أطفال فلسطين.. أمل 'فلسطينية الدولة'
محمد خليف
2010-10-19
فيما انشغلت وسائل الاعلام بأخــــبار قمة سرت العربية، لم يلــــتفت المراقبون للهجمة الشرسة التي يشنها المستوطنون على أطفال فلسطين، آخر هذه الأخبار عملــــية الدهس التي بثت على الهواء مباشرة وتظــــهر مستوطنا يدهس بدم بارد 4 اطفال فلسطينيين، جنبا الى جنب مع وجود أكثر من 600 طفل أسير.
لكن بعيدا عن القراءة السياسية لهذه الهجمة الاسرائيلية، يبدو أن كل شيء في اسرائيل يتجه نحو 'يهودية الدولة'، لذا فالقمع والتنكيل متواصلان ضد كل ما يمكن له أن يعطل ذلك، والطفل الفلسطيني البريء بات في هذه المعادلة يشكل تهديدا كبيرا لحكومة الاحتلال، ربما أكثر من البدائل العربية التي تدارسها العرب في سرت وغيرها، فكل طفل فلسطيني يولد يغير في المعادلة الديمغرافية في فلسطين المحتلة، لصالح العودة لعروبة وفلسطينية الدولة، فهذا العام كانت التوقعات بأن يتساوى في نهايته عدد الفلسطينيين مع اليهود في فلسطين التاريخية، وهو تهديد ديمغرافي يؤرق اسرائيل ويتهدد مستقبل هويتها.
مكتب الاحصاء داخل الخط الأخضر يشير الى أنه فيما يتعلق باليهود داخل اســــرائـــــيل فإنهم يمثلون 75.5 في المائة من السكان، وكانت تلك النسبة تصل الى 79.2 في العام 1998 والى نسبة 81.7 فـــي العام 1988. وبكلمة اخرى، فان نسبة اليهود بين سكان اسرائــــيل تتضاءل باستمرار، رغم تدفق حوالي مليون مهاجر اليها على مدى العــــقدين الفــــائتين.
الطفل الفلسطيني اضافة الى ذلك هو امتداد للذاكرة الفلسطينية منذ النكبة، وهو مفجر انتفاضة الحجر، وعنوان الصدق والتعبير الشفاف والواضح عن هوية هذه الأرض وعروبتها، وهو الوحيد الذي لم تجرفه رياح الانقسام والقتال الفلسطيني الداخلي ولم تلوثه يد العنصرية الفصائلية المبتلى بها الفلسطينيون هذه الأيام.
فمازال ملتزما فطريا بهويته الفلسطينية التي ولد عليها، ومن هنا نفهم سياسة الابعاد والاعتقال التي تمـــارسها حكومة الاحتلال بحق أطفال فلسطين، وتستهدف رمزية الطفل لأنها تدرك خطورته في قلب موازين القوى، وتأجيج الغضب ضد سياساتها فهذا كرم دعنا تقرر السلطات ابعاده، أما فارس عودة الذي دهسته جرافات الاحتلال فبات عنوانا للصمود.
وليس بعيدا عن الذاكرة محمد الدرة الذي هزت صورته الاعلام وأضحى درة الشهداء، فمعركة اسرائيل ضد أطفال فلسطين لا تقل اهميتها عن معاركها الأخرى، وواجب دعم أطفال فلسطين في الصمود أساسي ومركزي فهم آخر الأشياء الجميلة التي لم تشوهها أحقاد السياسة، هم أجراس العودة وانعكاس للصورة الجميلة لأبيات درويش، على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وأطفال فلسطين يستحقون منحهم فرصة للحياة .. من أجل فلسطين، وفلسطينيتها.
' إعلامي فلسطيني مقيم في لندن