بدأ هذا قبل نحو سنتين، بعد انهيار الحلف الاستراتيجي مع تركيا في اعقاب قضية مرمرة. منذ ان صعد نتنياهو الى الحكم عانق مبارك ونجح في أن يخلق معه حلفا حول الخوف المشترك من التسلل الايراني الى المنطقة. نتنياهو زار مصر عدة مرات وأخذ معه الخبير رقم واحد في القيادة الاسرائيلية للشؤون المصرية فؤاد بن اليعيزر.
ونجح نتنياهو في أن يقنع مبارك بان وجهته نحو السلام. مبارك، حتى لو لم يوفر الانتقاد عن نتنياهو، فقد أعطاه فرصة. افول مبارك يترك نتنياهو الان دون حليف عربي.
اذا ما حل عمر سليمان محل مبارك، فسيكون هذا، دون ريب، خيراً للعلاقات مع اسرائيل. ولكن في الزمن القريب القادم ستكون مصر منشغلة البال في شؤونها ولن تكون مشاركة في المسيرة السلمية.
من الشرق ـ بقيت اسرائيل مع نظام الملك عبدالله الشكاك الذي يتهم اسرائيل بالجمود السياسي، ويحذر من الكارثة ويرفض اللقاء مع نتنياهو.
من الشمال ـ في أعقاب سقوط حكومة سعد الحريري وصعود حكومة الدمى بسيطرة حزب الله، فان المعسكر المعتدل في الشرق الاوسط فقد محورا هاما.
في المناطق ـ ابو مازن يدير حربا شاملة ضد 'الجزيرة' التي كشفت عن تنازلاته بعيدة المدى في المفاوضات وعرضته بمثابة خائن لشعبه. الاضطرابات في مصر تطرح تخوفا من أن يتلقى الشعب الفلسطيني شهية الخروج الى الشارع واسقاط نظامه الفاسد.
واذا لم يكن هذا كافيا فقد بقي الشرق الاوسط مع ادارة امريكية ضعيفة، تعطي الانطباع بانها رفعت اياديها في الشرق الاوسط.
في هذا الوضع قد يكون لنتنياهو مخرج واحد او اثنان: ان يجلس فورا مع ابو مازن ويعقد صفقة تكون مشابهة جدا لاقتراح اولمرت، او يتخلى عن الفلسطينيين ويعرض على دمشق صفقة حقيقية: نزول من الجولان مقابل انقطاع عن ايران وعن حزب الله.
يديعوت 30/1/2011