آخر الأخبار
انقطاع الغاز الطبيعى يهدد بأزمة جديدة فى قطاع غزة
2010-02-16 05:04:24
غزة -دنيا الوطن-محمد اللوح
منذ نحو ثلاثة اعوام، وقطاع غزة يعيش بين فترة واخرى ازمة في المحروقات تتمثل هذه الايام في النقص الحاد بالغاز المنزلي الخاص بالطهي، جراء منع ادخاله من قبل الاحتلال الاسرائيلي وعدم مقدرة اصحاب الانفاق حتى الان على ايجاد طرق لادخاله الى غزة..
وكان اصحاب الانفاق تمكنوا من التغلب ازمة السولار والبنزين التي جاءت نتجة للحصار المفروض على قطاع غزة وذلك عبر ادخاله من مصر وباسعار باتت ارخص كثيرا من اسعار السولار والبنزين الذي ياتي احيانا من الجانب الاسرائيلي
وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن شهور عدة على سريان التهدئة بين الفصائل الفلسطينية من جهة والاحتلال الاسرائيلى من جهة اخرى برعاية مصرية الا ان المواطنين فى قطاع يعبرون عن استيائهم الشديد من عدم جنى تمار التهدئة كما كانوا يتوقعون
وبما يتعلق باراء المواطنين
ويقول المواطن المسن أبو محمود(70)عاما من خانيونس انه بعد تجربة قاسية حدثت معه في أزمة الغاز السابقة وما نتج عنها من مشاكل اضطر لشراء بابور كاز وكمية من الكاز تحسبا لتجدد الأزمة من جديد
ويضيف ابو محمود أن الوضع فى القطاع غير مستقر لهذا يجب علينا أن نتأقلم ونتكيف مع هذا الوضع لأنه لا يوجد بديل غير ذلك ورفع يده داعيا الله أن يخفف عن شعبنا الالام ويفك الحصار
الموظفة ام محمدالبالغة من العمر(45)عاما تقول :" إن التجربة المريرة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، دفعت بي بعد انتهاء الأزمة الى التوفير في الغاز قدرالاستطاعة، مدركة قيمته، وبينتً أنها تحتفظ باسطوانة غاز للأوقات الصعبة".
وتضيف:" إن انقطاع الغاز يشكل أزمة تهدد ربات البيوت وأصحاب المطاعم وغيرها من قطاعات المجتمع المختلفة، ولكن ما شعر به المواطنون سابقاً جراء انقطاعهم من الغاز ، جعلهم حريصين على امتلاك اسطوانات احتياطية في منازلهم".
ونتيجة لازدياد الازمة يوما تل والاخر حيث لجأ الكتير من المواطنين الى استخدام( بوابير الكاز)
و لشراء الأنابيب المصرية المهربة عبر الأنفاق كبديل عن هذا النقص واستعمالها لحين دخول كميات الغاز بشكل طبيعي كما كان سابقا ،علي الرغم من ان الانبوبة تباع بسعر غال جدا لايستطيع جميع الناس شرائها ، فيما يتوقع العديد من التجار والمواطنين ارتفاع أسعارها بشكل كبير.نتيجة الطلب الزائد عليها
ولاتقتصر المعاناة على اصحاب البيوت فقط، فهناك معاناة أخرى لمربين الدواجن وأصحاب المخابز.
المواطن كمال بركات مربي دواجن يقول: أنه يعاني من النقص في غاز التدفئة والذي يستخدمه في عملية تدفئة الصيصان مشيرا الي ان الشتاء قد طرق ابواب مزارعه
ويضيف : ان الصيصان لاتستطيع العيش بلا تدفئة مشيرا أنه أذا استمر الوضع هكذا فأن أصحاب المزارع سيتوقفون عن التربية مماسيؤدي بدوره إلى غلاء أسعار لحوم الدجاج وزيادة معاناة المواطن
اصحاب المخابز يهددهم الخطر حيت قال
ابو علي شعت وهو صاحب مخبز : ان بقيت الازمة على هذا الحال واذا استمرت عملية انقطاع الغاز عن القطاع سيؤدي ذلك الي التوقف الكامل عن العمل مشيرا الى ان المخبز الان يعمل على الكميات المخزونة والتي لم يعد يحل مكانها وبالتالي اذا نفذت سيكون هناك ازدياد فى المعاناة سواء منا نحن او من المواطنين
واوضح ابو على ان المخبز يحتاج الى كمية كبيرة جدا بعد توقف ادخال الغاز للقطاع ولكنه يقول العجز هو سيد الموقف
وقال اننا ارسلنا الانبايب منذ ثلاثة اسابيع، ولكن لم يكن اي ردود لارجاعها ممتلئة وهذا ماجعلنا نزداد خوفا من هذه الازمة التي تتفاقم بنا شيئا فشي.
وناشد ابو علي الجهات المختصة بالتدخل السريع لحل هذه الاشكالية التي سوف تؤدي بالجميع الي المعاناة والنقص
وللمحطة كلمة
أما محمد أبو سويرح صاحب محطة لتوزيع الغاز من المنطقة الوسطى قال : انه اقفل أبواب محطته تاركا باب ادارته مفتوحاً لمن يسألون ويتمنون استقبال اسطواناتهم حتى وإن استغرقت وقتا طويلا،
وقال "لا وقود فى محطتى"، لكن المواطنين يضعون اسطواناتها على أمل ادخال الغاز وتعبئتها .
واشار رغم احتواء كل بيت في غزة تقريباً على بابور أو اثنين من الكاز إلا أن المواطنين يبحثون عن الغاز، فهو أوفر وأكثر نظافة واقل جهداً، لذلك تراهم يتجمعون أمام المحطة رغم إغلاق أبوابها.
اراء اهل الاختصاص :
في هذا السياق قال رئيس جمعية أصحاب شركات الوقود في قطاع غزة، محمود الشوا فى تصريح صحفى ، إن أزمة نقص غاز الطهي عادت من جديد نتيجة تقلص الكميات التي تسمح إسرائيل بإدخالها للقطاع بشكل كبير منذ 25 يوماً محذراً بأن ذلك ينذر بتجدد الأزمة الإنسانية على اصعدة مختلفة
: ان محطات تعبئة الغاز في القطاع أغلقت أبوابها أمام بيع الغاز للمواطنين، وذلك عقب نفاذ المخزون لديها ونقص الكميات التي تدخل إلى القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي
بتتقليص كميات الغاز التي تدخل للقطاع إلى تحويل السلطات الإسرائيلية إدخال الوقود من معبر الشجاعية (ناحل عوز) المخصص لإدخال غاز الطهي والسولار الصناعي اللازم لمحطة توليد الكهرباء إلي معبر كرم أبو سالم (جنوب قطاع غزة) منذ قرابة الشهر
ويضيف ان احتياجات القطاع في الشهر 4500 طن غاز في الصيف، أما في فصل الشتاء يزيد بقرابة 1500 طن يصبح 6 آلاف طن في الشهر.
مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية سمحت خلال شهر سبتمبر بإدخال 2500 طن من الغاز إلى غزة، فيما أدخلت في أكتوبر الماضي 1500طن، وخلال الشهر الحالي لم تتجاوز الكميات التي أدخلت حتى اللحظة 4000 طن
وأكد أن ما يتم ضخه من الغاز لا يكفي حاجة القطاع وسكانه ولا يلبي احتياجاته الأساسية، مشيرا إلى أن المخزون الموجود لدى المحطات قد استنفذ منذ 25 يوماً.
ولفت الشوا خلال الأيام القادمة سيشعر كافة المواطنين بنقص الغاز.
وطالب بالضغط على إسرائيل" للعودة عن قرار تحويل إدخال الوقود من معبر الشجاعية لكرم أبو سالم، من أجل إعادة توريد الغاز إلى القطاع بكمياته المطلوبة والتي تكفي لحاجة القطاع
وقال انه اجريت اتصالات عديدة مع إسرائيل لحل المشكلة ولكن حتى اللحظة لا جدوى، معرباً عن أمله في أن تكون هناك نتائج لحل هذه المشكلة والسماح بإدخال الغاز إلى القطاع للتخفيف من معاناة المواطنين جراء الحصار المفروض عليهم منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات".
وقال خلال الاسبوع الماضي أغلقت كافة المحطات ابوابها نتيجة نهاية المخزون بسبب استهلاكه اليومي .. بمعني أن المخزون العام بمجمله صفر .. وهناك اتصالات يومية مع الجانب الإسرائيلي إلا أنه لا يوجد أية مؤشرات ايجابية تنذر بانتهاء الازمة
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه قائلا :الى متى ستبقى ازمة الغاز فى القطاع مستمرة ؟؟؟؟