دعا نشطاء عبر الإنترنت المصريين إلى مواصلة احتجاجات "يوم الغضب" لليوم الثالث على التوالي، وسط توقعات بخروج مظاهرة ضخمة في مدينة السويس حيث يرابط مئات المتظاهرين بشارع الجيش ويؤكدون استمرارهم بالتظاهر، في حين يواصل المتظاهرون تحديهم للوجود الأمني المكثف في القاهرة والإسكندرية رغم اعتقال مئات المحتجين.
ومن المتوقع على غرار اليومين الماضيين خروج المحتجين إلى الساحات العامة في القاهرة بعد ظهر اليوم رغم الوجود الأمني المكثف، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة نت بالعاصمة المصرية، وسط استعدادات ليوم غضب شامل عقب صلاة الجمعة في كل المحافظات.
وفي الإسكندرية يتوقع خروج مسيرات يتخللها "كر وفر" بين المحتجين وقوات الأمن بعدما أصدرت وزارة الداخلية بيانات تحذر من التظاهر، وإجهاضها لمظاهرات أمس في المدينة.
وقال مراسل الجزيرة بالإسكندرية أحمد عبد الحافظ إن الوجود الأمني مشدد في كثير من المناطق والشوارع بالمدينة، إضافة إلى القبض العشوائي على أي مشتبه بأن يكون أحد المحتجين، حيث بلغ عدد المعتقلين وفق مركز ضحايا ثلاثمائة شخص أمس.
كما عرض الأمن على النيابة أمس 64 شخصا اعتقلوا في اليوم الأول للاحتجاجات واعتقل أحد المحامين المنتمين إلى حركة كفاية، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة نت مع استعدادات عبر شبكة الإنترنت لمظاهرات الجمعة.
وفي مدينة السويس قالت مراسلة الجزيرة دينا سمك إن مئات المتظاهرين يرابطون حاليا فى شارع الجيش ويؤكدون استمرارهم في التظاهر، وسط توقعات بخروج مظاهرة ضخمة عقب صلاة الظهر حيث تمت الدعوة لأداء صلاة الغائب على أرواح قتلى الاحتجاجات.
وأشارت المراسلة إلى أن هناك عددا جديدا من القتلى بالمدينة لم يصدر أي تأكيد بشأن عددهم، كما أن هناك جرحى إصاباتهم متوسطة وخطيرة في المستشفيات لا يتلقون العناية، موضحة أن المصابين أشاروا إلى "رشاش خرزي" تستخدمه قوات الأمن ويخترق أجسامهم.
وبينت المراسلة أن عددا من نشطاء المعارضة سيصلون إلى السويس من القاهرة اليوم للمشاركة في صلاة الغائب والعزاء مما ينذر بتصاعد الغضب والاستعدادات لاحتجاجات يوم الجمعة.
يوم غضب ثان
وكانت مظاهرات للاحتجاج على الغلاء والفقر والبطالة والاحتجاج على حكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ ثلاثين عاما تواصلت لليوم الثاني في مصر أمس، في حين أطلقت الشرطة طلقات المطاط وقنابل الغاز المسيلة للدموع على الحشود وسحبت المتظاهرين بعيدا.
وفرّقت قوات الأمن بالقوة مظاهرة أمام مقر نقابة الصحفيين وأخرى في ميدان عبد المنعم رياض وسط القاهرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات أفرجت عن عشرة صحفيين بينهم رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمد عبد القدوس، كانت قد اعتقلتهم في القاهرة، وعن نحو مائتي معتقل آخر، وما يزال وكيل مؤسسي حزب الكرامة أمين إسكندر رهن الاعتقال.
واعتقلت الشرطة مئات المتظاهرين خلال اليومين الماضيين، ولم تحل التعزيزات الأمنية الكثيفة وتحذيرات وزارة الداخلية دون تجدد مظاهرات "يوم الغضب" التي بدأت الثلاثاء.
وأشعل محتجون النار في الإطارات ورشقوا الشرطة بالحجارة، في حين تجمعت حشود في مناطق مختلفة من القاهرة.
وقال مراسل الجزيرة سمير عمر في وقت سابق إن الحكومة أعلنت عقب اجتماع لها أنها ستتعامل بحزم مع تجدد المظاهرات، لكنها قالت إنها تتفهم مطالب المحتجين.
مصادمات السويس
في السياق ذاته جرت مصادمات عنيفة بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن بمدينة السويس، لكن الأمور عادت للهدوء الحذر في وقت لاحق وفق مراسلة الجزيرة.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن محتجين بالسويس أضرموا النار في مبنى مركز شرطة الأربعين, وأحرقوا أجزاء منه. وأسفرت الاشتباكات أمام المركز عن جرح خمسين شخصا في صفوف المتظاهرين إضافة إلى عدد من الإصابات بين أفراد الأمن.
وشملت المطالب السياسية التي نشرت على موقع فيسبوك على الإنترنت: تنحي الرئيس حسني مبارك، واستقالة رئيس الوزراء أحمد نظيف، وحل البرلمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وردد المتظاهرون الشكاوى نفسها التي أعلنها المحتجون في تونس والتي تتمثل في: ارتفاع أسعار الغذاء، ونقص الوظائف، والحكم المستبد الذي يخمد الاحتجاجات بقوة.
من جهته قال رئيس الوزراء أحمد نظيف إن الحكومة ملتزمة بالسماح بحرية التعبير بالوسائل المشروعة، معتبرا أن الشرطة التزمت بضبط النفس في التعامل مع احتجاجات الثلاثاء.
ولم يسبق لهذه الاحتجاجات المنسقة مثيل في مصر منذ وصول مبارك إلى السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات.