يضحك الأمير علي بن الحسين حين يتذكر أنه حين كان في الخامسة والعشرين من عمره كان صديقا لأغلب لاعبي المنتخب الأردني لكرة القدم لكنه لم يستطع خوض لأي مباراة نظرا لانه ليس بنفس مستواهم الجيد.
وتعالت ضحكات الامير علي لأنه كشاب فتي يرأس الاتحاد الاردني لكرة القدم لم يكن لأحد أن يمنعه من اللعب إن هو اختار لنفسه ذلك.
وقال الامير علي لرويترز في مقابلة في العاصمة القطرية الدوحة "لكن مستواي لم يكن جيدا بما يكفي. رغم ان تقارب العمر بيني وبينهم كان أمر رائعا."
واضاف "لقد كان الامر مفيدا للغاية. كانت هناك بعض المعارضة لي من الاسرة الحاكمة الا انه كان من الجيد ان اكون قريبا من اللاعبين وان اعرف فيم يفكرون. كان الامر مفيدا."
وبدلا من ممارسة كرة القدم قدم الابن الاصغر للملك الراحل الحسين بن طلال والملكة علياء نفسه للعمل في الشق الجاد المتمثل في سياسات كرة القدم.
ويوم الخميس الماضي فاز الامير علي البالغ من العمر 35 عاما بمقعد في اللجنة التنفيذية ليصبح نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن قارة اسيا متفوقا على الكوري الجنوبي المخضرم تشونج مونج جون الذي كان يحظى بدعم من القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي.
وسيصبح الامير علي الذي دعم بقوة سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي ليدعمه الاخير في المقابل - أصغر عضو في اللجنة التنفيذية بعد فوزه بفارق كبير وهو ينوي بطريقة دبلوماسية قدر الامكان تغيير بعض اشكال التفكير السائدة في قمة هرم السلطة بالاتحاد الدولي.
واتفق الامير علي ان الامر قد يستغرق سنوات لاحداث تأثير كبير في اللجنة المليئة بالكثير من الاشخاص الذين يتمتعون بخبرات كبيرة على صعيد ادارة كرة القدم مقارنة بما لديه هو من خبرات مشيرا الى انه يمتلك بعض الافكار الجديدة.
وأحد هذه الافكار تتعلق بمستقبل كأس العالم.
ومثل نجاح قطر في ضمان حق استضافة كأس العالم 2022 المحفز المثالي لبعض الافكار الجديدة.
وألمح الامير علي إلى أنه من الضروري إعادة النظر يوما ما في فكرة تناوب القارات على استضافة كأس العالم.
وأضاف "لا أعتقد حقا ان هذا يمثل نهاية المطاف لاي دولة خسرت استضافة كأس العالم الشهر الماضي. الفكرة القائمة الان هو الانتقال من قارة إلى أخرى الا انه وحتى هذه الفكرة يجب الا تشكل الوضع القائم."
وتابع "يجب علينا أن نعمل في المستقبل على أن تقام بطولة كأس العالم في الدول التي تستحقها."
ورغم ذلك اتفق الأمير علي أن الشهر الماضي حمل الكثير من الاثارة على صعيد الشرق الاوسط عقب نجاح قطر في استضافة كأس العالم.
وأضاف "وجود احتفالات في الشرق الاوسط أمر جيد لأنه ومنذ وقت طويل للغاية لم يكن هناك ما نحتفل به."
وتابع "يحدونا الامل ان يشمل هذا المنطقة بأكملها وأن يمتد تأثير هذا على شعوبها كما حدث في جنوب افريقيا أو عندما استضافت المانيا نهائيات كأس العالم 2006 حيث منحت البطولة الالمان الكثير من مشاعر الفخر والوحدة في بلدهم."
كما قال الامير علي إنه لن يشعر بأي ضيق لو أقيمت نهائيات كأس العالم 2022 في الشتاء.
وأضاف "أعرف أن المسألة اثيرت عقب القرار بإقامة البطولة في يونيو ويوليو لكننا بحاجة لضمان نجاحها. يجب ان نتحدث الى اصدقائنا في اوروبا وغيرها من القارات. توجد بالفعل عطلة شتوية في بعض الدول الاوروبية."
واستطرد الامير علي قائلا "سيكون هذا أمرا أقل تكلفة لأنك لن تضطر لاستخدام نظام تكييف الاستادات كما أن الأمر سيكون مريحا أكثر في الشتاء. نرغب بشكل أساسي في توفير أفضل الظروف للاعبينا وجماهيرنا."
وقال الأمير علي الذي تلقى تعليمه في أكاديمة ساندهيرست العسكرية الملكية في انجلترا ضمن عدد آخر من الأماكن والذي لا يخفي شغفه بفريق ارسنال إنه لا ينوي استغلال منصبه أو أي مميزات يتمتع بها من أجل شق طريقه.
وأضاف "إذا أردت أن أخدم قارتي بالشكل المناسب فعلي الاستماع لاحتياجات الأغلبية. لم أفز بهذه الانتخابات بسبب لقبي ولكنني فزت نظرا لان الاتحادات الوطنية تؤمن بي وبأن الوقت قد حان للتغيير."
وتابع "لقد شعرت أن الوقت قد حان لتفعيل المنصب والاستفادة منه بعد 16 عاما قضاها الدكتور تشونج."
وأوضح الامير علي "أرغب في العمل عن قرب مع بقية القارات وانشاء صندوق تنمية تابع لنائب رئيس الاتحاد الدولي لتعزيز أسس برنامجي. في آسيا نحن بحاجة لتطوير كرة القدم على مستوى الشباب والسيدات والهواة إضافة لكرة القدم الاحترافية."
وأضاف "نحتاج للنزول للمدارس والبحث عن المواهب. عدم مرور الاطفال بجميع المراحل التي يمر بها نظرائهم في اوروبا أو أمريكا الجنوبية مشكلة كبيرة في كثير من أنحاء اسيا."
وتابع "هناك الكثير من المواهب في اسيا إلا أن الأمر يحتاج للكثير من التحسن لجعل كرة القدم الاسيوية أفضل مما هي عليه الان."
ويرجح انتخاب الامير علي الذي تواكب مع فوز قطر باستضافة كأس العالم حدوث تغيير في ميزان القوى في اسيا وربما في العالم على صعيد سياسات كرة القدم.
ولم يخف الامير علي دعمه لبلاتر لكن هل يمكن أن يخلفه يوما في رئاسة الاتحاد الدولي.
وقال رئيس الاتحاد الأردني "أتطلع فقط للسنوات الأربع المقبلة. سيكون من الجيد أن أستمر ثماني سنوات في المنصب إلا انني لا أفكر في أبعد من ذلك."
واضاف "لدي فرصة جيدة لإحداث التأثير. أستمع للاتحادات الوطنية وهم يدركون أني سأقوم بخدمتهم."