تشهد العاصمة اليونانية أثينا غدا الأحد مشاركة عدد قياسي من العدائين والعداءات في سباق ماراثون "أثينا كلاسيك" التاريخي.
يبلغ عدد المشاركين 12 ألف و500 عداء، وعداءة وذلك بعد 2500 عاما من القصة الأسطورية التي أفرزت هذا السباق.
أقيم سباق ماراثون أثينا، نسبة إلى الرحلة التي قطعها الجندي "فيديبيديس" من ميدان المعركة إلى العاصمة أثينا لإعلان انتصار الإغريق على الفرس قبل أن يسقط أرضا وقد وافته المنية نتيجة الإعياء.
وعلى النقيض من العديد من سباقات الماراثون الأخرى، مثل تلك التي تقام في بوسطن ونيويورك وبرلين ، تقلص حجم الرعاية وكذلك الجائزة المالية للسباق والتي تبلغ 5ر1 مليون يورو (1ر2 مليون دولار) بسبب الأزمة المالية التي تمر بها اليونان.
ورغم ذلك ، يأمل منظمو السباق في أن يبلغ يصل عدد المشاركين الى رقم قياسي، وسيكون بينهم 9500 متسابق أجنبي مما يضاعف من قيمة السباق الذي يقام للمرة الثامنة والعشرين.
وقال كوستاس باناجوبولوس، رئيس اللجنة المنظمة للسباق، إن الأهمية التاريخية للسباق والتطويرات التي أدخلت عليه حديثا جذبت العديد من المتسابقين.
وأوضح أن سباق هذا العام سيدر حوالي 25 مليون يورو على العاصمة اليونانية أثينا.
واوضح "بالنسبة لأي عداء، سيكون السير على أثر فيديبيديس، أو لويس سبيروس ، الفائز بلقب سباق الماراثون في أول دورة أولمبية حديثة عام 1896 ، أمرا خاصا للغاية وخارج المقارنة مع أي ماراثون آخر".
وأضاف ان اي عداء ماراثون يعيش عمره وهو يتمنى ان ينهي ماراثون أثينا لمرة واحدة في حياته.
وأوضحت أسطورة إغريقية قديمة أن الجندي فيديبيديس كان أول من قطع هذه المسافة، وذلك عام 490 قبل الميلاد، من ميدان المعركة في "ماراثون" إلى العاصمة أثينا لإعلان نبأ فوز الإغريق على الفرس في "معركة ماراثون" وأنه عقب الإعلان عن هذا النبأ سقط على الأرض ووافته المنية نتيجة الإعياء الشديد من طول المسافة.
وقال بانوس بيتساكيس، وزير الرياضة اليوناني، "الماراثون هو أبرز الرياضات. إنه رمز لتضحية رجل من أجل نقل رسالة النصر إلى الآخرين".
منحت رحلة فيديبيديس منظمي دورة الألعاب الأولمبية عام 1896 في أثينا فكرة تحويل هذه الرحلة إلى سباق تنافسي، وبالفعل تحولت إلى سباق الماراثون في الدورات الأولمبية بالإضافة على السباق الذي يقام سنويا والذي ينتهي في استاد باناثينايكوس.
اضطر منظمو السباق إلى إقامته خلال شهور الخريف بسبب ارتفاع درجات الحرارة في اليونان خلال فصل الصيف، ولكن السباق ما زال يمثل تحديا صعبا للمتسابقين المشاركين فيه بسبب المراحل الصعبة التي يتضمنها خط سير السباق.
وقال باناجوبولوس "ليس هناك بديل آخر سوى الالتزام بالمسار الأصلي للسباق والذي يعتبر الأصعب في العالم".
يقام السباق حاليا على طريق مكون من ممرين يسيران وسط الضواحي الريفية الموجودة بشرق أثينا.
حاول المنظمون لسنوات طويلة جمع الأموال لتحسين وتطوير الطريق، كما يأملون حاليا في موافقة الاتحاد الأوروبي على مشروع لتطوير السباق يتكلف 5ر3 مليون يورو.
وبخلاف السباق الأساسي ، ينتظر أن يشهد ماراثون هذا العام مجموعة من الأحداث الأخرى، تشمل حفلات موسيقية ومعارض ومراسم لتسليم الميداليات إلى أبرز المشاركين في السباق عبر الماضي ومنهم الإيطالي ستيفانو بالديني والبريطاني رون هيل والأمريكية كاترين سويتزر التي كانت أول سيدة تشارك في ماراثون بوسطن.
كما تتضمن أحداث الماراثون هذا العام مؤتمرا رياضيا يعقده الاتحاد العالمي لسباقات الماراثون ومراسم إيقاد ومسيرة لشعلة الماراثون مثما يحدث في إيقاد ومسيرة الشعلة بالدورات الأولمبية.
وعلى النقيض من باقي سباقات الماراثون ذات الجوائز المالية الأكبر ، قال منظمو سباق ماراثون أثينا إن جذب مزيد من العدائين البارزين كان أمرا صعبا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية لليونان.
وما زال الرقم القياسي لسباقات الماراثون بحوزة العداء الإثيوبي هايلي جبريسلاسي الذي قطع سباق ماراثون برلين عام 2008 في زمن بلغ ساعتين وثلاث دقائق و59 ثانية.
تبلغ مسافة سباق الماراثون 195ر42 كيلومترا، وسيكون من الصعب تحطيم الرقم القياسي للماراثون في سباق الغد نظرا لصعوبة مسار السباق مما يجعل قطعه في ساعتين وعشر دقائق موازيا لساعتين وست دقائق على أي مضمار آخر.
وكالمعتاد ، يبرز العداءون الأفارقة بين أقوى المرشحين للفوز بالسباق وفي مقدمتهم العداء الكيني جوناثان كوسجي كيبكورير حيث كان أفضل زمن له في سباقات الماراثون هو ساعتان وسبع دقائق و31 ثانية وذلك خلال سباق ماراثون باريس العام الماضي.
كما تتضمن قائمة المرشحين كلا من مواطنيه جاكسون كويتش وبول ليكورا وجاكوب كيبلاجات ياتور.
وفي فئة السيدات ، تتصدر الإثيوبية آشو قاسم قائمة المرشحات، علما بأن أفضل أرقامها في سباقات الماراثون جاء في ماراثون باريس العام الماضي أيضا حيث قطعت مسافة السباق في ساعتين و25 دقيقة 49 ثانية.
وتليها في قائمة الترشيحات العداءة الكينية ماري بتيكاني والروسية إيرينا بيرميتينا واليابانية نوجوتشي ميزوكو الفائزة بسباق الماراثون في أولمبياد أثينا عام 2004 .
يبرز من بين المشاركين الأجانب في السباق وزير خارجية سلوفينيا صامويل زبوجار ولاعب كرة القدم الأسباني الدولي السابق إيفان هيليجيرا وأحد أعضاء الاسرة المالكة في البحرين.