنفيذ عمليات عسكرية مهمة بينها اغتيال القيادي الفلسطيني حسن سلامة ،و سرقة أسرار السفارة الإيرانية في قبرص ، و مكاتب حزب الله في سويسرا واختطاف الخبير النووي، فعنونو من ايطاليا . و الوسيلة الوحيدة لإسقاط العملاء هي الجنس حيث تقوم المجندات الصهيونيات بإغراء العملاء ثم ممارسة الرذيلة معهم ويقوم أفراد الموساد بتصويرهم في أوضاع فاضحة وتهديدهم بها في حال محاولة رفض الأوامر ويطلق على المجندات اسم ( سلاح النساء للتجسسي)تقول 'عليزا ماجين' ، نائبة رئيس الموساد، أن هناك وحدتين خاصتين داخل الموساد: 'وحدة كيشت' التي تتخصص في اقتحام المكاتب في جميع أرجاء العالم لتصوير المستندات الهامة وزرع أجهزة التنصت في مساكن أو مكاتب أو مواقع للحصول علي معلومات تنفع إسرائيل.وهناك أيضا وحدة خاصة تحمل اسم 'يديد' ومهمتها حراسة ضباط الموساد في أوروبا وأمريكا أثناء مقابلاتهم في أماكن سرية مع عملائهم في دول مختلفة!.ومرة أخرى يجب تذكير من يقللون من أهمية دور النساء في الموساد بما تؤكده السيدة 'عليزا ماجين' نفسها، وهو أن تأهيل هؤلاء النساء للعمل كضباط في هذا الجهاز يستهدف في المقام الأول: جمع المعلومات خارج إسرائيل. وتصف 'عليزا ماجين' هذا النشاط بأنه 'أهم وظيفة في الموساد الإسرائيلي'. ويضيف زكي :' أصارح القارئ أيضا بأن خطورة الجاسوسة الإسرائيلية تتزايد إذا علمنا أنها لن تقدم نفسها، أبدا، علي أنها إسرائيلية'.ولذلك فإن الموساد تقوم بتجنيد النساء اللواتي ولدن وعشن لسنوات طويلة في الدول الغربية قبل الهجرة إلى إسرائيل؛ لأنهن يتكلمن لغة البلاد التي جئن منها بوصفها اللغة الأم. ومرة أخرى نكرر أن مجال عملهن.. في خارج إسرائيل'.ورغم أن نائبة رئيس الموساد تزعم أن فتيات الموساد لا يقمن علاقات جنسية مع الرجال المرشحين للوقوع في المصيدة.. وانه يتم 'توفير فتيات أخريات لهذا الغرض' فإن حكاية 'سيندي' توحي بغير ذلك.و'سيندي' هي اشهر عميلة للموساد، واسمها الحقيقي 'شيرلي بن رطوف' وقد كلفتها الموساد بالإيقاع بالرجل الذي كشف لأول مرة أسرار إسرائيل الذرية وهو 'مردخاي فاعنونو' الخبير الإسرائيلي الذي كان يعمل في مفاعل 'ديمونا' الذري في جنوب إسرائيل.وأقامت 'سيندي' علاقة خاصة مع فاعنونو في لندن واستطاعت خلال وقت قصير أن تؤجج مشاعره وغرائزه، ثم استدرجته إلي روما عقب نشره معلومات عن قوة إسرائيل النووية في الصحف البريطانية.. بعد أن استيقظ ضميره..وفي روما كان عملاء الموساد في الانتظار لتخديره واختطافه إلى إسرائيل. ومازال الرجل، الذي دق ناقوس الخطر وحذر من الخطر النووي الإسرائيلي، قابعا في السجن منذ أكثر من 16 سنة بعد أن حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد لإدانته بتهمة الخيانة العظمي.وفي وقت من الأوقات اعتقلت الشرطة النرويجية المحلية في بلدة ليل هامر بالنرويج عميلتين للموساد بعد أن قامتا مع مجموعة من الجهاز بقتل المغربي احمد بوشيكي لاعتقادهم انه المسئول الفلسطيني 'علي حسن سلامة'.ولما كان هذا المسئول الفلسطيني صيدا ثمينا نظرا لدوره الخطير في منظمة 'فتح' فقد تقرر اغتياله بأي ثمن وبأي وسيلة. ولم تفلح في القيام بهذه المهمة سوي عميلة للموساد هي 'اريكا تشيمبرس' 'من مواليد عام 1948 ومهاجرة بريطانية إلى إسرائيل'.
فقد انتحلت 'اريكا' شخصية خبيرة اجتماعية تشارك في شئون الإغاثة الإنسانية، وعملت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. واستطاعت 'اريكا' في النهاية، اغتيال 'علي حسن سلامة' الذي كان الإسرائيليون يلقبونه ب 'الأمير الأحمر' وكانت تلك هي المهمة الأولى والأخيرة للعميلة 'اريكا' في الموساد.
وفي عام 1998 تم ضبط خلية للموساد في سويسرا عندما حاول أفرادها إدخال أجهزة تنصت إلى منزل أحد كوادر 'حزب الله' اللبناني. وخلال التحقيق مع أفراد الخلية.. ترددت أقوال بأنهم دخلوا إلى الطابق الأرضي للمنزل لممارسة علاقات جنسية!.
وقبل أن يتم اعتماد امرأة لتكون عميلة للموساد.. يجب أن توقع علي تعهد بأنها لن تتزوج خلال خمس سنوات من التحاقها بالجهاز
وقد كشف الموساد الاسرائيلي النقاب مؤخرا في تل أبيب عن جاسوسة إسرائيلية قام بتفعيلها ضابط «الموساد» إسحاق شامير، الذي أصبح رئيس حكومة فيما بعد، وتمكنت من التعرف على القيادة السياسية وعلى عدد من القادة العسكريين المصريين وحصلت على الخرائط التفصيلية للسد العالي في أسوان خلال فترة بنائه وأرسلتها إلى قادتها في إسرائيل.
والجاسوسة هي إيزابيل فيدرو، امرأة يهودية جميلة، أصولها من أميركا اللاتينية من مواليد أوروغواي. والدها من بناة أحد الكيبوتسات (تعاونيات زراعية) في فلسطين، الذي لم ينسجم مع الحياة الصهيونية فعاد إلى أوروغواي وبنى لنفسه مسقبلا مضمونا. وهناك ولدت إيزابيل سنة 1934. فيها نمت وترعرعت وتعلمت وأصبحت مهندسة ورسامة وراقصة باليه. ومع الزمن، ارتبطت إيزابيل مع النشاط الصهيوني وهاجرت إلى إسرائيل مع 34 شابا وشابة عام 1962، وتركت عائلتها وراءها.
وتقول إيزابيل قبل ايام إنها حتى اليوم لا تدري لماذا اختارها جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) ليجندها إلى صفوفه. فقد طرق باب بيتها في جبعتايم، قرب تل أبيب، ضابطان وأبلغاها أنها مرشحة لمهمة حساسة للدفاع عن أمن إسرائيل. وعندما سألتهما كيف وصلا إليها ولماذا؟ راحا يرويان لها ما يعرفان عنها، فسردا سيرتها الذاتية بالتفصيل وأوضحا أنهما يعرفان الكثير والكثير من أسرارها. وقد وافقت على التجنيد فقط بعد سنة من تلك الزيارة، بعدما أيقنت أنهما فعلا من «الموساد».
وبعد سلسلة تدريبات، التقاها رئيس الجهاز، إيسار هرئيل، وأبلغها أن مهمتها في مصر ستكون متابعة أخبار مجموعة خبراء ألمان يعملون على تطوير صناعة الصواريخ والأسلحة غير التقليدية في مصر. وأرسلت إلى باريس، ليتسلمها ضابط «الموساد» المسؤول عن تفعيل العملاء في العالم العربي وأوروبا، إسحاق شامير. وهي تتحدث عنه بإعجاب كبير وتسرد قصة حياته بالتفصيل، ما يدل على أنه وثق بها لدرجة تجعله يروي لها الكثير من أسراره، منذ أن كان عضوا في تنظيم «ليحي» اليميني المتطرف قبل قيام إسرائيل. وتقول إنه عندما أصبح شامير رئيس حكومة، فرحت كثيرا له والتقته.
وأوضح شامير للعميلة الجديدة أن مصر تعتبر أهم هدف لـ«الموساد»، فهي أكبر وأقوى دولة عربية، وجيشها يتأهب لمحاربة إسرائيل ردا على هزيمته في العدوان الثلاثي عام 1956 وأن رئيسها جمال عبد الناصر من أشرس أعداء إسرائيل. وقال لها إنه يريدها أن «تحرث» أرض مصر طولا وعرضا وأن تحضر له المعلومات عن كل شيء عسكري وليس فقط الضباط الألمان.
وسافرت إيزابيل إلى مصر بعدما حصلت على تأشيرة دخول إليها من القنصلية المصرية في ميلانو الإيطالية: «سألني القنصل عن سبب رغبتي في البقاء لفترة طويلة في مصر فأخبرته أنني عالمة آثار وأريد أن أزور وأتعلم عن كل آثار مصر التاريخية. ولم يسألني المزيد من الأسئلة القنصلية، واكتفى بإطالة الحديث وهو يتفرس في ساقي الجميلتين».
نزلت في فندق سميراميس في القاهرة، «كونه يستقطب عادة شخصيات من النخبة المصرية». ومنه انطلقت في رحلاتها إلى الإسكندرية وحتى أسوان. وخلال 3 سنوات، تعرفت إلى عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين والصحافيين المقربين. وأصبحت سيدة مجتمع معروفة، كرسامة ناجحة تعرض لوحاتها في معارض مرموقة وكخبيرة في علم الآثار. وعرفها أحد الصحافيين المعروفين، الذي لم تذكر اسمه، على ضابط كبير في الجيش، سافرت معه في رحلة بحرية إلى أسوان. فراحت تحدثه عن قلقها من خطر دمار الآثار المصرية القديمة، مثل معابد أبو سمبل، فأخبرها أن الخبراء المصريين واعون للخطر ويعرفون كيف يتفادونه. ثم قدم لها، كما تدعي، الخرائط التفصيلية لسد أسوان. فأخذتها لكي تدرسها. ونسختها وأرسلتها إلى إسرائيل. وأخذها عالم آثار في رحلة إلى أسوان بالقطار، فاكتشفت أن الجيش المصري بدأ يستخدم سكة الحديد لنقل قوات وأسلحة إلى الجنوب. بينما أخذها صديق مصري في رحلة إلى الإسكندرية، فتكتشف في الطريق مطارات تحط عليها مجموعة من طائرات النقل السوفياتية «طوبول - 16». وتسافر مع صديق آخر في رحلة سياحية بالسفينة، فتفوز في مسابقة عن المعلومات الجغرافية على السفينة، وتصبح نجمة السفينة، فتتعرف إلى ولي عهد في إحدى الدول العربية. ويعرض عليها صحافي كبير في التلفزيون المصري أن تدير برنامجا بالفرنسية.
وتضع إيزابيل هدفا لها أن تحرر من السجن المصري 7 جواسيس إسرائيليين، كان «الموساد» قد أرسلهم إلى مصر سنة 1955 لكي يفجروا أهدافا أميركية في القاهرة، بهدف تخريب العلاقات المصرية الأميركية المتنامية في ذلك الوقت. وضبطوا أثناء ذلك متلبسين وأمضوا في السجن 7 سنوات. ولكنها تفشل في المهمة وتكاد تضبط، فتهرب وتعود إلى إسرائيل وتخرج من «الموساد».