ابتزاز إسرائيلي مكشوف بقلم بهاء رحال
-------------------------------------
ابتزاز إسرائيلي مكشوف
بقلم بهاء رحال
من منا لم يسمع أو لم يشاهد تلك المشاهد التي يعجز اللسان عن وصفها أو حتى الكتابة عنها والتي عرضتها القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي سواء تلك التي تتحدث عن وجود وثائق تتعلق بالفساد الجنسي أو تلك الأكثر فظاعة والأكثر إيلاماً المتعلقة بالفساد المالي وسرقة قوت الناس لإشباع أطماع مادية وجشع برجوازي عفن بطرق مختلفة سواء كان ذلك بتهريب الأموال القادمة من الدول المانحة وإعادتها الى بنوك الخارج أو عن طريق تشغيلها باستثمارات شخصية تزيد من ثراء القليلين المنتفعين وتقوي من سطوتهم ونفوذهم ، هذا ما جاءت به القناة العاشرة الإسرائيلية وليس الأمر من قبيل المصادفة أو انه سبق صحفي بريء بل هو مخطط محكم ومدروس يراد به تحقيق ابتزاز سياسي لإنقاذ حكومة اليمين المتطرف من حالة العجز السياسي الذي تمر به لهذا لا بد من التنبه لضرورة عدم الانزلاق والتعامل مع هذا الابتزاز التفاوضي بنوع من الحكمة والشجاعة وتحمل المسؤولية واتخاذ إجراءات من شأنها إفشال المخطط الإسرائيلي الذي يهدف الى خلق حالة عدم الثقة بين الشعب والقيادة وذلك من خلال محاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد المالي والجنسي وإصدار الأحكام العلنية باسم الشعب والوطن.
وليس الأمر شكلاً عادياً بل هو إمعاناً في التعدي على الحقوق العامة ، وربما يصل في البعض الى تصنيفه بأبعد من ذلك وأكثر بكثير ولكن ليس المهم أن نصدر الأحكام المسبقة بل الأهم أن تتم معالجة الموضوع من كافة جوانبه معالجة حقيقية وصادقة وتعبر عن قرار مسئول فهذا ما يهمنا الى جانب ضرورة عدم رضوخ القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس أبو مازن لهذا النوع من الابتزاز التفاوضي الذي تريد منه إسرائيل انتزاع تنازلات في المواقف الفلسطينية خاصةً بعدما لم تستطع الإدارة الأمريكية عبر موفدها الى المنطقة ميتشل من تحقيق أي تراجع في المطالب الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات بالطريقة التي تريدها إسرائيل .
انه جزء من عملية الابتزاز التي اعتادت عليها أجهزة الأمن الإسرائيلية في تنفيذ سياساتها وتسويقها وقد عرفها الشعب الفلسطيني خلال سنوات الاحتلال الطويلة وقد كان من أقوى الشعوب التي لم تنكسر أمام مغريات الحياة بل تحداها دائماً وكان أقوى منها ولم يرضخ ذات يوم لعمليات الابتزاز التي كانت تمارس عليه سواء في المعتقلات والسجون أو في شتى مناحي الحياة ، كما انه لم يسقط في فخ هذا الأسلوب وبقي يحافظ على ثقافته الوطنية التي حملها جيلاً بعد جيل ، ولست هنا أطلق الأحكام المسبقة بل من باب التذكير كي لا تسقط القيادة الفلسطينية في فخ الابتزاز التفاوضي الذي أتت به أجهزة الأمن الإسرائيلية عبر القناة العاشرة كي تنقذ حكومة نتنياهو بعدما عرف العالم حقيقتها المتطرفة التي لا تؤمن بالسلام ولا تسعى الى مفاوضات الحقيقية وهاهي الآن تعود الى أسلوبها القديم الجديد لإجبار القيادة الفلسطينية على العودة الى المفاوضات بينما الاستيطان مستمر وكافة السياسات الاحتلالية مستمرة .
لقد شاهدنا ذلك التقرير المشبوه حتى لو كان صحيحاً لأنه أتى من تلفزيون العدو الذي حصل على معلومات لا يمكن أن يحصل عليها حصرياً إلا من مصادر متعاونة معه ومع من يضعون له السياسة الإعلامية التي تخضع دوماً لتعليمات وتوجيهات أجهزة الأمن في إسرائيل ولو لم يكن تعاوناً بشكل مباشر وحتى لو افترضنا ان هذا الأمر آتى من واعز وطني ، ولكن هذا الأمر لا يجب أن يمس بحالة الثقة والالتفاف الشعبي حول القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن بل لا بد من أن تزيد من حالة الالتفاف الشعبي وتتظافر كافة الجهود الوطنية في مواجهة هذا النوع الجديد من الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني مع ضرورة تطبيق مبدأ الحساب والعقاب بحق كل من يثبت تورطه في قضايا الفساد الأخلاقي والمالي والوطني