-قصيدة المتاريس- للمرحوم الشاعر معين بسيسو
-------------------------------------
قد أقبلوا فلا مساومه
المجد للمقاومة
لراية الإصرار شاهقه
للموجة الحمراء من صيحاتنا المعلقه
على الشوارع الممزقه
ولليد المكبله
ولليد الطليقة المناضله
المجدللجريح والمثقوب قلبه وللمطارد
مدينتي قد أقبلوا ليلاً من الأظفار والخناجر
وكنت نجمة تقاتل
أضواؤها العريانة السلاسل
وكانت البنادق العمياء تقتفيخطى المناضل
وكنت ماردا من السنابل
يداه منجلان والجراد زاحف قوافل
يريد أن يجر للطاحون مارد السنابل
مدينتي يا أدمع البركان قد جرت مشاعل
ويا ابتسامة الزلازل
مطبوعة سيفا على جبين أرض شعبي المكافح
مدينتيزنبقة خضراء لم تنم على سرير فاتح
ولم تصب الزيت في مصباح خائن
رموشه بساطكل مقبل ورائح
من باذري المذابح
ولم تهب شعورها أسلاك معتقل
ولم تقبلسوط طاغيه
كجاريه
مدينتي رأيت كيف تنسج الأمل
خطي حبيبك البطل
وكيفقد نشرث من دمائك الشراع
يمخر الحرائق
النار لا تمسه ولا الصواعق
ولاالرصاص طائرا قشا من البنادق
مدينتي واحسرة القيثارة الخرساء
للغناءوالبلابل
تشدو إلى الأبطال، واعذاب شاعر
في السلاسل
وأنت في السلاسل
ولم تكن تناضل
غير الحروف من شريانه جرت قصائد
***
مدينتي وأي رعشةتهزني وأي عاصف
من ذكرياتك العواصف
من ِذكريات السجن والسجان والأبطالوالمعارك
وخائن تهالك
وفوق صرخة القتيل ،
والمعذبين في انتظار
الموت سار ،
وحشا يشد للرحى السوداء ،
كي تدور تطحن الدماء ،
يداهحبلا كل خانق ،
عيناه شبا كان للعدو منهما أطل بالبنادق
على الخياموالمنازل
يصيد إخوتي ،
أبناء شعبي البواسل
***
الآن يرفع الستار يامدينتي عن المجازر
عن وجه كل ثائر
عن الرياح كيف أصبحت تحارب
رايةالعدو في فضائنا خفاقة المخالب
وكيف قد هوت كحية
تعف في جراحها السواكب
عن اسمك المهيب يا جمال ،
كيف ينسج الغرائب
والمعجزات والعجائب
وكيف كان شمسنا الخضراء في الدياجر
وردة حمراء في ضفائر
أختي، وفيشباكها سرب من البلابل
وكيف كان بور سعيد ،
صخرة من اللهيب، غابة منالسواعد
يا فارس الفوارس
صغنا لك الجواد من صباحنا
وشعبنا أهداك بيرقالبيارق
خضنا به الرصاص
موجة من الزنابق
والنار موجة من النسائم
وكانت القيود في المعاصم
كعنكبوت في جنون جوعها ،
رمت خيوطها علىالعواصف
وفتح الإصرار زهرة ،
مغطاة البراعم
وعض في جراحه العدووالمتراس شاهق
وبور سعيد بندقية البنادق
وخندق الخنادق
شمس من الجراحقد تسمرت في الليل ،
فوق هامة المحارب
يا بور سعيد …. الفجر طالع ،
هذا صياح الديك يوقظ الرصاص في البنادق
والرياح في الحرائق
وأوشكالصباح أن يمس راية المحارب
يا بور سعيد ليس سيف روحك الوهاج،
وحده يقاتل
ولا مدينتي وحيدة تقاتل
لك الشعوب رفرفت بنادق
وسرجت لك البحاروالسحائب
وصرخة الأنصار حجرت
رصاص ذلك المغتال في البنادق،
وحجرتنيرانه فلم تعد قواطع
أنيابها القواطع
وفي عيونه تسمر الدخان كالحصى،
كالشوك كالأظافر