الاحتلال يتخوف من حرب من قطاع غزة

تروي صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية كيف ان القوات الاسرائيلية المنتشرة على الحدود مع غزة تلقت يوم الاربعاء الفائت اشعارا عبر اللاسلكي لتحذيرها من احتمال حصول تسلل الى داخل اسرائيل. وقالت الصحيفة الاسرائيلية ان الوحدات العسكرية القتالية بدأت التنفيذ تطبيقا للتحذير، وقطع قائد الكتيبة الشمالية في كتيبة غزة الكولونيل اوفي ليفي اجتماعا وركز على متابعة الحالة. وابلغته دورية للجيش الاسرائيلي انها لاحظت مؤشرات مشبوهة عند السياج الحدودي يمكن ان يؤيد تسلل مقاتلين او طالبي العمل.

وتخشى اسرائيل من تسلل المقاتلين حيث ان هناك عشرات الالاف من الاسرائيليين يعيشون ويعملون على بعد بضع مئات من الامتار عن الحدود في 34 مجموعة. وفي مثل هذه الظروف فان اي شخص يتمكن من عبور السياج يمكنه ان يعمل على تفجير قنابل او ان تقوم مجموعة من المتسللين باختطاف جندي اخر لدعم مطالب "حماس" في تبادل الاسرى.

وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان مقتفي الاثر البدو اكدوا عدم حصول اي تسلل. وبعد خمس عشرة دقيقة الغي التحذير وعادالوضع الى النظام الروتيني.

وتضيف ان هذا الامر يمثل "الهدوء" الذي يعم القطاع منذ عدوان "الرصاص المسكوب". اذ ان هناك تحذيرات يومية من محاولات التسلل. وتكاد الصواريخ او قذائف المورتر تسقط اسبوعيا على المجمعات الاسرائيلية. ومنذ بداية العام 2010 سقطت اكثر من 70 قذيفة مورتر وعدد مماثل من الصواريخ في اسرائيل، وتشمل تلك العمليات سقوط صواريخ "غراد" بعيدة المدى في عسقلان. وخلال الفترة ذاتها وقعت حوالي 100 "حادثة حدودية" مختلفة.

ويشهد الجزء الشمالي من القطاع نسبة اكبر من الاشتباكات بسبب قرب الموقع من مجمعات اسرائيلية كثيفة السكان شرق السياج في مواجهة 1.2 مليون فلسطيني في مدينة غزة والمخيمات المحيطة بها. وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان هناك الالاف من النشيطين الفلسطينيين الذين لا يأبهون لوقف اطلاق النار بين "حماس" واسرائيل.

غير انها تضيف انه منذ عدوان "الرصاص المسكوب" ظل عدد الاصابات بين الاسرائيليين في تلك المنطقة متدنيا بصورة نسبية. ويعيش الاسرائيليون تحت ظلال التهديد المحسوس فيما تعمد القوات الاسرائيلية الى حرمان الفلسطينيين من التحرك في اراض تمتد لـ 300 متر حتى وان كانوا غير مسلحين وقد حرمت هذه المنطقة من الزراعة او البناء وتخضع للمراقبة ليلا ونهارا عبر كاميرات تم تركيبها على اعمدة مرتفعة في المناطق الاسرائيلية.

وتقوم بالمراقبة مجندات لا تقتصر مهمتهن على مراقبة المنطقة. فاذا شاهدن مسلحين او اشخاصا يبدو انهم يحملون متفجرات داخل المنطقة التي تصفها اسرائيل بانها "منطقة امن خاصة" فانهن يطلقن النار عبر اجهزة خاصة من الجانب الاسرائيلي خلف السياج.

كما ان قوات منتشرة في موقع داخل اسرائيل خلف السياح تقوم بمراقبة تلك المنطقة وما خلفها في غزة. بل ان تلك القوات تقوم بعبور الحدود الى داخل الاراضي الفلسطينية بحثا عن تفجيرات مزروعة على الطريق وقد تطورت هذه العمليات في بعض الحالات الى اشتباكات خلفت عددا من القتلى بين القادة والجنود الاسرائيليين.

الا ان الانتشار الدفاعي يواجه بمعضلتين: احداهما تتعلق بظروف الضباب (خاصة في فصل الشتاء) حيث تمنع المراقبة من الامتداد الى البعد المطلوب، والثانية وهي اكثر خطرا تتعلق بالانفاق التي يحفرها الفلسطينيون. وحتى اليوم فانه ليس لدى الجيش الاسرائيلي اسلوب مؤكد او اجهزة مراقبة يمكنها اكتشاف الانفاق المثيلة للنفق الذي استخدم لأسر غلعاد شاليت.

اما المشكلة التي لم تجد اسرائيل حلا لها فهي الصواريخ وقذائف المورتر. اذ انه برغم جهود اسرائيل لمنع تهريب الاسلحة، فان القطاع يحتوي حاليا على حوالي 5 آلاف صاروخ من مختلف الانواع، ومعظمها من نوع "القسام" و"غراد" مع بضعة صواريخ "فجر 5" التي يصل مداها الى اكثرمن 40 ميلا. ومعظم هذه الترسانة تخضع لـ"حماس"، وان كانت هناك كميات تخضع لسيطرة "الجهاد الاسلامي" وعدد اخر لدى "شهداء الاقصى".

وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان "حماس" التي لا ترغب في مواجهة مع اسرائيل في الوقت الحالي تعمل على الالتزام "بقواعد اللعبة" وتمنع اعضاءها من اطلاق الصواريخ على اسرائيل. كما انها تمنع المجموعات الاخرى من اطلاق الصواريخ، الا ان جهودها لا تنجح في كل الاوقات. حيث تقوم خلية تابعة للجهاد الاسلامي او للجان المقاومة الشعبية باطلاق ساروخ او اثنين او بعض قذائف المورتر للتأكيد على ان النضال المسلح ضد اسرائيل يظل قائما ومستعدا.

جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم
كل عام وانتم الى الله اقرب
الحاج لطفي الياسيني

صفحة 1 من اصل 1