يحتشد بالعاصمة اليمنية صنعاء منذ صباح اليوم، الجمعة، أعداد غفيرة من الجماهير اليمنية المؤيدة لنظام الرئيس على عبدالله صالح لتنظيم ما اسموها "جمعة الحمد والشكر لله" بجامع الصالح بميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة، وفى المقابل ينظم شباب الثورة والمعارضة ما أطلقوا عليها اسم "جمعة رفض الوصاية".
ويخرج الموالون للنظام عقب صلاة الجمعة فى مسيرة مليونية ومهرجانات احتفالا بظهور الرئيس على صالح على الفضائيات اليمنية مساء أمس، للمرة الأولى منذ نقله للعلاج بالسعودية قبل أكثر من شهر، إثر محاولة الاغتيال التى تعرض لها يوم الثالث من يونيو الماضى فى مسجد النهدين التابع للقصر الرئاسى.
وفى المقابل، تنظم الجماهير اليمنية المعارضة للنظام الحاكم مهرجانات فى شارع الستين بالعاصمة صنعاء بالتزامن مع مهرجانات مماثلة فى المحافظات اليمنية، وتحت شعار "جمعة رفض الوصاية" للتعبير عن رفض الوصاية الداخلية والخارجية على الثورة اليمنية ومحاولات الالتفاف عليها.
ويطالب هؤلاء فى مسيراتهم الاحتجاجية بوقف التدخل فى الشأن اليمنى، والوقوف إلى جانب الثورة والابتعاد عن محاولة الالتفاف عليها، ولتأكيد أن الثورة اليمنية ستنتصر بإرادة ثوارها لا بمبادرات الأشقاء والأصدقاء.
وكان صالح أكد فى خطابة أنه يرحب باقتسام السلطة ما دامت تتم فى إطار الدستور والقانون اليمنى وبشكل ديمقراطى قائلا: "نحن لسنا ضد المشاركة نحن مع المشاركة مع مشاركة كل القوى السياسية سواء معارضة أو حاكمة، ولكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه".
وظهرت على الرئيس اليمنى فى المقابلة المسجلة مع التليفزيون اليمنى علامات تدل على عمق إصابته بحروق شديدة فى وجهه وكانت ذراعاه ويداه مضمدة، ولكن يبدو أنه مازال متشبثا بالسلطة رغم الاحتجاجات التى يواجهها منذ ستة أشهر ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما، وقتل بنبرة تحد "سنواجه التحدى بتحد" وهى عبارة كثيرا ما استخدمها فى خطبه.
وقال ناشط فى صنعاء حيث احتفل كثيرون بإطلاق الألعاب النارية والرصاص فور انتهاء كلمة صالح: "الكلمة كانت عادية ولم تقدم شيئا جديدا. إنه الحديث نفسه الذى اعتدنا على سماعه من صالح".
وقال سلطان العطوانى وهو مسئول فى المعارضة اليمنية إن كلمة صالح لم تقدم جديدا سوى إجلاء الشائعات بخصوص مدى إصابته، وقال إن من الواضح أن حالته ليست جيدة أما كلمته فلم تقدم جديدا. مضيفا أن الشراكة التى تحدث عنها صالح لن تتحقق إلا بعد حوار وطنى يعقب نقل السلطة.
فى غضون ذلك أعلنت الأجهزة الأمنية اليمنية مقتل مجموعة من قيادات تنظيم القاعدة فى المناطق الجنوبية، وذلك فى مواجهات خاضتها مجموعات مسلحة مع عناصر من اللواء 25 الميكانيكى فى محيط مدينة زنجبار، مشيرة إلى أن من بين القتلى مسئول منطقة صرواح بالتنظيم، على مبارك فراس الجهمى.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر عسكرى فى المنطقة العسكرية الجنوبية قوله إن الجهمى ومعه شايف الجربوع الحجازى ومصعب بن مبخوت بن عبود الشريف وسعيد بن أحمد بن غريب وآخرين من التنظيم.
وأضاف المصدر أن الجهمى: "يعتبر المسئول عن تنظيم القاعدة فى مديرية صرواح بمحافظة مأرب وقاد مجموعة مسلحة بينهم الحجازى فى مايو الماضى، واستهدف بكمين عددا من جنود اللواء 312" ما أدى إلى مقتل خمسة جنود.
وكانت الدفاع اليمنية قد أعلنت الخميس مقتل القائد العسكرى لتنظيم القاعدة فى محافظة أبين، وليد مشافى العسيرى، الملقب بـ"أبوخالد العسيرى" فى عملية نفذتها القوات المسلحة بمدينة زنجبار، والعسيرى مدرج ضمن قوائم المطلوبين أمنيا للأجهزة الأمنية فى اليمن والسعودية.
ويحظى صالح بدعم الولايات المتحدة بعد أن صور نفسه على أنه شريك فى الحرب على القاعدة، وقال مسئول عسكرى لوكالة أنباء سبأ إن الجيش وجه ضربة لتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب بقتل اثنين من أعضاء القاعدة البارزين فى منطقة زنجبار. وقال المسئول العسكرى فى وقت سابق إن أبوخالد العسيرى وهو قائد عسكرى فى التنظيم كان من بين 40 متشددا قتلتهم القوات المسلحة يوم الاثنين فى محافظة أبين.