بإنتظار النسخة العراقية من الحرس الثوري
سعاد عزيز
بإنتظار النسخة العراقية من الحرس الثوري
منذ أن تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانيـة، فإنه أصبح مصدر قلق وتوجس لبلدان المنطقة والعالم وباتت أغلب التطورات والاوضاع السلبية بصورة أو بأخرى ترتبط بهذا النظام، لکن الملاحظة المهمة هنا هي إن معظم المخططات المشبوهة والامور السلبية المختلفة التي صدرت وتصدر عن هذا النظام، فإن جهاز الحرس الثوري التابع له کان يضطلع به، وإن الحذر الدولي من هذا الجهاز وحقيقة دوره المشبوه في تصدير التطرف والارهاب، قد جعل منه جهازا مشبوها والدعوات الدولية بشأن إدراجه ضمن قائمة المنظمات الارهابية تتزايد يوما بعد يوم، غير إن الامر الذي يثير منتهى السخرية والاستهزاء إنه وفي هذا الوقت بالذات حيث يزداد الترکيز على هذا الجهاز فإن رئيس "هيئة الحشد الشعبي" العراقي فالح الفياض، وخلال لقائه بالقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قال بأنه يجب إيجاد نسخة عراقية من الحرس الثوري الايراني!
فالح الفياض الذي لانذيع سرا إذا ماتحدثنا عن علاقته الوثيقة جدا بالنظام الايراني ودوره المشبوه في خدمة هذا النظام ولاسيما الخدمات التي قدمها بشأن الهجمات التي جرت على سکان أشرف من أعضاء مجاهدي خلق أيام کانوا في العراق وکذلك الحصار القاسي الذي فرضه عليهم، هذا الرجل ليس بغريب عليه أبدا أن تبدر منه هکذا کلام مرفوض عراقيا، والانکى من ذلك عندما يستطرد في تصريحاته"السمجة" عندما قال:" یعتز الشعب العراقي والحشد الشعبي بالحرس الثوري بسبب دماء قاسم سليماني ومساعداته" وواصل يقول: "نحن فخورون بنموذج الحرس الثوري الحامل لخصائص الثورة الإسلامية، واليوم نرى بأنه من واجبنا استخدام تجربة الحرس الثوري الإيراني وفقا للقوانين والخصائص العراقية"، ولاريب من إن هذا الکلام کله لايعبر عن الشعب العراقي ولايمثل وجهة نظره بل وحتى يمکن القول بأنه يثير حفيظته وغضبه.
النظام الايراني الذي صار يشکل خطرا وتهديدا ماثلا للعراق وبشکل خاص بعد الاحتلال الامريکي للعراق والدور الخبيث والمشبوه الذي لعبه بهذا الصدد، فإن الحاجة تزداد يوما بعد يوم من أجل إنهاء حالة الهيمنة والنفوذ غير العادي لهذا النظام على العراق لأنه بمثابة إخراج للعراق من دوامة المشاکل والکوابيس التي يعاني منها ولکن يبدو إن الشعب العراقي في وادي وفالح الفياض والذين هم على شاکلته في وادي آخر، ولاسيما عندما يريد وفي غمرة تصاعد مشاعر الرفض والکراهية لدور ونفوذ النظام الايراني في العراق ولميليشياته العميلة، أن يسنتسخ جهازا إرهابيا شبيه بالحرس الثوري الايراني!!