بالهتاف والتكبير والدموع المنهمرة والسجود شكرا لله بدأ أعضاء قافلة (شريان الحياة 5) التقاطر على أرض غزة عبر معبر رفح عصر أمس وكلهم إصرار وتحد على مواصلة الكرّة رغم المشاق والمصاعب. وبدت دلالات دخول القطاع بذهن كل منهم مختلفة عن الآخر.
فعلى عكس قوافل كسر الحصار السابقة امتازت شريان الحياة هذه المرة بمشاركة متضامنين كثيرين حرموا من الوصول إلى غزة على متن حملات وقوافل أخرى لكسر الحصار، حيث ضمت قافلة شريان الحياة هذه المرة متضامنين من أسطول الحرية ممن اعتقلتهم قوات الاحتلال وردتهم على أعقابهم والألم يعتصر قلوبهم.
فالنائب البرلماني اليمني محمد الحزمي -الذي سبق أن كان على سفينة مرمرة- يرى أن المجيء اليوم إلى أهل القطاع مؤشر على أنه "لن يمنعنا الحصار ولا الحواجز من الوصول إليهم مهما فعل الصهاينة، ولنتعلم منكم العزة".
وعبر للجزيرة نت عن أسفه حيال "حبس الأنظمة العربية ملايين البشر من الأمتين العربية والإسلامية من الوصول إلى غزة لنصرة أهلها".
روح الإصرار
أما محمد غلام ولد الحاج الشيخ -وهو مسؤول الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا، والذي سبق أن كان على متن سفينة مرمرة التركية هو الآخر- فلم يفت في عضده أن منعته إسرائيل من الوصول إلى غزة في المرة السابقة.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن "الضربة التي تلقاها المتضامنون من الاحتلال" لم تخفهم وإنما ولدت لديهم ولدى غيرهم إصراراً على المجيء "فأنا كنت الوحيد من موريتانيا على متن سفينة مرمرة، وها أنا أعود وبرفقتي سبعة آخرون موريتانيون يمثلون كافة أطياف المجتمع الموريتاني، وكذلك الإخوة في الجزائر كانوا ثلاثين متضامنا على متن مرمرة عادوا اليوم بـ120 متضامنا".
وبحسب الناشط الموريتاني فإن رسالة القافلة هي "تعاطف أحرار الدنيا" مع غزة وأهلها، إضافة إلى معاني "التثبيت بأنها ليست وحدها باعتبارها رمزا للأقصى وفلسطين ورمزا للنضال ومقاومة الطغيان والصلف الصهيوني".
أما جمال دباغي -وهو متضامن من الجزائر- فأعرب عن حزنه العميق من أن "نصل إلى غزة عبر تراب عربي مذلولين"، لكنه يستدرك بسرعة ويقول "ما أسعدني هو أني تمكنت من رؤية غزة بأم عيني وسجدت شكرا لله وأنا أبكي عندما وطئت قدماي أرضها".
وأضاف للجزيرة نت "أردنا أن ندخل غزة دون ممالطة ومع قائد القافلة جورج غالاوي و17 من رفاقنا منعوا من قبل إخواننا في مصر دون إبداء الأسباب".
تغيير المزاج
من جهته يؤكد محمد صوالحة -نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار- حرص لجنته على تطوير عمل جلب القوافل حتى يتجذر في جميع بلدان العالم وتكون القوافل القادمة إلى غزة أكثر تنظيماً وأكثر فعالية بعد الاستفادة من التجارب والعبر السابقة.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت "هدفنا الرئيسي ليس أن نحضر بعض المساعدات إلى قطاع غزة، وإنما أن نظهر لأهل غزة أنهم ليسوا وحدهم وأننا قادرون على صنع نوع من التغيير في المزاج الدولي، وعلى أن نقف إلى جانب الحق الفلسطيني والأهل الصامدين في قطاع غزة".
وأعرب عن اعتقاده أن هذه القوافل تعمل على خلخلة هذا الحصار تمهيداً لكسره، معتبراً أن نجاح القافلة الجديدة يشكل جهدا إضافياً مكملاً لجهود أسطول الحرية وتعزيزاً لجهود لاحقة من أبرزها التجهيز لانطلاق أسطول الحرية الثاني والذي سيكون أكثر اتساعاً وأبلغ أثرا.
وعبر عن رضاه حيال الأهداف التي حققتها القوافل والحملات على صعيد خلخلة الحصار، لافتا إلى أنه لولا جهود المتضامنين على متن سفن الحرية لما استمر معبر رفح مفتوحا إلى اليوم.
لمشاهدة التقرير على الجزيرة نت
على هذا الرابط
http://aljazeera.net/NR/exeres/957A3435-CB6F-4163-8747-85DD6F215974.htm?GoogleStatID=9