سيتحول الاهتمام في الهند واستراليا من ملاعب الكريكيت إلى كرة القدم في نهائيات كأس آسيا غدا الاثنين حيث تقف استراليا مرشحة قوية للتفوق مثلما تفعل في ملاعب الكريكيت صاحبة الشعبية الهائلة.
واستراليا مرشحة أيضا للفوز باللقب الآسيوي بينما تأمل الهند - التي تشارك في كأس آسيا بعد 27 عاما من الغياب - فقط في تجنب هزيمة مثل تلك التي تجرعتها استراليا في الكريكيت أمام انجلترا في سلسلة مباريات شهيرة انتهت الأسبوع الماضي.
ويدرك الكل في معسكر المنتخب الهندي بدءا من المدرب الانجليزي بوب هوتون أن تقديم عروض جيدة في المجموعة الثالثة ضد ثلاثة من أبرز فرق القارة وهي استراليا وكوريا الجنوبية والبحرين قد يعود بأثر هائل على كرة القدم في شبه القارة الهندية.
ولأسباب تاريخية وثقافية واجتماعية وتنظيمية معروفة تعود لانطلاق الرياضة المنظمة في الهند لم تكن كرة القدم يوما اللعبة الشعبية في ظل وجود الهوكي والكريكيت.
ومرة أخرى قال سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هذا الأسبوع إن الهند التي يتجاوز عدد سكانها مليار نسمة تظل آخر جبهة كبرى يتعين على كرة القدم غزوها.
وقال بلاتر للصحفيين في الدوحة "إذا كان علينا تحديد الأراضي الجديدة التي قد تحقق كرة القدم فيها تقدما فستكون شبه القارة الهندية واحدة منها ولا شك. هناك 1.2 مليار نسمة في الهند وهي بذلك سوق هائلة ليس فقط لكرة القدم بل للاقتصاد بشكل عام. الهند قوة حقيقية."
ورغم وجود أصوات خافتة في الفيفا بأن الاتحاد الدولي قد يرحب بإقامة كأس العالم في الهند بعد 20 أو 30 عاما فإن الطموح الأكثر قربا الآن هو إنهاء عقود من الإخفاق والنتائج السلبية وهو أمر يدرك هوتون أنه لن يتحقق بين يوم وليلة.
وتولى المدرب الانجليزي كثير الترحال تدرب الهند منذ أربع سنوات وحقق تحسنا ملحوظا بالفوز بلقب كأس التحدي الآسيوي عام 2008 ليضمن للفريق التأهل لنهائيات كأس آسيا للمرة الأولى منذ 1984.
ويعرف هوتون بعضا من أسباب فشل الهند في ترك بصمة في عالم كرة القدم لكنه يبقى متفائلا بإمكانية التغيير للأفضل.
وقال هوتون "قد يتساءل غير الهنود كيف يمكن لبلد يفوق عدد سكانه المليار نسمة أن يملك 90 صبيا فقط يلعبون في الدوري الوطني كل أسبوع وهذا سؤال واجهته لأربع سنوات ونصف.. وهو أمر ليس من السهل الإجابة عليه. نأمل أن نتمكن من فعل شيء في هذا الصدد في المستقبل القريب. لدينا رئيس جديد (للاتحاد الهندي لكرة القدم) ويبدو عازما على بناء بعض الاستادات وتغيير الدوري وجعله أكثر تنافسا ووضع برامج للتطوير."
وأضاف "سبق لي تدريب أوزبكستان قبل الهند وشاهدتها تلعب ضد قطر (في المباراة الافتتاحية لكأس آسيا يوم الجمعة الماضي). أوزبكستان بلد صغير لكن يوجد فارق هائل بينها وبين الهند. لا توجد بنية تحتية لكرة القدم في الهند ولهذا السبب قضينا وقتا طويلا خارج الهند للاستعداد لهذه البطولة. لا توجد ملاعب تدريب ولا توجد منشآت للمباريات.. هناك بعض اللاعبين الجيدين لكن لا توجد برامج تعليمية لتخريج مدربين جدد. لذا إن لم تكن لديك منشآت أو برامج تطوير أو مدربين فإن الطريق سيظل أمامك طويلا."
ويعتقد هوتون أن إجراء تغييرات تنظيمية في الاتحاد الهندي لكرة القدم قد يسفر عن تغيير.
وتشمل هذه التغييرات تحويل الدوري إلى مسابقة للمحترفين ووضع برامج للتطوير وهي خطوة أكدها لرويترز سوبراتا دوتا النائب الأول لرئيس الاتحاد الهندي.
وقال دوتا على هامش تدريبات الفريق للقاء استراليا "نحن بصدد تنفيذ برامج تطوير خاصة بنا ولدينا خطط جديدة لجميع جوانب اللعب. أعتقد أننا قادرون على أن نصبح أمة قوية في كرة القدم الآسيوية."