جلعاد شاليط (بالعبرية: גלעד שליט، ) هو ابن نعوم وأفيفا شاليط وهم يهود من أصل فرنسي هاجرا لفلسطين قبل عدة عقود .ولد جلعاد شاليط في مدينة نهاريا في 28 أغسطس 1986، ثم انتقل مع عائلته إلى بلدة "متسبيه هيلاه" في الجليل الغربي، وهو الثاني من بين ثلاثة أولاد. في يوليو 2005 تم تجنيده للجيش (وفقاً لقانون التجنيد الإجباري في إسرائيل) فأدى خدمته في سلاح المدرعات. وبعد عدة أشهر من تجنيده في 25 يونيو 2006 وقع جلعاد في قبضة المقاومة الفلسطينية حيث تم أسره ونقله إلى قطاع غزة على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين التابعة لـ لجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذه اسم - عملية الوهم المتبدد.
في فجر 25 يونيو 2006 إستهدفت العملية قوة إسرائيلية مدرعة من لواء جفعاتي كانت ترابط ليلاً في موقع كيريم شالوم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وإسرائيل. حيث نجح عدد من المقاتلون الفلسطينيون من التسلل عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه سابقاً تحت الحدود إلى الموقع الإسرائيلي مما ساعدهم في مباغتة القوة الإسرائيلية. وإنتهى هذا الهجوم بمقتل جنديان وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر شاليط ونقلة إلى مكان آمن في قطاع غزة.
ويذكر أن عملية أسر الجندي شاليط كانت من أكثر العمليات الفدائيه الفلسطينية تعقيداً منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانيه حيث تمكن المقاتلون الفلسطينون من اقتياد الجندي الأسير إلى عمق القطاع بسرعة فائقة رغم التعزيزات الجويه الإسرائيلية الفورية في الأجواء وخصوصاً في سماء مدينة رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.عقب هذه العملية قام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي الشين بيت بتنشيط مئات من عملاءه في قطاع غزه للبحث وللتحري عن مصير شاليط ومكان اعتقاله وهوية محتجزيه.كما شن جيش الإحتلال الصهيوني على مدارالسنوات الثلاثه الماضية سلسلة من العمليات الخاصة في مناطق متفرقة في القطاع في محاولة لتحرير شاليط أو إلقاء القبض على أشخاص فلسطينين يشتبه في ضلوعهم في احتجازه. حتى اللحظة حظيت جميع هذه المحاولات بالفشل ولا يزال الجندي شاليط محتجز في مكان سري لدى آسرية
مع أن مكان وجود جلعاد شاليط ما زال مجهولا فإن بقاءه على قيد الحياة لا شك فيه إذ في ذكرى مرور عام على أسر شاليط أرسلت كتائب القسام شريطا مسجلا بصوته بمناسبة مرور عام واحد على اسره في التسجيل يقول جلعاد شاليط أن حالته الصحية تتدهور وإنه محبط لعدم إستاجبة الحكومة الإسرائيلية لمطالب القسام.
ومنذ أسر شاليط تطالب حركة حماس نيابة عن جناحها العسكري ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام إسرائيل بالإفراج عن أكثر من ١٠٠٠ سجين سياسي فلسطيني من ذوي الأحكام العالية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزه مقابل إطلاق سراح شاليط حياً.هذا وقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى اليوم شروط حماس وقالت بأنها لن تفرج عن ما أسمتهم "فلسطينيون ملطخة أيديهم بدماء إسرائيلية"
المفاوضات من أجل إطلاق سراح جالعاد شاليط
تحملت مصر مهمة التوسط بين حماس وحكومة إسرائيل لإطلاق سراح جلعاد شاليط ولكن المفاوضات تعرقلت مرات عديدة خاصة بعد تولي حماس الحكم على قطاع غزة في يونيو 2007 مما أدى إلى إغلاق مصر الحدود مع القطاع. حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية اتفقت كل من إسرائيل وحركة حماس على إطلاق سراح 1450معتقلا فلسطينيا في سجون إسرائيل مقابل تحرير جلعاد شاليط ولكن إسرائيل رفضت قائمة أسماء المعتقلين التي أرسلت إليها حماس عن طريق الوسيط المصري .
بعد تحرير الآسرى اللبنانيين بمفاوضات بين الجانب الإسرائيلي من جهه وحزب الله اللبناني من جهه أخرى وانتصار الأخير إعلاميا بصفقة التبادل فإن حماس تشدد على موقفها بالأسرى التي تريد استبدالهم بجلعاد شاليط.
وفي أكتوبر ٢٠٠٩ فآجأت كتائب القسام العالم بإصدارها لأول مرة شريط فيديو مصور يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة دقيقتين مرتدياً الزي العسكري وحاملاً جريدة إخبارية فلسطينية بتاريخ ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ وتحدث بالعبرية مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو بالموافقة على شروط حماس وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان. كما وجه شاليط رسالة شخصية إلى عائلته قال فيها أنه يتطلع إلى اللقاء بهم عما قريب. وأكد بأن وضعه جيد وأن كتائب القسام تعامله معاملة ممتازة. وقد بدى شاليط في حالة صحية وبدنية جيدة وهادئة على عكس توقعات الجهات والدوائر الأمنية الإسرائيلية المتابعة لقضيته والتي تحدثت كثيراً عن احتمال تعرضه لإصابات بالغة أثناء عملية الأسر.
ومن خلال هذا الشريط نجح الجناح العسكري لحركة حماس في 2 أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية في تأمين الإفراج عن ١٩ أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية مقابل إصدار دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال على قيد الحياة.تمت الصفقة وسلمت حماس شريطاً لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة תךלגגדגד
تفاصيل صفقةإطلاق شاليط
تم التوصل لها بين حماس وإسرائيل تضمنت الإفراج عن 1000 معتقل فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف لدى حركة حماس جلعاد شاليط. وجاءت الصفقة تتضمن التفاصيل التالية:
الإفراج عن 450 معتقلا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
الإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون الإسرائيلية وعددهن 30 سيدة.
وضمنهن من يقضين أحكاما بالسجن المؤبد.
الإفراج عن جميع المعتقلين من كبار السن.
الإفراج عن جميع المعتقلين المرضى.
الإفراج عن معتقلين من مدينة القدس وعددهم 45 معتقلا.
الإفراج عن معتقلين من فلسطينيي 48، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية وعددهم 6لل، مع العلم أن إسرائيل كانت تعارض بشدة الإفراج عن أي معتقل من القدس ومن فلسطينيي 48، لأنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية.
تم الاتفاق على إبعاد 200 معتقل من الذين سيفرج عنهم ويقطنون الضفة الغربية لقطاع غزة أو إلى دول عربية، مع العلم أن إسرائيل كانت تطالب بإبعاد 500 معتقل.
في غضون أيام سيتم نقل شاليط و450 من المعتقلين الذين يقضون أحكاما مؤبدة للقاهرة. وبعد ذلك ستقوم إسرائيل بالإفراج عن 550 معتقلا آخرين، وبعدها يتم إعادة شاليط لإسرائيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال مصدر عسكري في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لرويترز ان الحركة افرجت عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط يوم الثلاثاء في صفقة لمبادلة مئات السجناء الفلسطينيين منهية ملحمة تابعها الاسرائيليون على مدى الاعوام الخمسة التي قضاها شاليط محتجزا في قطاع غزة.
وذكر المصدر ان شاليط (25 عاما) اقتيد عبر حدود قطاع غزة الى سيناء المصرية حيث سلم الى مسؤولين مصريين سيقومون بنقله الى نقطة حدود اسرائيلية قريبة.
ولم يرد تأكيد على الفور من مصر أو اسرائيل انه تم الافراج عن شاليط.
وتفرج اسرائيل يوم الثلاثاء عن 477 سجينا فلسطينيا. وسيتم نقل بعض الفلسطينيين الى سيناء في مصر. وسينقل بعض هؤلاء السجناء الى قطاع غزة الذي تديره حماس بينما ينفى نحو 40 الى تركيا وقطر وسوريا.
ويتوجه شاليط بطائرة هليكوبتر الى قاعدة جوية في اسرائيل ليلتئم شمله مع عائلته. وسيكون في استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعدها سيطير الى داره في شمال اسرائيل.
وتذهب مجموعة صغيرة من السجناء الفلسطينيين المقرر الافراج عنهم من اسرائيل الى الضفة الغربية المحتلة حيث يستقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأسرهم.
وفي المرحلة الثانية المنتظر أن تجري في غضون نحو شهرين سيتم الافراج عن 550 سجينا فلسطينيا متبقين.
وجهزت الحركة الاسلامية استقبالا يليق بالابطال للسجناء البالغ عددهم 295 المقرر اعادتهم الى القطاع. وتحتجز اسرائيل ستة الاف سجين فلسطيني.
وسادت حالة من البهجة اسرائيل حيث يصور شاليط على انه "ابن للجميع" وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة يديعوت احرونوت أن 79 في المئة من الجماهير يؤيدون الصفقة مع حماس التي تحصل اسرائيل بموجبها على رجل مقابل نحو الف فرد رغم ان من بينهم كثيرون أدينوا بشن هجمات أسفرت عن سقوط قتلى اسرائيليين.
وأعطت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الاثنين اشارة البدء لتنفيذ صفقة مبادلة السجناء مع حماس بعد ان رفضت طعونا تلتمس منع اتمام المبادلة التي تشمل مئات السجناء الفلسطينيين والجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
وقدم الطعون اقارب اسرائيليين قتلوا في هجمات شنها بعض السجناء الذين سيفرج عنهم. وقالت المحكمة ان الامر قرار سياسي خارج نطاق اختصاصها.
وكان نشطاء قد أسروا شاليط عام 2006 بعد أن تسللوا عبر نفق من قطاع غزة الى اسرائيل وفاجأوا طاقم دبابته وقتلوا اثنين من زملائه. ويبلغ عمر الجندي الاسرائيلي الان 25 عاما.
وظلت دوما اعادة الجنود الاسرى سواء كانوا أحياء ام أمواتا قضية مشحونة بالنسبة للاسرائيليين الذين خدم كثيرون منهم في الجيش. لكنهم منزعجون مما يعتبرونه ثمنا باهظا يدفعونه مقابل الافراج عن شاليط.
وكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي رسالة نشرها مكتبه ووجهها للاسر الاسرائيلية التي فقدت أحد أفرادها "أتفهم الصعوبة في تقبل أن المنحطين الذين ارتكبوا الجرائم البشعة بحق أحبائكم لن يدفعوا كامل الثمن الذي يستحقون أن يدفعوه."
وشددت اسرائيل التي سحبت جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 حصارها على القطاع الساحلي بعد أسر شاليط.
واحتشد الفلسطينيون في القطاع والضفة الغربية في انتظار وصول السجناء وقالت عزيزة القواسمة التي كانت تنتظر عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية ابنها عامر الذي قضى في السجن 24 عاما "هذه فرحة كبيرة للشعب الفلسطيني."
من نضال المغربي
جلعاد شاليط في سطور
جلعاد شاليط من مواليد 28 أغسطس/آب عام 1986بمدينة نهاريا. التحق عام 2005 بجيش الإحتلال الصهيوني لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية برتبة عريف وبعد أشهر من الخدمة وتحديدا في 25 يونيو/حزيران من العام 2006 كان جلعاد شاليط مع فرقة مدرعة مرابطين في منطقة كرم أبو سالم فباغتهم مقاتلون فلسطينيون بعملية أودت بحياة جنديين وأسر جلعاد شاليط.
تبنت العملية "كتائب عز الدين القسام" و"ألوية الناصر صلاح الدين" و"جيش الإسلام" وسميت "الوهم المتبدد" وقد أهدتها الفصائل الفلسطينية آنذاك إلى جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي.
تم اقتياد جلعاد شاليط إلى مكان ما في قطاع غزة وبعد ثلاثة أيام قامت إسرائيل بعملية "صيف مطر" لاسترجاعه دون جدوى.
خلفت العملية الإسرائيلية عدة ضحايا داخل القطاع وبعدها قامت مصر بالتوسط بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح جلعاد شاليط دون أن يؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة.
التطور الذي حدث في ملف هذا الجندي الإسرائيلي هو ظهوره في شريط فيديو عام 2009 طالبا من حكومة بنيامين نتانياهو الموافقة على شروط "حماس" في إخلاء سراح الأسرى الفلسطينيين .
بدأ ملف جلعاد شاليط يعرف بعض الانفراج بعد أن تدخلت ألمانيا في جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأيضا بسبب الحملة الدولية التي قامت بها عائلة جلعاد شاليط التي تحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية