وجلست نحوي تنظرين
وقصصت أخباري
وما قد كان بعدك
من حكايات السنين
حتى إذا جاء الحديث عن الهوى..
وعن الأماني.. والحنين
أغمضت عيني كي أراك
على جناحي تحلمين
وعلى جبينك
ترقص الأحلام أشواقا لكل العاشقين..
وأعانق الأيام في عينك سرا لا يبين
ونصافح الأقدار في خوف عساها تستكين
حتى إذا جاء الزمان مزمجرا
عصف الرحيل بحبنا..
فرجعت للّحن الحزين
كل الذي عشناه يوما عشت أذكره..
ترى.. هل تذكرين؟!
قالت: أنام الليل
مثل الناس في كل المدن
الحب أصبح عندنا
أن نستريح إلى رغيف أو رفيق.. أو سكن
ألا نموت على الطريق
وليس يعرفنا أحد
ألا نصير بلا وطن
زوجي اشتراني في زحام الليل
لا أدري الثمن..
زوجي يعاشرني ولا أدري إذا
ما كان ثوب العرس أو كان الكفن
يوما سمعت أبي يقول بأنه
شيخ عريق في المحن
ركب البعير ودار في كل الفيافي
حافي القدمين تلعنه الثياب
دخل الحياة مؤخرا
ومع الخريف تراه يحلم بالشباب
والآن أصبح يملك الأرقام
يفهم في الحساب
من يومها وأنا أعيش العمر
لا أدري إذا ما كنت
أحيا.. لم أزل
ما عدت أشعر يا رفيقي بالملل
وفقدت نبض مشاعري
ورحلت عن دنيا الأمل..
* * *
ما عدت أحسب عمر أيامي
وما قد ضاع مني في سراديب الزمن
قد بعت نفسي في زحام الليل لا أدري الثمن
زمن حزين كل شيء فيه صار له ثمن
إلا الهوى.. قد صار في دنيا المزاد.. بلا ثمن
فاروق جويدة