فنجانـ قهوهـ مع ( مصطفى مح ـمود

فنجانـ قهوهـ مع ( مصطفى مح ـمود

.

{.. مدخ ـل
لم يكن طبيباً وحسب
وليس مفكراً وحسب ..,
كاتب ..وأديب ذو شهرة واسعة
كانـ بالنسبة للبعض لغز يصعب حله
ولآخرين كتابـ مفتوحُ ُ مليئ بالخيراتـ
رحلاته تعددتـ بنا وبهم على
~ شواطئ الإعج ـاز العملي
يشرفني أن أقدم لكم
~ الدكتور مصطفى محمود
.
بدايتنا كما إعتدتموها مع ..

لنرجع قليلاً إلى الوراء..لطفولتكـ
"ضربة أستاذ"نفرتكـ من مدرستكـ لمدة 3 سنوات ؟؟
مالذي حصل ؟

كنتـُ منذ طفولتي صلب و عنيد ..
فحصل عندما تلقيت تلك الضربة من استاذي مدرس اللغة العربية،
توقفتــُـ عن الدراسة !
لم أرجع إلا بعد مغادرة المدرس المدرسة بـ 3 سنوات ..

ولكن .. رب ضارة نافعة ،،
فقد أصبحت من فطاحل اللغة العربية وأدبائها كما يقال ،،
و انخرطت فيها اكثر .. و في ومجال الكتابات الأدبية و الفلسفية .

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

سمعنا عن معمل صغير لكـ في منزلكـ ؟
وعن لقب غريب إشتهرت به في جامعتكـ20؟
الـ (مشرحجي) ؟؟

حبي للعلم و تقصي الحقيقة و فهمها ، ازداد مــُذ أنشأت هذا المعمل في المرحلة الثانوية ..
أصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية لقتل الحشرات، ثم تشريحها ..

و حينما التحقت بكلية الطب ، ازداد عشقي للمشرحة ،
فكنت أول من يدخلها و أخر من يغادرها .. حتى اشتُهرت بـهذا اللقب "المشرحجي"
نظرًا لوقوفي طول اليوم أمام أجساد الموتى، أطرح التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما...!

بل تعدى ذلك أن اشتريت "نصف" جثة انسان بـ 60 قرش ..!
و أخذتها معي الى المنزل في مشرحتي المصغرة ، ..
و عشت و إياها قرابة 4 أشهر أتعلم منه علم التشريح ..!!
أثر ذلك على صحتي بالتأكيد إثر استنشاقي الطويل لمادة الفورمالين ، فـأصبتـُ بنزله شعبي ، صاحبتها بحه في صوتي غريبة و واضحة ، لاحظها جمهور برنامج/ العلم و الايمان ....

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ

دكتور مصطفى ..
ثلاثون عاما من المعاناة والشك والنفي والإثبات،
ثلاثون عاما من البحث عن الله !
صف لنا تلكـ التجربة ..
المرحلة التي لايستهان بها من حياتكـ ؟

في تلكم الحقبة من التاريخ ، فترة الستينات ،، ظهرت الفلسفة الوجودية ..
و لم حينها أكن أبحث عن الله كمثل إنسان ملحد .. ينفي وجود الله بشكل مطلق ،، ! و لكني
" رفضت عبادة الله .. !
لأنى استغرقت فى عبادة نفسى ..!
وأعجبت بومضة النور التى بدأت تومض فى فكرى ،،
مع انفتاح الوعى وبداية الصحوة من مهد الطفولة"

عجزتـُ عن ادارك التصور الصحيح لله سبحانه و تعالى ..
لذلك ..
"احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب،..
وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس،..
وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة،
من الله والإنسان ..
إلى لغز الحياة والموت،..
إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين"

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

بعد ذلكـ إلى ماذا وصلت ؟
وهل أخذت حياتكـ هنا منحى آخر ؟

وصلتــُـ الى الحقيقة الفطرية التي كانت في داخلي ..
أن الله حي لا يموت ،، هو خالق كل شيء ..

و أن " [ العلم الحق ] لم يكن أبداً مناقضاً للدين،
بل إنه دال عليه مؤكد بمعناه ..
وإنما [ نصف العلم ] هو الذى يــُـوقع العقل فى الشبهة والشك،..
وبخاصة إن كان ذلك العقل مزهواً بنفسه ..!! معتداً بعقلانيته !!
وبخاصة إذا دارت المعركة فى عصر يتصور فيه العقل أنه : كل شىء !
وإذا حاصرت الإنسان شواهد حضارة مادية ،
تزأر فيها الطائرات وسفن الفضاء والأقمار الصناعية هاتفة كل لحظة:
أنا المادة ... أنا كــــــــــــل شىء !! " ..

ثم اني والله الحمد ..إخترت بعد هذه الرحلة:
العلم والإيمان منهجاً ..
والديمقراطية أسلوباً سياسيا للحكم ..
و الإسلام ديناً ..
و لا اله الا الله راية..

:
حلقة أعددتها مشكوراً ضمن برنامجكـ الشهير جداً
~ العلم والإيمانـ
عماذا كان يتكلم ؟ وكيف كان تقبل الجماهير له ؟

كان البرنامج يتكلم عن الاعجاز العلمي ، و ربط آيات الله في كونه بآيات الله في كتابه.
وقد حقق هذا البرنامج و لله الحمد أعلى نسبة مشاهدة في التلفزيون المصري .. واستمر عرضه لعدة سنوات حتى وصلت حلقاته إلى هذا العدد .

و لكن ،،.. كأي عمل ناجح لابد من وجود حسـّـاد و حاقدين ، ..
و هذا ما حصل مع الربنامج ،
إذ صدر قرار من الرئاسة المصرية إلى وزير الإعلام صفوت الشريف آنذاك ،، مدعومة بضغوط صهيونية ..
بإيقاف البرنامج ..!

أظنني مثلتـُ خطرا كبيرا على اسرائيل !
من خلال قراءتي المتأنية فى العقائد والتاريخ والعلوم،
و سلوكي ذاك تسبب فى حرج شديد للمسؤولين فى الدولة ..

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

مصطفى محمود الكاتب ..(89)كتاباً عدد ليس بهين
فيم كنت تكتب ؟؟

في مجالات مختلفة ، ..
في الإسلام والإيمان والتربية الدينية
في الفلسفة والفكر والرحلات،
في المجالات الادبية / في القصة و الرواية التي تحول بعضها الى انتاج سينمائي ،
و كذلك والمقالات السياسية.

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

بعد إصداركـ لـ "كتاب الشفاعة"
صدر 14 كتاباً للرد على ماتقوله فيه
مالقصة ؟ وكيف إنتهى الأمر ؟
هل كان ذلكـ سبب إعتزالكـ ؟

كنتُ أرى أن الشفاعة مقيدة.. غير تلك التي يروج لها علماء الحديث !!
إذ كيف يتساوى السارق مع الشريف ؟
وكيف يتساوى القاتل مع شيخ الجامع ؟؟
فمن يستحق الشفاعة هم الطيبون الصالحون..

و رغم اني اعتمدتـُـ على آراء علماء كبار على رأسهم الإمام محمد عبده، لكنهم حمّلوني الخطيئة وحدي ..!

و اتهموني بعض رجال الازهر بــ «إنكار الشفاعة» !
و«التشكيك فى القرآن الكريم، والأحاديث النبوية» !!
و اتهام جاهز سابق بـ«الإلحاد» ..

كان كل ذلك ، محنة شديدة أدت بي إلى أن اعتزال الكتابة إلا قليلا ..
و الانقطاع عن الناس ..
حتى أصبتــُـ بـ جلطة مخيه عام 2003 ..

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

في بعض مراحل حياتكـ كنت تصٌرح أنكـ
لم تكن على صواب ..أخطأت الفهم أو الإختيار
ألم تخشى من النقد ؟ أم كنت ترى ذلكـ عين الشجاعة ؟

لم أخشى ذلك أبدا ، لأنها تماما .. هي الشجاعة والقدرة على نقد الذات،..

وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرورو
و بالتالي ،، عدم القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم,

ستجيبك الصفحة الاولى من كتابي [ الشفاعة ]
عن هذا التساؤل بوضوح

يوم الاثنين 7/7/2008
ماذا يعني لكـ ؟؟

كان يوما مميزا .. حيث اصدرت فيه صحيفة الجزيرة و بطلب من الشاعر / فيصل أكرم ..ملفا خاصا عني،
اشتمل على كتابات لـ 30 مثقفاً عربياً من الأدباء والمفكرين والأكاديميين، كما ضم العدد الخاص، صوراً خاصة لي وكلمة بخط يدي وأخرى بخط ابنتي أمل.

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ
__________________________________________________ ___

أخيراً ..,
هل لنا بمقتطف جميل من أحد كتبكـ ؟

لأنكم طلاب و طالبات جامعة طيبة .. حيثــُـ خير البقاع ،، وأطهرها ..
الذين ننتظر منهم أن يكونوا قادة الأمة و علمائها ..

فأهديكم اقتباسا من كتابي / [ زيارة للجنة و النار !! ] ..

"الحرب الوحيده المجديه هى .. [ الحرب على الكسل و الحرب على الجهل ] ..
و المسارعه على الأخذ بالأسباب و [ الأعتماد على الذات ] ..

و ما فعلـَـته اليابان .. و نهضتها من الصفر ..
و بلوغها إلى القمه و الصدارة فى سنوات قليله.. !

و ما فعلته سنغافورة..
و ما فعلته ماليزيا..!

و ما فعله الحفاة فى الصين ..!!

[ نستطيع أن نفعله] ..

إنه الحل الصعب..! و الدواء المر..!
و لكن لا يوجد غيره..

و مادام { عندك مخ } و يدان ماهرتان..
فـ لا يــُـوجد عذر ".

:
ــــ||.،‘ Mustafa Mahmood ‘،.||ــــ

مسكـ الـ خ ــتام .،‘..............................................

" حينما تتجمع عواطفنا الحبيسه .. .........................

لتخرج فى كلمة على الورق.. ........................

فإن سحابه من الراحه تلفنا.. ....................

و كأنما أنزاحت عن كاهلنا .. ................

أعباء العالم كله..

.
.. مخ ـرج}
في العام الفائت فقط
وافت الدكتور مصطفى محمود المنية
بعد أن بلغ الثامنة والثمانين من العمر
كانـ وسيبقى ممن يستحقونـ
~ البقاء في الذاكرهـ
وتحياتي

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير

جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك

دمت بحفظ المولى

صفحة 1 من اصل 1