الخامنئي وروحاني واللعب على الحبال
بيلسان قيصر
الخامنئي وروحاني واللعب على الحبال
تعمل الدول الأوربة بكل جد ومثابرة لإحياء ملف النووي مع ايران الذي تعثر لعدة سنوات بعد إنسخاب إدارة الرئيس السابق ترامب من الإتفاق عام 2018، وفرض عقوبات شديدة على النظام الإيراني، جرى المحادثات في النمسا من خلال مفاوضات مباشرة مع الدول الأوربية، وغير مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية، حيث يسكن الوفد الامريكي في فندق مجاور لقاعة الإجتماعات التي تجري فيها المفاوضات، يقام الوفد الأوربي بإيجاز الفريق الأمريكي عن نتائج المفاوضات أول بأول. إنتهت جولة المفاوضات بين الطرفين الاوربي والإيراني بتشكيل لجنتي عمل تنظر في إلتزامات ومطالب الدول الأوربية قبل الدخول في جولة جديدة من المفاوضات القادمة وصرح المفاوض الإيراني (عباس عراقجي) بأن " القوى الكبرى ستستمر في مناقشة سبل إحياء الإتفاق النووي". كما
صرحت وزارة الخارجية الفرنسية بعد إنتهاء الإجتماع مع الوفد الإيراني" ان هذه المفاوضات تهدف الى تحقيق آليات للعودة الى الإتفاق النووي الموقع عام 2015". وقال المندوب الروسي (ميخائيل اليانوف) بأنه تم" تكليف مجموعة من خبراء لتحديد تدابير ملموسة تتخذها واشنطن وطهران لإستعادة تنفيذ الإنفاق النووي بصورة كاملة".
وعبر (روبرت أينهورن) المسؤول البارز السابق في وزارة الخارجية عن قضايا الانتشار النووي في معهد بروكينغز، بقوله "الولايات المتحدة وإيران متشككتان في بعضهما البعض لدرجة أن الأمر سيكون صعبًا، وستكون العودة إلى الصفقة أبطأ وأكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا في الأصل، على الرغم من أن كلا البلدين يؤيدان استعادة الاتفاقية. سيكون تحقيق ترتيبات المتابعة أكثر صعوبة". آخذ بنظر الإعتبار ان ايران على وشك إنتحابات قادمة
المهم جرت المفاوضات بعد مواقف ايرانية مشددة لابد من إستذكارها.
قال علي الخامنئي" يجب عليهم إلغاء العقوبات السارية المفعول، وسنتحقق، وتلمس بأن العقوبات قد أغيت بشكل واضح، ثم سنعود إلى إلتزاماتنا في خطة العمل المشتركة". كما صرح " ان ايران ستواصل رفض اجراء محادثات مع الولايات المتحدة"، وانتقد الرئيس الفرنسي لإيمانويل ماكرون بسبب محاولاته المتكررة لإحياء المحادثات بين واشنطن وطهران. وصرح رئيس الحكومة الايراني حسن روحاني موجها خطابه الى الولايات المتحدة " عودوا الى القانون الدولي بلا وعود ولا تردد، وطبقوا ما تعهدتم به، وعندها سنقوم مباشرة بتطبيق إلتزاماتنا". كما صرح" بصفتي ممثل عن وطني وشعبي أعلن أن ردٌنا على مقترح التفاوض في ظل العقوبات هو الرفض، لذا لا تنازل ولا تزحزح في موقف إيران تجاه إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي".
يفهم من تصريحات المرشد انه لا تفاوض مع وجود العقوبات، والمفاوضات مشروطة برفعها.
لكن الذي جرى ان التلميذ الإيراني المشاغب رجع الى الصف الأوربي بكل أدب وخضوع، وجلس للتفاوض مع إستمرار العقوبات الأمريكية على النظام، وعدم تعهد الأمريكان برفع العقوبات، بإنتظار ما تسفر عنه الجولات القادمة.
إذا كان المرشد الأعلى ورئيس الحكومة قد تنصلا عن تعهداتهم في أهم قضية، فما بالكم بقضايا أخرى، مثلا إحتضان النظام الإيراني للأحزاب الولائية في العراق وسوريا ولبنان واليمن! الخامنئي الذي فرط في موضوع التفاوض في الملف النووي وهو قضية ستراتيجية، سيهل عليه التفريط في ذيوله في المنطقة، ويقدمهم قرابين للولايات المتحدة.
طلقة طائشة
الملف النووي الإيراني شغل العالم منذ عام 2018 ولحد الآن، ويزعم نظام الملالي انه مخصص للأراض السلمية فقط، مع ان النظام ديدنه الدجل والكذب إبتداء من المرشد الة قادة الحرس الثوري، لكن المثير في الموضوع النووي عموما، ان الإمارات العربية شغلت مفاعلها النووي (ارمان) قبل ايام، ومر الخبر عالميا وعربيا بهدوء مثل غيمة تسير على مهل في جو صافي، دون ان يصاحبها البرق والرعد والصواعق والأعاصير كما يجري في ايران.
بيلسان قيصر
البرازيل
نيسان 2021