والأمر هنا ليس شخصياً، فلهم كأفراد كامل الاحترام، ولكنه سياسى، فحتى الآن
لم يقدما ما يجعلنى أطمئن إلى أن ممارستهم تختلف عن النهج السابق للسلطة
الحاكمة، بل على العكس هناك ما يجعلنى أشك فى أنهم حتى الآن استمرار ولو
خفيف الوطأة لما سبقهم، وأنهما حتى الآن لم يستوعبا التغيرات الهائلة التى
أحدثتها ثورة 25 يناير فى بلدنا، وحتى لا أكون ظالماً أو متشائماً
دعنى
أعطك هذه الأمثلة:
1- لماذا لا يتم الإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين والجنائيين الذين
اعتقلتهم وزارة الداخلية بالمخالفة للقانون وعددهم يصل إلى 5 ألاف وبعضهم
أمضى ظلماً أكثر من 15 عاماً فى السجن.
2- لماذا يتم حتى الآن القبض على مواطنين بدون سند من القانون، وقد ضربت
أمثلة بهم أمس، ويضطر شخصيات مرموقة للتوسط لبعضهم مثل نجيب ساويرس
والدكتور محمد أبو الغار، فهل الحرية فى بلدنا ما زالت تحتاج إلى واسطة؟
3- صحيح أن رئيس الوزراء اعتذر عن الشهداء الذين قتلتهم رصاصات الداخلية،
ولكنه لم يجب على السؤال الأهم: أين كان هو والسيد نائب رئيس الجمهورية
طوال الفترة التى كان يتم الاعتداء فيها على أبطال ميدان التحرير من الساعة
الثانية ظهراً حتى صباح اليوم التالى، والحقيقة أنه من الصعب تصديق
الدكتور عمر شفيق عندما يقول "مكناش نعرف"، فالمعركة كانت على الهواء فى
الفضائيات، وقوات الجيش كانت تراقب المعركة وهى نفسها التى وفرت لاحقاً
الحماية للمتظاهرين؟
4- التزم نائب رئيس الجمهورية أمس بـ"تحرير وسائل الإعلام والاتصالات وعدم
فرض أى قيود على أنشطتها تتجاوز أحكام القانون، طبقاً لما جاء فى البيان،
فلماذا لا يقيل وزير الإعلام أو على الأقل لم يجر اتصالاً فورياً معه
لتنفيذ ذلك، ومحاسبته ولو شفهياً على تشويه سمعة أبطال ميدان التحرير
وشهداء 25 يناير؟!
5- لماذا لم يصدر سليمان وشفيق قراراً فورياً بتنفيذ أحكام القضاء التى
تعطلها وزارات الحكومة منذ سنوات؟! لذلك ومع كامل الاحترام لهما كأشخاص لا
يمكننى أن أصدقهما إلا بعد أن أرى وقائع على الأرض..