آخر الأخبار
حزب الله يبدأ بشن حرب إعلامية نفسية ضد الإسرائيليين
2010-02-19 02:26:46
غزة-دنيا الوطن
ما كاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ينهي خطابه الأخير الذي توعد فيه إسرائيل بالرد المضاعف على كل هجوم تشنه على لبنان، حتى انطلقت وسائل إعلام حزب الله في حملة مركزة ترصد ردود الفعل الإسرائيلية على الخطاب، وتشن في الوقت نفسه حملة نفسية باتجاه الإسرائيليين بنشرها معلومات مفصلة عن المناطق الإسرائيلية التي قد يستهدفها رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية في أي مواجهة مقبلة.
وأورد تلفزيون «المنار» الناطق بلسان الحزب تقارير مفصلة عن منطقة غوش دان التي تتكون من اثنتين وعشرين مدينة، قال «المنار» إن «كل مقومات الكيان الاقتصادية والتعليمية تتركز فيها، وأبرزها مدينة تل أبيب»، وتشير التقارير التي يبثها التلفزيون إلى أن غوش دان هي «مركز الكيان وفيها معظم المؤسسات الحكومية والمباني الوزارية وهي مركز التكنولوجيا والتعليم والعصب الاقتصادي والصناعي والتجاري للكيان وتضم مطار بن غوريون ومركز محطات القطار الداخلي».
وتتجنب وسائل إعلام حزب الله تبني معلومات عن مدى الصواريخ التي يمتلكها الحزب، لكنها تورد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن امتلاك حزب الله آلاف الصواريخ التي يصل مداها إلى مائتين وستة وخمسين كيلومترا، لتستنتج أن «هذا يعني أن كل غوش دان التي يبعد أقصى جنوبها في أشدود عن الحدود اللبنانية مائة وسبعين كيلومترا، ستكون في مرمى النار التي لا يدركون حتى الساعة حجمها التدميري». وأفرد موقع «الانتقاد نت» الإخباري التابع للحزب مساحات واسعة لتغطيات ومعلومات عن وقع الخطاب الناري لنصر الله «وتعتيم الإسرائيليين عليه»، ليخلص للإشارة إلى إرباك القادة الإسرائيليين في التعاطي مع «اللهجة الجديدة» لأمينه العام، التي قالت أوساط لبنانية معنية بملف حزب الله لـ«الشرق الأوسط» إنها «معادلة جديدة وما تقوم به وسائل إعلام الحزب ما هو إلا تظهير لها». وتقول المصادر إن الحزب أراد من خلال هذه التقارير «إبلاغ العدو أن كل كيانه تحت عيون وذراع الحزب». معتبرة أن هذه المرحلة الجديدة فيها «قدرة الردع عند المقاومة أكبر بكثير من السابق».
وكان لافتا أمس الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالرئيس اللبناني ميشال سليمان مؤكدا «وقوف إيران إلى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات وعلى كل المستويات في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضده». ووفقا لبيان رسمي لبناني، فإن الرئيس سليمان شكر لنظيره الإيراني اتصاله وعاطفته، مشددا على أن «هذه التهديدات تواجه بتعزيز الوحدة الوطنية والجهوزية العسكرية وتضافر القدرات الوطنية لصد أي اعتداء».
وأجرى نجاد اتصالا آخر بالأمين العام لحزب الله، مشددا على ضرورة أن تحافظ المقاومة على أعلى درجات الجهوزية للتصدي لأي عدوان جديد. واعتبر الرئيس الإيراني أن إسرائيل تخشى من المقاومة والشعب في لبنان ولكنها تحاول أن تستعيد سيطرتها على لبنان وغزة لأنها تشعر أن كرامتها قد امتهنت. وبقيت مواقف نصر الله في بيروت موضع تعليقات مؤيدة لمنطق «الردع» وأخرى رافضة لـ«توريط لبنان». وقال عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض إن «الإسرائيلي يحتاج إلى وقت لاستيعاب الخطاب»، مؤكدا أن «المقاومة لم تقل أمرا ما إلا وأكدت صدقيته». وعن تأثير خطاب السيد نصر الله، قال: «علينا أن نأخذ الرقابة الإسرائيلية في الاعتبار لمنع التداول في الخطاب لكي لا يؤثر على نفسية الإسرائيليين وهذا من الدلالات على نجاح مستوى الخطاب». ورأى أنه «في عام 2006 انكشف مدى ضعف جهاز الاستخبارات الإسرائيلية من خلال عدم استطاعتهم الوصول إلى البنية التحتية للمقاومة، وبعد عام 2006 أصبح الوضع أصعب بالنسبة للإسرائيلي، فهو لا يستطيع تحديد السيناريوهات التي ستتبعها المقاومة». وإذ لفت إلى أن «أولى نتائج خطاب الأمين العام لحزب الله التقليل من نتائج حصول الحرب»، أكد فياض أن «الموقف الفعلي للمقاومة يتمثل برفض الحرب مع وجوب أن تكون هناك جهوزية عالية». ورأى رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن كلام السيد نصر الله أول من أمس، يظهر لأول مرة بلدا عربيا فيه مقاومة بحجم لا يتخطى حجم 10% من أي جيش موجود خلق توازن رعب مع إسرائيل». وشدد على أن سلاح المقاومة نقطة قوة للبنان، خاصة بعد أن أكد السيد نصر الله أكثر من مرة أنهم إذا قصفوا مطارنا سنقصف مطارهم، مما يعني أنه يقول إذا بادروا هم سنرد ولم يقل أي مرة نحن سنبادر يعني أن كلامه كان دفاعيا.
وأكد فرنجية أن كلام البعض عن دولة من ضمن دولة وجيش ثان وغيره لا يجدي، معتبرا أن لا أحد غير اللبنانيين يقدمون هدايا بالمجان، واعتبر فرنجية أن إسرائيل عندما تريد أن تشن حربا تقوم بها لأسباب داخلية إسرائيلية وليس لأسباب داخلية لبنانية، لذلك هي ليست بحاجة لأي ذريعة لتشن حربا بل نحن بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا. وأشار إلى أن كلام السيد نصر الله أول من أمس رفع معنويات الشعب اللبناني لأن المواطن الإسرائيلي أصبح أداة ضغط على حكومته لعدم شن حرب ولم يعد أداة ضغط لشن الحرب.
واعتبر النائب إميل رحمة عضو تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه النائب ميشال عون المتحالف مع حزب الله أن «من مصلحة لبنان أن يكون قويا وقوته تضعف إذا لم نشرع موضوع المقاومة»، مشيرا إلى أن «كلام الأمين العام لحزب الله أشار إلى نوع من توازن القوى مع إسرائيل وبالتالي رفع معنويات اللبنانيين»، معتبرا أن «توازن الرعب والقوة هو الذي يحمي الوطن، وقيادة الجيش ورئاسة الجمهورية تصران على أن لبنان يجب أن يستمر في هذا المنوال الذي هو طريق التفاهم والتنسيق بين الجيش والشعب والمقاومة».
أما النائب عن «الكتائب اللبنانية» ايلي ماروني فقد اعتبر أن نصر الله « كان يتحدث بشكل مباشر عن الحرب غير عابئ بوجود دولة ووجود قادة في لبنان، وكأن السيد نصر الله هو المرجع الوحيد في هذه البلاد والقيِّم على أمورها بغض النظر عن مسألة مخاطبته الدولة العدوة». وقال ماروني: «مواقف السيد نصر الله تدعونا دائما وأبدا إلى أن تكون حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، إضافة إلى قرار الحرب والسلم، فهذه من بديهيات نظام الدول أيا كان هذا النظام». وأضاف: «هناك مثل يقول (لو بدّا تشتي غيّمت) أي أن طاولة الحوار الوطني التي من المقرر أن تبحث في سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، بات من الواضح تماما لدى الرأي العام، أنها تدور في حلقة مفرغة ولا تعدو كونها مضيعة للوقت إذ إنها لن تسفر عن أي نتيجة في ظل تأكيد كل قادة حزب الله أن موضوع السلاح هو موضوع مقدس لا يمكن المس به»، معتبرا في السياق نفسه أن «السيد نصر الله بالأمس أعلن الحرب، وهذه تباشير ما سيكون عليه وضعنا في المستقبل».
أما النائب سمير الجسر عضو كتلة المستقبل، التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد رأى أن مبدأ توازن الرعب الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قاعدة معمول بها في كل دول العالم لافتا إلى أن «المنطق المسالم لم يجنبنا العدوان الإسرائيلي لذلك ليس من المطلوب أن يحمل السيد نصر الله غصنا من الزيتون في وجه التهديدات الإسرائيلية». واعتبر أن ما جاء في حديث نصر الله رد على التهديدات الإسرائيلية المستمرة بتهديدات مماثلة مشيرا إلى أن إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات لشن عدوان على لبنان. واعتبر الجسر أن طاولة الحوار تبقى حاجة أساسية لحل إشكالية السلاح وللتخفيف من هواجس اللبنانيين بهذا الشأن.