شهدت تسعينيات القرن القرن ثورة كبيرة على مستوى كرة القدم في إسبانيا عندما قاد الأسطورة يوهان كرويف برشلونة كمدرب لأربعة سنوات متتالية (1990/1994) حيث حقق معه أول لقب في دوري أبطال أوروبا (1992) كما ادخل العديد من التغييرات الجذرية على طريقة أداء الفريق والمستوحاة من الطريقة الهولندي الشاملة.
وشملت هذه التغييرات بتطبيق خطة (4/3/3) والسيطرة على الكرة والتعاقد مع لاعبين محددين يتناسب أدائهم وهذه الطريقة التي فشلت بها أندية كبيرة في القارة العجوز والتي يحاول المدرب آرسين فينجر العمل عليها منذ سنوات طويلة في حين أن برشلونة الحالي بقيادة المدرب بيب جوارديولا يسير على النهج الذي سار فريق الأحلام السابق.
ويشكك الكثير من المحللين بالقوة البدنية الرهيبة للاعبي برشلونة الذين بإمكانهم خوض (120) دقيقة دون أن يتعرضوا للإرهاق بل وصل الأمر إلى المطالبة بخضوع بعضهم لفحوص المنشطات بيد أن السر وراء هذا العامل البدني الكبير أن الكرة هي من تسير خلف اللاعبين وليس اللاعبون من يسيرون خلف الكرة الأمر الذي يؤدي لإصابة الخصم بالتعب المبكر جراء الجري المتواصل خلف الكرة.
ويكمن السر الكبير الذي لا يزال عصياً على الكثير من المدربين بتطبيق فلسفة الاستحواذ على الكرة في كل مباراة والذي يصل أحياناً إلى (80%) كما حدث في لقاء ليفانتي هذا الموسم بالإضافة للحفاظ على العامل البدني حيث لا يكف ميسي وزملاؤه عن التمرير القصير للكرة جنباً إلى جنب مع بدأ الدفاع من منتصف ميدان المنافس واستعادة الكرة في ثواني معدودة والاعتماد على الأظهرة لتخفيف الضغط عن لاعبي الوسط.
ويحاول برشلونة في كل مباراة بتسجيل هدفٍ مبكر لفرض سيطرته على أجواء المباراة ولخلق حالة من عدم التوازن في الفريق المنافس الأمر الذي يساعد على تطبيق الأسلوب الجميل ولتجنب الدخول في صراع مع الدفاع المتكتل كما حدث في مباراة الأمس ضد سبورتينح خيخون حيث فرض الأخير واقعاً صعباً على البارسا من خلال افتتاح النتيجة لصالحه واعتماده على المرتدات السريعة والعودة مرة أخرى للدفاع بعشرة لاعبين.
نقطة أخرى تُحسب للمدرب جوسيب جوارديولا هي بالاعتماد على اللاعبين صغار السن وادخال عامل الروح المعنوية عند اللاعبين الذين أصبحوا يقاتلون حتى الدقائق الأخيرة حتى وإن كان الفريق متقدم بخمسة أهداف إذ نرى بأن المجموعة تواصل الهجمة تلو الهجمة مما يوضح لنا بأن طريقة هذا المدرب قابلة للاستمرار في السنوات القليلة القادمة.