(( ألقاب تؤلم المرأة ))
كم من المجتمعات ظلمت المرأة بجناية ليس لها يد فيها
.ولكنها قد كتبت عليها من قديم الأزل .فتصفها بأوصاف وألقاب لا يجوز أن
تلقب بها حتى لا تجرح مشاعرها . وحاولت جاهدا أن أجمع بعضا منها.
المطلقة
اكتسب معنى سيئا بسبب نظرة المجتمع إلى حاملة اللقب. فرغم أن الطلاق قدر
حصل للمرأة بسبب انعدام التوافق بينها وبين زوجها وقد شرعه الدين .ولا عيب
فيه إلا أن يعتبر وصمة عار تلحق صاحبتها فينظر إليها على أنها سيئة.
وتكون مطمعا لكثير من الرجال الذين نزع من قلوبهم وازع الدين والخوف من رب العالمين .
رغم أن صاحبة هذا اللقب في الواقع قد تكون مظلومة .
العانس
وهذا اللقب يضايق صاحبته لأن المرأة بطبيعتها تحب أن تكون محط انظار وموضع إعجاب الأخرين.
ويؤثر عليها عدم إقبال الناس عليها . وهذا اللقب ليس له وجود في ديننا الحنيف لأنه حين تم إطلاقه قلل من شأن
المرأة .
فهو يعطي انطباعا بأن صاحبته غير مرغوب فيها . على الرغم من أنها قد تكون
عاملة وقادرة على تحمل المسؤولية ولها دور في المجتمع وكلها صفات حميدة
وشخصية طيبة وصاحبة عطاء . ولكن قدرها بأن تأخرت في الزواج لأسباب منها عدم
وجود الرجل الملائم لها .
أوالأحوال الأقتصادية أو عدم التوفيق.
وغير ذلك من الأسباب .فهل من الرحمة أن نحملها تلك الأسباب؟
الحرمه
لقب يطلقه بعد الرجال . وفي طياته نحس كأن الملقبة به أقل شأنا من الر. أو أنها من النكرات وخاصة إن أضفنا إلى ذلك طريقة التلفظ به.
المرة
لفظ يجرح المرأة عند تلفظه باللهجه العامية في بعض البلدان العربية. أو ما يلحق به من إضافة عبارة سيئة مثل (( المرأة أكرمك الله ))
أو (( المرأة حاشك )) . وكأنها ليست إنسانة أو أنها شئ مستقزر. وحاشا لله أن تكون كذلك .
فقد كرمها الله سبحانه وتعالى وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بها وبحسن معاملتها وإكرامها .
الضرة
بمعنى الزوجة الثانية . فالمتفق عليه أن كل زوجة لا تحب أن يشاركها أحد في
زوجها. وطبيعة المرأة بشكل عام تجعلها تفضل أن تكون الوحيدة في حياة زوجها .
وهذا ما أعطي لقب (( الضرة )) معنى قد يبغضه الكثيرون وكأنها قد أضرت
بغيرها حتى يقولوا في المثل (( الضرة مرة )) وكأن هذه المرأة قد أخضعت رجلا
متزوجا لتتزوجه . وهذه المفاهيم تخالف مفهوم الشرع في إباحة التعدد بضابط
العدل. مع العلم بأن هناك منهن من فيها خير للرجل ولبيته الأول. وخاصة إن
كانت على دين.
فلم لا نطلق عليها زوجة أب أو الزوجة الثانية أو الثالثة حسب ترتبيها حتى لا نجرحها بهذا اللقب.
الحماة
هي أم الزوجة أو أم الزوج . وهذا اللقب يعتبره بعض الناس لقبا سيئا. وذلك
لأنه معروف عن الحماة سوء معاملتها لزوجات أبنائها من باب السيطرة وكراهة
مشاركة غيرها لابنها. بعد أن سهرت عليه وعانت في تربيته وصار رجلا.
فكيف تأتي أخرى تأخذه منها؟! مع العلم بأن هذا اللقب من أجمل الألقاب لو نظرنا بعين الإنصاف لأنها شرعا أنزلت منزلة الأم.
فلا يحل للرجل أن ينكحها . وكذلك الزوجة يجب عليها أن تتخذها أما لها .
لأنها التي أنجبت لها الزوج وهي في مقام الوالدة بالنسبة لها. واعلمي أيتها
الأخت الزوجة أنه كما تدينين تدانين .واليوم أنت أم لصغار. وغدا تكونين
حماة لكبار. وكما عاملت حماتك سوف تعاملك زوجات أبنائك بذات المعاملة.
فأحسني اليوم يحسن إليك غدا .
نظرة واقعية
إن المشكلة الكبرى التي يعانيها المجتمع الإسلامي العربي هي مشكلة عدم
احترام النفس البشرية . والتي يدخل في نطاقها عدم احترام عقل وحرية وخصوصية
وروح الإنسان . مما يؤدي إلى النظرة السيئة لحاملي هذه الألقاب الاجتماعية
التي تؤثر على نفسية المرأة.
مع العلم بأن هناك أصنافا لو أردنا أن نصنفها . فهناك الصنف (الزجاجي ) وهو
الذي يتأثر بسهولة وينكسر صاحبه أمام أول مشكلة . والصنف ( المطاطي ) الذي
لا يتأثر بسهولة ويتصف صاحبه باللامبالاة . والصنف ( المعدني )الذي يتأثر
ولكن بإيجابية.
فكلما تم طرقه من جهة يلمع من جهة الأخرى ويزداد بريقا . وهكذا الطبيعة
البشرية : تتأثر بدرجات، ولكن رغم ذلك ينتاب الإنسان الذي لا يشعر
بالاحترام والتقدير القهر والتعب النفسي.
ماهو سبيل العلاج ؟
إن علاج هذه الظاهرة في المجتمعات العربية هي أن نرجع إلى سماحة الإسلام
والعمل على إحياء الوازع الديني لاحترام وتكريم ورحمة الأخرين.
ولنتذكر قول الله عز وجل: (( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن
يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم
ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم
الظالمون )) الحجرات 11 .