في ظلال آية ..الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن / الداعية: نائلة هاشم صبري - القدس
-----------------------------------------------------
قال تعالى: «وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون
افلا تعقلون » الانعام.
وما هذه الحياة الدنيا التي نحياها الا لعب متاعها زائل ولذاتها فانية واجلها
قصير فيها السرور والحزن والفقر والغنى والمرض والعافية لها بابان يدخل الانسان
من باب ويخرج من الاخر.
قيل لنوح عليه السلام شيخ المعمرين الذي عمر ١٤ ٨٤ سنة كيف وجدت الدنيا
يانوح قال: دخلت من باب وخرجت من باب. الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن...
انقضاء الدنيا وزوالها حسرة وندامة على الكافر الذي غمس نفسه في اللعب
واللهو..فكل لذة في الدنيا يتبعها حسرة وألم في الاخرة.
حقاً ان الدار الاخرة هي الدار الباقية والدائمة...دار النعيم والخلود وجنة
المؤمنين المتقين. فيها الحبور والسرور والسعادة الابدية والراحة الدائمة والسكون..
فلا ألم ولا مرض ولا فقر ولا جوع ولا لغو ولا منغصات ولا تعب..
خيراتها كثيرة ودائمة لا تنقص. انها دار الراحة التامة وهي خير للمتقين الذي
اتقوا الشرك والكفر والمعاصي في دنياهم والناس بطبيعتهم يفضلون هذه الحياة
الدنيا الفانية. وما فيها من المتاع الزائل ويقدمونها على الدار الاخرة الباقية.
فالدنيا معناها الهبوط الدانية العاجلة فمن الحماقة ايثارها على الاخرة. «عن
ابي مسعود قال: اتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الاخرة، لان الدنيا حضرت
وعجلت لنا طيباتها وطعامها وشرابها لذاتها وبهجتها والاخرة غيبت عنا فأخذنا
العاجل وتركنا الآجل » القرطبي ص ٢٣ ج ٣٠ .
وعن ابي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احب
دنياه اضر بآخرته ومن احب آخرته اضرّ بدنياه فآثروا ما تبقى على ما يفنى .»
اخرجه احمد في مسنده حديث رقم ١٩٥٨٥ واخرجه الحاكم والبيهقي وابن
حبان وقال الهيثمي اسناده صحيح.
وعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الزهد في الدنيا
يريح القلب والحسد » اخرجه الطبراني وقال عمر بن الخطاب «ما الدنيا في
الاخرة الا كنفخة الارنب » اي صوت الارنب المرتفع عندما يثور متوعداً سرعان
ما يتقطع المحرر الوجيز ص ٤١٤ ج ١٥.
فالاخرة الباقية الاجلة بما فيها من نعيم دائم وثواب باق خير من الدنيا
الفانية العاجلة والباقي خير من الفاني.