شـاركوني

بسم الله الرحمن الرحيم
كُنتُ ورفقة لي وصلنا عدن .. كان حينها اليمن الجنوبي..
ونزلنا في منطقة تُسمى ـ صحراء الموت ـ بجوار دار سعد.
كان هذا بعد أن زرنا سيئون وشبام والقطن والمُكلا وغيرها، وشبام فيها ناطحات سحاب من الطين.
كنا بجوار الربع الخالي.
نزلنا في تلك الصحراء ودرجة الحرارة لا توصف والرطوبة تزيد عن التسعين بالمائة، والرياح الحاملة للأتربة، والغربان التي تُسمى ـ بُلبل عدن ـ

وجاء الليل، أقصد جاء النمل والناموس وحشرات أخرى لا أعرف لها مُسمى.

في هذا الجو الرومانسي، تحدث أحدهم بأنه أرسل رسالة لزوجته لتأتيه وشرح لها الموقف.. فردت عليه .. طلقني..

لا ندري أكنا نضحك أم نبكي والابتسامات الساخرة كانت هي الدموع،

وتصورت حبيبتي، غادتي ترد عليَّ ـ إنسَ ـ، وكان أن تصورت المشهد بهذه الكلمات،

فيها ركاكة وخروج عن المألوف ولكنها واقعية وحقيقية، صدقوني كانت تحدث معنا حوادث لا يصدقها إلاّ من عاشها، الماء مالح كأنه ماء البحر، ودرجة حرارته قريبة من الغليان، ماء البئر، حكاوى كثيرة...
كان الزمن شهر تموز من العام 1983والوقت بعد الغروب بقليل.
أحببتُ أن تُشاركوني بعض ذكرياتي.
سامحوني
ناموس الحب
وَلَقَدْ ذَكَرتُكِ وَالنَّمُوسُ مُهاجِمِي
أَحْشِاؤُهُ حَمْرَاءَ يَمْلَؤُهَا دَمِي
عَقَصَاتُهُ مِثْلُ الأَفَاعِي لَدْغُهَا
بِالهَرْشِ أَمْزَعُ جِلْدَتِي فَتَنَعَّمِي
إِنَّ النَّمُوس ـ حَبِيْبَتِي ـ وَطَنِيْنَه
تَاللهِ تُشْبِهُ غَارَةً لِلْفَانتُومِ
لَسَعَاتُهَا يَا وَيْلَتِيْ مِنْ لَسْعِهَا
كَالسَّوطِ يَنْزِلُ هَاوِيًا لا يَرْحَمِ
وَأَنا أَنُشُّ بِأَذْرُعِي وَبِأَرْجُلِي
كَالْمُهْرِ يَجْمَحُ حَانِقًا هَلْ تَفْهَمِيْ؟
إِنَّيْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّمٌوسُ مُهَاجِمٌ
وَذَكَرْتُ كَرَّكِ طَائِعًا أَوْ مُرْغَمِيْ
يَا غَادَتِي لَوْ تَعْلَمِي كَمْ قَرْصَةٍ
فِي سَاعَةٍ أَوْ لَيْلَةٍ هَيَّا الْطُمِيْ
هَاتِي يَدَيْكِ ـ حَبِيْبَتِي ـ هَيَّا اهْرُشِي
فَيَدَايَ تَاهَتْ فِي مَكَانٍ مُظْلِمِ

إِنَّي ذَكَرْتُكِ وَالنَّمُوسُ مُحَلقٌ
فَذَكَرْتُ صَوتَكِ حُلْوَتِي تَتَرَنَّمي
إِنَّي ذَكَرْتُكِ وَالدَّواءُ مُلَوِّنِي
فَذَكَرْتُ خَدَّكِ حُمْرَةً لا تَرْحَمِ
فَكِلاهُمَا نَارٌ تَقِضُّ مَضَاجِعِي
فَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ تَذُوقِي فاعْلَمِي

إِنَّ النَّمُوسَ إِذَا تَقَدَّمَ جَيْشُهُ
كُلٌّ سَوَاءٌ إنْ كَافِر أَو مُسْلِمِ
مِنْ كُثْرِ هَرْشِي غَادَتِي فِي لَحْظَةٍ
قَدْ خِلْتُ جِسْمِي ـ حُلْوَتِيْ ـ مُتَهَدِّمِ
سَأَظَلُّ أَذْكُرُ قَاتِلِي وَنَمُوسَتي
مَا عُدْتُ أَقْدِرُ بَعْدَ هَرْشٍ أَكْتُمِ
وَسَأَلْتُ رَبِّي لَو غَدَوتُ نَمُوسَة
وَأَزُورُ حِبِّي فِي المَنَامِ وَأَهْجُمِ

أَمَّا الرمَالُ مَعَ السُمُومِ قَوَافِلٌ
مَهْمَا وَصَفْتُ مُعَذِّبي لَنْ تَفْهَمِي
إِنَّ الرِّيَاحَ مَتَى أَهَلَّتْ أَكْمَلَتْ
لَحَظَاتِ وَجْدِي وَالعَذَابِ سَِتَنْدَمِي

أَمَّا الشُمُوسُ وَحَرُّهَا وَتَحَرُّقِي
وَحْيًا إِلَيَّ بِقَوْلِ شِعْرًا مُلْهَمِ
إِنَّي أَرَاكِ مَعَ التُرَابِ تُقَاتِلِي
قَلْبِي الحَزِيْنَ، لا تَصْمُتِي وَتَكَلَّمِي
لا بُدَّ تَدْرِي مَا أَعِيْشُ وَتَرتَضِي
سِيَّانَ عِنْدِي أَنْ تَبُحِي وَتَكْتُمي
فَأَنَا عَشِقْتُكِ غَادَتِي فِي لَحْظَةٍ
وسَئِمْتُ حُبَّكَ ـ حُلْوَتِي ـ ذَا المُعْدَمِ
فالفَقْرُ عِنْدِ في دِمَائِي عِلَّةٌٌ
وَغِنَاكِ دَوْمٍا أَجْنَبِيَّ مُتَرْجَمِ

إِنِّي عَشِقْتُ نَمُوسَةً عَرَبِيَّةً
وَمَجَحْتُ حُبَّكِ كُلُّهُ لا تَحْلُمِي

نَأَيْتِ أَنْتِ عَنْ فُؤادٍ عَاشِقٍ
وَأَسَرْتِ قَلْبِي فِي هَوَاكِ وَتُرْغِمِي
وَاليَوم أَحْيَا فِي دِيَارٍ أَقْفَرَتْ
مِنَ الحَيَاةِ مَعَ الحَبِيْبِ مُتَيَّمِ
وَتَرَكْتِنِي لِلْقَفْرِ يَأْكُلُ جَارِحِي
وَظَنَنْتِ قَلبَكِ مِنْ هَوَايَ سَيَسْلَمِ
يَا بَعْدَ رُوحِي إِنْ قَسَوْتِ سَتَعْلَمِي
أَنَّى ظَلَمْتِ لا بُدَّ يَومَ وَتُظْلَمِي

لا هَمَّ عِنْدِي إِنْ أَكَلْتُ رِمَالَها
لا هَمَّ عِنْدِي إِنْ عَبَبْتُ مُسَمَّمِ
الهَمُّ عِنْدِي أَنْ أَعِيْشَ بِخَافِقٍ
مَجَّ البَقَاءَ لَدَى حَبيْبٍ مُجْرِمِ
إِجْرَامُهُ فِي قَتْلِ قَلْبَ مُعَذَبٍ
قَتَلَ الفُؤادَ بِرَمْيِهِ بالأَسْهُمِ
هُجْرَانَهُ لِلْقَلْبِ وَهوَ مُغَرَّبٌ
وَبُكَاؤهُ كَذِبًا أَمَامَ الأَنْجُمِ
سَأَظَّلُ أَذكُرُ غَادَتِي وَعَذَابَهَا
وَأَظَلُّ أَذكُرُ حُلْوُهُ كَالعَلْقَمِ

هَلاَّ سَأَلْتِ عَنْ حَبِيْبٍ غَالَهُ
رَمْلُ الصَحَارَى فِي يُبَابٍ يَعْظُمِ
مَرْحَى بِلَسْعِ نَمُوسِةٍ وَشَقِيَّةٍ
مَرْحَى بِرَمْلِ البِيْدِ فَهْوَ الأَكْرَمِ
أبو الفرج تميم فرج

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
كل عام وانت الى الله اقرب
الحاج لطفي الياسيني
شهيد المسجد الاقصى المبارك
عذرا لتكرار الردود فانا قعيد ومشلول

اسمع نتنياهو.... ابن النورية

امك سبعة وستين مية بالمية

ولقد ذكرتك والنهار مودع

بسياط ريح ألهبت لي أعظمي

والشمس تغرب في ظلام دامسٍ

والنمل والنموس نحوي يهجمِ

حتى انبرى للحب منا شاعرٌ

طلب الوصال فأين غادةُ ترحمِ

كان الزمان بشهر صيفٍِ في عدن

والآن يغزو الشوق قلب المغرمٍ

إني أحنُ إلى الوصال وليله

في دار سعد حيث عشقي ينتمي

يا دار سعد فيك ذكرى ليلةٍ

كانت على جسدي كنار مضرمِ

يا دار سعد فيك ذكرى عاشقٍ

ذاق الفراق ومره كالعلقمِ

يادار سعد فيك ذكرى غادتي

إني أحنُ لها إذا لم تعلمِ

من ذا سيأخذني إلى محبوتي

في دار سعد حيث روحي ترتمي

من ذا سيأخذني - فإني عاشقٌ -

نحو الجنوب وثغرها المتبسمِ

شعر : أنس خالد

عدن

21 تموز 2011

استاذنا الجليل
كم سعيد أنا بالسراج الذي تركتم في متصفي بنور طلتكم
ومروركم الكريم

أنس خالد
كم سعيد أنا بما قدمت من نور نظمك لمتصفحي
ولو أن الذي قلت أنا كان في زمنٍ غير الزمن.
ولكنك أنت قلت في هذا الزمن.
وشتان ما بين زمن الخوارزميات زمانكم..
وزمن العد بحبات الحصى زماننا.
أعلم تطمع أن أرد عليك بشعر..
سأرد ولكن في الوقت الذي أتفرغ فيه كلية للمحاورة..
أعود وأقدم الشكر الجزيل
وتحياتي لعدن وساكني عدن
وكل اليمن السعيد

سيدي الفاضل أبو الفرج
سعدت بقراءة ذكرياتك في عدن وفي يوم صيف

أشكرك على روعة ماقدمته

جزيل شكري وتقديري

الشاعر المبجل أبو فرج

سعدت بما قرأته أنا وبما كتبته أنت

أعتقد أن المنطقة التي نزلت بها كانت شمال دار سعد وتحديدا بين منطقتي الرباط ( اخر نقطة في عدن ) والفيوش ( أول نطقة في المحافظة الثانية وهي محافظة لحج )

تحياتي لك بعبق البخور العدني والفل اللحجي

وكن على ثقة ما نحن إلا ورقة في أشجاركم الباسقة

[center]

العزيز أنس
ما قلته صحيح، وكنت بجوار بئر جمال عبد الناصر ومصانع الطماطم.
ولقد زرت الكثير من محافظات الجنوب حتى وصلت إلى آخر بقعة على خليج عدن.
وإن أنس لن أنس كرم الضيافة والحفاوة البالغة حكومة وشعبًا.
ذكريات أروع في القطن حيث الشواء من لحم الجمل.
وشبام حيث ناطحات السحاب.
والمكلا والحضارم .
أنا أعشق اليمن شماله وجنوبه.
وعشت في صنعاء وزرت وتعز وذمار وحضرت زلزالها، وقلم وكتاب والحديدة وغيرها بلاد الحكمة.
موفور الشكر أخي أنس

[/center]

اليمن بلاد الحكمة والحكماء

بلاد القوافي والبديع وسحر البيان

بلاشك فمنها عمليق وجرهم وأصل العرب

لن أعلق كثيرا فجمال المنثور هنا يخرس الألسن والحناجر

أفضل الإستمتاع بصمت

تحياتي
‏_بوح الصمت_

بــوح
لك كل احترام وتقدير
مرور كريم
وكلم جاء بعطر فعطرحروفي
أشكرك

ياسلام كل هادالكلام الحلو رايح عنى
بين اروع شاعرين
اليوم مررت وتصفحت ما كتبتم
صدقونى بركان بقلبى يثور
ويقذف الحمم على من حولى
اشعلتم بقلبى الحنين لمن هم
بفؤادى
الاستاذ الكريم
ابو الفرج
الاستاذالكريم
انس خالد
كل الشكر على ما سطرتممن حروف وعبارات
ونثر وبوح ومشاعر رائع
تعايشت الكلمه وراء الكلمه
وشاركتكم
ما كتبتم
ارجوان تتقبلومرورى
وساكون ممتنه لكم
كنت هنا
غريبة

غريبة
افتقدت مرورك
وقلت: ربما عادت من الغربة.
فتأملت خيرًا.
وإذ بالنور يهلُّ على متصفحي
أسعدني المرور
والكلمات الطيبات
شكرًا