الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء - الجزء الخامس
اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
4 / 4 / 2023
الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء-الجزء الخامس
المرحلة الرئيسة الثالثة ( 26 – 31 آذار /مارس 2003 )
هبت يوم 25 آذار ( مارس ) 2003 عاصفة رملية شديدة لم يشهد مثلها العراق منذ أمد بعيد انخفضت فيها مدى الرؤيا الى الصفر بحيث عرقلت تقدم القوات البرية المعادية لعدم توفر الاسناد الجوي الذي هو الاخر لم يتمكن من تقديم الاسناد في مثل هكذا مدى رؤيا واستمرت العاصفة ثلاثة ايام بلياليها ، انتهزت قوات التحالف ذلك وطلبت قوات أسناد إضافية من الولايات المتحدة وسعت الى اعادة تنظيم وتامين خطوط التموين التي تتعرض الى عمليات المقاومة العراقية وفي نفس الوقت اعلن عن توقف العمليات العسكرية كوقفة تعبويه لمدة اربع ايام ولكن اتضح انه خدعة استراتيجية من خدع الحرب لأنه في يوم 26 آذار وصلت قوة الاحاطة والتطويق مدينة كربلاء واستمرت في تقدمها باتجاه بغداد يصاحبها قصف جوي وصاروخي لمدينة بغداد من الارتفاعات العالية دون ان تتأثر بمدى الرؤية ، في هذه الاثناء ظهر خلاف بين وزير الدفاع ( دونالد رامسفيلد ) وقائد القوات المركزية الامريكية ( تومي فرانكس ) حول طلب الاخير قوات إضافية وتأجيل استمرار العملية الهجومية الاستراتيجية حتى يتم اعادة التخطيط مجدداً خاصة بعد تعثر المفاوضات الامريكية – التركية ، كما انتقد قائد القوات البرية لقوات التحالف يوم 29 آذار التخطيط الاستراتيجي للعمليات واعتبره فاشل وبين انه تم تدريب قواته على اساليب مخالفة لما يدور الان ، في نفس الوقت أعلن وصول تعزيزات الى منطقة الخليج الى آخر ذلك من الانتقادات وصلت حد المهاترات بين القيادة العسكرية في واشنطن والقيادات العسكرية الوسطية والميدانية ، وتبين لاحقاً انها كانت تدور وفق خطة خداع استراتيجي تهدف الى دفع القوات العراقية الى حالة الاسترخاء .
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي ( المرحلة الثالثة)
26 – 31 اذار / مارس 2003
قوات التحالف
بالرغم من المقاومة الشديدة التي ابدتها قوات الفيلق الثالث تجاه القوات الامريكية فقد استمرت قواتها استكمال مهمتها في التطويق واحكام السيطرة على ام قصر والفاو والزبير والبصرة لكنها لم تدخلها .
القوات العراقية
أستمرت القوات العراقية في تماسكها البطولي بين كر وفر تجاه عدو قوي معاصر مدعم بكل أنواع الاسلحة والمعدات المتطورة ، لذلك نجد عدم استسلام اي من عناصر الفيلقين الثالث والرابع او من القوات شبه العسكرية واستمرت الجهود لاسترجاع المواقع التي فقدتها وبشكل مستمر ، ففي يوم 27 آذار قامت قوات الفيلق الثالث الممثلة بالفرقة 51 البطلة بهجومين مقابلين باتجاه جنوب الفاو وام قصر ناهيك عن المقاومة في باقي المدن خاصة البصرة ، في اطار الضغط النفسي المعادي على مواطني الجنوب قامت قوات التحالف بتدمير مستودعات الغذاء في محافظة البصرة التي تحتوي على80 الف طن غذاء أضافة الى صمود القيادة العسكرية الجنوبية فيها وما حولها ، كما شكلت معركة الناصرية مثالا للمقاومة والصمود حتى يوم 31 آذار 2003 .
تمركز البعض من مقاتلي القوة البحرية كمشاة ومعهم لواء من قوات الحدود على شكل مجاميع دفاعية بمستوى السرية في عدة أماكن على طريق الفاو – البصرة ( 140) كلم ، ورغم تفوة العدو فنياً فلم يتمكنوا من الوصول الى جنوب البصرة ، الا بعد أن قاتلتهم أيادي عراقية شريفة وقد تكبد الغزاة الكثير من الخسائر على هذا المحور، قاتلهم قرب حمدان وأبي الخصيب المواطنون من أهالي المنطقة ومعهم أبطال جيشهم الباسل مقاتلو اللواء الالي /31 ولواء المغاوير الثالث وقطعات البحرية ولواء الحدود للفترة 27/3- 5/4/ 2003 .
فجر 28 /3 / 2003 قاتل العدو بضراوة الشجعان في لواء الالي/31 من الفرقة /51 ومعهم لواء المغاوير الثالث من الفيلق الثالث ولم يتمكن العدو دخول البصرة الا بعد 5/4/2003 ، اما على جانب جبهة الزبير وشط العرب والمطار فان المعارك مازالت قوية بين الحق والباطل.
فرقة المشاة/18 وبشكل سريع تمكنت من احتلال مواضعها الدفاعية خلف شط العرب للدفاع عن النهر بغرض منع العدو البريطاني من الوصول الى البصرة ، كما استمرت معارك عديدة رغم التفوق العدو جواً وبراً لكنه لم يتمكن الوصول الى شط العرب من اتجاه الزبير والطوبة من طريق المرور السريع لصلابة دفاعات الفيلق الثالث خاصة فرقة المشاة / 18 بإسناد فرقة البصرة من جيش القدس والفدائيين ، استمرت المعارك ليلاً ونهاراً استهدف العدو بطائراتهم وصواريخهم ومدفعيتهم اهدافاً عديدة داخل البصرة مما ادى الى استشهاد العشرات من المواطنين الابرياء نتيجة القصف ، لقد كان البصريون يداً واحدة مع قطعات جيشهم الباسل تصدوا بكل شموخ وكبرياء للبريطانيين ، ولهذا فوجئ العدو بهذا التلاحم الرائع بين الشعب وقواته المسلحة في محافظتي البصرة والناصرية .
تعرضت فرقة المشاة/18 لقصف جوي ومدفعي مكثف ومستمر لغرض التأثير عليها وذلك لمرو عشرة ايام ( لغاية 30/3/2003 ) دون ان يتمكنوا الوصول الى ضواحي البصرة ، لهذا شنوا هجمات برية عديدة بإسناد جوي غير اعتيادي وبعد قتال ضاري تمكن الغزاة من السيطرة على ما يأتي( جسر الزبير، جسر محمد القاسم ، جسر طريق المرور السريع على شط العرب ، جسر المعدان ، جسر كي 44 ) .
المحمولين جوا
في يوم 30 / 3 / 2003 ولغاية 2 / 4 / 2003 بدأ العدو البريطاني انزال قطعات محمولة جواً في مناطق الشلامجة والسويب وشمال حقل الرميلة الشمالي لغرض التأثير على القوات العراقية في البصرة ، في نفس الوقت انزال قوات شرق العمارة في المشرح والطيب وتلول البند باستخدام السمتيات بشكل مكثف بإسناد الطائرات المقاتلة (معظم هذه العمليات تكون بشكل موقت في المواقع يتم نقلها الى مواقع اخرى بوقت لاحق )، ولا تتواجد قطعات عراقية بمناطق الانزال.