صرح مؤسس منظمة "بلاي ذات جيم" التي تضم مجموعة من الصحفيين والباحثين وتهدف إلى سبر الأغوار المظلمة للرياضة بهدف منع انتشار الفساد الرياضي بأن "التعامل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) دائما ما يلطخ ثيابك".
وقال جينس سيجر اندرسن مؤسس المنظمة ومديرها الدولي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في مقابلة هاتفية "من الصعب للغاية القيام بالمهام في أجواء الفيفا دون أن تتلطخ ثيابك".
وكانت صحيفة "صنداي تايمز" نشرت تقريرا كشفت فيه عن وجود مؤشرات واضحة للفساد في الملفات المتنافسة على استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022 .
وكرد فعل على هذا التقرير أوقف الفيفا اثنين من أصل 24 عضوا باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ، ولكن الاشتباهات تحوم حول كثيرين أخرين.
وقال اندرسن "الفيفا لديه تاريخ طويل من اساءة صناديق الأموال ، وبالتالي سيكون خطأ كبير النظر فقط إلى هذين الشخصين ، اللذين تم إيقافهما".
وأضاف " بلاتر يتحدث عن الشياطين كما لو كانت مسألة تتعلق بالشر داخل الناس. ويبدو أنه نسى أنه قبل خمسة أشهر فقط أغلقت السلطات السويسرية قضية كانت أخطر بكثير وهي قضية أي اس ال/أي اس ام ام".
ذكرت هيئة ممثلى الادعاء فى مدينة زوج السويسرية أن العديد من أعضاء الفيفا تلقوا مساعدات من مجموعة "آى إس إل/ آى إس إم إم" للتسويق ولم يسلموها إلى الفيفا ، واثيرت ادعاءات حول حصول مسئولين رياضيين على رشاوى لتأمين الحصول على عقود وجرى اتهام ستة أعضاء تنفيذيين بالشركة بالاحتيال والفساد.
وأوضح اندرسن "في هذه الحالة لا نتحدث عن شخصين في دول بعيدة عن أوروبا يطالبان بالحصول على أموال ، انهما مسئولان بالفيفا حصلوا على أكثر من مائة مليون دولار ، عمولات سرية ، وهي رشاوى".
وتابع "الشيء الأكثر اقناعا للفيفا الآن سيكون الاطاحة بشخصين لكي يتم القول أنه لا يوجد فساد بعد الآن في المؤسسة ، ولكن لما يواصل الفيفا حماية هوية هؤلاء الذين حصلوا على أكثر من مائة مليون دولار؟".
وكرر اندرسن قوله بان الفيفا دفع نحو ثمانية ملايين فرنك سويسري (نحو ستة ملايين دولار) لاسقاط الدعوى ، بجانب مبالغ طائلة كمصاريف قضائية".
وشدد اندرسن على أن هذه المبالغ أقل من 138 مليون فرنك سويسري وساهمت في فضيحة الرشوة ، مضيفا "الكاذبون يربحون".
ويعتقد اندرسن أن " تعهد وزير الرياضة في سويسرا بمراجعة التشريعات لمكافحة الفساد أمر "مشجع" حيث ان القانون في الوقت الراهن "يسمح باستثناءات عدة للاتحادات الرياضية الدولية".
وهناك أكثر من 50 اتحاد رياضي دولي يقع مقره الرئيسي في سويسرا ، بما في ذلك الفيفا وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للدراجات.
وأشار اندرسن إلى أنه "إذا ثبت أنهم يقفون على حافة القانون ، فإن الاتحاد قد يؤثر على الصورة الدولية لسويسرا ، من نقطة انه ليس من المجدي وجودهم هناك".
وأكد مؤسس مؤسسة بلاي ذا جيم الموجودة في الدنمارك أنه اندهش من عمل السكرتير العام السابق للفيفا ميشيل زين روفينين كعامل ضغط لمنح الولايات المتحدة البيانات الرئيسية حول "قابلية رشوة" أعضاء اللجنة التنفيذية.
واتهم زين روفينين ، الذي رحل عن الفيفا في 2002 ، بلاتر بسوء استخدام القوة والفساد وسوء الإدارة.
وأضاف اندرسن "لقد اندهشت من وجود زين روفينين الآن في المنطقة الرمادية".
وقبل خمسة أعوام قام اندرسن بتقديم زين روفينين على أنه "المحقق الأعلى تصنيفا في تاريخ الرياضة على مر العصور".
وأوضح "لا أعتقد أنه فاسد ، ولكن من الصعب للغاية القيام بالأعمال في أجواء الفيفا دون أن تتلطخ ثيابك".
ويعتقد اندرسن أن الفيفا "لن يجرؤ" على المساس بأي من ملفات استضافة المونديال ، رغم الادعاءات المثارة ضد الملف المشترك للبرتغال وأسبانيا وضد قطر ، حول القيام باتفاقيات زائفة في مقابل مبادلة الأصوات.
واعرب اندرسن عن اقتناعه بانه رغم الأزمة العاصفة القائمة حاليا ، فإنه سيتم تحديد مضيفي مونديال 2018 و2022 في زيوريخ في كانون الأول/ديسمبر المقبل.