من اروع قصائد الحكمه .. لامية ابن المقرىء
-------------------------------------------------------------------------------
زيـادة الـقـول تـحـكـي الـنـقـص فـي الـعـمــل ... ومـنـطــق الـمــرء قــد يـهـديــه لـلـزلــل
إن الـلــســان صـغــيــر جــرمــه ولـــه ... جـرم عـظـيـم كـمـا قـد قـيــل فــي الـمـثــل
فـكـم نـدمـت عـلـى مــا كـنــت قـلــت بــه ...ومـا نـدمــت عـلــى مــا لــم اكـــن اقــل
وأضـيــق الأمــر أمــر لــم تـجــد مــعــه ...فـتــى يـعـيـنــك أو يـهـديــك لـلـســبــل
عـقـل الـفـتـى لـيـس يـغـنـي عــن مـشــاورة ... كـعـفــة الـخــود لا تـغـنــي عــن الـرجــل
إن الـمــشــاور إمـــا صــائــب غــرضــا ... أو مـخـطـئ غـيـر مـنـسـوب إلــى الـخـطــل
لا تـحـقـر الــراى يـأتـيــك الـحـقـيــر بــه ... فـالـنـحــل وهــو ذبــاب طـائــر الـعـســل
ولا يـغــرنــك ود مــــن أخــــي أمــــل ... حـتــى تـجـربــه فـــي غـيــبــة الأمـــل
إذا الــعــدو احـاجــتــه الإِخــــا عــلـــل ... عــادت عـداوتــه عـنــد انـقـضــا الـعـلــل
لا تـجــزعــن لـخـطــب مــا بــه حـيــل ... تـغـنــى وإلا فــلا تـعـجــز عــن الـحـيــل
لا شـيء أولــي بـصـبــر الـمــرء مــن قــدر ... لا بــد مـنــه وخـطــب غـيــر مـنـتــقــل
لا تـحـزنـن عـلـى مـا نـلـت حـيــث مـضــى ... ولا عـلــى فــوت أمــر حـيــث لــم تــنــل
فـلـيـس تـغـنـي الـفـتـى فـي الأمــر عـدتــه ... إذا انـقــضــت عـلــيــه مــــدة الأجــــل
فـقــدر شـكــر الـفـتــى لـلــه نـعـمــتــه ... كـقـدر صـبـر الـفـتــى لـلـحــادث الـجـلــل
وان أخــوف نــهــج مـــا خـشــيــت بـــه ... ذهـــاب حــريــة أو مـرتــضــى عــمــل
لا تـفــرحــن بـسـقــطــات الــرجـــال ولا ...تـهــزأ بـغـيــرك واحــذر صـولــة الـــدول
إن تـأمــن الـدهــران يـغـلــي الـعــدو فـــلا ... تـسـتـامـن الـدهـران يـلـقـيـك فــي الـسـفــل
أحـــق شـــيء بـــرد مـــا يـخــالــفــه ... شـهـادة الـعـقـل فـاحـكـم صـنـعــة الـجــدل
وقـيـمـة الـمــرء فـيـمــا كــان يـحـسـنــه ... فـاطـلـب لـنـفـسـك مـا تـعـلــو بــه وســل
أطـــل تــنــل لـــذة الإِدراك مـلـتـمــســا ... أو راحــة الـبــأس لا تـركــن إلــى الــوكــل
فـــكـــل داء دواه مــمـــكـــن ابــــــداً ... إلا إذا امــتـــزج الإِقــتـــار بـالــكــســل
والــمــال صــنــه وورثـــه الــعـــدو ولا ... تـحـتــاج حـيــا إلــى الاخــوان فــي الأكــل
فـخـيـر مــال الـفـتــى مــال يـصــون بــه ... عـرضـا ويـنـفـقــه فــي صـالــح الـعـمــل
وأفـضــل الـبــر مـــا لامـــن يـتـبــعــه ...ولا تـقــدمــه شـــيء مــــن الــمــطــل
وإنـمــا الـجــود بـذلــك لــم تـكــاف بـــه ... صـنـعـاً ولـم تـنـتـظــر فـيــه جــزا رجــل
إن الـصــنــائــع أطــــواق إذا شـــكـــرت ... وان كــفـــرن فــاغـــلال لـمـنــتــحــل
ذو الـلـؤم يـحـصـر فـيـمـا جـئــت تـسـألــه ... ويـحــصــر نــطــق الــحــر إن يــســل
وان فــوت الـــذي تــرجــوه أهـــون مـــن ... ادراكـــه بـلـئــيــم غــيــر مـحـتــفــل
وإن عـنـدي الـخـطـا فـي الـجـود أفـضــل ... مــن إصـابــة حـصـلــت بـالـمـنــع والـبــخــل
خـيـر مـن الـخـيـر مـسـديــه إلـيــك كـمــا ... شــر مــن الـشــر أهــل الـشــر والــدخــل
ظـواهــر الـعـتــب لـلإِخــوان أيـســر مــن ... بـواطـن الـحـقـد فــي الـتـسـديــد لـلـخـلــل
دع الــجــمــوح وســامــحــه بــكـــل ولا ... تـركـب سـوى الـسـمـح واحـذر سـقـطـة الـعـجـل
لا تـشــربــن نـقــيــع الــســم مـتــكــلا ... عـلــى عـقـاقـيـر قــد جـربــن بـالـعـمــل
والـــق الأحــبــة والإِخـــوان إن قـطــعــوا ... حـبــل الــوداد بـحـبــل مـنــك مـتــصــل
فـاعـجــز الـنــاس حــر ضــاع مــن يـــده ...صــديــق ود فــلــم يـــردده بـالــحــيــل
اسـتـصـف خـلـك واسـتـخـلـصـه أسـهـل مــن ... تـبـديــل خــل وكـيــف الأمـــن بـالــبــدل
واحـمــل ثــلاث خـصــال مــن مـطـالـبــه ... احـفـظــه فـيـهــا ودع مــا شـئـتــه وقـــل
ظـلـم الـدلال وظـلــم الـغـيــظ فـاعـفـهـمــا ... وظــلــم هـفــوتــه واقــســط ولا تــمــل
وكـن مـع الـخـلـق مــا كـانــوا لـخـالـقـهــم ... واحـــذر مـعــاشــرة الأوغـــاد والـســفــل
واخــش الاذى عـنــد اكــرام الـلـئـيــم كـمــا ... يـخـشـى الاذى مـن اهـان الـحــر فــي حـفــل
والـغـدر فـي الـنــاس طـبــع لا تـثــق بـهــم ... وان ابـيــت فـخــذ فــي الامـــن والــوجــل
مـن يـقـظـة بـالـفـتــى إظـهــار غـفـلـتــه .. مــع الـتـحـفــظ مــن غـدر ومــن خــتــل
ســل الـتـجــارب وانـظــر فــي مـراءتـهــا ... فـلـلـعـواقــب فـيـهــا أشــبــه الـمــثــل
وخـيـر مـا جـربـتـه الـنـفـس مــا اتـعـظــت ... عـن الـوقــوع بــه فــي الـعـجــز والـوكــل
فـاصـبــر لـواحــدة تــأمــن عـواقـبــهــا ... فـربـمــا كـانــت الـصــغــرى مـــن الأول
ولا يـغـرنــك مـــن مــرقــي سـهـولــتــه ... فـربـمـا ضـقـت ذرعــا مـنــه فــي الـنــزل
ولــلأمـور ولــلأعــمــال عــاقــبـة فـأخـشَ... الـجـزا بـغـتـة واحــذره عــن مـهــل
ذو الـعـقـل يـتـرك مـا يـهــوي لـخـشـيـتــه ... مــن الـعــلاج لـمـكــروه مـــن الـحــلــل
مــن الـمــروءة تــرك الــمــرء شـهــوتــه ... فـانـظــر لايـهــمــا آثـــرت فـاحـتــمــل
اسـتـحــى مــن ذم مــن إن يــدن تـوســعــه ... مـدحــا ومــن مــدح مــن إن عــاب تـرتــذل
شـر الــورى بـمـســاوى الـنــاس مـشـتـغــل ... مـثـل الـذبــاب يـراعــي مـوضــع الـعـلــل
لـو كـنـت كـالـقـدح فـي الـتـقـويـم مـعـتــدلا ... لـقـالــت الـنــاس هــذا غـيــر مـعــتــدل
لا يـظــلــم الــحــر إلا مـــن يـطــاولــه ... ويـظـلـم الـنـذل أدنــى مـنــه فــي الـصــول
يـا ظـالـمـا جــار فـيـمــن لا نـظـيــر لــه ... إلا الـمـهـيــمــن لا تـغــتــر بـالـمــهــل
غــدا تـمــوت ويـقــضــى الله بـيـنـكــمــا ... بـحـكــمــة الــحــق لا زيـــغ ولا مــيــل
وإن أولـــى الـــورى بـالـعــفــو قــدرهــم ...عـلــى الـعـقـوبــة إن يـظـفــر بــذى زلــل
حـلـم الـفـتـى عـن سـفـيـه الـقـوم يـكثـر... مـن أنــصــاره وتـوقــيــه مــــن الــغــيــل
والـحـلـم طـبــع فــلا كـســب يـجــود بــه ... لـقـولــه خـلــق الإِنـســان مـــن عــجــل