أكد وزير الشباب والرياضة اليمنى حمود عباد أن ما تردده بعض وسائل الأعلام عن احتمال إلغاء، أو نقل دورة كأس الخليج العشرين لكرة القدم ( خليجي 20) المقررة باليمن في الفترة من 22 تشرين ثان/ نوفمبر حتى الخامس من كانون أول/ديسمبر، مجرد "شائعة" .
وقال عباد في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) "نحن الآن على مشارف إقامة هذه الفاعلية، وقد وفرنا لها كل ما يتعلق بنجاحها، وتلقينا رسميا موافقات مختلف الاتحادات الخليجية على استضافتنا لهذه الفاعلية، بل وقامت هذه الاتحادات خلال الأسبوع الماضي بإرسال أسماء ممثليهم من الحكام واللاعبين واللجان الفنية".
يذكر أن تقارير اعلامية قد أشارت في الاونة الاخيرة إلى وجود اتصالات بين الاتحادات الخليجية لكرة القدم لنقل "خليجي 20" من اليمن بسبب توتر الأوضاع الأمنية هناك، وخاصة في محافظتي عدن وآبين، حيث ستقام فعاليات الدورة، فضلا عما يتردد بشكل عام عن تصاعد نفوذ تنظيم القاعدة باليمن واحتمالية استهداف الأخير لخليجي عشرينن على حد ماذكرته التقارير.
ولكن الوزير اليمني رد قائلا:" تعرف الاتحادات العربية تماما اننا بالخليج العربي شركاء في مواجهة الإرهاب، وان بلداننا لا يمكن أن تكون هدفا لهذا الإرهاب، أو تحقيقا لمقاصده عندما لا تقوم هذه الفاعلية ، كما أن أعمال الشغب يمكن أن تكون بأي مكان، وبأي دولة".
وفى معرض رده على سؤال بشأن تأسيس تنظيم القاعدة "جيش عدن أبين" ، أجاب عباد: "هذا الموضوع ليس جديدا، فتكوين /جيش عدن أبين/ تم الحديث عنه منذ اكثر من خمس سنوات، ولكنه تجدد فيه مؤخرا بهدف التشويش على خليجي عشرين بالفعل، أو لمحاولة إيجاد مخاوف تمنع الناس من القدوم لمدينة عدن التي اعتقد أنها واحدة من اكثر المدن أمنا باليمن، وربما بالجزيرة العربية ".
يذكر أن قاسم الريمي، المسئول العسكري لما يسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربط، أعلن في الأسبوع الثاني من شهر تشرين أول /أكتوبر الجاري عن إنشاء جيش "عدن أبين لتحرير البلاد ممن وصفهم ب"الصلبيين والمرتدين" ، موضحا أن جماعته نجحت في الآونة الأخيرة في استهداف قوات الأمن وأجهزة الشرطة في جنوب وشرق البلاد .
أما فيما يتعلق بالتخوف من استمرار تصاعد المواجهات بين مسلحين يعتقد انهم ينتمون للقاعدة والقوات المسلحة بمحافظة آبين، أوضح عباد: "محافظة آبين ليست مكان محصور بل هي امتداد جغرافي واسع جدا بمئات الكيلو مترات والوديان والجبال".
وتابع: "الملعب الذي ستقام به الفاعلية في آبين بمنأى تماما عن منطقة الأحداث والتوترات التي تتركز في مدينة مودية، وهى منطقة جبلية نائية تبعد مئات الكيلو مترات عن هذا الملعب الذي يقع على الشريط الساحلي، وهو بعيد تماما عن التجمعات السكنية، واقرب في الحقيقة لمحافظة عدن من حيث البعد الجغرافي وأوكد أن هذا الموقع هو مؤمن تماما".
واردف بالقول: "ما يحصل اليوم في آبين هو نوع من الإجراءات الأمنية الاحترازية لحماية خليجي عشرين، إذ أن قوات الأمن هي التي تقوم اليوم بملاحقة ومطاردة الإرهابيين حتى يتم تأمين خليجي عشرين من أي ثغرات أمنية، أو أشكالية ولتوفير الأجواء الأمنة له " .
تشهد منطقة مودية في آبين توترا كبيرا إثر مقتل مدير امنها المقدم محمد البهام منتصف الشهر الجاري برصاص مسلحين يعتقد انهم من تنظيم القاعدة، اعقبه استهداف عدد أخر لمسئوليي وعناصر الشرطة ومحاولات تفجير لمقرات الأمن بالمحافظة.
واتهم عباد من اسماهم ب "الموتورين تجاه النظام في الجمهورية اليمنية والانفصاليين وبعض أطراف القاعدة بالوقوف وراء محاولات التشويش على خليجي عشرين والتشكيك في إمكانية تنظيمه".
وفى رده على الانتقادات التي وجهت للحملة الأمنية المكثفة لتأمين "خليجي 20" بأكثر من 30 ألف عنصر أمن قال الوزير اليمني: "في اى فاعلية رياضية كبيرة بأي بلد، يكون هاجس الأمن عال جدا.. فالفاعلية بجنوب أفريقيا سخر لها عشرات الألوف من رجال الجيش والشرطة من اجل الحفاظ على امن وحياة المواطنين والوافدين ، وهذا أمر يتعلق بسمعة الدولة ومسئوليتها أيضا تجاه الوافدين ".
وتابع عباد بالقول " هذه الأعداد الكبيرة من عناصر الأمن هي فقط مجرد دليل على أن القيادة اليمنية أرادت أن توزع رسائل اطمئنان لأهلنا بالخليج بان امنهم سيكون محفوظا ، ولكن ليس معنى ذلك أن القيادة اليمنية كانت تتجاهل الأمن بهذه المناطق وإنما فقط هي الآن وعبر هذه الأعداد تعمل على تأكيد الحماية والمحافظة لكل من سيتواجد بالدورة سواء وفود مشاركة أو أهالي مشجعين ".
وأكد الوزير اليمني استعداد بلاده لاستضافة "خليجي 20" حيث تم اقامة ثمانية ملاعب وعدد من الصالات الرياضية والشبابية، "وجارى أيضا إنشاء اربع ملاعب أخري ربما لا يتم الانتهاء من إنجازها قبل موعد خليجي 20 فضلا عن إعداد شبكات الطرق والكهرباء وكافة متطلبات التحسين المدني ، مشددا على أن كل ذلك تم بتمويل يمنى صرف".
ودافع الوزير اليمني عن تأخر مستوى كرة القدم ببلاده والذي احتل مراتب متدنية في كل من خليجى 18 و19، بالقول "نحن ننظر للرياضة نظرة تكاملية فالرياضة ليست كرة القدم فقط بل العديد من المنتخبات والمشاركات في مختلف الألعاب الرياضية" ، لافتا إلى أن بلاده حققت العديد من الإنجازات الرياضية على المستوى الدولي والإقليمي ".
وتابع: "ومع ذلك نحن لا نعول كثيرا على النتائج بقدر ما نعول على جعل خليجى عشرين، ليس فقط مناسبة كروية، بل مناسبة تنموية تتعمق فيها أواصر الأخوة والترابط العربي ، كما نعول على التأكيد على أهمية الرياضة كوعاء لاحتواء شبابنا من الأفكار المتطرفة" .
يذكر أن منتخب اليمن بدأ مشاركته في دورات كأس الخليج في "خليجي 16" بالكويت عام 2003 وأعقب ذلك في خليجي 17 ، 18 ، 19 .