مسؤول أمنى في تكريت: استمرار غياب سلطة الحكومة وميليشيا الحشد فوق المسائلة
مسؤول أمنى في تكريت: استمرار غياب سلطة الحكومة وميليشيا الحشد فوق المسائلة
October 26, 2015
بغداد ـ القدس العربي ـ من رائد الحامد ـازدادت في الأسابيع الأخيرة حالات النهب والاختطاف والابتزاز التي تقوم بها ميليشيا الحشد الشعبي بعد تراجع حدّتها في أعقاب تصريحاتٍ أمريكية سابقة دعت فيها لوقف انتهاكات الحشد ضدّ المدنيين في تكريت.
وكانت ميليشيا الحشد الشعبي قد قامت بأعمال حرق وسلب ونهب واختطاف، بحسب منظمات دولية وفيديوهات انتشرت على وسائل إعلامية، بعد خسارة تنظيم الدولة المدينة نهاية آذار/ مارس الماضي.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية عودة ظاهرة انتهاكات ميليشيا الحشد الشعبي على الرغم من تراجع مستواها “خلال فترة قليلة أعقبت تحرير تكريت استجابة لتعليمات أصدرتها قيادات الحشد الشعبي بوقف أية أعمال من شأنها إثارة الرأي العام، خاصة بعد تصريحات أمريكية بأن الحشد الشعبي أصبح قوة غير مرغوب بها في تكريت”، وفق مسؤول أمني في قيادة شرطة تكريت، رفض الكشف عن اسمه لـ “القدس العربي”.
ويؤكد المسؤول الأمني، على غياب حقيقي لسلطة الدولة، مع “عودةٍ شَكلية للشرطة واستمرار هيمنة قيادات الحشد الشعبي على إدارة الملفات الأمنية، والعسكرية، التي جعلتهم فوق المسائلة القانونية، بعد تزايد حالات النهب والسلب والخطف والابتزاز والاستيلاء على البيوت أو تفجيرها بذريعة أنّها تعود لعنصر من البعث أو تنظيم الدولة”، حسب تعبيره.
وتقوم قيادة شرطة تكريت بتلقي “شكاوى المُعتدى عليهم؛ وقد بلغت خلال الأسابيع الستة الماضية أكثر من خمسين شكوى، تراوحت بين سلب سيارات مواطنين عاديين من قبل عناصر من الحشد الشعبي، وسرقة محلات، أو ابتزاز، أو إحراق بيوت وتفجيرها، لكنّنا نقف عاجزين عن اتخاذ أية إجراءات، باستثناء رفع هذه الشكاوى إلى قيادات الحشد الشعبي التي لم ترد إلاّ على أربع قضايا مُتّهمٌ بها عناصر من صحوات الجبور”، حسب قول المسؤول الأمني في شرطة تكريت في ختام حديثه الخاص بـ “القدس العربي”.
ويرى مواطنون تواصلت معهم “القدس العربي” تدهور واضح في الوضع الأمني للمدينة بسبب الرعب الذي تتسبب به ميليشيا الحشد الشعبي وتسلطهم على المدينة بعد استعادتها منتنظيم الدولة، وقيامهم ببث أناشيد تحوي عبارات طائفية مستفزة لأهل السنة عبر مكبرات الصوت المثبتة على سياراتهم التي تجوب شوارع المدينة ليلا ونهاراً.
أما الشرطي “أبو وداد” الذي يخشى التحدث لـ “القدس العربي” باسمه الصريح “خوفاً من الحشد الشعبي” حسب تعبيره، يذكر “أنه كان مع زملاء له يقومون بدورية روتينية في شارع الأطباء عندما قامت مجموعة من عناصر الحشد الشعبي باختطاف مواطن والاستيلاء على سيارته، وما أنْ حاولنا التدخل حتى أطلقوا النار بالهواء مصوبين بنادقهم باتجاهنا، ما أجبرنا على التراجع، لكن أحد زملائي وثّق العملية عبر كاميرا هاتفه وسلمها لمسؤوله في قيادة الشرطة الذي رد عليه قائلاً: لا يمكن لنا اتخاذ أيّ إجراء ضدّهم فهم مَنْ يحكمون المدينة”.
ويقول الشرطي “أبو وداد” “أننا تلقينا خلال الأسبوع الماضي شكاوى عن خمس حالات خطف في وضح النهار في حي القادسية وشارع الأطباء، لكنّنا لا نستطيع أن نحرك ساكناً”، حسب قوله.
ويتهم الشرطي “أبو وداد” كل من حزب الله وعصائب أهل الحق وجند الإمام وحركة النجباء بارتكاب تلك الانتهاكات، معتبراً إياها “عمليات انتقامية ضد أهل السنة في تكريت تنفذها هذه الميليشيات التي هي أذرع عسكرية لأحزاب سياسية متنفذة في الحكومة والبرلمان، لذلك لا يمكن مسائلة هؤلاء أو استرداد حقوق المواطنين الذي باتوا يتساءلون: إلى متى سيبقى الحشد الشعبي يحكمنا ويتسلط على رقابنا؟”، كما يقول.