الأسد يؤكد الاستعداد لأي عدوان ونجاد يحذر إسرائيل من تكرار أخطاء الماضي

الأسد يؤكد الاستعداد لأي عدوان ونجاد يحذر إسرائيل من تكرار أخطاء الماضي

شدد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس على وجوب الاستعداد لأي عدوان إسرائيلي، معتبراً أن دعم قوى المقاومة واجب وطني وشرعي، فيما حذر نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل من أن تكرارها أخطاء الماضي سيعني نهايتها المحتومة.
وقال الأسد، رداً على سؤال في مؤتمر صحافي مشترك مع أحمدي نجاد الذي يزور دمشق، بشأن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة إنه يجب النظر إلى هذه التهديدات في سياق التاريخ الإسرائيلي المبني على الغدر والعدوان والاحتلال والتوسع والهيمنة.. ولكن من الخطأ بنفس الوقت أن نقيم هذه الحالة من خلال التصريحات أو الاحتمالات.. وبغض النظر عن هذه التصريحات نحن نقوم دائما بتحضير أنفسنا لعدوان إسرائيلي سواء كان صغيرا أو كبيرا.

واعتبر أن في هذه التصريحات رسالتان، رسالة لسورية وللتيار المقاوم في المنطقة لكي تدفعه باتجاه الخضوع والخنوع وفيها ربما رسالة للداخل الإسرائيلي من أجل رفع معنوياته بعد سلسلة من الإحباطات والهزائم التي منيت بها إسرائيل لذلك فإن ردة فعلنا لن تكون مبنية على التصريحات بمقدار ماهي مبنية على رؤيتنا ونظرتنا لإسرائيل، مضيفاً: علينا أن نكون مستعدين في كل وقت وفي كل لحظة لأي عدوان إسرائيلي قد يتم لأي سبب وتحت أي مبرر.

وقال إنه رغم الإحباطات والعثرات الكبيرة التي أصابت المنطقة وشعوبها فإن المحصلة خلال المرحلة الماضية كانت لمصلحة قوى المقاومة في المنطقة التي قاومت ودافعت عن حقوقها التي آمنت بهذه الحقوق وآمنت بقضايا شعوبها وبخبراتها وبإمكانياتها، وفي المقابل كان الفشل مصير القوى التي وقفت في الخندق المقابل مع كل محطة وكل عيد نرى أنها تنتقل من فشل إلى فشل آخر.

وبدوره، تناول الرئيس الإيراني التهديدات الإسرائيلية، فدعا الكيان الصهيوني إلى عدم تكرار أخطاء الماضي مرة أخرى لأن ذلك يعني نهايته المحتومة فشعوب المنطقة في مقدمتها سورية وإيران ولبنان والعراق وجميع الشعوب سيقفون بوجه هؤلاء وسيقتلعون الصهاينة من جذورهم.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يتجه نحو الزوال وأن فلسفة وجود هذا الكيان انتهت وأن الوقت يمر لغير صالح المحتلين الصهاينة وأن ما يقومون به من ممارسات وتهديدات على الشعب الفلسطيني ناجمة عن ضعفهم ويرون أنفسهم في طريق مسدود.

وأكد نجاد أن الشرق الأوسط الجديد هو في طور التحول، وأن الأواصر بين شعوب المنطقة وبين سورية وإيران وطيدة جداً.

وأوضح الرئيس السوري أن المباحثات مع أحمدي نجاد تطرقت إضافة إلى العلاقات الثنائية والقضايا الأخرى الموجودة على الساحة السياسية إلى العراق والانتخابات المقبلة فيه وتأثيرها على العملية السياسية وعلى الاستقرار وعلى انسحاب قوات الاحتلال لاحقا وعلى مستقبل المنطقة بشكل عام.

وأضاف أن تم تناول جرائم إسرائيل وعن إرهابها وكيفية مواجهة هذا الإرهاب وتحدثنا عن وضع المقاومة في المنطقة وكيفية دعم هذه القوى المقاومة ومن البديهي أن نقول إن هذا الدعم هو واجب أخلاقي ووطني في كل وطن وواجب شرعي بما أننا اليوم في مناسبة دينية.

وعلق على موضوع الملف النووي الإيراني، معتبراً أنه بناء على ما سمعته من المسؤولين الغربيين خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية التي أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأن ما يحصل هو عملية استعمار جديد في المنطقة وهيمنة من خلال منع دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وموقعة على اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية بناء على هذه الاتفاقيات.

وأشار إلى منع إيران من إمتلاك حق التخصيب اليورانيوم، على الرغم من المرونة الإيرانية الملحوظة خلال الشهرين الاخيرين تجاه هذا الملف ولكن الموضوع مخطط مسبقا إذ يمنع على الدول الإسلامية أن تمتلك هذه التكنولوجيا أو غيرها ربما من التكنولوجيات أي أن حق المعرفة ممنوع علينا.

وأعلن أنه من مصلحة سوريا أنها ستسعى ككل الدول الأخرى في المستقبل في يوم من الأيام لامتلاك الطاقة السلمية، معتقدا ان كل الدول الأخرى من مصلحتها أن تسعى بهذا الاتجاه.

وعن دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لسورية بأن تنأى بنفسها عن إيران، قال الأسد ساخراً: نحن التقينا اليوم لنوقع اتفاقية ابتعاد بين سورية وإيران. وتابع ضاحكا: لكن بما اننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم فوقعنا اتفاقية الغاء التأشيرات لا نعرف أكان هذا يتوافق مع ذاك.

واستغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام وكل المبادئ الأخرى الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين أي دولتين، وتمنى من الآخرين ألا يعطونا دروسا عن منطقتنا وعن تاريخنا.

وقال إن ما سُمي بالشرق الأوسط الجديد وما طرح من مشاريع لتقسيم المنطقة لن يبدأ من الخرائط ولن يبدأ من الحدود بل سيبدأ من العقول ومن القلوب ولاحقا بعد أن تكتمل هذه الخرائط في قلوبنا وعقولنا سوف يقومون بعملية إسقاط لها على الخرائط وعلى الأرض.

وعلق نجاد على تصريح كلينتون بشأن العلاقات بين دمشق وطهران، بالقول متهكما: نريد أن نعمل بتوصية كلينتون. وأضاف: لا توجد أي مسافة بين إيران وسورية، مشبها كلام الوزيرة الأمريكية بكلام (أم العروس) وعليها أن تقوم بعمل لصالح الشعب الامريكي، وأن أحدا لم يدعوها لإبداء وجهة نظرها حول شؤون المنطقة.

ومن جهة أخرى، قال الأسد إن انعقاد اللقاء مع نجاد اليوم، الذي يصادف مولد النبي محمد، له معان خاصة وهذه المناسبة هي مناسبة مباركة ولكن أردنا أن نضيف على بركتها بركة العمل والتواصل.. لذلك أردنا أن يكون هذا اليوم الاحتفالي أيضا فيه إنجاز وكان توقيع اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول بين سورية وإيران.

ووصف الاتفاقية بأنها لتكريس المصالح المشتركة بين الشعبين السوري والإيراني لأن العلاقة لا يمكن أن تبقى لعقود مقتصرة على الجانب السياسي، معرباًً عن اعتقاده بأنه هذا الاتفاقية ستدفع العلاقات بهذا الاتجاه وستؤدي إلى تعزيز العلاقات على كل المستويات وفي كل القطاعات من دون استثناء.

وفي هذا السياق، اعتبر نجاد أن التطورات في العالم ستكون لصالح إيران وسورية والشعوب والحكومات الحرة، مؤكداً أن دائرة التعاون تتسع يوما بعد يوم في مختلف العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية وآفاق هذه العلاقات واضحة ومضيئة وبناءة ونحن عازمون على تطويرها إلى أقصى حد ممكن.

وقال نجاد: على الجميع أن يعلم أن العلاقات الثنائية علاقات أخوية عميقة متطورة متسعة ومستديمة ولا يوجد أي عامل يمكن أن يمسها.

وأضاف أن دائرة التعاون فيما بين البلدين تتسع يوما بعد يوم في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياسية وآفاقها واضحة وبناءة وباهرة.

وخرج سؤال عن السياق السياسي في المؤتمر الصحافي فقد سأل صحفي من قناة (العالم) الرئيس الإيراني حول أدائه الصلاة في أحد مساجد دمشق خلف أمام سُني.

وأجاب نجاد: إن شعوب المنطقة شعوب واحدة وموحدة، مضيفاً: رسولنا كان يدعو إلى الوحدة بين الأمة الإسلامية واليوم أعداؤنا متحدون، من الطبيعي علينا أن نأخذ الدورس من سيرة رسولنا الكريم الذي كان يدعو إلى الوحدة الإسلامية، مؤكدا أنه لافرق بالنسبة لنا بالنسبة للمسجد خاصة أن الشعب السوري والحكومة السورية وإيران جسدا واحدا.

واعتبر أن ما يحدث في العراق من اقتتال طائفي سببه الاحتلال الأمريكي، وقال: قبل الاحتلال لم يكن أحد يسأل سني شيعي كردي لدينا رب واحد وكتاب واحد ونسير في مسار واحد وسنصل إلى أهدافنا.

وتم بحضور الرئيسين على اتفاقية للإلغاء المشترك بين البلدين لسمات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة والعادية.

وقام بتوقيع الاتفاقية عن الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم وعن الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متكي. كما شارك الأسد ونجاد في الاحتفال الديني الكبير الذي أقامته وزارة الأوقاف ظهر الخميس احتفاء بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

مشكور على الكتابة الرائعة ,,,,, أتصورإيران دولة أسلامية عظيمة تستحق التعامل معها لا الوقوف مع أعدائها .
والرئيس بشار الاسد ألقى كلمة رائعة خصوصا في التهكم على أعتراض أميركا على هذه العلاقة .

جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

صفحة 1 من اصل 1